المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4526 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تحضير المعقدات من نوع [M(SeL3I)Cl2]
2024-05-26
تحضير المعقدات من نوع [M2(SeL4)Cl4]
2024-05-26
دقة حيل الشيطان وردها
2024-05-25
مراتب العجب
2024-05-25
حبّ الدنيا
2024-05-25
معنى العجب
2024-05-25

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الله ﻟﻴﺲ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ واستحالة رؤيته بالبصر  
  
1193   11:02 صباحاً   التاريخ: 3-07-2015
المؤلف : ﺍﻟﻔﻘﻴﻪ ﺍﻟﻔﺎﺿﻞ ﺍﻟﻤﻘﺪﺍﺩ ﺍﻟﺴﻴﻮﺭﻱ
الكتاب أو المصدر : النافع يوم الحشر في شرح الباب الحادي عشر
الجزء والصفحة : .....
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الجلالية ( السلبية ) /

 [اولا] : (ﺇﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﻣﺤﻼ ﻟﻠﺤﻮﺍﺩﺙ ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻭﺍﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﺇﻋﻠﻢ ﺃﻥ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻬﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﺍﻥ. ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺲ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ، ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻟﺬﺍﺗﻲ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ. ﻭﺛﺎﻧﻴﻬﻤﺎ: ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺗﻌﻠﻖ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺼﻔﺎﺕ ﺑﻤﻘﺘﻀﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﺘﻌﻠﻖ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﺑﺎﻟﻤﻘﺪﻭﺭ ﻭﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻡ، ﻓﻬﻲ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻤﻌﻨﻰ ﻻ ﻧﺰﺍﻉ ﻓﻲ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﺃﻣﻮﺭﺍ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻳﺔ ﺇﺿﺎﻓﻴﺔ ﻣﺘﻐﻴﺮﺓ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﻐﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺎﺕ ﻭﺗﻐﺎﻳﺮﻫﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺑﺎﻻﻋﺘﺒﺎﺭ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﺰﻋﻤﺖ ﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ (1) ﺃﻧﻬﺎ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﺑﺤﺴﺐ ﺗﺠﺪﺩ ﺍﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺎﺕ، ﻗﺎﻟﻮﺍ: ﺇﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﺯﻝ ﺛﻢ ﺻﺎﺭ ﻗﺎﺩﺭﺍ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺛﻢ ﺻﺎﺭ ﻗﺎﺩﺭﺍ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺛﻢ ﺻﺎﺭ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺧﻼﻓﻪ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﺘﺠﺪﺩ ﻓﻴﻤﺎ ﺫﻛﺮﻭﻩ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻌﻠﻖ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﻱ، ﻓﺈﻥ ﻋﻨﻮﺍ ﺫﻟﻚ ﻓﻤﺴﻠﻢ ﻭﺇﻻ ﻓﺒﺎﻃﻞ ﻟﺠﻬﺘﻴﻦ:

(ﺍﻷﻭﻟﻰ): ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﻟﺰﻡ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻪ ﻭﺗﻐﻴﺮﻩ، ﻭﺍﻟﻼﺯﻡ ﺑﺎﻃﻞ ﻓﺎﻟﻤﻠﺰﻭﻡ ﻣﺜﻠﻪ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻠﺰﻭﻡ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ:

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺫﺍﺗﻴﺔ ﻓﺘﺠﺪﺩﻫﺎ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻟﺘﻐﻴﺮ ﺍﻟﺬﺍﺕ ﻭﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻬﺎ. ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﺃﻥ ﺣﺪﻭﺙ ﺍﻟﺼﻔﺔ ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺣﺪﻭﺙ ﻗﺎﺑﻠﻴﺘﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻟﻬﺎ، ﻭﻫﻮ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻻﻧﻔﻌﺎﻝ ﺍﻟﻤﺤﻞ ﻭﺗﻐﻴﺮﻩ، ﻟﻜﻦ ﺗﻐﻴﺮ ﻣﺎﻫﻴﺘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻭﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻬﺎ ﻣﺤﺎﻝ، ﻓﻼ ﻳﻜﻮﻥ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻄﻠﻮﺏ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ): ﺃﻥ ﺻﻔﺎﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻﻔﺎﺕ ﻛﻤﺎﻝ ﻻﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻨﻘﺺ ﻋﻠﻴﻪ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺩﺛﺔ ﻣﺘﺠﺪﺩﺓ ﻟﺰﻡ ﺧﻠﻮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ، ﻭﺍﻟﺨﻠﻮ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﻤﺎﻝ ﻧﻘﺺ، ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ.

[ثانيا] :

( ﺃﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻴﻞ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮﻳﺔ ﻷﻥ ﻛﻞ ﻣﺮﺋﻲ ﻓﻬﻮ ﺫﻭ ﺟﻬﺔ ﻷﻧﻪ ﺃﻣﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺟﺴﻤﺎ ﻭﻫﻮ ﻣﺤﺎﻝ، ﻭﻟﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143] (2)، ﻭﻟﻦ ﺍﻟﻨﺎﻓﻴﺔ ﻟﻠﺘﺄﺑﻴﺪ).

ﺃﻗﻮﻝ: ﺫﻫﺐ ﺍﻟﺤﻜﻤﺎﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﺳﺘﺤﺎﻟﺔ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮ ﻟﺘﺠﺮﺩﻩ، ﻭﺫﻫﺐ ﺍﻟﻤﺠﺴﻤﺔ ﻭﺍﻟﻜﺮﺍﻣﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺟﻮﺍﺯ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮ ﻣﻊ ﺍﻟﻤﻮﺍﺟﻬﺔ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﻓﺎﻋﺘﻘﺪﻭﺍ ﺗﺠﺮﺩﻩ، ﻭﻗﺎﻟﻮﺍ ﺑﺼﺤﺔ ﺭﺅﻳﺘﻪ، ﻭﺧﺎﻟﻔﻮﺍ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ، ﻭﺗﺤﺬﻟﻖ ﺑﻌﻀﻬﻢ ﻭﻗﺎﻝ ﻟﻴﺲ ﻣﺮﺍﺩﻧﺎ ﺑﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺃﻭ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺸﻌﺎﻉ، ﺑﻞ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺤﺼﻞ ﻣﻦ ﺭﺅﻳﺔ ﺍﻟﺸﺊ ﺑﻌﺪ ﺣﺼﻮﻝ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺑﻪ. ﻭﻗﺎﻝ ﺑﻌﻀﻬﻢ: ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻫﻮ ﺃﻥ ﻳﻨﻜﺸﻒ ﻟﻌﺒﺎﺩﻩ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮﺓ ﺍﻧﻜﺸﺎﻑ ﺍﻟﺒﺪﺭ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ. ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺃﻧﻬﻢ ﺇﻥ ﻋﻨﻮﺍ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻓﻬﻮ ﻣﺴﻠﻢ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﻑ ﺗﺼﻴﺮ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﻘﻴﺎﻣﺔ ﺿﺮﻭﺭﻳﺔ، ﻭﺇﻻ ﻓﻼ ﻳﺘﺼﻮﺭ ﻣﻨﻪ ﺇﻻ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ ﻋﻘﻼ ﻭﺳﻤﻌﺎ .

ﺃﻣﺎ ﻋﻘﻼ: ﻓﻸﻧﻪ ﻟﻮ ﻛﺎﻥ ﻣﺮﺋﻴﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺟﺴﻤﺎ، ﻭﻫﻮ ﺑﺎﻃﻞ، ﻟﻤﺎ ﺗﻘﺪﻡ، ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻥ ﻛﻞ ﻣﺮﺋﻲ ﻓﻬﻮ ﺇﻣﺎ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻛﺎﻟﺼﻮﺭﺓ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻭﺫﻟﻚ ﺿﺮﻭﺭﻱ، ﻭﻛﻞ ﻣﻘﺎﺑﻞ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻪ ﻓﻬﻮ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺮﺋﻴﺎ ﻟﻜﺎﻥ ﻓﻲ ﺟﻬﺔ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺳﻤﻌﺎ ﻓﻠﻮﺟﻮﻩ.

ﺍﻷﻭﻝ: ﺃﻥ ﻣﻮﺳﻰ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻟﻤﺎ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃﺟﻴﺐ: ﺏ {لَنْ تَرَانِي}، ﻭﻟﻦ ﻟﻨﻔﻲ ﺍﻟﺘﺄﺑﻴﺪ ﻧﻘﻼ ﻋﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﻟﻢ ﻳﺮﻩ ﻣﻮﺳﻰ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻟﻢ ﻳﺮﻩ ﻏﻴﺮﻩ ﺑﻄﺮﻳﻖ ﺃﻭﻟﻰ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103]، ﺗﻤﺪﺡ ﺑﻨﻔﻲ ﺇﺩﺭﺍﻙ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻟﻪ ﻓﻴﻜﻮﻥ ﺇﺛﺒﺎﺗﻪ ﻟﻪ ﻧﻘﺼﺎ.

ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ: ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﺳﺘﻌﻈﻢ ﻃﻠﺐ ﺭﺅﻳﺘﻪ ﻭﺭﺗﺐ ﺍﻟﺬﻡ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺍﻟﻮﻋﻴﺪ ﻓﻘﺎﻝ: {فَقَدْ سَأَلُوا مُوسَى أَكْبَرَ مِنْ ذَلِكَ فَقَالُوا أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً فَأَخَذَتْهُمُ الصَّاعِقَةُ بِظُلْمِهِمْ} [النساء: 153]، {وَقَالَ الَّذِينَ لَا يَرْجُونَ لِقَاءَنَا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلَائِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوًّا كَبِيرًا} [الفرقان: 21].

____________________

(1) ﻓﺈﻧﻬﻢ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻣﺮﻳﺪ ﻭﻛﺎﺭﻩ ﺑﺈﺭﺍﺩﺓ ﻭﻛﺮﺍﻫﺔ ﺣﺎﺩﺛﺘﻴﻦ ﻓﻲ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﺯﻋﻤﻮﺍ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻗﺎﺩﺭﺍ ﻓﻲ ﺍﻷﻭﻝ ﺛﻢ ﺻﺎﺩﺭ ﻗﺎﺩﺭﺍ، ﻭﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻋﺎﻟﻤﺎ ﺛﻢ ﺻﺎﺭ ﻋﺎﻟﻤﺎ، ﻭﺍﻟﺤﻖ ﺧﻼﻑ ﺫﻟﻚ ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﻧﻔﻌﺎﻟﻪ ﻋﻦ ﻏﻴﺮﻩ ﻓﺈنه ﻳﺴﺘﻠﺰﻡ ﺗﻐﻴﺮ ﺫﺍﺗﻪ ﻭﺍﻟﻤﺘﻐﻴﺮ ﻣﻤﻜﻦ فيعد ﺍﻟﻮﺍﺟﺐ ﻣﻤﻜﻨﺎ.

(2) ﻗﺎﻝ ﺗﻌﺎﻟﻰ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ وَهُوَ يُدْرِكُ الْأَبْصَارَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ} [الأنعام: 103]، ﻭﻗﺎﻝ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻻ ﺗﺪﺭﻛﻪ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﺑﻤﺸﺎﻫﺪﺓ ﺍﻟﻌﻴﺎﻥ ﻭﻟﻜﻦ ﺃﺩﺭﻛﺘﻪ ﺍﻟﻘﻠﻮﺏ ﺑﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻹﻳﻤﺎﻥ. ﻭﺧﺎﻟﻒ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ، ﺑﺄﻥ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﺎﻟﺒﺼﺮ، ﺃﻱ ﻭﺟﻮﺩ ﺻﻮﺭﺓ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ﻭﺍﻧﻄﺒﺎﻋﻪ ﻓﻴﻪ ﺃﻭ ﺧﺮﻭﺝ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻨﻪ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺴﻄﺢ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ﻭﻛﻼﻫﺎ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻷﻥ ﺍﻟﺼﻮﺭﺓ ﻭﺍﻟﺴﻄﺢ ﻣﻦ ﻋﻮﺍﺭﺽ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﻭﻫﻮ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻛﻤﺎ ﻣﺮ (ﺱ ﻁ). ﻗﺎﻟﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺇﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻭﻛﻞ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻳﺮﻯ ﺟﻮﺍﺑﻪ ﺇﻥ ﺍﻟﻜﻴﻔﻴﺎﺕ ﺍﻟﻨﻔﺴﻴﺔ ﻣﻮﺟﻮﺩﺓ ﻛﺎﻟﻌﻠﻢ ﻭﺍﻟﺸﺠﺎﻋﺔ ﻭﺍﻟﻠﺬﺓ ﻭﺍﻷﻟﻢ ﻭﻣﻊ ﺫﻟﻚ ﻻ ﺗﺮﻯ ﻋﻴﺎﻧﺎ ﻭﺃﻣﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ (ﺇﻟﻰ ﺭﺑﻬﺎ ﻧﺎﻇﺮﺓ) ﻓﺎﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻪ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺑﺎﻟﻌﻘﻞ ﻭﺍﻟﺒﺼﻴﺮﺓ ﻻ ﺑﺎﻟﻌﻴﻦ ﻭﺍﻟﺒﺼﺮ، ﻭﻗﺪ ﻧﻔﺖ ﺍﻷﺷﺎﻋﺮﺓ ﺍﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻭﺃﺛﺒﺘﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻓﻮﻗﻌﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻨﺎﻗﺾ ﻷﻥ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻫﻮ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻟﻠﺠﺴﻢ ﻭﺍﻟﻤﺠﺴﻤﺔ ﻛﻔﺮﺓ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﺮﺿﺎ (ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻣﻦ ﻗﺎﻝ ﺑﺎﻟﺘﺠﺴﻴﻢ ﻭﺍﻟﺠﺒﺮ ﻓﻬﻮ ﻛﺎﻓﺮ.

(3) ﻣﻦ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻣﺎ ﺭﻭﺍﻩ ﺍﻟﺼﺪﻭﻕ ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺏ ﺍﻟﺘﻮﺣﻴﺪ (ﺑﺎﺏ 8 ﺡ 3 ﺹ 108) ﻋﻦ ﻋﺎﺻﻢ ﺑﻦ ﺣﻤﻴﺪ ﻗﺎﻝ: ﺫﺍﻛﺮﺕ ﺃﺑﺎ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻠﻪ(ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ) ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺮﻭﻭﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻓﻘﺎﻝ: ﺍﻟﺸﻤﺲ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﻭﺍﻟﻜﺮﺳﻲ ﺟﺰ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﻌﺮﺵ ﻭﺍﻟﻌﺮﺵ ﺟﺰ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﻭﺍﻟﺤﺠﺎﺏ ﺟﺰﺀ ﻣﻦ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻧﻮﺭ ﺍﻟﺴﺘﺮ ﻓﺈﻥ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺻﺎﺩﻗﻴﻦ ﻓﻠﻴﻤﻸﻭﺍ ﺃﻋﻴﻨﻬﻢ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻤﺲ ﻟﻴﺲ ﺩﻭﻧﻬﺎ ﺳﺤﺎﺏ (ﺣﺠﺎﺏ).

 

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.