يطلق على مجموعة المحاصيل المدارية التي تضم الشاي والبن اسم المنبهات، وذلك لاحتوائها على الكافين المنشط، ولذلك انتشرت زراعة هذين المحصولين وازدادت اهميتهما. وهناك مشروب آخر اقل منهما أهمية وشهرة، لكنه منتشر في أمريكا الجنوبية خاصة في شيلي ويعرف باسم (ييربماتو)، ولذلك فهو لا يدخل في التجارة الدولية على نطاق كبير.

ويطلق على هذه المحاصيل (المحاصيل الاستعمارية)، وذلك لحاجة الاستعمار الى هذه المحاصيل التي ترتبط بالمناطق المدارية. ولذلك سعى الاستعمار الى ادخال هذه المحاصيل والاهتمام بها وانتاجها على نطاق كبير في مناطق نفوذه في المناطق المدارية، نظرا لصعوبة انتاجها في دولهم، ولأهميتها لهذه الدول اقتصاديا وسياسيا.

وعلى الرغم من ان هذه المحاصيل تنتج في المناطق المدارية، الا انها تختلف في أهميتها من قارة الى أخرى. فالشاي يعتبر حكرا لآسيا، والبن تحتكره قارة أمريكا الجنوبية كما يبدو من مناطق انتاجهما.

الشاي Tea:

يعد الشاي من اكثر محاصيل المنبهات أهمية. وقد عرف الشاي كمشروب منذ زمن طويل في الهند والصين منذ نحو 600 ق م. والمرجح ان موطنه الأصلي منطقة آسام في شمال شرق الهند، ومنه امتدت زراعته امتدادا كبيرا في الأقاليم المدارية ودون المدارية. وهو محصول مداري أساسا، لكنه زرع في المناطق المعتدلة الدفيئة عند جبال القوقاز على دائرة عرض 30 ْ شمالا حيث درجة الحرارة المناسبة. وتمتد زراعته جنوبا حتى دائرة عرض 30 ْ جنوبا.

ويزرع الشاي أساسا على المنحدرات الجبلية في العروض المدارية الرطبة، وقد يزرع في مزارع سهلية واسعة كما هو الحال في مزارع الشاي بوادي برهمابترا، وفي جنوب غرب الصين وشمال بورما. وتختلف أنواع الشاي المنزرعة من فصل الى آخر كما تتأثر أوراق أشجار الشاي بظروف التربة.

وهناك نوعان رئيسيان لنبات الشاي هما: الشاي الهندي (الأسامي) والشاي الصيني. والشاي الهندي يعد احسن من النوع الصيني، ومنه ذلك الذي يزرع في سري لانكا الذي يعد اجود أنواع الشاي , ويزرع الشاي في مزارع واسعة وفي حقول صغيرة حيث تزرع شجيرات الشاي في صفوف منتظمة تتباعد عن بعضها البعض بنحو 5 اقدام. ويهتم الزراع بتقليم الشجيرات، وجمع الحشائش الضارة، ومعالجة الاغصان الضامرة، والعناية بالتربة لعدم تعرضها للتعرية وانجرافها. وبدا الزراع يستخدمون الأسمدة بدرجة كبيرة لتخصيب التربة. وبدون عملية التقليم قد ترتفع الشجرة الى ما بين 30 – 50 قدما وتصبح اوراقها غير جيدة الطعم. وتورق شجرة الشاي من عمر 3 – 8 سنوات، ويمكن ان تظل تورق حتى 30 سنة.

ويصنف الشاي الى ثلاثة أصناف رئيسية: الأسود، والاخضر، وشاي القوالب. ويجهز الشاي الأسود في الهند وبنجلاديش وسيري لانكا واندونيسيا وبعض المناطق الأخرى التي تزرعه مثل تركيا، ومنطقة سفوح القوقاز. وتجفف الأوراق بعد قطعها، ثم تسحق وتخمر، ثم تحمص الأوراق المخمرة وتغربل الى درجات مختلفة. ويجهز الشاي الأخضر في الصين واليابان وفرموزا، وهذا الصنف لا يخمر، بل تجفف الأوراق ثم تبرم. اما شاي القوالب فيعد من الاغصان المتكسرة والأوراق الخضراء وتراب الشاي وتخلط كلها وتصنع على شكل كتل بعد خلطها بعجينة من الأرز. ويمكن تجهيزه أيضا بضغط تراب الشاي الى قوالب بواسطة ضغط البخار.

وقد تنتج الشجرة الواحدة عدة مجموعات من الأوراق مختلفة الألوان، تصنف بدورها الى عدة أنواع من الشاي. وبعد جمع الأوراق وقبل ان يطرح الشاي في الأسواق العالمية تتم عملية المزج، أي خلط أنواع مختلفة من الشاي لإنتاج نوع يتفق مع رغبة المستهلكين.