يرتبط تطور الإدارة المالية بتوجهين على درجة كبيرة من الأهمية خلال المرحلة المقبلة هما تعاظم النشاط التجاري الدولي  و الاستخدام المتزايد لتكنولوجيا الحاسبات الآلية:

1- تعاظم النشاط التجاري الدولي:                               

 أربعة عوامل أدت إلى تعاظم النشاط التجاري الدولي هي :

- التحسينات التي حدثت في مجالي النقل و الاتصالات و التي أدت إلى تخفيض مدة و تكاليف الشحن مما جعل التجارة الدولية ذات فائدة أعظم.

- ازدياد النفوذ السياسي للمستهلكين الذين يرغبون في الحصول على منتجات عالية الجودة و بأسعار مخفضة و المتوقع منه تخفيف الحواجز التجارية بين الدول، مثل القيود الجمركية على السلع المستوردة و قوانين الحماية على الصناعات.(1)

- نظراً لاستمرار الضغوط على الصناعة لتطوير منتجاتها، ستزداد الحاجة لتكنولوجيا أكثر تطوراً، مما سيزيد الحاجة لتوظيف مبالغ ضخمة، و زيادة في تكاليف تطوير المنتجات، و تبعا لذلك ستزيد المبيعات لتحقيق وضعا تنافسيا أقوى للشركات في السوق.

- ازدياد نفوذ و قوة الشركات متعددة الجنسية، و القادرة على نقل مراكز الإنتاج إلى حيث تكون التكلفة أقل، و هذا يجعل من الشركات التي يقتصر نشاطها على بلد واحد غير قادرة على المنافسة في المستقبل، إلا إذا كانت تكاليف الإنتاج و التوزيع في ذلك البلد متدنية.

- و نتيجة لهذه العوامل أو الأسباب السابقة، فإن البقاء في السوق يتطلب من المنشآت أن تركز نظرتها على الإنتاج و التوزيع على نطاق دولي.(2)

2- تكنولوجيا الحاسب الآلي:

سوف تشهد المرحلة المقبلة استمرارا للتقدم  في ميدان تكنولوجيا الحاسب الآلي و الاتصالات و توسعا في استخدامهما، و كنتيجة لذلك ستتغير جذريا الطريقة التي تتخذ بواسطتها القرارات المالية و سيكون لدى الشركات شبكات أجهزة الحاسبات الآلية الشخصية المرتبطة ببعضها البعض، و بنظام الحاسب الرئيسي التابع لها ، فضلا عن شبكات الحاسب الآلي للعملاء و الموردين، مما يسهل على المدراء الماليين تبادل المعلومات و البرامج و عقد الاجتماعات مع نظرائهم عن بعد، كما ستصبح إمكانية الحصول على البيانات المالية و تحليلها متاحة للمدير المالي خلال فترة زمنية قصيرة، بالإضافة إلى أن التحليل المالي بأساليب كمية سيكون أكثر استخداما، و كنتيجة أخرى لهذه التطورات المنظورة في مجال الإدارة المالية ،فإن الجيل القادم من المدراء الماليين سيحتاج إلى مهارات جديدة في مجال استخدام الحاسب الآلي و الأساليب الكمية أكثر مما كان يحتاج إليها في الماضي.(3)

ويمكن القول بأن أهم التأثيرات المالية التي أفرزتها ظاهرة العولمة: تأثيرها على الأسواق المالية، حيث ساعدت هذه الظاهرة على توسيع دائرة أسواق المال ، مما نتج عنه زيادة تدفق الأموال من بيئات إلى أخرى ،مما رتب بذلك على المديرين مزيد من الدراسة و التخطيط للعديد من المتغيرات المحيطة في ظل التوجه نحو العولمة، حتى يخرج القرار بموضوعية و مناسبا لظروف الوحدة.

و من التأثيرات التي أفرزتها أيضا ،سيطرة العملات الأجنبية و شيوع استخدامها ، و انحصار التعامل بالعملات المحلية . أيضا الأعمال المصرفية و المالية تتجه اتجاها متزايدا و متناميا يوما تلو الآخر نحو العولمة ، ولا يمكن لجهاز مصرفي بعيدا أو قريبا، إلا أن يساير هذا التطور العالمي من أجل تقديم خدمة بنكية سريعة و مرضية للعملاء وذلك باستخدام أوعية و أدوات نقدية و مالية جديدة تسهم في جذب المزيد من المدخرات المحلية. كما أن الاتجاه نحو العولمة يؤثر تأثيرا مباشرا على ظاهرة التضخم، فإزالة الحواجز الجمركية أو إلغاء الرسوم سيؤدي إلى إشعال روح المنافسة ، و اختلاف اتجاه تيارات الإنتاج و معدلاته و تأثير ذلك على معدلات النمو و الإنتاج.

و يؤثر التضخم على الإدارة المالية من خلال صعوبات القيام بعملية التخطيط المالي، و الطلب على رأس المال، و زيادة معدلات الفائدة كنتيجة لزيادة الطلب على رأس المال، كما يظهر مشاكل محاسبية من خلال تقارير مالية و محاسبية غير قادرة على عكس الصورة الحقيقية للمنظمة.(4)

_______________________________________________________________  

1-Fundamentals of financial management   page7    (مرجع سبق ذكره)

2- الإدارة المالية في منظمات الأعمال   علي عباس   ص18 (مرجع سبق ذكره)

3- Fundamentals of financial management-page 8) مرجع سبق ذكره)

4- الإدارة المالية و العولمة   نظير رياض محمد  مصر- المنصورة   2001   ص57-59-67-68