بالرغم من تزامن قيام كل من المملكتين، الا ان دور ايسين بقيادة مؤسسها اشبي ارا قد تبدى واضحا على غريمتها لارسا. وهو الأمر الذي استمر لقرن من الزمان قبل ان تبدأ لارسا في ايجاد موطأ قدم لها في معترك دويلات المدن.

وهكذا بسط أشبي أرا سطوته على نفرو أوروك وأريو بالإضافة لمدينتي ايسين وماري. وانتحل لنفسه صفات الألوهية ولقب ملك سومر وأكد. بل ونجح في أخريات عهده من التخلص من الحامية العيلامية في أور بعد حرب مجهولة التفاصيل وان نجح من خلالها في كسر شوكة عيلام وضمان عدم تعديها على مدن العراق الجنوبية لفترة ليست بالقصيرة. لا سيما وانه عزز انتصاره بتعزيز الوسائل الدفاعية من ناحية وتوطيد أواصر العلاقات السلمية لا سيما التجارية مع جيرانه. وهي صلات توجها ودعمها بتمسكه باللغة السومرية كلغة رسمية لدولة نفوذه.

ولعل تلك التدابير السالفة قد حقت لصاحبها ان يصف نفسه بأنه (ليس له منافسون)، وهو تعبير يؤكد على جهوده الموفقة واصلاحاته لإعلاء شان مدينته وتوابعها من المدن المجاورة من ناحية. كما يؤكد على حقيقة ان لارسا المنافس الرئيسي لايسين قد قنع حاكمها نبلا نوم بحكمه لمدينته كمؤسس لأسرة امورية بها.

ولقد قضى اشبي ارا نحبه بعدما حكم لاثنين وثلاثين عاما، ليخلفه ولده شوايليشو الذي حكم لحوالي تسع سنوات، ثم إيدين داجان الذي حكم لعشرين عاما خلفه بعدها ايشم داجان الذي ظل على عرش لارسا لثمانية عشر عاما، ويمثل حكم هؤلاء الثلاثة مرحلة غير متميزة مقارنة بمؤسس هذه الاسرة ثم من تلاهم وهو لبث عشتار.

اما عن انجازات هؤلاء الملوك الثلاثة فتشمل عمليات توطيد دعائم ملك ايسين، فمدوا حملاتهم العسكرية والسلمية نحو انشان ثم سيبار فضلا عن مدن أوروك وأريدو ونيبور، الأمر الذي مكنهم من توسيع حدود المملكة لتمتد من الخليج العربي حتى منطقة بغداد الحالية على  طول مسار الفرات؛ الشريان الحيوي لسومر. ولقد انتحلوا لأنفسهم تبعا لذلك ألقاب (ملوك أور، ملوك سومر وأكد).

ولقد تعززت التحصينات الدفاعية على عهودهم امام العيلاميين بل والأموريين، حلفاء الامس القريب، حيث فرضوا على قبائلهم الضرائب. كما يحسب لهم اعادة العلاقات التجارية التقليدية مع دلمون. ولقد اثرى الحياة الفكرية والادبية على عهدهم تمسكهم باللغة السومرية، لغة رسمية للدولة، بحيث اضحى كل شيء فيها سومريا عدا حكامها.

وعلى اية حال، فقد تولى بعد ايشم داجان، الملك لبت عشتار الذي يعتبر عهده بسنواته العشر متميزا عن سابقيه لسببين؛ اولهما تشريعاته التي ميزته عن اقرانه. وثانيهما تحول سياسة لارسا إلى المناوءة وعدم الاكتفاء بدورها السلمي على عهد حاكمها جانجونوم.

فالنسبة لإنجازه التشريعي والمدون باللغة السومرية، فقد بقى منه حوالي ثمان وثلاثون مادة، بدأها كاتبيها بمقدمة عن الملك والقابه وارتباطه بالألة أنليل. فضلا عن صفاته التي تأبى على الفساد مما جعل اختياره لإسعاد المدن السومرية حتما الهيا ورغبة مقدسة من قبل الالهة المعبودة.

ثم تناولت المواد في المجمل تقنينا لأوضاع العبيد وأساليب تحريرهم وهو امر لم يتناول في تشريعات سابقة كما تناولت مسألة ملكية الاراضي الخاصة والحكومية وما يتعلق بها من ضرائب وتعويضات، فضلا عن استخدام الأدوات الزراعية والحيوانات المؤجرة للأعمال المختلفة. كما تناولت أيضاً قضايا الاحوال الشخصية من زواج وميراث لأبناء الحرائر والجواري، وغيرها من الأمور التي القت الضوء على طبيعة المجتمع آنذاك.