اهم المخلفات الحضارية الآشورية:

القانون :

لقد عثر على قيمين طينيين في العاصمة الآشورية (آشور) . نقش عليهما نص قانون آشوري يعود تاريخه الى النصف الثاني من الالف الثاني قبل الميلاد وكتب بما يسمى (اللهجة الآشورية الوسطى) . ويبدو ان القوانين الآشورية لم تشكل تشريعا رسميا متكامل الجوانب كشريعة (حّمورابي) ، بدليل عدم وجود مقدمة وخاتمة لها . ولكنها مع ذلك تجسد في نفس الوقت وحدة تامة من نصوص قانونية مختلفة ، لم نزل نفتقر لوجودها كاملة بين ايدينا .

وتتصف القوانين الآشورية عامة بالقياس الى قانون (حّمورابي) بشدة العقوبات التي نصت عليها هذه القوانين . ثم انها لم تتضمن اية حماية للمدين (الفقرة 44 من اللوحة آ) . وكان فيها وضع النساء (المدني) في غاية الصعوبة وخاصة بعد الزواج ، حيث كان مصيرهن في قبضة الرجل ، ولم يكن يحق لهن الوقوف في وجه تعسفه .

ولكي نكوّن فكرة واضحة عن هذا القانون نأتي فيما يلي تعريبا لبعض فتراته المنقوشة على هذين الرقيمين الطينيين (1) :

اللوحة (آ)

الفقرة (1) – اذا تسللت امرأة ، ولتكن امرأة رجل ولتكن ابنة رجل ، الى داخل احد المعابد ، وسرقت من داخله ملكا تابعا لهذا البيت المقدس ، ثم وجده انسان في يديها ، واذا اثبت ذلك انسان ضدها او القى القبض عليها : فعليه ان يقبل باليمين ويسأل الاله : ويجب ان يفعل بالمرأة ما يريده الاله .

الفقرة (2) – اذا نطقت امرأة ، ولتكن امرأة رجل او ابنة رجل بكلمة فتنة او تهكمت على الاله (2) ، فتتحمل هذه المرأة عقوبتها : اما زوجها وابناؤها فلا يتحملون اية مسؤولية .

الفقرة (3) – اذا كان رجل مريضا وسرقت امرأته شيئا من بيته واعطته الى رجل او الى امرأة أو لأي (انسان) آخر ، هكذا تقتل امرأة الرجل هذه واولئك الذين تسلموا (الشيء) من يدها . واذا سرقت امرأة (شيئا) من بيت زوجها وهو (الرجل) في صحة وعافية واعطته لرجل أو لامرأة او لأي (انسان) آخر ، فعلى رجل المرأة ان يثبت (ذلك) ، وان يحدد لها عقوبتها ، وعلى الذي تسلمه من يد المرأة ان يعيده (المسروق) ، وعلى المرء ايضا ان يحدد عقوبة لمستلم الشيء ، هي نفس (العقوبة) التي حددها الرجل لامرأته .

الفقرة (4) – اذا تسلم عبد او امة من يد امرأة رجل شيئا ما ، فعلى المرء ان يجدع انف العبد او الامة وان يقطع اذنيهما ، كما يجب تعويض المسروق . وعلى الرجل ان يقطع اذني زوجته.  واذا عفا عن زوجته ولم يقطع اذنيها . هكذا لا يجدع انف العبد او الامة ولا تقطع اذناهما ، كما لا يعوض المسروق .

الفقرة (5) - اذا سرقت امرأة رجل ميت من بيت رجل آخر (شيئا) ما تزيد قيمته على 5 مينة من الرصاص ، فعلى صاحب الملك ان يقسم يمينا نصه التالي : أقسم بحياتي أني أحرضها (بقولي) : اسرقي من بيتي ) . واذا اراد زوجها فبإمكانه تسديد المسروق ودفع ديتها ، ولكن عليه ان يقطع اذنيها (عقوبة) لها . واذا لم يكن زوجها مستعدا لفدائها ، فعلى صاحب الملك المسروق ان يأخذها ويجدع انفها .

_____________________

1) Schröder, O., Kellschrifttexte aus Assur verschiedenen Inhalts, WVDG, 35 (1920), Nr. 1-6, 143, 144, 193.

-) Driver, G.R. and John C.M. The Assyrian Laws, Oxford 1935.

-) Pritchard, J. B., Ancient Near Eastern Texts relatting to the 0ld Testament, Princeton 1950, (trans. by Th. J. Meek, P. 180-197).

 2) حرفيا (سقوط الفم).