عاصرت اشور منذ العصور المبكرة اواخر عصر بداية الاسرات السومرية . ولقد عاشت المدن الاشورية في تلك المرحلة المبكرة كدويلات مدن صغيرة ، كما خضعت هذه الدويلات الاشورية للأكديين ، ومن بعدهم للجوتيين . وانتهزت الدول الاشورية فرصة العصر الجوتي المظلم في الجنوب لتستقل لفترة وجيزة . وردت في جداول الملوك الاشورية اسماء لملوك لا يعرف عنهم الكثير ، ولعل حكمهم يعاصر العهد الجوتي .

وفي عصر اسرة اور الثالثة ، ضمت بلاد الاشوريين الى الامبراطورية السومرية . وكان ملوك أور يعينون الولاة على أشور. وبعد سلالة اور الثالثة، عادت الاحوال السياسية كما نعلم الى ما كانت عليه في زمن دويلات المدن . وانتهز الاشوريون فرصة الفوضى في الجنوب ، فكونوا اسرة حاكمة جديدة في الشمال أسسها بزر أشور الاول Puzur ashur I ويسمى عصرها اصطلاحا باسم العصر الاشوري القديم. ولقد عاصرت هذه الاسرة في بدايتها عهود ايسين ولارسة . وقد أعاد بزر اشور بناء تحصينات اسوار اشور للمحافظة على استقلالها . وتشير الاسماء الواردة في جداول الملوك الى اسماء بعض ملوكها مثل شاليم أخوم Shallim-akhum الذي يوجد نص من عهده يشير الى طلب الاله اشور منه بأن يبنى معبدا .

وانه نفذ طلب الاله " ... من أجل حياته ومن أجل مدينته (1)... ".

ثم يأتي بعده ايلو شوما Ilushuma الذي عاصر مؤسس سلالة بابل الاولى المدعو سومو ابو . وكان ايلو شوما أول ملك اشورى يتدخل في الشؤون البابلية (2) .

وفي عهد خلفه ارشوم Erishum ، أزدهرت التجارة الى حد كبير بين اشور وآسيا الصغرى (3) ، كما أعاد بناء معبد اشور في آشور ، وبنى معبد للاله أدد Adad في نفس المكان الذي كان فيه معبدان قد كرسا لكل من ادد وآنو في عهد شمشى ادد الاول ، واعاد بناءهما تجلات بلاسر الاول (4) ويوجد نص من عهد ارشوم يعالج بناء المحكمة العليا وفيه يظهر اسماء سبعة من القضاة المقدسين يدعى احدهم (العدل) وآخر يسمى (الذي يصغى للمتبعد) وثالث يسمى (كلمته حق) (5) .

وقد خلف ارشوم ابنه اكولوم Ikunum الذي أعاد بناء اسوار مدينة اشور (6) ويبدو ان مدة حكمة لم تكن طويلة ، حيث خلفه على العرش شاروم كين Sharru-ken (سرجون الاول من أشور) .

وعهد شمشى أدد الاول Shamshi-Adad I الملك الاشوري ، اصبحت نينوى عاصمة لأول مرة، واتسع حكمه غربا حتى مارى، واقام نصبا باسمه في منطقة لبنان على شاطئ البحر الكبير (7) ، مما يعد أقدم توسع أشوري في بلاد الشام . وقد استخدم لقب ملك العالم شاركشتي Sharkishati وخادم انليل (8) . وتشير نقوشه الى انه جدد معبد عشتار في نينوى ، الذي كان قد بناه مانيشتوسو من أسرة اكد (9) .

وقد خلفه على العرش ابنه اشمى دجان الاول (10) الذي حاول ضم مارى. ولكنه في النهاية على اواسط الفرات وعلى الجزء الاكبر من شمال العراق (11). وعندما تولى حمورابي الحكم، استطاع ان يسيطر على مارى (12) كما اخذت أشور تتأثر بالحضارة البابلية (13) . وبذلك تكون أشور قد خضعت لحكم الجنوب ، وأصبحت جزءاً من امبراطورية حمورابي .

_________

(1). Lewy, H., Assyria C. 2600-1816 B.C., (in) C.A.H., 3rd ed.; Vol. 1. Part 2 B, Early History of the Middle East, Cambridge 1971, P. 754.

(2). Lewy, H., Ibid. P. 756.

(3). Lewy, H., Ibid. P. 759.

(4). Lewy, H., Ibid. P. 759.

(5). Lewy, H., Ibid. P. 760.

(6). Lewy. H., Ibid. p. 761.

(7). Leo Oppenheim, A., Historical Documents., «Shamshi-Adad I (About 1726-1694) : First contact with the west», (in) , A.N.E.T., P. 274.

 (8) Frankfort, H., Kingship and the Gods, A study, of Ancient Near Eastern Religion as the Integration of Society and

Nature, Chicago 1969, P. 229.

(9). Lewy, H, Op. Cit, P. 741.

(10). Lewy, H., Ibid. P. 749.

(11). Kupper J.R., ’«Northern Mesopotamia and Syria», (in) C.A.H., 3rd ed., Vol. 2, Part,,1, History of the Middle East and the Aegean Region C. 1800-1380 B.C., Cambridge 1973, P. 8.

(12). Kupper, J.R., Ibid. P. 28.

(13). Frankfort, H., the Art and Architecture of the Ancient Orient, London 1954 P. 65.