المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5790 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
بطانة الرجل وولیجته
2024-04-19
معنى الصِر
2024-04-19
تحتمس الرابع وتاريخ هذه المسلة.
2024-04-19
تحتمس الثالث يقيم مسلتين في معبد عين شمس وتنقلان إلى الإسكندرية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


8- الصلات السياسية لمملكة إيسن مع لارسا  
  
2091   01:17 مساءاً   التاريخ: 22-9-2016
المؤلف : جاسم شهد وهد
الكتاب أو المصدر : الصلات السياسية بين ممالك العراق في العصر البابلي القديم (2004-1595 ق.م)
الجزء والصفحة : ص17-27
القسم : التاريخ / العصر البابلي القديم /

أتسمت العلاقات بين مملكتي (إيسن ولارسا) ابان حكم الملك "إشبي-إيرّا" بالهدوء السياسي على الرغم من تفوق الاولى على الثانية من حيث القوة وسعة حدودها(1)، فلم تقُمْ إيسن باي محاولة من شأنها توجيه ضربة قوية لمملكة لارسا بل بقيت العلاقة بينهما ودية خلال تلك المدة(2)، وقد استمرت حالة التفوق التي تمتعت بها مملكة إيسن على غريمتها مملكة لارسا حتى في عهد خلفاء "إشبي-إيرّا" الأربعة حيث قام الملكان الاولان وهما (شو-إيليشو1984-1975 Šu-Ilišu ق.م) و (أدّن– داگان 1974-1954 Iddin-dagan ق.م) على توسيع حدود مملكتهم حتى وصلت إلى سواحل البحر السفلي والجزر الواقعة فيه مثل جزيرة دلمون(3) (البحرين) كما حافظ (أشمي-داگان 1953-1935 Išme-dagan ق.م) في الأعوام الأولى  من حكمه على رقعة مملكته التي ورثها عن أبيه أدّن-داگان، أما في السنوات الأخيرة من حكمه فقد هاجم الاموريون المدن الخاضعة لسلطانه والمأهولة بالسكان مما سبب اذى وخسائر له ادت الى اضعاف مملكته(4).

كما تعرض "أشمي-داگان" بالقرب من مدينة كيش لهزيمة عسكرية ذكرت في نص فأل عثر عليه في مدينة ماري، ويحتمل ان هذه الهزيمة كانت على يد الملك الاشوري (أيلو-شوما Ilu-Šuma) الذي حكم في حدود (1962-1942 ق.م)، وكان على درجة من القوة بحيث تمكن بها من احتلال الجزء الجنوبي من العراق (5)، بعد ان تحالف مع عدد من الشيوخ الاموريين في المنطقة مما ساعده على التوغل داخل بلاد سومر فوصل إلى "الوركاء" و "أوما" وإلى مدن أخرى في أقصى الجنوب مما سبب تدميراً جزئياً لهذه المدن وشمل هذا التدمير أيضاً مدينتي "نفر" و"أور" لكن مدينة إيسن لم تتأثر بهذا الحدث فبقيت سالمة، وعندما عاد الملك الآشوري إلى آشور تمكن "أشمي-داگان" من إعادة سيطرته على المنطقة من جديد(6).

أن تعرض مملكة إيسن لهذا الهجوم جعل ملكها "أشمي-داگان" يقوم بتحصين مدنه وتقوية دفاعاتها، وينسب إليه ترميم سور مدينة إيسن(7) ثم قام بتحصين "نفر" و"أور" و"الوركاء"(8)، ولكن في نهاية حكم هذا الملك بدأ الضعف يدب في هذه المملكة، ولما مات خلفه في الحكم ابنه (لبت-عشتار Lipit-Ištar) وهو خامس ملوك مملكة إيسن ومدة حكمه أحد عشرة عاماً (1934-1924ق.م)(9) كما انه أخر ملك من عائلة "إشبي-إيرّا" حكم في إيسن وقد عاصره في حكمه ملكي لارسا (زابيا  1941-1933 Zabayaق.م) و(ﮔنگونم  1932-1906Gungunum ق.م )(10) .

كان من اشهر الأعمال التي قام بها ملك إيسن "لبت-عشتار" هو وضعه لقانون منظم عرف باسمه فيما بعد (قانون لبت-عشتار) وقد أمكن جمع نصوص هذا القانون من الألواح، التي عُثر عليها في مدينة نفر(11) والمحفوظة ألان في متحف جامعة بنسلفانيا، ومن الألواح ألاخرى الموجودة في متحف اللوفر، وبعد دراستها وجد بان هذا القانون يسبق قانون الملك حمورابي(12).

ويتألف قانون "لبت-عشتار" من مقدمة وخاتمة تتوسطهما المواد القانونية التي تبلغ سبع وثلاثين مادة قانونية، هذه المواد مسبوقة بتعبير يقابل (إذا) في اللغة العربية وظل هذا التقليد متبعاً في قوانين العراق القديم اللاحقة له(13)، تعالج المواد القانونية نواح حياتية مختلفة فمنها ما يتعلق بالأراضي الزراعية والبساتين والحدائق ومنها ما يخص العبيد ويوضح فيها واجباتهم وحقوقهم، وأفرد المشرّع للأحوال الشخصية حيث الزواج والطلاق والارث، عدة مواد وتوجد مواد أخرى أصابها تلف تعذر معه معرفة محتواها(14).

ولكن حالة القوة والتفوق التي شهدتها مملكة إيسن لم تستمر طويلاً، حيث تعرضت لمجموعة من الاخطار والضغوط والتي توزعت على جبهتين، الاولى من ناحية الشرق حيث آخذ العيلاميون يهددون المملكة من خلال الغارات المتعددة على حدودها، اما الثانية فقد كانت ناحية الشمال والغرب حيث تدفقت موجات جديدة من الاموريين، والذين آخذو يحاولون التغلغل في مناطق الممالك المتحضرة والمستقرة(15).

لقد ساعدت تلك الاوضاع ملك لارسا القوي "ﮔنگونم" على القيام بهجوم كبير على مملكة إيسن في السنة العاشرة من حكم ملكها "لبت-عشتار"، تمكن فيه من احتلال مدينة أور وبعض المناطق المحيطة بها(16) وبالتالي اتخذ لقب (ملك سومر وأكد) وهو اللقب الذي كان حكراً على ملوك إيسن منذ سقوط سلالة أور الثالثة(17) ثم عمل ملك لارسا "ﮔنگونم" على التخفيف من حالة التوتر والعداء مع مملكة إيسن، حينما أبقى ابنة الملك "لبت-عشتار" وهي (انن-زوزي Inin-Zuze ) في منصبها كاهنة عظمى لمعبد الاله "ننّا" في "اور"(18)، ثم قام الملك "ﮔنگونم" بإنجاز العديد من المشاريع في مملكته منها بناء الاسوار حول المدن التابعة له بالأضافة الى تشيده المعابد، حتى انه قام ببناء معبد خاص لعبادة الالهة (نن-أسيناNin-Isina) (19)وهي الالهة الرئيسية لمملكة إيسن(20) وهذا يدل على وجود علاقات حسنة بين المملكتين كما قام بحفر القنوات لغرض ايصال المياه الى المدن، والاهتمام بالزراعة(21).

ثم اعتلى العرش في مملكة إيسن الملك (أور-ننورتا Ur-ninurta) وهو الملك السادس من ملوك إيسن، دام حكمه ثمانية وعشرين عاماً (1923-1896 ق.م) وهو لا يمت بصلة مع سلفه "لبت-عشتار" ولا يرتبط معه بعلاقة دم، ولا يعرف عن اصله شيء(22). وقد عاصره في الحكم ملكي لارسا "ﮔنگونم" و(أبي-ساره  1905-1895 Abi-Sareق.م)، وقد تمكن من استرجاع واستعادة كافة المدن والاراضي التي فقدتها مملكة إيسن في السابق، وبذلك استحق حمل لقب ملك "سومر وأكد"، وهي دلالة واضحة على ازدياد قوة مملكة إيسن وسعة رقعتها(23). ثم حاول ملك لارسا "ﮔنگونم" معالجة التدهور والضعف الذي شهدته مملكته في سنوات حكمه الأخيرة فقد قرر الدخول في حرب لم يكن قد خطط لها مسبقاً مع مملكة إيسن التي راح ملكها "أور-ننورتا" يهيئ كافة الوسائل والاستعدادات لها من بناء الأسوار وإقامة التحصينات حول المدن التابعة له، ثم جرت المعركة بالقرب من مدينة أور واسفرت عن مقتل الملك "ﮔنگونم"(24).

ثم اعتلى عرش مملكة لارسا الملك "أبي-ساره"(25) والذي اخذ يعمل من اجل اعادة هيبة مملكته بعد هزيمتها امام مملكة إيسن، حيث قام بالإعداد لمواجهة عسكرية معها، وقد سنحت له الفرصة في العام التاسع من توليه الحكم(26)، عندما تمكن من إلحاق الهزيمة بقوات مملكة إيسن وحقق النصر عليها كما استولى على بعض المدن في الجنوب(27).

قام ملك لارسا بعد ذلك ببعض الاعمال منها شق القنوات والترع من اجل ايصال المياه الى الاراضي الزراعية كما اهتم بالمعابد وتزينها حيث قدم تمثالين للاله "ننّا" في معبده في مدينة أور، احدهما مصنوع من الفضة والاخر من العقيق واللازورد(28)، وفي سنة حكمه الاخيرة اعتلى عرش مملكة إيسن احد الملوك الاقوياء في تاريخها وهو الملك (بور-سين 1895-1874Bur-Sinق.م) والذي اعاد لمملكته ما فقدته من اراضي ومدن من خلال قيامه في سنوات حكمه الاولى من شن العديد من الحملات العسكرية ضد مملكة لارسا، تمكن فيها من استرجاع سيطرة إيسن على مدن الجنوب وهي "نفر"، "أور"، "اريدو"، "الوركاء"(29).

ومن الاعمال المهمة التي قام بها هذا الملك، قيامه باعادة اعمار سور مدينة "إيسن"(30)، كذلك قام بتقديم العديد من الهدايا للآلهة من اهمها تقديمه لشعار مصنوع من الذهب والفضة الى الاله "إنليل"(31).

الا ان سيطرة إيسن على تلك المدن والمناطق في الجنوب لم تستمر طويلاً(32) فسرعان ما نشب الصراع بين المملكتين من جديد، وخاصةً بعد ان تولى الحكم في مملكة لارسا الملك (سومو-آيل 1894-1866 ق.م)(33) حيث تمكن هذا الملك من فرض سيطرته على مدن "أور"، و"لكش"، و "اريدو"، مما دفعه إلى اتخاذ مجموعة من الالقاب التي منها لقب "ملك أور" و "ملك سومر وأكد"(34).

في هذه المدة من تاريخ الصراع بين المملكتين (إيسن ولارسا) ظهرت إلى الوجود مملكة جديدة ساهمت في تغير ميزان القوة على صعيد الساحة السياسية في العراق القديم، وقد تمثلت تلك القوة بمملكة بابل التي أسسها(سومو-أبم Sumu-Abum1894-1881 ق.م) والذي عاصر ملك لارسا "سومو-آيل" وملك إيسن "بور-سين"(35).

أصبحت مملكة لارسا تتمتع بالقوة والتفوق على حساب مملكة إيسن التي اقتصرت حدودها على مدينة إيسن وبعض المناطق المجاورة لها واستمر ذلك الحال حتى بعد وفاة ملك إيسن "بور-سين" وتولي ابنه (لبت-إنليل Lipit-Enlil) عرش مملكة إيسن، والذي حكم خمس سنوات (1873-1869 ق.م) عاصره في الحكم ملك لارسا "سومو-آيل" وملك بابل (سومو-لئيل 1880-1845Sumu-Lael  ق.م)(36).

ولم يشهد عهد هذا الملك نشاطاً مهماً ربما بسبب قصر مدة حكمه أو بسبب تزايد قوة ملوك لارسا وبابل الذين اصبحوا اصحاب السيادة على المنطقة في ذلك الوقت(37).

وبعد وفاة الملك "لبت-انليل" دخلت مملكة إيسن في دوامة الصراع الداخلي السياسي، لعدم وجود وريث لعرش المملكة، وقد أسفرت حالة الصراع والتنافس تلك من تولي (إيرّا-إيميتي Irra-Imitti) الحكم في إيسن والذي لا يمت بصلة قربى للملك السابق، وقد حكم مدة ثماني سنوات (1868-1861 ق.م)(38) كما عاصره في الحكم أثنين من ملوك لارسا الاول "سومو-آيل" والثاني (نور-ادد Nur-Adad 1865-1850 ق.م) (39) .

استغل ملك لارسا "سومو-آيل" حالة الضعف التي شهدتها مملكة إيسن ، فقام بالهجوم عليها وتمكن من الاستيلاء على مدن "أوما"، و"نفر"، كما قام بتعين ابنته "أنشا كياك-آنا" بمنصب كاهنة عظمى في معبد الاله "ننّا" في أور، وأرخ بذلك العمل سنة حكمه الثالثة والعشرين(40).

قام "إيرّا-إيميتى" ملك إيسن بعد ذلك بإعادة تنظيم وترتيب الاوضاع الداخلية لمملكته(41) ولما اوشك على النهاية ثارت عليه إحدى المدن التي كانت تابعة لمملكته وهي مدينة (كيسوراKisurra)(42) ولكنه تمكن من القضاء على التمرد والثورة في تلك المدينة واخضعها لسلطانه وارخ بذلك سنة حكمه السادسة حيث جاء فيها:

"السنة التي هزم فيها الملك إيرّا-إيميتي مدينة كيسورا"(43), كما تمكن الملك "إيرّا-إيميتي" من استعادة مدينة "نفر" وضمها لمملكته بعد ان خضعت بضع سنوات لسيطرة (سومو-إيل، ونور-ادد) ملكي لارسا، وارخ بذلك الحادث احدى سنوات حكمه حيث جاء فيها:

" السنة التي استعاد فيها الملك إيرّا-إيميتي مدينة نفر"(44).

اما عن الطريقة التي انتهى فيها حكم الملك، فتذكر المصادر التاريخية قصة حول الموت المبكر لهذا الملك حيث توفي في قصره اثناء تناوله لحساء قدّم له في وليمة بعد مراسيم تتويج الملك البديل "أنليل-باني"(45).

 والملك البديل تقليد عراقي قديم، اشهر حالاته هي التي حصلت مع الملك "إيرّا-إيميتي"، الذي تنبأ له الكهنة بانه ومملكته في خطر، لذا يجب عليه ان يعمد الى اختيار شخص بديل عنه، فوقع الاختيار على بستاني يعمل في قصر الملك، والتقليد يقضي بان يحكم الملك البديل، مائة يوم قبل ان يصار إلى قتله، وعودة الملك الحقيقي إلى حكم مملكته(46). ويعامل الملك البديل بعد قتله معاملة الملوك حيث مراسيم الدفن فيحظى باهتمام كبير، ويجهز تجهيز الملوك وتصف لنا وثيقة تاريخية ما حدث في مدينة إيسن، انه كان من اجل إبعاد الخطر عن المملكة اختير ملكاً بديلاً لكن نتج عنه موت الملك الحقيقي بعد ان دس له السم في عشائه، ويحتمل ان هذا الامر قد دبر للتخلص من هذا الملك وكان باتفاق بين الكهنة و"إنليل-باني"(47). وجاء في أحد النصوص المسمارية ما نصه:

"من اجل استمرار السلالة، الملك إيرّا-إيميتي جعل

البستاني انليل-باني يحل محله ويجلس على عرشه ووضع التاج

الملكي على رأسه، مات إيرّا-إيميتي في قصره لانه تناول

حساءاً حاراً، أنليل-باني الذي كان على العرش لم يتنازل

عن العرش وعين ملكاً"(48)

أصبح (إنليل-باني Enilil-Bani) ملكاً على إيسن، ودام حكمه اربع وعشرين عاماً (1860-1837 ق.م)(49) وهي مدة حكم طويلة عاصره خلالها اربعة ملوك من مملكة لارسا هم (نور –أدد Nur-Adad1865-1850 ق.م) و (سين-أدّنام Sin-Iddinam1849-1843 ق.م) (سين-أريبام Sin-Eribam1842-1841 ق.م) (سين-اقيشام Sin-Iqišam 1840-1836ق.م) (50) وقد نشب الخلاف والصراع في داخل مملكة إيسن عندما تولى "إنليل-باني" عرش المملكة، حيث تمكن احد المقربين من الملك السابق "إيرّا– إيميتي" من اعلان حالة العصيان والثورة على ملك إيسن الجديد وقد تمكن هذا الثائر والذي كان يعرف باسم (داد-بانا Dad-Bana) من الاستيلاء على العرش في إيسن وحكم مدة ستة أشهر من العام (1860 ق.م)(51)، ولكن فيما بعد تمكن "إنليل-باني" من استعادة عرشه في إيسن والقضاء على ذلك الثائر(52).

لقد كان لانشغال ملك إيسن في اعادت ترتيب اوضاعه الداخلية وإنهاء حالة الفوضى والعصيان التي عمت مملكته أنذاك اثرها الكبير في توفير الفرصة لملك لارسا "سين-أدّنام" في مد نفوذه نحو المناطق والمدن التي تقع شمال مملكة إيسن، حيث تمكن من بسط سيطرته على مدينة "نفر" وبذلك حمل لقب "ملك سومر وأكد"(53)

وبعد نجاح ملك إيسن "إنليل–باني" في القضاء على حالة الفوضى والعصيان التي حدثت داخل مملكته، التفت نحو اعادت توسيع حدود مملكة إيسن وارجاع ما سلب منها من اراضي، فقد تمكن من استعادة مدينة "نفر"، وقام بصيانتها وقدم الهدايا والنذور للاله "إنليل"، كما قام بإعمار سور مدينة إيسن حيث جاء في النص الاتي:

"إنليل – باني، راعي "نفر"، الملك القوي، ملك إيسن ملك سومر وأكد، المفضل لدى الالهة "نانّا" محبوب "إنليل"، باني بعد وفاة الملك "إنليل-باني" خلفه في الحكم ابنه (زامبيا Zambia) والذي حكم ثلاث سنوات (1836-1834 ق.م)(54) وقد عاصر ثلاثة من ملوك لارسا هم "سين-اقيشام" في سنته الاخيرة، ثم (صلّي- ادد Silli-Adad1835 ق.م)، ثم (ورد-سين Warad-Sin1834-1823 ق.م) في عام حكمه الاول(55).

وقد فقدت مملكة إيسن في عهد ملكها الجديد "زامبيا" الكثير من توابعها(56)  بحيث اقتصرت سلطته على العاصمة إيسن ومدينة نفر(57)، ثم قام باعادة اعمار سور مدينة إيسن وقد دون على اجرة في السور ما يأتي "زامبيا محبوب الالهة نانا"(58). وفي الوقت نفسه كانت مملكة لارسا تعاني من حالة الضعف والتدهور السياسي والتي نتج عنها مقتل ملكها (صلّي-أدد)(59) ثم تولى الحكم فيها بعد ذلك الملك "ورد-سين"(60).

لقد استمرت حالة الضعف التي كانت تعاني منها مملكة إيسن حتى عندما تولى الحكم فيها الملك (أيتر-بيشا Iter-Piša 1833-1831 ق.م) والذي عاصر في حكمه ملك لارسا "ورد-سين"، وقد اقتصرت سلطته على العاصمة إيسن فقط، ولا تشير المدونات التاريخية إلى أي نشاط لهذا الملك يهدف منه إلى توسيع رقعة مملكته(61).

ثم تولى عرش إيسن بعد ذلك الملك (أور-دوكوكا Ur-Dukuga) والذي خلف والده "أيتر-بيشا" في حكم إيسن، وقد استمرت مدة حكمه ثلاث سنوات(1830-1828 ق.م)(62) عاصره فيها ملك لارسا "ورد-سين"، وعلى الرغم من حالة الضعف التي كانت تعاني منها مملكته، الا انه نجح في استعادت مدينة "نفر" من سلطة لارسا، وضمها إلى حدود مملكته(63).

ولما اعتلى (سين-ماﮔر Sin-magir1827-1817 ق.م) عرش مملكة إيسن بعد وفاة والده "أور-دوكوكا" حتى حصل نوع من الانفراج والتحسن في العلاقات بين المملكتين "إيسن ولارسا"، ولاسيما عندما اصبح (ريم-سين Rim-Sin 1822-1763 ق.م) ملكاً على لارسا، وقد تكلل ذلك التحسن في العلاقات بقيام مصاهرة سياسية بينهما(64)، ولكن فترة الهدوء السياسي بين المملكتين لم تستمر طويلاً إذ سرعان ما عاد الطرفين إلى حالة النزاع، حيث تمكن ملك لارسا "ريم-سين" من بسط سيطرته على اغلب المناطق المحيطة بمملكة إيسن، وهذا ما افشل محاولة "سين-ماﮔر" للتوسع نحو الشمال(65).

وبعد تولي (دامق-إيليشو Damiq-Ilišu1816-1794 ق.م) الحكم في مملكة إيسن تطورت حالة الصراع والنزاع ليس بين مملكتي (إيسن ولارسا) فحسب  بل انتقل إلى قوى جديدة دخلت في ميدان التنافس وبشكل مباشر، تمثلت في مملكة بابل في عهد ملكها (سين-مبلّط Sin-Muballit1812-1793 ق.م) ومملكة الوركاء في عهد ملكها (اردانيني Irdanene 1816-1810 ق.م) والتي تحالفت ضد مملكة لارسا(66) استغل ملك إيسن "دامق-إيليشو" تلك الاوضاع التي احاطت بمملكة لارسا حيث قام بتوسيع نفوذه في جهات متعددة، فاتجه شمالاً نحو مدينة نفر وتمكن من استعادتها كما سيطر على بعض المدن المحيطة بها، وبعد ذلك اتجه نحو الجنوب وسيطر على مدينة كيسورا، كما انه وصل بالقرب من مدينة أور ولكنه لم يتمكن من الاستيلاء عليها(67).

وكان لازدياد قوة ومكانة لارسا في عهد الملك "ريم-سين" ان اثار حفيظة الممالك المجاورة، فعمد قسم منها إلى التحالف ضده، ومنها حلف إيسن وبابل والوركاء ورابيقوم وقد اسندت قيادة الحلف إلى "أردانيني" ملك الوركاء(68)، الا ان "ريم-سين" استطاع تدمير هذا الحلف وارخ بانتصاره هذا سنة حكمه الرابعة عشر(69).

ثم قام ملك لارسا "ريم–سين" باتباع سياسة جديدة تجاه مملكة إيسن، تقوم على الاحتلال والاستيلاء الجزئي لمدنها وقرائها دون القيام والمباشرة باستخدام هجوم عسكري كبير عليها، لان ذلك سوف يثير حفيظة الممالك الكبرى والقوية، وربما يدفعها ذلك إلى الدخول في حرب ضد "ريم–سين" ولعل من اهم تلك الممالك هي "بابل والوركاء، كما ان تطبيق تلك السياسة سوف يجعل من إيسن مملكة محاصرة من جهاتها المختلفة وبالتالي اضعافها وسهولة السيطرة عليها بعد ذلك، وقد تطلب تنفيذ تلك السياسة العديد من السنوات ابتداءً من السنة الخامسة عشر وانتهاءً بالسنة الثلاثين من حكم ريم – سين(70) ففي السنة الخامسة عشر تمكن من ضم مدن (بيناراتم Pinaratim) و(نسارومNasarum)(71) .

ثم قام في السنة الثامنة عشر بالاستيلاء على مدينة (أوسارباراUsarbara)(72) أما في السنة العشرين من حكمه فانه تمكن من ضم مدينة (كيسورا Kisurra) لسلطته(73). وكانت اولى الخطوات المهمة والمؤثر بشكل كبير في مملكة إيسن، هي تلك التي قام بها الملك "ريم-سين" عندما تمكن من احتلال مدينة (دامق-إيليشو Damiq-Ilišu) في العام الخامس والعشرين من حكمه(74) ثم تبعها في العام التاسع والعشرين عندما احتل مدينة (دونوّم Dunnum) والتي تعتبر من اكبر واعظم المدن في إيسن(75).

وعلى الرغم من قيام ملك إيسن " دامق-إيليشو" ببناء بعض الاسوار والتحصينات حول مدينة إيسن، الا ان "ريم–سين" ملك لارسا تمكن من احتلال المدينة في العام الثلاثين من حكمه وبسط سيطرته عليها(76) وبذلك اسدل الستار على مملكة إيسن التي حكمت مدة قرنين وربع من الزمن(77) كما ان ملك لارسا "ريم – سين" قام بتأريخ سنوات حكمه المتبقية بذلك الحدث وهو (ضم إيسن إلى مملكته) بالأضافة إلى حمله لقب "ملك سومر وأكد"(78).

لم يكن "ريم–سين" قائداً عسكرياً فحسب، بل كان يعمل على تحقيق كل ما من شأنه تطوير البلاد، فعمل على حفر القنوات وايصال المياه إلى الاراضي والمدن البعيدة وقام كذلك ببناء المعابد واعمارها، كما قدم الهدايا والنذور للالهة، ويبدو من خلال اعماله العديدة الاخرى بانه قد حقق الوحدة والسلام للبلاد بعد ان عانت من الضعف والانقسام لسنين عديدة(79).

_______________

 (1) باقر، طه، المصدر السابق، ص412.

(2) الاعظمي، محمد طه، المصدر السابق ، ص29.

(3) آل ثاني، هيا علي جاسم، صلات دلمون بأمورو وبالأموريين، ط1، (القاهرة، 1997)، ص177.

(4) آوتس، جون، بابل تاريخ مصّور، ترجمة  سمير عبد الرحيم الجلبي، (بغداد، 1990)، ص82.

(5)  Oates, D., Studies in the Ancient History of Northern Iraq, (London, 1968), PP. 21-26

(6) Edzard. D.O., ZZB, PP. 90-98

(7) Macqueen, J.G., Babylon, (London, 1964), P. 34.

(8) Hallo, W.W., "The last year of the kings of Isin," JNES, 18(1959), P. 55.

(9) Sigrist, M., "Lipit-Ištar" RLA. 6. P. 28F.

(10) مورتكات، انطوان، المصدر السابق ، ص125. كذلك ينظر الجدول التعاصري ص28.

(11) موسكاتي، سبتينو، الحضارات السامية القديمة، ترجمة: السيد يعقوب بكر، (القاهرة، بت)، ص96.

(12) محمد، محمد عبد القادر، الساميون في العصور القديمة، (القاهرة، 1968)، ص81.

(13) رشيد، فوزي، الشرائع العراقية القديمة، ط3، (بغداد، 1987)، ص53.

(14) المصدر نفسه، ص58-59.

(15) King, L.W., History of Sumer and Akkad, PP. 310-311.

(16) Macqueen, J.G., Op. Cit., P. 35.

(17) الأعظمي، محمد طه، المصدر السابق.، ص30.

(18) Edzard. D.O., ZZB, P. 101

(19) George, A.R., House most High the temples of Ancient Mesopotamia (Indiana, 1993). PP. 131-138.

(20) الحسيني، عباس علي، مملكة إيسن... ، ص19.

(21) عثمان، عبد العزيز، المصدر السابق، ص285.

(22) الحسيني، عباس علي، مملكة إيسن... ، ص50.

ويرجح ان (أور-ننورتا) كان من السومريين وقد شغل منصباً كبيراً في مملكة إيسن في عهد ملكها "لبت-عشتار" كان يكون قائداً عسكرياً او موظفاً إدارياً مقرباً من الملك، ثم خطط لقتله وبعد نجاحه في ذلك أعتلى عرش إيسن.

(23) إبراهيم، نجيب ميخائيل، المصدر السابق، ج5، ص181.

(24) Woolly, L.W., Op. Cit., PP. 174-196.

(25) باقر، طه، مقدمة... ، ج1، ص442.  

(26) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names, P. 24

(27) Edzard. D.O., ZZB, P. 108.

كما يرجح أن ملك إيسن "أور-ننورتا" قد قتل في أثناء المعركة مع قوات لارسا بقيادة (أبي-سارة)، للمزيد ينظر:                                        King, L.W., History of Sumer and Akkad, P.311.

(28) ديلابورت، ل، بلاد ما بين النهرين، ترجمة. محرم كمال، وعبد المنعم أبو بكر، ط2، ج1، (القاهرة، 1997)، ص42.

(29) Macqueen, J.G., Op. Cit., P. 39.

(30) Hallo, W., JNES, 18/1(1959), P. 55.

(31) Mercer, S.A., Sumero-Babylonian year-formulae, (London, 1946), P. 17, (=SBYF)

(32) Macqueen, J.G., Op. Cit, P. 40.

(33) عثمان، عبد العزيز، المصدر السابق، ص285.

(34) إبراهيم، نجيب ميخائيل، المصدر السابق، ص181.

(35)  الأعظمي، محمد طه، المصدر السابق، ص31. 

(36) Barton, G., The Royal Inceription of Sumer and Akkad. (New Haven, 1929), P. 355, (=RISA).

(37) Macqueen, J.G., Op. Cit., P. 39.

(38) Edzard. D.O., "Irra-Imitti", RLA. 5, p. 170.

(39) باقر، طه، مقدمة... ، ج1، ص442. كذلك ينظر الجدول التعاصري ص28-29. 

(40) الذهب، أميرة عيدان، المصدر السابق، ص33.

(41) Mercer, S.A., SBYF. P. 18.

(42) كيسورا: مدينة قديمة تقع أطلالها إلى الجنوب الشرقي من مدينة إيسن ، وتعرف حالياً باسم تل أبو حطب، للمزيد ينظر: Edzard. D.O., ZZB, P. 136.

(43) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names, P. 16

(44) Mercer, S.A., SBYF. P. 19.

(45) بوتيرو، جان، بلاد الرافدين، (الكتابة – العقل – الإلهة)، ترجمة الأب البير أبونا، (بغداد، 1990)، ص182.

(46) كونتيو، جورج، الحياة اليومية في بلاد بابل وآشور، ترجمة سليم طه التكريتي، (بغداد، 1979)، ص495.

(47) سليمان، عامر، العراق في التاريخ القديم، ج2، (موجز التاريخ الحضاري)، (الموصل، 1993)، ص33.

(48) Frank Fort, H., King ship and the Gods, (Chicago, 1955), P. 262

(49) بوستغيت، نيكولاس، حضارة العراق وآثاره، ترجمة سمير عبد الرحيم الجلبي، (بغداد، 1990)، ص130.

(50) باقر، طه، مقدمة... ، ج1، ص442.

(51) Kraus, F.R., "Nippur und Isin" JCS.3, (1951), P. 26.

(52) إبراهيم، نجيب ميخائيل، المصدر السابق، ص182.

(53) الأحمد، سامي سعيد، العراق القديم... ، ج2، ص170.

(54) Kraus, F.R., Op. Cit., P. 27.

(55) باقر، طه، مقدمة... ، ج1، ص442.

(56) الحسيني، عباس علي، مملكة إيسن... ، ص60.

(57) Macqueen, J.G., Op. Cit., P. 40.

(58) Kraus, F.R., Op. Cit., P. 28

(59) Hallo, W.W., JNES, 18/1(1959), P. 55.

(60) Gadd, C.J., "Babylonia, C. 2120-1800 B.C.," CAH, Vol. 1, Part2 (1971), P. 640.

(61) ساكز، هاري، عظمة بابل ... ، ص83.

(62) Macqueen, J.G., Op. Cit., P. 41.

(63) Kraus, F.R., Op. Cit., P. 27.

(64) Römer, W.H., Sumerische Konig Schymnen der Isin Zeit, (London, 1965), P. 38.

(65) Hallo, W.W., JNES, 18(1959), p. 58.

(66) بوتيرو، جين وآخرون، الشرق الادنى الحضارات المبكرة، ص193 . 

(67) Edzard. D.O., ZZB, PP. 153-156.

(68) Hallo, W.W., Op.Cit, P. 59.

(69) Edzard. D.O., Op.Cit, P. 155

(70) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names, P. 48.

(71) Sigrist. M., & Peter. D., Mesopotamian years Names, PP. 49-50.

(72) مدن (بيناراتم ، ونساروم) من المدن التي كانت تابعة لمملكة إيسن، ولكنه لم يحدد موقعها لحد الان للمزيد ينظر: Mercer, S.A., SBYF. P. 28.

(73) (أوساربارا) وهي أيضاً من المدن التابعة لإيسن، ولكن لم يحدد موقعها لحد الان ينظر:

 Sigrist. M., & Peter. D., Op. Cit., P. 49

(74) Edzard. D.O., ZZB, P. 157.

(75) Gadd, C.J., CAH, Vol. 1, Part2 (1971), P. 642.

(76) Mercer, S.A., SBYF. P. 29.

(77) Jacobsen, Th., "The Sumerian king List" OIC, 11 (1939), P. 127.

(78) Ibid, P. 128.

(79) الأعظمي، محمد طه، المصدر السابق، ص34.

 




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء