سلالة كيش الأولى :

اول سلالة حكمت بعد الطوفان في بداية الالف الثالث قبل الميلاد، حيث نجح ملوكها في تحقيق الوحدة الداخلية للقطر. وكان مركزهم مدينة كيش (تل الاحيمر) بالقرب من بابل ولقد حملت قائمتهم البالغ عدد ملوكها ثلاثة وعشرون اسماء سامية مما يدل على استيطان بعض القبائل السامية (الجزرية) قبل السلالة الأكدية بعده قرون.

ولعل أهمية هذه السلالة إنما ترجع إلى اتخاذ العديد من الملوك القدامى لقب (ملك كيش) إشارة لاتساع سلطانهم السياسي في البلاد من ناحية ولتطور مدلول اللقب من ناحية اخرى.

وترتبط احدى الاساطير بالملك الثالث عشر بقائمة سلالة كيش ويدعى (اتانا) واذ نذكر ان كان ورعا يبجل الآلهة ويقدرها. ولما كان محروما من الذرية فقد ارتقى إلى السماء على ظهر نسر كان قد أنقده من الهلاك ليحصل على (نبات النسل) وقد كانت هذه الاسطورة الشعبية موضوعا لنقوش الاختام الاسطوانية التي طبعوها على الألواح الطينية، تخليدا لها ولذكرى صاحبها. ولعل هذه الاسطورة توضح ما سقناه من ارتباط الملوك في هذا العصر ببعض القصص الاسطوري. ومن ملوك هذه السلالة المحاربين انمى بارجاسى وأجا.

وقد قام الاول بمحاربة عيلام والانتصار عليها، كما شيد معبدا للآلهة أنليل في نيبور. أما الثاني، فقد حملت سيدته احدى القطع الادبية السومرية المعروفة باسم جلجامش الذي رفض انذار ملك كيش اجا بالخضوع. كما رفض الانصياع لمطلب مجلس حكماء المدينة بالإذعان لملك كيش وصمم على مواجهتها وكان له ذلك بالفعل.

وعلى آية حال فقد انتهت هذه السلالة بعد صراع بين حكامها اجا وبين جلجامش حاكم الوركاء انتهى لصالح الاخير ليبدأ عهد سلالة جديدة في حين اصبح حاكم كيش تابعا للسيد الجديد.