هو هشام بن محمّد بن السائب ين بشر الكلبيّ (204 هـ) من الاعلام المشاهير ، بل هو ركن من أركان النهضة الشرقية ، وأساطين العلم وصناديد العرفان ، أيام كانت الحضارة الإسلامية بالغة ذلك الشأو البعيد ، وذلك الصيت الباقي على توالي الأيام (1) 

يقول ابن النديم :  إنه عالم بالنسبة وأخبار العرب وأيامها ومثالبها ووقائعها . اخذ العلم عن أبيه محمّد وجماعة من الرواة : قال لي أبي : أخت نسب قريش عن أبي صالخ ، وأخذه أبو صالح عن عقيل بن أبي طالب (2) .

يقول السمعاني : أبو المنذر هشام بن محمد بن السائب ، من اهل الكوفة ، صاحب النسب . يروي عن أبيه وجماعة (عدّدهم) ، وعقبه بقوله : وكان غالياً في التشيع (3) . وذكر القمي حكاية عنه بشأن أبيه : إنه صاحب التفسير ، كان من أهل الكوفة قائلاً بالرجعة . وابنه هشام ، ذا نسب عال ، وفي التشيع غال (4) .

وقال الذهبي : أبو المنذر الإخباري النسابة العلامة . روى عن أبيه أبي النضر الكلبي المفسر ، وعن مجاهد . وحدث عنه جماعة . وعن ابن عساكر : إنه رافضي (5) .

وقال أبو العباس النجاشي : هشام بن محمد بن السائب أبو المنذر الناسب ، العالم بالأيام ، المشهور بالفضل والعلم . وكان يختص بمذهبنا ، وله الحديث المشهور .قال : اعتلك علّة عظيمة نسيت علمي ، فجلست إلى جعفر بن محمد (عليه السلام) فسقاني العلم في كأس ، فعاد إلي علمي . وكان أبو عبد الله (عليه السلام) بقربه ويدنيه ويبسطه (6) .

وله آثار كثرة . فإن كان أبوه خلف كتابه الكبير في التفسير ، فإن الولد خلف أكثر من مائة كتاب وتأليف (7) .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1ـ من كلام أحمد زكي في مقدمة كتاب الأصنام ، ص15 .

2- الفهرست لابن النديم ، ص145 – 146 .

3- أنساب السمعاني ، ص86 .

4- الكنى والألقاب ، ج3 ، ص118 .

5- ميزان الاعتدال ، ج4 ، ص304 .

6- رجال النجاشي ، ج2 ، ص399 ، رقم 116 .

7- الكنى والألقاب ، ج3 ، ص118 .