المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4518 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الإمام عليٌ (عليه السلام) بشّره رسول الله بالجنة
2024-05-04
معنى الـمُبطئ
2024-05-04
{فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم}
2024-05-04
معنى الصد
2024-05-04
معنى الظليل
2024-05-04
معنى النقير
2024-05-04

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الله لا يرى بحاسة البصر  
  
555   03:17 مساءً   التاريخ: 25-10-2014
المؤلف : ابن ميثم البحراني
الكتاب أو المصدر : قواعد المرام في علم الكلام
الجزء والصفحة : ص 76
القسم : العقائد الاسلامية / التوحيد / صفات الله تعالى / الصفات الجلالية ( السلبية ) /

 ﺃﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺮﺋﻲ ﺑﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ، ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻸﺷﻌﺮﻳﺔ.

ﻟﻨﺎ: ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ: ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ:

(ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ) ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺑﻠﻔﻆ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ: ﺇﻣﺎ ﺣﻘﻴﻘﺘﻬﺎ - ﺃﻋﻨﻲ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺑﺤﺲ ﺍﻟﺒﺼﺮ - ﻭﻫﻮ ﻏﻴﺮ ﺻﺎﺩﻕ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﻣﺴﺘﻠﺰﻡ ﻹﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺑﺎﻟﻀﺮﻭﺭﺓ، ﺳﻮﺍﺀ ﻛﺎﻥ ﺑﺤﺼﻮﻝ ﺍﻟﺸﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﺑﺎﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺃﻭ ﺑﺨﺮﻭﺝ ﺧﺎﺭﺝ ﻣﻨﻬﺎ ﻳﺘﺼﻞ ﺑﺴﻄﺢ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻣﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺸﻌﺎﻉ ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﺇﻥ ﺃﻣﻜﻦ، ﻟﻜﻦ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺤﺎﻝ، ﻓﺎﻟﻘﻮﻝ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﺔ ﻣﺤﺎﻝ ﻭﺃﻣﺎ ﻣﺠﺎﺯﻫﺎ - ﻛﻤﺎ ﻳﻘﺎﻝ ﻣﺜﻼ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻜﺸﻒ ﺍﻟﺘﺎﻡ ﻟﻠﻌﻘﻞ ﺃﻭ ﻧﺤﻮﻩ ﻣﻤﺎ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺑﺂﻟﺔ ﺣﺲ ﺍﻟﺒﺼﺮ - ﻓﺬﻟﻚ ﻏﻴﺮ ﻣﺤﻞ ﺍﻟﻨﺰﺍﻉ.

(ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﺇﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﻘﺎﺑﻞ ﺍﻟﻤﺮﺍﺋﻲ ﻭﻻ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻟﻪ، ﻭﻛﻞ ﻣﺮﺋﻲ ﺑﺤﺲ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻟﻠﺮﺍﺋﻲ ﺃﻭ ﻓﻲ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻞ ﻳﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻴﺲ ﺑﻤﺮﺋﻰ ﺑﺤﺲ ﺍﻟﺒﺼﺮ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ ﻓﻸﻥ ﺍﻟﻤﻘﺎﺑﻠﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻓﻲ ﺣﻜﻤﻬﺎ ﻛﺎﻟﻮﺟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺮﺁﺓ ﻭﻧﺤﻮﻫﺎ ﺇﻧﻤﺎ ﺗﺼﺢ ﻣﻦ ﺍﻟﺠﺴﻢ ﺫﻱ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﺃﻭ ﻣﺎ ﻳﻘﻮﻡ ﺑﻪ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﺖ ﺗﻨﺰﻫﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﻟﺠﺴﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺠﻬﺔ ﻭﻟﻮﺍﺣﻘﻬﻤﺎ. ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻀﺮﻭﺭﻳﺔ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {لَا تُدْرِكُهُ الْأَبْصَارُ} [الأنعام: 103] .

ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺇﻥ ﺳﻠﺐ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻭﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻪ ﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻭﻛﻞ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﺳﻠﺒﻪ ﻣﻦ ﺻﻔﺎﺕ ﺍﻟﺠﻼﻝ ﻭﺍﻟﺘﻨﺰﻳﻪ ﻟﻠﻪ ﻛﺎﻥ ﺛﺒﻮﺗﻪ ﻟﺸﺨﺺ ﻣﺎ ﻓﻲ ﻭﻗﺖ ﻣﺎ ﻧﻘﺼﺎ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ، ﻳﻨﺘﺞ ﺃﻥ ﺛﺒﻮﺕ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻧﻘﺺ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻘﺪﻣﺔ ﺍﻷﻭﻟﻰ: ﻓﻸﻥ ﻣﻘﺘﻀﻰ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﻟﺘﻤﺪﺡ ﺑﺴﻠﺐ ﺍﻻﺩﺭﺍﻙ ﺍﻟﺒﺼﺮﻱ ﻋﻨﻪ، ﻷﻧﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﻌﺮﺽ ﺍﻟﻤﺪﺡ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﺒﻴﻨﺔ ﺑﻨﻔﺴﻬﺎ، ﻭﺣﻴﻨﺌﺬ ﺗﺒﻴﻦ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﻀﻴﺔ ﺳﺎﻟﺒﺔ ﻛﻠﻴﺔ ﺩﺍﺋﻤﺔ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ {لَنْ تَرَانِي} [الأعراف: 143].

 ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ " ﻟﻦ " ﺗﻔﻴﺪ ﻧﻔﻲ ﺍﻷﺑﺪ ﺑﺈﺟﻤﺎﻉ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻠﻐﺔ، ﻓﻠﻮ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻤﻜﻦ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺑﺤﺎﺳﺔ ﺍﻟﺒﺼﺮ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺃﻭﻟﻰ ﺍﻟﻨﺎﺱ ﺑﺮﺅﻳﺘﻪ، ﻟﻜﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻻ ﻳﺮﺍﻩ ﻓﻐﻴﺮﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﻟﻌﺪﻡ ﺍﻟﻔﺮﻕ، ﻓﻠﻴﺲ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﺮﺋﻴﺎ ﺑﺤﺲ ﺍﻟﺒﺼﺮ.

ﻻ ﻳﻘﺎﻝ ﻛﻠﻤﺔ " ﻟﻦ " ﺗﻔﻴﺪ ﺍﻟﺘﺄﺑﻴﺪ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ: {وَلَنْ يَتَمَنَّوْهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ} [البقرة: 95] ، ﻣﻊ ﺍﻧﻘﻄﺎﻉ ﺫﻟﻚ ﺑﻘﻮﻟﻬﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺎﺭ { يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ} [الزخرف: 77].

ﻷﻧﺎ ﻧﻘﻮﻝ: ﺇﻧﻪ ﻣﺠﺎﺯ، ﺑﺪﻟﻴﻞ ﺳﺒﻖ ﺍﻟﺬﻫﻦ ﻋﻨﺪ ﺇﻃﻼﻕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻠﻔﻈﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﺘﺄﺑﻴﺪ ﺩﻭﻥ ﻋﺪﻣﻪ، ﻭﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻼﻑ ﺍﻷﺻﻞ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﺧﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻻﺷﺘﺮﺍﻙ، ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻢ ﺫﻟﻚ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﺨﺼﻢ ﻓﺮﺑﻤﺎ ﻓﺴﺮ ﻣﺮﺍﺩﻩ ﺑﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃﻭﻻ ﺛﻢ ﺍﺳﺘﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺛﺒﻮﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺣﻘﻪ ﺛﺎﻧﻴﺎ.

ﺃﻣﺎ ﺍﻷﻭﻝ ﻓﻘﺎﻝ ﻓﺨﺮ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺮﺍﺯﻱ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ: ﻣﺮﺍﺩﻧﺎ ﺑﺄﻧﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻫﻞ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﺮﻯ ﺃﻧﻪ ﻫﻞ ﻳﺼﺢ ﺃﻥ ﻳﺤﺼﻞ ﻟﻨﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻜﺎﺷﻔﺔ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺴﺒﺘﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻧﺴﺒﺔ ﺍﻷﺑﺼﺎﺭ ﻭﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺮﺋﻴﺎﺕ ﺃﻡ ﻻ. ﺛﻢ ﻧﺒﻪ ﻋﻠﻰ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﻓﻘﺎﻝ:

ﻻ ﺷﻚ ﺇﻧﺎ ﺇﺫﺍ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺷﻴﺌﺎ ﺛﻢ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻓﺈﻧﺎ ﻧﺪﺭﻙ ﺗﻔﺮﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺤﺎﻟﺘﻴﻦ، ﻓﺎﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﺤﺎﺻﻠﺔ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﺭﺗﺴﺎﻡ ﺍﻟﺸﺒﺢ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻦ ﻭﺇﻻ ﺇﻟﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺸﻌﺎﻉ ﻣﻨﻬﺎ، ﻓﻬﻲ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺣﺎﻟﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻧﺤﻦ ﻧﺴﻤﻴﻬﺎ ﺑﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﻧﺪﻋﻲ ﺗﻌﻠﻘﻬﺎ ﺑﺬﺍﺕ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻓﻘﺪ ﺍﺣﺘﺠﻮﺍ ﺑﺎﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻭﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ:

ﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻌﻘﻮﻝ ﻫﻮ ﺃﻥ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺵ ﺍﺷﺘﺮﻛﺎ ﻓﻲ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ، ﻭﻻ ﺑﺪ ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﺼﺤﺔ ﻣﻦ ﻋﻠﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ، ﻭﻻ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻨﻬﻤﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻭﺍﻟﺤﺪﻭﺙ، ﻟﻜﻦ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻌﻠﻴﺔ ﻷﻧﻪ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻦ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺎﺻﻞ ﻭﻋﺪﻡ ﺳﺎﺑﻖ ﻭﺍﻟﻌﺪﻡ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﺔ ﺃﻭ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﺍﻟﻌﻠﺔ ﻓﺒﻘﻲ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ، ﻭﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻓﻮﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﺼﺢ ﺭﺅﻳﺘﻪ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﻤﻨﻘﻮﻝ ﻓﻤﻦ ﻭﺟﻮﻩ: (ﺍﻷﻭﻝ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ { رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} [الأعراف: 143] ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ: ﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻤﺘﻨﻌﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻣﻮﺳﻰ، ﻟﻜﻨﻪ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻓﻼ ﺗﻤﺘﻨﻊ. ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻟﻤﻼﺯﻣﺔ: ﺇﻧﻪ ﻟﻮ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﻛﻮﻧﻬﺎ ﻣﻤﺘﻨﻌﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻟﻜﺎﻥ ﺑﻌﺾ ﺣﺜﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻌﺘﺰﻟﺔ ﺃﻋﻠﻢ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﻤﺎ ﻳﺠﻮﺯ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻭﻣﺎ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻫﻮ ﻇﺎﻫﺮ ﺍﻟﺒﻄﻼﻥ.

ﻭﺃﻣﺎ ﺇﻧﻪ ﺳﺄﻟﻬﺎ ﻓﻸﻧﻪ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻫﻬﻨﺎ ﺗﻘﻠﻴﺐ ﺍﻟﺤﺪﻗﺔ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺤﻮ ﺫﻱ ﺍﻟﺠﻬﺔ، ﻓﻠﻮ ﺳﺄﻟﻪ ﻣﻮﺳﻰ ﻟﻜﺎﻥ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﻟﻠﻪ ﺟﻬﺔ، ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻦ ﺫﻟﻚ. ﻓﻜﺎﻥ ﺟﺎﻫﻼ ﺑﻪ ﻓﻮﺟﺐ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻻﺳﻢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺒﺐ. (ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {انْظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي} [الأعراف: 143] ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ: ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻣﻤﻜﻦ، ﻭﻛﻞ ﻣﻌﻠﻖ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻣﻤﻜﻦ ﻓﻬﻮ ﻣﻤﻜﻦ، ﻓﺎﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻤﻜﻨﺔ.

ﺑﻴﺎﻥ ﺍﻷﻭﻝ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﻣﻤﻜﻦ، ﻭﺃﻣﺎ ﺍﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ﻓﻈﺎﻫﺮﺓ.

(ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﻗﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ: {وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ * إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ } [القيامة: 22، 23] ﻭﺟﻪ ﺍﻻﺳﺘﺪﻻﻝ:

ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻣﺎ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﻫﻮ ﺗﻮﺟﻴﻪ ﺍﻟﻘﻮﺓ ﺍﻟﺒﺎﺻﺮﺓ ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ، ﺃﻭ ﻋﻠﻰ ﻣﺠﺎﺯﻩ ﻭﻫﻮ ﺇﻣﺎ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﺃﻭ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ، ﻭﺍﻷﻭﻝ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﺇﻧﻤﺎ ﻳﺼﺢ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺫﻱ ﺍﻟﺠﻬﺔ ﻭﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻣﻨﺰﻩ ﻋﻨﻬﺎ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﺎﻃﻞ ﻷﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻫﻨﺎ ﻣﻘﺮﻭﻥ ﺑﺤﺮﻑ ﺇﻟﻰ ﻭﺑﺎﻟﻮﺟﻮﻩ، ﻷﻥ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻠﻐﻢ ﻭﺍﻵﻳﺔ ﻣﺴﻮﻗﺔ ﻟﺒﻴﺎﻥ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻣﺎﻧﻊ ﻣﻦ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ، ﻓﺘﻌﻴﻦ ﺣﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺇﻃﻼﻗﺎ ﻻﺳﻢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺴﺒﺐ. ﻭﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺇﻣﺎ ﻋﻦ ﺗﻔﺴﻴﺮﻫﻢ ﻓﻨﻘﻮﻝ:

ﺇﻥ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺎﻟﺔ ﺍﻟﻤﻔﻴﺪﺓ ﻟﻠﺘﻔﺮﻗﺔ ﻏﻴﺮ ﻋﺎﺋﺪﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺃﻭ ﺇﻟﻰ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺸﻌﺎﻉ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻋﺒﺎﺭﺓ ﻋﻤﺎ ﺣﺼﻞ ﻟﻠﻨﻔﺲ ﻣﻦ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﺍﻟﻴﻘﻴﻦ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﺍﻷﻭﻝ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺍﻟﻌﻠﻢ ﻣﻘﻮﻝ ﺑﺎﻟﺘﺸﻜﻴﻚ ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻣﺸﺮﻭﻁ ﺑﺎﻻﻧﻄﺒﺎﻉ ﺃﻭ ﺍﺗﺼﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺎﻉ ﺑﺴﻄﺢ ﺍﻟﻤﺮﺋﻲ ﺍﻟﻤﻤﺘﻨﻌﻴﻦ ﻓﻲ ﺣﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ.

ﻭﻋﻦ ﻣﻌﻘﻮﻟﻬﻢ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺗﺴﺘﺪﻋﻲ ﻋﻠﺔ ﻣﺸﺘﺮﻛﺔ، ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺗﻌﻠﻴﻞ ﺍﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﺑﻌﻠﺘﻴﻦ ﻣﺨﺘﻠﻔﺘﻴﻦ. ﺳﻠﻤﺎﻩ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﺇﻻ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﺃﻭ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ. ﺛﻢ ﺇﻧﺎ ﻧﺘﺒﺮﻉ ﺑﺬﻛﺮ ﻣﺸﺘﺮﻙ ﺁﺧﺮ ﻭﻫﻮ ﺍﻹﻣﻜﺎﻥ، ﻭﻫﻮ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺃﻣﺮﺍ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻳﺎ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃﻳﻀﺎ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻳﺔ، ﻭﺗﻌﻠﻴﻞ ﺑﻌﺾ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭﺍﺕ ﺑﺒﻌﻀﻬﺎ ﺟﺎﺋﺰ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﻻ ﻳﺼﻠﺢ ﻟﻠﻌﻠﻴﺔ. ﻗﻮﻟﻪ " ﻷﻥ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀ ﺍﻟﻌﻠﺔ " ﻗﻠﻨﺎ ﻟﻴﺲ ﺟﺰﺀ ﻣﻔﻬﻮﻡ ﺍﻟﺤﺪﻭﺙ ﻫﻮ ﺍﻟﻌﺪﻡ ﺑﻞ ﻛﻮﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻣﺴﺒﻮﻗﺎ ﺑﻪ، ﻭﻫﻮ ﺃﻣﺮ ﺍﻋﺘﺒﺎﺭﻱ، ﻓﻼ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺟﺰﺀﺍ ﻣﻦ ﻋﻠﺔ ﺻﺤﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻗﻠﺘﻢ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻮﺟﻮﺩ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻮﻫﺮ ﻭﺍﻟﻌﺮﺽ ﻋﻠﺔ ﻟﺼﺤﺔ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻭﺟﺐ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻛﺬﻟﻚ. ﻭﺑﻴﺎﻧﻪ:

ﺃﻥ ﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﺒﺎﺭﻱ ﻧﻔﺲ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﻭﺟﻮﺩ ﺍﻟﻤﻤﻜﻨﺎﺕ ﺯﺍﺋﺪ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﻫﻴﺎﺗﻬﺎ ﻛﻤﺎ ﻋﻠﻤﺖ ﻓﺘﺨﺎﻟﻔﺎ، ﻭﺍﻟﻤﺨﺘﻠﻔﺎﻥ ﻻ ﻳﺠﺐ ﺍﺷﺘﺮﺍﻛﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺍﻷﺣﻜﺎﻡ.

 ﻭﻋﻦ ﻣﻨﻘﻮﻟﻬﻢ: (ﺃﻣﺎ ﻋﻦ ﺍﻷﻭﻝ) ﻓﻼ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺳﺄﻝ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻟﻨﻔﺴﻪ، ﻭﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺆﺍﻟﻬﺎ ﻋﻦ ﻟﺴﺎﻥ ﻗﻮﻣﻪ ﺣﻴﺚ ﻗﺎﻟﻮﺍ: {أَرِنَا اللَّهَ جَهْرَةً} [النساء: 153] ، {لَنْ نُؤْمِنَ لَكَ حَتَّى نَرَى اللَّهَ جَهْرَةً} [البقرة: 55].

ﻭﻣﻤﺎ ﻳﺆﻳﺪ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺘﻤﺎﻝ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﺃﻧﻬﻢ ﻟﻤﺎ ﺳﺄﻟﻮﺍ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﺃﺧﺒﺮﻫﻢ ﺑﺄﻥ ﺍﻟﻠﻪ ﻻ ﻳﺮﻯ، ﻓﻠﻢ ﻳﻘﺒﻠﻮﺍ ﻓﺄﺟﺎﺑﻬﻢ ﻭﺳﺄﻝ ﻟﻴﻘﻴﻢ ﻋﺬﺭﻩ ﻋﻨﺪﻫﻢ. ﻓﺈﻥ ﻗﻠﺖ: ﺃﺿﺎﻓﺔ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻭﻣﻄﺎﺑﻘﺔ ﺍﻟﺠﻮﺍﺏ ﺑﻤﻨﻌﻪ ﻣﻤﺎ ﻳﺸﻬﺪ ﺃﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻛﺎﻥ ﻟﻨﻔﺴﻪ. ﻗﻠﺖ: ﻳﺤﺘﻤﻞ ﺗﻠﻚ ﺍﻹﺿﺎﻓﺔ ﻭﺟﻬﻴﻦ: ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻤﺎ ﺃﺟﺎﺑﻬﻢ ﺇﻟﻰ ﺳﺆﺍﻟﻬﻢ ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻻ ﺗﺴﺄﻟﻪ ﻟﻨﺎ ﺑﻞ ﻟﻨﻔﺴﻚ ﻟﻴﻜﻮﻥ ﺃﻗﺮﺏ ﺇﻟﻰ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ، ﻓﺈﺫﺍ ﺭﺃﻳﺘﻪ ﺭﺃﻳﻨﺎﻩ ﻧﺤﻦ.

ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﻟﻌﻞ ﺍﺿﺎﻓﺘﻪ ﺇﻟﻰ ﻧﻔﺴﻪ ﻟﻐﺮﺽ ﺃﻧﻪ ﺇﺫﺍ ﻣﻨﻊ ﻫﻮ ﻣﻦ ﺍﻹﺟﺎﺑﺔ ﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﺃﺣﺴﻢ ﻟﻤﺎﺩﺓ ﺳﺆﺍﻟﻬﻢ ﻟﻠﺮﺅﻳﺔ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ) ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻧﻪ ﻋﻠﻖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻣﻤﻜﻦ، ﻗﻮﻟﻪ " ﻋﻠﻘﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺍﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻭﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻣﺘﻰ ﻫﻮ ﻣﻤﻜﻦ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻰ ﺫﺍﺗﻪ ﺃﻭ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﺇﻟﻴﻪ ﻭﺗﺠﻠﻰ ﺍﻟﺮﺏ ﻟﻪ، ﺍﻷﻭﻝ ﻣﺴﻠﻢ ﻟﻜﻦ ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻻﻋﺘﺒﺎﺭ، ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ: ﻻ ﻳﻨﻔﻌﻜﻢ ﺇﺫ ﺍﻟﺠﺒﻞ ﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻣﺘﺤﺮﻙ ﻭﺇﻻ ﻟﻤﺎ ﺻﺎﺭ ﺩﻛﺎ ﻭﺍﻻﺳﺘﻘﺮﺍﺭ ﻓﻲ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻣﻤﺘﻨﻊ ﻻﻣﺘﻨﺎﻉ ﺍﺟﺘﻤﺎﻉ ﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﻭﺍﻟﺴﻜﻮﻥ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﺍﻟﺮﺅﻳﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﻋﻠﻰ ﺃﻣﺮ ﻣﻤﺘﻨﻊ، ﻓﻜﺎﻧﺖ ﻣﻤﺘﻨﻌﺔ.

(ﻭﻋﻦ ﺍﻟﺜﺎﻟﺚ) ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻫﻨﺎ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻭﻳﻜﻮﻥ " ﺇﻟﻰ " ﻻ ﺣﺮﻑ ﺟﺮ ﺑﻞ ﺍﺳﻤﺎ ﻟﻮﺍﺣﺪ ﺍﻵﻻﺀ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻨﻌﻤﺔ ﺃﻱ ﻧﺎﻇﺮﺓ ﻧﻌﻤﺔ ﺭﺑﻬﺎ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻭﺍﺣﺪ ﺍﻵﻻﺀ ﻭﻳﻜﻮﻥ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻫﻨﺎ ﺑﻤﻌﻨﻰ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ، ﻭﻗﺮﻳﻨﺔ ﺍﻟﻮﺟﻮﻩ ﻻ ﻳﻤﻨﻊ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ. ﻗﻮﻟﻪ " ﻷﻥ ﺍﻻﻧﺘﻈﺎﺭ ﻳﻜﻮﻥ ﺳﺒﺒﺎ ﻟﻠﻐﻢ " ﻗﻠﻨﺎ: ﻻ ﻧﺴﻠﻢ ﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﻛﺬﻟﻚ، ﺑﻞ ﺍﻧﺘﻈﺎﺭ ﺍﻟﺨﻴﺮ ﺳﺒﺐ ﺍﻟﻔﺮﺡ ﻭﺍﻟﺴﺮﻭﺭ ﻭﻫﻬﻨﺎ ﻛﺬﻟﻚ. ﺳﻠﻤﻨﺎﻩ، ﻟﻜﻦ ﻟﻢ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻞ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ، ﻭﻳﻜﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﻳﺔ ﺍﺿﻤﺎﺭ ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﺇﻟﻰ ﺛﻮﺍﺏ ﺭﺑﻬﺎ ﻭﺟﺰﺍﺋﻪ ﻧﺎﻇﺮﺓ، ﻭﺍﻻﺿﻤﺎﺭ ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺧﻼﻑ ﺍﻷﺻﻞ ﺇﻻ ﺃﻥ ﺍﻟﻤﺠﺎﺯ ﺧﻼﻑ ﺍﻷﺻﻞ ﺃﻳﻀﺎ، ﻭﻗﺪ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺃﺻﻮﻝ ﺍﻟﻔﻘﻪ ﺃﻧﻬﻤﺎ ﻓﻲ ﺩﺭﺟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻭﻋﻠﻴﻜﻢ ﺍﻟﺘﺮﺟﻴﺢ. ﻭﺑﺎﻟﻠﻪ ﺍﻟﺘﻮﻓﻴﻖ ﻭﺍﻟﻌﺼﻤﺔ.




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.

موكب أهالي كربلاء يستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
العتبة العباسية تستذكر شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) بإقامة مجلس عزاء
أهالي كربلاء يحيون ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام) في مدينة الكاظمية
شعبة مدارس الكفيل النسوية تعقد اجتماعًا تحضيريًّا لوضع الأسئلة الامتحانية