المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5816 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الحث على المشاورة والتواضع
2024-04-24
معنى ضرب في الأرض
2024-04-24
معنى الاصعاد
2024-04-24
معنى سلطان
2024-04-24
معنى ربيون
2024-04-24
الإمام علي (علي السلام) وحديث المنزلة
2024-04-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التاريخ  
  
3110   09:59 صباحاً   التاريخ: 9-1-2017
المؤلف : بـــــان حسين حسن داود الســنجــري
الكتاب أو المصدر : مدرستا البصرة والكوفة في التاريخ في القرن الثالث الهجري
الجزء والصفحة : ص8- 18
القسم : التاريخ / التاريخ والحضارة / التاريخ /

 التاريـخ لغـتاً واصطلاحا:

لقد اختلف الباحثون في اصل لفظة (تاريخ) ومدلولها اللغوي والاصطلاحي في الحضارة العربية الإسلامية راجعين في ذلك إلى المعاجم اللغوية العربية وكتب التاريخ العربي الإسلامي التي وردت فيها إشارات إلى هذا الموضوع .

التواريخ: جمع تأريخ بالهمز– وتاريخ بتسهيل الهمز، قـال الجوهري (ت397هـ/1006م) (1).

 التأريخ: تعريف الوقت والتوقيت والتوريخ مثله يقال أرخت وورخت ، وقيل اشتقاقه من الارخ بفتح الهمز وكسرها ، وهي الأنثى من بقر الوحش لأنه شيء يحدث كما يحدث الولد .

وقد فرق الأصمعي بين اللغتين ، فقال : بنو تميم يقولون – ورخت الكتاب توريخاً . وقيس تقول – أرخته تاريخاً وهذا يؤكد كونه عربياً . إضافة إلى أن الدين الاسلامي يعد  التاريخ اساساً في عقيدته ، قال تعالى : { لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِأُولِي الْأَلْبَابِ } [يوسف: 111] (2)، فعلى سبيل العظه والاعتبار بحث القران الكريم عن بعض الأمم السالفة نوه عن بعض أعمال أنبيائها وأخبار ملوكها وطغاتها ومن هذه الوجهه يكون القران أول كتاب تاريخي انطوى على فكرة التاريخ ، وأتى ممهداً للمسلمين سبل تكوين التواريخ العامة ، وباعثا فيهم الأخذ بالأسباب الموجبة لذلك وان لم ترد كلمة تاريخ بالنص في القران أو الأحاديث الشريفة أو في شعر شعراء العرب قبل الاسلام  (3).

وتاريخ كل شيء غايته الذي ينتهي إليه زمنه ومنه قيل لفلان تاريخ قومه ، اما لكون إليه المنتهى في شرف قومه (4).

وبالرجوع إلى المعاجم اللغوية نلاحظ أن أقدمها وهو العين للفراهيدي (ت175هـ / 791م) (5) والذي يعطينا مدلولاً لغوياً لكلمة تاريخ والتي جاءت من: أرخ، وجمعه (أراخي) وقد أتى بمعنى صغار الأنثى من بقر الوحش . فيؤكد بذلك اصلها العربي على ما في هذا الاشتقاق من تعسف لبعد ما بين بقر الوحش والتاريخ .

ومن ثم جاءت أولى التفسيرات الاصطلاحية للفظة عند ابن دريد (ت321هـ / 933م) الذي أورد استخداماً للمصطلح بقوله: ورخت الكتاب وارخته ومتى ارخ كتابك وورخ (6)، ويضيف ان هاتين اللفظتين سمعتا من العرب واستخدمتا لديهم(7). اما الجواليقي (ت540هـ / 1145م) (8) فاجمل لنا اراء اللغويين حول اللفظة ومدلولها الاصطلاحي بقوله: التاريخ الذي يؤرخه الناس ليس بعربي محض وان المسلمين اخذوه عن اهل الكتاب. ويقال ان الارخ الوقت والتأريخ كأنه التوقيت . ولا نجد اية زيادة الى ما تقدم عند ابن منظور (ت719هـ / 1319م) في لسان العرب (9).

ولقد حاول باحثونا المحدثون البحث عن اصل هذه اللفظة فذهبوا بذلك مذاهب عديدة اذ يبدو ان اصول كلمة  تاريخ مستمدة من الكلمة السامية (يرخ) التي تعني الشهر الذي يلوح شبحها من (ياربخ) العبرية ومعناها القمر ، وعلى هذا القياس يكون معنى كلمة تاريخ هو التوقيت او تحديد الشهر (10)، وهي مقتبسة من اصول حبشية(11) وهي في الاكدية (ارخو) غير ان ذلك لا يعني ان كلمة تاريخ مشتقة من الاكدية او العبرية او الارامية او السريانية ولكن من الثابت ان المناطق العربية الجنوبية اليمنية استخدمت لفظ ( ورخ) و (توريخ) قديماً ومنها جاءت كلمة تاريخ ومؤرخ وعلى هذا فان كلمة تاريخ لفظ عربي اصيل وان استخدمت الشعوب القديمة لفظاً مماثلاً له والذي يؤكد الاصل العربي ظهور جذر (أرخ) في نقش عربي جنوبي كأسم في معنى مقارب للتعابير القانونية العامة التي تعني حكم او ما شابه ذلك (12).

ومنهم من زعم لفظ تاريخ تعريب لكلمة ( ماه روز) الفارسية ، والتي تعني حساب الشهور ثم عربت فقالوا : (مؤرخ) وجعلوا مصدرها التاريخ (13).

غير ان الكثير من الباحثين يؤكدون على عروبة مصطلح التاريخ .. وانه ليس نقلاً او اقتباساً او استعارة من الغير، ان كلمة تاريخ كلمة عربية ومن ابداع العرب (14). حيث ورد استخدامها في بردية زمن عمر بن الخطاب يرجع تاريخها الى عام (22هـ/642م) مما يشير الى ان اللفظ كان متداولاً في تلك الحقبة (15).

وقد أكد جب (16) من ان (التأريخ) لفظ عربي بمعنى العهد او الحساب او التوقيت أي تحديد الوقت وتحديد الشهر. وقد نظر العرب المسلمون الـى مفهـوم التاريـخ علـى مـا جاء بـه القران الكريم من نظـرة شموليـة للكـون او الحيـاة وحـدد معالمه بوضـوح بكثيـر مـن الآيات القرآنية التـي نشيـر هنـا الـى بعـض منهـا : {وَكُلًّا نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءَكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ} [هود: 120] (17). {كَذَلِكَ نَقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنْبَاءِ مَا قَدْ سَبَقَ وَقَدْ آتَيْنَاكَ مِنْ لَدُنَّا ذِكْرًا} [طه: 99] (18)  و {وَمَثَلًا مِنَ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِكُمْ وَمَوْعِظَةً لِلْمُتَّقِينَ} [النور: 34] (19).

ان هذه الآيات تحمل من الدلالات الزمانية والمكانية التي تم توظيفها لكي تخدم المفهوم الاسلامي للتاريخ قد مثلت حالة متقدمة من الوعي العربي الاسلامي للقيمة الزمانية والمكانية والفعل الانساني المؤثر في الاحداث .

فالتاريخ تنوعت تعاريفه وتعددت بتنوع ثقافات الذين ولجوا موضوعه واهواءهم وانتماءاتهم ومذاهبهم فتراءت لهم تعاريفه من طبيعة مهمته ومن دوره الذي يقوم به ضمن اطار الثقافة العربية الاسلامية .

 وقد تم تعريفه بأنه: "معرفة البلاد والعادات والاثار الماضية والحاضرة " (20) وعرفه المؤرخون العرب: العلم الذي يبحث عن الزمان واحواله وعن احوال ما يتعلق به من حيث تعيين ذلك وتوقيته(21) .

اما ابن خلدون فقد سبقهم في اتساع هذه السمة عندما يتحول التاريخ الى الاخبار عن كل ما يتعلق بجيل من الاجيال فيقول عن التاريخ بانه ذكر الاخبار الخاصة بعصر او جيل (22).

ويبدو انه كلما تقدمنا باتجاه الحاضر ، فان تعارف التاريخ تقترب اكثر فأكثر من الجوانب الاجتماعية والحضارية فمثلا طاش كبرى زاده (23) يعرف التاريخ بانه " هو معرفة احوال الطوائف وبلدانهم ورسومهم وعاداتهم وطبائع اشخاصهم وانسابهم ووفياتهم الى غير ذلك ". فموضوع التاريخ عنده كما عند السخاوي هو تاريخ امة او مجتمع بكل مافي الامة من افكار وعقائد وعلماء وفلاسفة وشعراء، فهو دراسة للعناصر الحركية في حياة المجتمع : النبي والحكيم ، العالم ، الفيلسوف ، الشاعر والصانع (24). 

واكد جب ان للتاريخ معنيين:

 الاول: بمعنى التاريخ العام، أي تسجيل الحوادث عام وبمعنى الاخبار مرتبة حسب العصور ، والثاني: بمعنى تحديد بداية الاخبار الخاصة بعصر من العصور وبمعنى حساب الازمان وحصرها وبمعنى تحديد زمن وقوع الحوادث تحديداً دقيقاً (25).

ظهـور المصطلح:

اما عن ظهور مصطلح التاريخ في ثقافتنا العربية الاسلامية فيتبين ان كلمة التاريخ بدأت حياتها تعبيراً فنياً بعد ظهور التاريخ الهجري الذي وضعه عمـر بـن الخطاب اذ مرت كلمة التاريخ بتطورات عديدة في ثقافاتنا ، فقد بدأت بمعنى التقويم والتوقيت في صدر الاسلام ثم صارت تعني تسجيل الاحداث على اساس الزمن وصارت تطلق على عملية التدوين التاريخي منذ منتصف القرن الثاني للهجرة ، اذ يبدو ان اقدم استخدام لمصطلح التاريخ هو عند سفيان الثوري (ت161هـ/777م) (26) بقوله " لما استعمل الرواة الكذب استعملنا لهم التاريخ " (27)، ويبدو هنا مصطلح التاريخ وسيلة لكشف كذب الرواة وعلى الارجح يقصد به (الزمن) تحديداً ، لانه لم تكن طريقة اهل التاريخ في التحقق والنقد قد ظهرت بعد لتكون وسيلة في كشف كذب الرواة ، أي ان الوقت والحدث هما اللذان يقرران معاصرته لما يروى ، وللشخص الذي روى ما يروى لاول مرة حيث انهما يستخدما في التثبت من اهلية الراوي لرواية ما يروي (28).

وقد استخدمه عوانه بن الحكم (ت147هـ/764م ) عنواناً لكتابه (كتاب التاريخ) (29) وبذلك تكون الكلمة قد اكتسبت معنى الكتب التاريخية في القرن الثاني الهجري / الثامن الميلادي.

 وقد تطور معنى التاريخ منذ بداية القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي عموماً واصبح يطلق على العلم بأحداثه واخباره وبدأ استعمال المصطلح يعم تدريجياً فضلاً عن المفهوم الاسلامي قد تحددت معالمه بصورة واضحة عند مؤرخي القرن الثالث الهجري  ، اذ انطوت مقدمات كتاباتهم على فكرة واضحة لمفهوم التاريخ عند المسلمين (30). فأصبحت كلمة تاريخ في العربية تحمل خمسة معاني :-

- سير الزمن والاحداث ، أي التطور التاريخي .

- تاريخ الرجال .

- عملية التدوين التاريخي ، او التاريخ ووصف التطور وتحليله .

- علم التاريخ والمعرفة به .

- تحديد زمن الواقعة او الحادثة باليوم والشهر والسنة (31).

والخلاصة ، فان كلمة (تاريخ) كلمة عربية ، دخلت الثقافة الاسلامية من اليمن للصلات الثقافية والحضارية والتاريخية بين اليمن والحجاز .

الخبـر والتاريـخ:

لقد عايش مصطلح التاريخ مصطلح ثان وهو الخبر، وكان له المدلول نفسه والمعنى ورغم ذلك فأن الخبر اسبق من التاريخ عند العرب، وعرفوه قبل ان يعرفوا التاريخ بمدلوله الاصطلاحي، ويتميز الخبر قبل الاسلام بارتباطه بالرواية الشفوية وذلك يعود الى قلة التدوين، واعتماد العرب على الذاكرة والحفظ (32) ، اذ كان الخبر احد علوم العرب قبل الاسلام مثل الايام والانساب والشعر فكانت للعرب اخبار قبل الاسلام (33) .

فلما جاء الاسلام ، اصبحت الاخبار ترتبط بالإسلام .. والظاهر ان رسالة الاسلام وخاصة في عصر الرسالة والراشدين قد شغلت العرب عما كان لهم قبل الاسلام من اخبار، فصارت الاخبار  في خدمة الاسلام وخاصة فيما يتعلق بالحديث النبوي الشريف فمثلاً ، قول الامام علي (عليه السلام): (اعلم من اتاك بالخبر اربعة رجال ليس لهم خامس) (34).

وقد وردت لفظة الخبر في القران الكريم بعدة صيغ هي: خبر (35)، اخباركم(36) ، اخبارها (37)، خبرأ (38)، وكذلك وردت بلفظة خبير(39) .

ومن جانب اخر فان لفظة خبر قد وردت في كتب الصحاح على وجوه عدة وهي تحمل المعاني والدلالات ذاتها التي حملتها لغتنا العربية وكتاب الله (القران الكريم) (40)، وظل الخبر في الثقافة العربية الاسلامية ، يتمتع بأهيمه كبيرة حتى في ايام الامويين والعباسيين، وظل يعرف بعلم الاخبار وعرف رواة الاخبار ونقلتها بالاخباريين .

حتى ان مجموعة من المصنفات في التدوين التاريخي اخذت عناوين ابتدأت بكلمة (الأخبار) او (أخبار) مثل: الاخبار الطوال لابي حنيفة الدينوري (ت282هـ/895م) و (أخبار العلماء باخبار الحكماء) للقفطي .

جعل الخوارزمي (ت384هـ/944م) في كتابه مفاتيح العلوم (41) الخبر مصطلحا للدلالة على المفهوم التاريخي لكلمة تاريخ وعد علم الاخبار احد العلوم العربية الستة والتي هي : علم الكلام واصول الفقه والنحو والشعر والاخبار والكتابة .

 فالخبر كان المعرفة السائدة عند العرب قبل الاسلام واستمر حتى بعد ظهور الاسلام وظهر بأجلى صورة في مدونات الاخباريين، غير ان تبعاً لحالة التطور، اصبح لا يفي بالمتطلبات الثقافية والحضارية الامر الذي سوغ ظهور مصطلح التاريخ واستخدامه في التدوين التاريخي بديلاً عن الخبر الذي اخذ بالتراجع منذ القرن الثاني الهجري . وبدأت كلمة تاريخ تحل بالتدريج محل كلمة خبر فأخذت تطلق عملية التدوين التاريخي وعلى حفظ الاخبار بشكل متسلسل متصل الزمن والموضوع . وبدأ ذلك منذ اواسط القرن الثاني الهجري (42)، ثم شاعت كلمة التاريخ حتى اصبحت عناوين كتبها أخباريون او مؤرخون فيما بعد فلعوانة بن الحكم (ت143هـ/760م ) كتاب اسمه (كتاب التاريخ) (43) و(التاريخ على السنين) كان عنواناً لكتاب الهيثم بن عدي (ت207هـ/822م ) (44). وكتب اخرى حملت لفظة التاريخ للواقدي ولخليفة .

فما ان طل القرن الثالث الهجري / التاسع الميلادي ، حتى صارت كلمة (تاريخ) تطلق على العلم بأحداث التاريخ واخباره واخبار الرجال وعلى الكتب التي تحوي ذلك، وحلت ولو بنسبة بسيطة محل كلمتي (الخبر والاخباري) وقد انحصرت قيمتها العلمية في القرن الرابع الهجري (45).

على ان المصطلحين قد تعايشا مدة من الزمن، بعد ظهور مصطلح التاريخ ونجد مؤلفات مجموعة من الاخباريين تأليفا في كلا المصطلحين مثل كتاب (اخبار الحسن ووفاته) للهيثم بن عدي زيادة على كتب اخرى(46). كما كتب المدائني (ت228هـ/842م) فـي (اخبار النبي)، و(أخبار قريش)(47)، (أخبار الخلفاء)(48)، (أخبار العرب واخبار الشعراء).. الخ (49).

وعلى الرغم من ذلك فقد ظل مصطلح الخبر مستخدما في عملية التدوين التاريخي في القرون التالية حتى اننا نجد ابن خلدون يسمي كتابه (بكتاب العبر والمبتدأ والخبر) لكن مصطلح التاريخ احتواه واصبح المصطلح الذي يمثل العملية الاخبارية وتدوين الاخبار ضمن تحديد زمن معين وثابت .

وأخيراً نقول ، لقد استعمل الاخباريون كلمة كتاب دون استخدام كلمة (خبر) او (تاريخ) مثل عوانة بن الحكم (كتاب سيرة معاوية وبني امية) (50)، ولهشام بن الكلبي (ت206هـ/821م) (كتاب حلف الفضول) (51)، و(كتاب اليمن) (52). ومثلها كتب للمدائني وغيرهم من الاخباريين ممن ابتدأت عناوين مؤلفاتهم بكلمة كتاب .

الوعـي التاريخـي عند العرب قبل الإسلام:

ان علم التاريخ علم قديم يرجع الى الوقت الذي ترك فيه الانسان اثاره على الصخر فالانسان البدائي الذي عاش في الكهوف ، زين كهفه بتلك النقوش البدائية التي تصور حياته. وربما كانت تلك الصور التي حفظتها لنا كهوف الانسان الاول هي اول ما دون الانسان من تاريخه (53). 

فالتاريخ اذن قديم قدم الحياة الانسانية على الارض وان لم يصل الينا الا من ثنايا الحفريات التي تكشف كل يوم عن الجديد من حياة الانسان الاول او تطور الحياة على سطح الارض ، وبالتالي فهو يسبق مرحلة التدوين التاريخي وقد سبقه اهتداء الانسان الى الكتابة اذ عمل الانسان على تصوير حياته وتسجيلها في تلك الصور التي حفرها على جدران كهفه البدائي .

وقد دون الكتبة القدماء انواعاً مختلفة من التاريخ اشهرها تنظيم جداول او اثبات سلالات الملوك التي حكمت البلاد واوسعها ما يسمى بجداول الملوك السومرية ، وهي اوسع جداول باسماء الملوك والسلالات التي حكمت وادي الرافدين (54). وحملاتهم العسكرية فدونوها على التماثيل والنصب واللوحات الجدارية او كتبوها على هيئة رسائل او تقارير موجهة الى الالهة او دونوها على اسطوانات فخارية في اسس الابنية (55) كل ذلك يؤكد بان لديهم احساس عميق بالتاريخ.

__________

(1) الجوهري ، اسماعيل بن حماد (ت397هـ) ، الصحاح ، تاج اللغة وصحاح العربية ، تحقيق: احمد عبد الغفور، ط3 ، ( بيروت ، 1984 ) ، ج1 ، ص418 .

(2) سورة يوسف ، اية : 111 .

(3) الشرقاوي ، عفت ، في فلسفة الحضارة الاسلامية ، ( بيروت ، 1979 ) ، ص318 .

(4) الصولي ، محمد بن يحيى (ت336هـ) ، ادب الكتاب ، تحقيق : محمد بهجت الاثري ،                           ( القاهرة ، 1341هـ)، ص178 .   

(5) الفراهيدي ، الخليل بن احمد (ت175هـ) ، كتاب العين ، تحقيق : د. مهدي المخزومي واخرون ، (بغداد ، 1982 ) ، ج4 ، ص31.

(6) ابن دريد ، ابو بكر محمد بن الحسن الازدي (ت321هـ) ، جمهرة اللغة ، حيدر اباد ، (الدكن ، 1345هـ )، ج2، ص216 .

(7) ابن دريد ، جمهرة اللغة ، ج2 ، ص216 .

(8) الجواليقي ، ابو منصور ( ت540هـ) ، المعرب من الكلام على حروف المعجم ، تحقيق : احمد محمد ، (القاهرة ،1969) ص 137-138

(9) ابن منظور، جمال الدين بن مكرم الافريقي( ت711هـ) ، لسان العرب، تحقيق : امين محمد عبد الوهاب واخرون ، (بيروت، 1955م )، ج1 ، ص113 .

(10) موافي، عثمان، منهج النقد التاريخي عند المسلمين والمنهج الاوربي، (مصر، 1976)، ص198 .

(11) ريان ، رجائي ، مدخل لدراسة التاريخ ، (عمان ، 1986) ، ص32 .

(12) روزنثال ، فرانز ، علم التاريخ عند المسلمين ، ترجمة : صالح احمد العلي ، (بغداد، 1963 )، ص22 .

(13) السخاوي ، ابو الخير محمد شمس الدين (ت902هـ) ، الاعلان بالتوبيخ لمن ذم التاريخ ،مطبوع مع كتاب روزنثال ، علم التاريخ عند المسلمين ، (بغداد ، 1963 )، ص383 .

(14) العروي ، عبد الله ، العرب والفكر التاريخي ، ط2 ، (بيروت، 1985 )، ص18 .

(15) السالم ، السيد عبد العزيز ، التاريخ والمؤرخون العرب ، (بيروت، 1981) ، ص18 . 

(16) جب ، هاملتون ، علم التاريخ ، دائرة المعارف الاسلامية ، ترجمة : ابراهيم خورشيد واخرون ، (بيروت ، 1981 ) ، ج4، ص26-27 .

(17) سورة هود ، اية : 120 .

(18) سورة طه ، اية : 99 .

(19) سورة النور ، اية: 34 .

(20) جمال الدين عبد الصاحب جعفر، دراسة التاريخ عند العرب وكيف تطورت ، مجلة العربي ، عدد 154 ، (الكويت ، 1971 )، ص35 .

(21) الكافيجي ، محي الدين محمحد بن سليمان (ت879هـ) ، المختصر في علم التاريخ ، مطبوع مع كتاب روزنثال، علم التاريخ عند المسلمين ، (بغداد، 1963 )، ص327 .

(22) ينظر: ابن خلدون، عبد الرحمن بن محمد (ت808هـ)، المقدمة، ط3، (بيروت،1967)، ص4-9 .

(23) طاش كبرى زاده ، احمد بن مصطفى (ت963هـ) ، مفتاح السعادة ومصباح السيادة في موضوعات العلوم ، حيدر اباد ، ( الدكن ، 1937 ) ، ص259 ؛ ابن منظور ، لسان العرب ، ج1 ، ص114 . 

(24) محل، سالم احمد ، المنظور الحضاري في التدوين التاريخي عند العرب حتى عصر ابن خلدون ، كتاب رقم 60،( 1418هـ )، ص10 .

(25) جب ، علم التاريخ ، ص15-16 .

(26) ابن سعد ، محمد بن منيع البصري (ت230هـ) ، الطبقات الكبرى ، تحقيق : عبد السلام هارون ، (بيروت، 1979 )، ج1 ، ص371 ؛ ابن خلكان ، ابو العباس شمس الدين بن احمد (ت688هـ) ، وفيات الاعيان وانباء ابناء الزمان ، تحقيق : احسان عباس ، (بيروت، 1969 )، ج2 ، ص266 ؛ ابن حجر العسقلاني ، ابو الفضل احمد بن علي (ت852هـ) ، تهذيب التهذيب ، حيدر اباد ، (الدكن ، 1325هـ)، ج4 ، ص111-115 ؛ الزركلي ، خير الدين ،الاعلام ، ط2 ، (بيروت ، 1969 )، ج3 ، ص158 .

(27) الشهرزوري ، ابو عمرو عثمان بن عبد الرحمن بن الصلاح( 463هـ) ، المقدمة ، تحقيق : عبد الرحمن عثمان ، ط2 ، (المدينة المنورة ، 1969 )، ص432 ؛ السخاوي ، الاعلان بالتوبيخ ، ص390 .

(28) الحديثي ، نزار عبد اللطيف سعود ، علم التاريخ عند العرب فكرته وفلسفته ، مطبعة المجمع العلمي العراقي ، (بغداد ، 2001م )، ص122 .

(29) ابن النديم ، محمد بن اسحق الوراق (ت385هـ) ، الفهرست ، (طهران ، 1971 ) ، ص103 .

(30) ينظر: الطبري ، ابو جعفر محمد بن جرير (ت310هـ) ، تاريخ الرسل والملوك ، ط5 ، تحقيق : محمد ابو الفضل ابراهيم ، ط5 ، ( القاهرة ، 1987 ) ، ج1 ، ص14-32 .

(31) مصطفى ، شاكر ، التاريخ العربي والمؤرخون ، ط2 ، (بيروت ، 1979 ) ، ج1 ، ص50-51 ؛ جب ، هاملتون ، دراسات في حضارة الاسلام ، ترجمة : د. احسان عباس وآخرون ، ط2 ، (بيروت ، 1974) ،  ص17 . 

(32) ابن عبد البر ، ابو عمر يوسف النمري القرطبي (ت463هـ) ، جامع بيان العلم وفضله ، مراجعة : عبد الرحمن عثمان ، ط2، (المدينة المنورة ، 1968 )، ج1 ، ص32 . 

(33)  الطبري ، تاريخ ، ج2 ، ص123 ؛ فياض ، عبد الله ، التاريخ فكرة ومنهجاً ، ط2، (بغداد، 1977 )،       ص20-21 . 

(34) ابن ابي الحديد ، ابو عبد الحميد هبة الله (ت656هـ) ، شرح نهج البلاغة ، تحقيق : محمد ابو الفضل ابراهيم، (بيروت ، 1987 ) ، ج11 ، ص38 .

(35) سورة النمل ، اية : 7 ؛ سورة القصص ، اية : 29 . 

(36) سورة التوبة ، اية : 49 . 

(37) سورة الزلزلة ، اية : 4 . 

(38) سورة الكهف ، اية 68 و 91 . 

(39) وهي من اسماء الله عز وجل وهي العالم بما كان وما يكون ، سورة البقرة ، اية : 234 و 271 . 

(40) وردت كلمة خبر في كتب الصحاح فكانت (71 لفظة) ، ينظر : فنسنج ، د. ي. ب. و د. أ. ب. ونسنك ، المعجم المفهرس لألفاظ الحديث النبوي عن الكتب الستة وعن مسند الدارمي وموطأ مالك ومسند ابن حنبل ، (ليدن، 1943 )، مج4 ، ص3-5 .

(41) الخوارزمي ، محمد بن احمد بن يوسف ، (ت384هـ) ، مفاتيح العلوم ، (القاهرة ، 1342هـ)، ص62-63 . 

(42) مصطفى ، شاكر ، التاريخ العربي والمؤرخون ، ج1 ، ص51 . 

(43) ابن النديم ، الفهرست ، ص103 . 

(44) ابن النديم ، الفهرست ، ص99-100 ؛ سالم ، السيد عبد العزيز، التاريخ والمؤرخون العرب ، ص183 .

(45) مصطفى ، شاكر ، التاريخ العربي والمؤرخون ، ج1 ، ص51 .

(46) ابن النديم ، الفهرست ، ص112 .

(47) فهد ، محمد بدري ، المدائني شيخ الاخباريين ، مطبعة القضاء ، ( 1975)، ص21 و23 و35 و45. 

(48) ابن النديم ، الفهرست ، ص115 . 

(49) ابن النديم ، الفهرست ، ص116 .

(50) ابن النديم ، الفهرست ، ص103 .

(51) ابن النديم ، الفهرست ، ص108 .

(52) ابن النديم ، الفهرست، ص109 .

(53) عبد الله ، يسري عبد الغني ، معجم المؤرخين المسلمين حتى القرن 12هـ ، ط1 ، (بيروت ، 1991 )،  ص21 .

(54) باقر ، طه واخرون ، تاريخ العراق القديم ، (بغداد ، 1980 ) ، ج2 ، ص167-168 . 

(55) سليمان ، عامر ، العراق في التاريخ ، (بغداد ، 1983 ) ، ص227-228 .




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع