المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
طرق تربية الحمام
2024-04-25
الحث على المشاورة والتواضع
2024-04-24
معنى ضرب في الأرض
2024-04-24
معنى الاصعاد
2024-04-24
معنى سلطان
2024-04-24
معنى ربيون
2024-04-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الرسائل الشخصية  
  
5726   12:12 مساءاً   التاريخ: 4-7-2016
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : عصر الدول و الإمارات ،الأندلس
الجزء والصفحة : ص422-434
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-10-2015 3094
التاريخ: 4-7-2016 2937
التاريخ: 17-6-2017 10955
التاريخ: 17-9-2019 4093

طبيعي أن يعنى الكتّاب بهذه الرسائل منذ عنايتهم بالرسائل الديوانية معبرين عن عواطفهم و مشاعرهم من ثناء و شكر و عتاب و استعطاف و اعتذار و تهنئة و شفاعة و استمناح و تعزية، و ليس بين أيدينا نصوص منها قبل عصر المنصور بن أبى عامر في أواخر القرن الرابع إذ احتفظ ابن بسام في الذخيرة بطائفة من الرسائل الديوانية التي صدرت من دواوينه على لسان ابن برد الأكبر و ابن دراج شاعره و ساق للأخير رسالة شكر لمن أنقذه من ضنك حياته، و هو يصف فيها ما كان قد نزل به من الضنك و البؤس بعد أن كان في ثراء و حال حسنة قائلا(1) :

«كنت قد نشأت في معقل من العفا )2)و الوفر، محدقا بسور من الأمن و السّتر، حتى أرسل إلىّ سلطان الفقر، رسولا من نوب الدهر، يريد استنزالي إليه، و خضوعي بين يديه، فأبيت من ذلك عليه، فغزاني بكتائب من النّوائب، تسير تحت ألوية المصائب، تبرق بسيوف الرّزايا، و تشهر أسنّة المنايا، يرمون عن قسىّ الأوجال، و يضربون طبول الذّعر و سوء الحال، بأيد باطشة لا تكلّ، و بصائر ثابتة لا تملّ» .

و الرسالة مبنية على السجع، مبالغة في التأنق، و قد اختيرت فيها الألفاظ و امتلأت بالتصاوير، مما يؤكد شيوع التنميق في الرسائل الشخصية منذ أواخر القرن الرابع الهجري على نحو ما أخذ يحدث في الرسائل الديوانية عند ابن دراج نفسه و عند ابن برد الأكبر، و نلتقى بأخرة من العصر الأموي بابن شهيد الكاتب البارع المتوفى سنة 4٢6 و قد ترجم له ابن بسام في ذخيرته، و ذكر له طائفة كبيرة من رسائله الشخصية، و هو يطيل فيها طولا شديدا، و نسوق له قطعة من رسالة أطنب فيها ما وسعه الإطناب كتب بها إلى صاحب بلنسية شاكرا معتذرا عن الإلمام ببابه لتعلقه بقرطبة مع ما أصابها من الفتنة و من التخريب و الهدم و الحرق، يقول (3):

«قد كان أقلّ حقوق مولاي أن أقف ببابه، و أخيّم بفنائه، و أهدى إليه الشكر غضّا، و أنثر عليه المدح بضّا (4)، و لكني ممنوع، و عن إرادتي مقموع، يملكني سلطان قدير، و أمير ليس كمثله أمير، شيء غلب صبر الأتقياء، و استولى على عزم الأنبياء، و هو العشق، باطل يلعب بالحق، ليبين ضعف البشر، و تلوح قدرة مصرّف القدر، و الذى أشكو منه أغرب الغرائب، و أعجب العجائب، بثّ شاغل، و برح (5)قاتل، و صبر يغيض (6)، و دمع يفيض، لعجوز بخراء (7)، سهكة درداء(8)، تدعى قرطبة:

عجوز لعمر الصّبا فانيه لها في الحشا صورة الغانيه 
طاب لي الموت على هواها، و لذّ عندي سقى دمى لثراها» . و له من رسالة يصور فيها أحد الأبطال المنازلين لجيوش الأعداء من نصارى الشمال(9)

«و أصل الجهاد، و استأصل الكفر و العناد، و اتخذ ظهر الجواد بيتا، و ظلّ اللّواء كميتا (10)، و استبدل من نقر الكران (11)قرع الطبول، و من نغم القيان شجا الصهيل، و من وجبة (12)المعازف لجب الخيول، يمشي في الهجير(13)، و يسرى في الزّمهرير، و يحنّ إلى الأذان و التكبير، في خطّة إبليس، و مصدح النواقيس» .

و من أوائل من نلقاه في هذا العصر-الاندلسي- ابن برد الأصغر كاتب معن بن صمادح أمير المريّة، و قد أطال ابن بسام في ذكر تحميداته، و ذكر طائفة من رسائله في العتاب و الاستزارة و له رسالة في ذم صديق، و يقول ابن سعيد في المغرب إنها من أبدع ما قيل في ذم مؤاخ، و من قوله فيها)15) :

«خلّيت عنه يدى، و خلّدت قلاه خلدى، بيض الأنوق )16)من رفده أمكن، و صفا المشقّر (17)من خدّه ألين، نزر النوال، رثّ المقال، أحاديث وعده لا تعود بنفع، و لا هي من غرب و لا نبع(18)، على وجهه من التعبيس قفل ضاع مفتاحه، و ليل مات صباحه، غنىّ من الجهل، مفلس من العقل، تتضاءل النّعم لديه، و تقبح محاسن الإحسان إليه، غربال حديث إذا وعى سرّا قطر منه، كبد الزمان عليه قاسية، و نعم اللّه له ناسية، قصير عمر الوفاء للإخوان، عون عليهم مع الزمان، مربّ لأطفال الإحن، محى لأموات الدّمن (19)، رقدت ملء عيني في فرش القلى (20)له و شربت زلال (21)ماء العزاء عنه»

و لابن برد رسالة وجّه بها إلى أبى الوليد بن جهور أمير قرطبة (4٣5-46١ ه‍) جعل موضوعها مجلسا للرياحين و أنوار البساتين أخذت فيه تتفاوض و تتحاور في أيها أجمل في صورته و أعبق في رائحته ثم قام من بينهم خطيب، ففضل الورد على سائر الأزهار لحمرته معللا لذلك بأن الحمرة لون الدم و الدم صديق الروح. و كان بالمجلس من رؤساء الأزهار و الرياحين النرجس الأصفر و البهار و البنفسج و الخيرىّ، فأدوا للورد شهادتهم بتقدمه، و نسوق منها شهادة النرجس إذ يقول (22):

«و الذى مهّد لي حجر الثّرى، و أرضعني ثدى الحيا (23)، لقد جئت بالشهادة أوضح من لبّة (24)الصباح، و أسطع من لسان المصباح، و لقد كنت أسرّ من التعبّد له و الشغف به، و الأسف على تعاقب الموت دون لقائه. ما أنحل جسمي، و مكّن سقمي، و إذ قد أمكن البوح بالشكوى، فقد خفّ ثقل البلوى»

و تتوالى شهادة البنفسج و البهار (25)و الخيرىّ، ثم تعقد الأزهار العزم على كتابة عقد بذلك و يكتبون رقعة بتحالف الرياحين جميعا على أنها أعطت للورد قيادها و ملّكته أمرها، و اعترفت بأنه أميرها المقدم لخصاله و المؤمّر لسوابقه، و هي لذلك تلتزم له بالسمع و الطاعة و الرقّ و العبودية. و ربما كنى بالورد عن أمله في أن يكون وزيرا لابن جهور مفضلا له على كل من حوله. و قد طارت شهرة هذه الرسالة و حاكاها غير كاتب، و ممن حاكوها معاصر ابن برد حبيب صاحب كتاب فصل الربيع و سنترجم له عما قليل، أما ابن برد فسنترجم له بين أصحاب الرسائل الأدبية.

و يكتظ كتاب الذخيرة لابن بسام بالرسائل الشخصية يدبّجها كتاب الدواوين و الوزراء و الشعراء و ينمقونها صورا مختلفة من التنميق، و ممن روى له كثيرا من رسائله الشخصية أبو محمد بن عبد البر الذى ترجمنا له بين كتاب الرسائل الديوانية، و له رسائل كثيرة في الشفاعات و الوسائل و المودة و في التهنئة و التعزية، من ذلك تعزيته لأب في فتى له استشهد في قتال أعداء الدين الحنيف، و فيها يقول (26)

«كتبت عن قلب يقشعرّ، و نفس بين ضلوعها لا تستقرّ، لخبر الرّزء الهاجم، و النبأ الشنيع الكالم. . فيا لها حسرة ما أنكاها(27)للنفوس، و جمرة ما أذكاها في القلوب.

و روعة ما أفتّها للأعضاد، و لوعة ما أحرّها على الأكباد:

و ما نحن إلا مثلهم غير أننا أقمنا قليلا بعدهم و تقدّموا 
و لقد خرج من بيته مجاهدا، و عن حمى الدين ذائدا، فوقع أجره على اللّه. . و أنت الطّود الموفى (29)على كل هضبة، المعلّى على كل فرحة و كربة. و اللّه-يا سيدى-في نفسك العزيزة أن يكون فيها كامن رزء (30)يقدح، أو أن يوهن منها باطن أسى يفدح»

و كان يعاصر أبا محمد ابن حيان مؤرخ الأندلس الكبير المتوفى سنة 46٩ و قد ترجم له ابن بسام ترجمة ضافية، و سنترجم له في غير هذا الموضع، و روى ابن بسام له رسائل شخصية بديعة، و في إحداها يقول مهنئا بعض العمال بخلاصه من نكبته (31):

«كتابي عن نفس قد أشرق وجه صباحها، و هبّت رياح ارتياحها، بما طلع علينا من

البشائر السارّة بخلاصك، و جميل انفكاكك، على حين بلغت قلوب الأودّاء الحناجر، و كادت موارد الحزن لا تكون لها مصادر، فإن الأيام عمّت فيك، بإساءتها إليك، كلّ منتسب إلى فضل، متّسم باسم نبل، و إن كانت قد أصابت فيك سواد ناظرها الذى تضىء به و تتجمّل، و سخت منك بحلى جيدها الذى يحقّ به أن تبخل. . و قد صادفت منك الإبريز (32)الذى لا يزيده السّبك إلا تمحيصا، و المبرّز الذى لا يعقبه تحوّل الأحوال نكوصا، تتلقى الخطوب بصدر وساع، (33)و صبر منفسح الباع، و تسبر (34)الدهر بمسباره، و تعرف من مكنونه حقيقة إيراده و إصداره» .

و نلتقي بابن الدباغ كاتب المقتدر بن هود أمير سرقسطة، و سنخصه بكلمة، و كان يكتب للمقتدر أيضا أبو عمر(35) الباجي المتوفى سنة 4٧5 و روى له ابن بسام رسالة على لسان زهر البهار وجّه بها إلى المقتدر بن هود مزدلفا إليه آملا أن تكون له الحظوة الكبرى بين كتابه و وزرائه كما للبهار بين نواوير الربيع و فيها يقول (36)

«أطال اللّه بقاء المقتدر مولاي و سيدى و معلى حالي و مقيم أودى (37)، و أعاذني من خيبة العناء، و عصمني معه من إخفاق الرّجاء، و لا أشمت بي عدوا من الرياض يناصبني (38)، و حاسدا من النواوير يراقبني، و قد علم الورد موقع إمارتي، و غنى بلطيف إيمائي عن عبارتي. . و قد أتيت في أواني، و حضرت و غاب أقراني، و لم أخل من خدمتك رتبتي و مكاني. . فهل لمولاي أن يحسن إلىّ صنيعا، و يكرم النّور جميعا، و يدنيني فأرقى إلى أختي الثّريّا سريعا، في مجلس قد أخلصته سحائبه، و أفرغت الحسن عليه و الطيب ضرائبه (39)، وجهك بدره، و غرّتك فجره، و أخلاقك زهره، و ثناؤك درّه و عطره»

و الباجي يجعل البهار فوق الورد و جميع الأزهار مصورا بلسانه مطامحه في التقدم عند المقتدر في مجالس تدبيره و أنسه على جميع كتابه و وزرائه. و لمواطنه كاتب المقتدر حسداى )40)-و كان يهوديا و أسلم و حسن إسلامه-رسالة مماثلة كتب بها إلى المقتدر على لسان النرجس)41)

و من شعراء العصر الذين عنى ابن بسام برواية طائفة من رسائلهم الشخصية البديعة ابن الحداد الذى مضت ترجمته بين أفذاذ الشعراء في العصر، و تنم رسائله عن أنه كان مثقفا ثقافة واسعة بالآداب العربية و ما يطوى فيها من أعلام و أمثال و أشعار، و بعلوم الأوائل و ما يطوى فيها من فلسفة و غير فلسفة، و من طريف رسائله في الشكر و الإخاء )42):

«يا سيدى الذى هو قسيم ذاتي إن تحققت الذّوات و النّحائز (43)، و شقيق نفسى إن تبيّنت الخلائق و الغرائز، و من أبقاه اللّه بقاء الفرقدين )44)في تدبير السّعدين. بيننا من التحام المقة (45)، و استحكام الثّقة، ما أربأ (46)به عن تضمين الصّحائف، و لو قدّت من السّوالف (47)، و أنزّهه عن اشتمال المداد، و لو كان من دم الفؤاد، فصفاؤنا شمسي النّقاء، و وفاؤنا فلكىّ البقاء، و لا تضمّن الطروس، إلا ما لحقه الدروس. و كتابي هذا إثر إتحافك لي بكتابين كالنّيّرين، فإن كان القمر و يوح (48)، لإنارة الّلوح، فهذان، لجلاء الأذهان» .

و من الكتاب المبدعين أبو عبد الرحمن بن طاهر، و سنخصه بكلمة، و كان يعاصره أبو الحسين )49)سراج بن عبد الملك بن سراج اللغوي الفقيه الكاتب المتوفى سنة 5٠٨ و له رسالة طريفة بناها على الدعابة في الشفاعة لشخص يسمى بالزريزير مستغلا اتفاق اسمه مع اسم طائر الزّرزور على هذا النمط (50):

«يصل بالكتاب-وصل اللّه علوّك، و كبت عدوّك-شخص من الطيور يعرف بالزّريزير أقام لدينا أيام التّحسير (51)، و زمان التبلغ بالشّكير (52)، فلما وافى ريشه، و نبت بأفراخه عشوشه، أزمع عنا قطوعا (53)، و على ذلك الأفق الّلدن تدلّيّا و وقوعا، رجاء أن يلقى في تلك البساتين معمرا (54)وعلى تلك الغصون حبّا و ثمرا، و أنت بجميل تأتّيك، و كرم معاليك، تصنع له هنالك وكونا )55)، و تستمع من نغم شكره على ذلك أغاريد و لحونا، دون أن يلتقط في فنائك حبّة، أو يسترط (56)من مائك نغبة (57)» .

و طارت الرسالة في الأندلس و حاول غير أديب محاكاتها لما فيها من دعابة مستملحة، إذ صور سراج ما كان فيه هذا الشخص من ضيق جعله يلتمس منه الشفاعة لصاحبه بالزرزور حين ينحسر عنه ريشه العتيق و لا يبقى له إلا الريش القصير، حتى إذا كثر ريشه صمم على القطوع أو الرحيل آملا أن ينزل على أفق هذا الجواد و يجد عنده منزلا و حبّا و ثمرا و وكونا أو عشوشا يأوى إليها متغنيا بالثناء عليه. و ينصحه أن لا يجد في فنائه حبّة يلتقطها و لا جرعة ماء تبلّ ريقه. و ممن حاول محاكاة سراج بن عبد الملك في هذه الدعابة الطريفة أبو بكر عبد (58)العزيز بن القبطورنة كاتب على بن يوسف بن تاشفين المتوفى حوالي سنة 5٢٠ للهجرة، و من قوله في رسالته )59):

«يصل بكتابي-وصل اللّه سعودك-من الطير نطّاق، من غير ذوات الأطواق (60) .

مهّدته العذارى الحجور، و ألحفته الشعور، و ربّته بين التّرائب و النّحور، و علّلته بالرّضاب )61)، و سقته بأفواهها العذاب، أقام عندنا زمانا، لا يتألف إلا رندا (62)أو بانا، يتدرّج في البساتين، يتطلب العنب المنتقى و التّين، فذكرت له يوما و الحديث ذو شجون، أرضك الميثاء (63)ذات الشجر و العيون، فصفّق جناحا، و اهتزّ ارتياحا، و سألني إلى مجدك كتابا فأنلته ما ابتغى، و قلت: سلمت أخا الببّغا، و بلّغت المدى، و جنّبت من حزّة المدى )64)و أخذ الكتاب بمنقار، و صفّق بريش الجناحين سرورا و طار، و أنت بسيادتك تبسط له في بساتينك، و تفرش له من وردك و ياسمينك»

و كان يعاصر ابن القبطورنة أبا القاسم بن الجد، و سنخصه بكلمة، و عاصرهما ابن عبدون الشاعر الفذ الذى ترجمنا له بين شعراء الرثاء، و قد عمل في دواوين المتوكل ببطليوس ثم في دواوين المرابطين، و له رسائل يخطب فيها ودّ أبى القاسم بن الجد، و في إحداها يقول (65):

«إن تعذّر لقاء، فقد انتشر ثناء، امتلأت الأرض منه و السماء، و وصف عزّ الأوصاف و غلبها، و هزّ الأعطاف و جذبها، و ذكر ملأ الآذان حليّا، و الآناف ريّا (66)، و الأفواه أريا، و نبل جلت مطالعه دياجي الأوهام، و روت مواقعه صوادي (67)الأوهام. . و للّه دهر أطلعك أفقه، و وقت وسعك طلقه (68)، ما أكرم طبيعته، و أضخم دسيعته)69)، و أعبق في الآناف شميمه، و أرقّ على الأنفاس نسيمه. . و أنا أخطب إلى عمادي-أدام اللّه عزّته-مودّته عقيلة (70)، و اجعل رحمي(71): الأدب و النسب وسيلة، و أبذل من تحلية حمدي و شكري مهرا، و أبنى لها بين سحري و نحري (72)قصرا. . و اللّه-جلاّ و علا-يعينني على فرضه أؤديه، و قرضه أقضيه» .

و للأعمى التطيلى الشاعر معاصره رسالة عتاب بديعة لمن خدمه الزمان و أقبل عليه السلطان، و له يقول مترفعا عن بره و عونه: «إني أبيت ظمآن، و لا أبيت خزيان، و أحتمل الحرمان، و لا أحتمل الهوان )73)»و كان يعاصره و يعاصر ابن الجد ابن خفاجة شاعر الطبيعة المبدع الذى مرت ترجمته، و كما كان يبدع في وصفها شعرا كان يبدع في وصفها نثرا، و له من رسالة يصف نزهة مع بعض رفاقه غبّ مطر )74):

«لما أكبّ الغمام إكبابا، لم أجد معه اغبابا (75)، و اتصل المطر اتصالا، لم ألف معه انفصالا، أذن اللّه تعالى للصّحو أن يطلع صفحته، و ينشر صحيفته، فقشعت الريح السحاب، كما طوى السجلّ الكتاب، و طفقت السماء تخلع جلبابها، و الشمس تحطّ نقابها، و تطلّعت الدنيا تبتهج كأنها عروس تحلّت، و قد تجلّت، ذهبت في لمّة من الإخوان نستبق إلى الراحة ركضا، و نطوى للتفرّج أرضا، و ننشر أرضا، و تردّدنا بتلك الأباطح نتهادى (76)تهادى أغصانها، و نتضاحك تضاحك أقحوانها، و للنسيم، أثناء ذلك المنظر الوسيم، تراسل مشى، على بساط وشى، و أجلنا النظر في نهر صافى لجين (77)الماء، كأنه مجرّة السماء، مؤتلق جوهر الحباب(78)، كأنه من ثغور الأحباب. و حضرنا مسمع (79)يجرى مع النفوس لطافة فهو يعلم غرضها و هواها، و يغنى لها مقترحها و مناها:

يحرّك-حين يشدو-ساكنات و يبتعث الطبائع للسّكون» 
و لابن خفاجة-بجانب ذلك-رسائل في التهادي و في العتاب و في الشفاعة، و في التهاني و في التعازي، و هي مبثوثة بترجمته في الذخيرة، و له يتفجع على شهيد بإحدى رسائله)80) :

«قمر فضل سار إلى سراره (81)، و وسطى عقد أخذ في انتثاره، و صباح جذل (82)أسرع في انطوائه، و مصباح أمل عجّل بانطفائه، فقبحا لدنيا قصفته أنضر ما كان غصنا، و كسفته أقمر (83)ما كان حسنا. و صار مفقودا، كأن لم يكن مشهودا، و منشودا (84)كأن لم يكن موجودا. و قد وجدت لذلك وجدا لا يسعه الصّدر، و لا يقاومه الصّبر، و أوارا (85)لا تطويه أحناء الضلوع، و لا تطفئه أحساء (86)الدموع. و كأنّ كل ذلك لما انقضى، فمضى، خيال ألمّ ثم تولّى، و غمام أظلّ ثم تجلّى» .

و من معاصري ابن خفاجة أبو عبد اللّه بن أبى الخصال أهم الكتاب في دواوين المرابطين بأخرة من أيامهم، و تحتفظ المجلدات الثامن و التاسع و الرابع عشر من صبح الأعشى بطائفة من رسائله الشخصية بين شكر و تهنئة بقدوم و تعاز في وزير و بنت و أخ و زوجة و شفاعة و وصف لغيث بعد جدب و ما أعقبه من تغنى الطيور فرحا بجمال الطبيعة و ازديانها بروائع الأزهار من نرجس و غير نرجس، و احتفظ له ابن بسام بطائفة أخرى من رسائله في ذخيرته، من بينها رسالتان وجّه بهما إلى ابن بسام ردّا على رسالة كان أرسلها إليه في طلب بعض شعره و نثره ليضمنه الذخيرة، و هو في أولاهما يعتذر عن تلبية طلبه في تواضع جم إذ ليس له من الشعر و النثر-كما يقول-إلا ما يعد من سقط المتاع. و يبدو أن ابن بسام ألح عليه في الطلب فاضطر أن يلبيه بقليل من شعره قائلا إنه يربأ بقدر الذخيرة عن مثل هذه النتف الأخيرة، و يعتذر بأنه يخط ما خطه من هذا الشعر في ليلة قاسية البرد، و يمضى في تصويرها قائلا) 87)

«إني خططت و النوم مغازل، و القرّ منازل، و الرّيح تلعب بالسّراج، و تصول عليه صولة الحجّاج (88)، فطورا تسدّده سنانا، و تارة تحرّكه لسانا، و آونة تطويه حبابة )89)، و أخرى تنشره ذؤابة، و تقيمه إبرة لهب، و تعطفه برة ذهب، أو حمة (90)عقرب، و تقوّسه حاجب فتاة، ذات غمزات، و تستلّ روحه من ذباله، و تعيده إلى حاله، و ربما نصبته أذن جواد أو مسخته حدق(91)جراد. فلا حظّ منه للعين، و لا هداية في الطّرس لليدين، و الليل زنجىّ (92)الأديم تبرىّ(93)النجوم، قد جللّلنا ساجه (94)، و أغرقتنا أمواجه، و لو نظرت فيه الزرقاء (95)لاكتحلت، أو خضبت به الشّبيبة لما نصلت (96)، و الكلب قد صافح خيشومه ذنبه، و أنكر البيت و طنبه، )97)و التوى التواء الحباب (98)، و استدار استدارة الحباب، و جلده الجليد، و ضربه الضّريب (99)، و صعّد أنفاسه الصّعيد، (100)فحماه مباح، و لا هرير و لا نباح، و النار كالصديق أو كالرّحيق (101)، كلاهما عنقاء مغرب (102)، أو نجم مغرّب» .

و الرسالة وصف شعرى بديع لهذه الليلة من ليالي الشتاء الباردة بردا شديدا في الأندلس و الرياح تقصف، و الليل داج معتم، و السراج تقبضه الريح و تبسطه، و قد يضيىء و يستعرض، و قد يتضاءل حتى يصبح إبرة أو برة، و قد يستطيل حتى كأنه سنان أو لسان، و قد يتقوس حتى كأنه حاجب أو يتلوّى كأنه عقرب. و يستمر ابن أبى الخصال في وصف الليلة الباردة و ما أضفى عليها من أخيلته الرائعة. و ليستتم صورة بردها الشديد وصف كلبا مقرورا مدّ عليه الثلج رواقه، حتى لم يعد يبصر طنب بيته و التف ذنبه على خيشومه أو خرطومه، و تقرفص و تكوّم كالأفعوان، و كاد يتجمد، فحشو الجو من فوقه إبر من الثلج اللاسع، و أرضه قوارير من الجليد اللاذع، و جفّ ريقه في حلقه فلا هرير و لا نباح، و لا نار لمصطل، فالرياح العاصفة لها بالمرصاد حتى لكأنها الطائر الخرافي المسمى عنقاء مغرب.

و نمضى في عصر الموحدين، و نلتقى فيه بصفوان بن إدريس المتوفى سنة 5٩٨ المار ذكره بين شعراء الغزل و المدائح النبوية، و له من رسالة يهنئ بها أبا القاسم بن بقى حين تولّى خطة القضاة سنة 5٩٢ و فيها يقول (103):

«حسن الأيام و جمالها، و مآل الآمال و ثمالها (104)، و بصر المعارف و سمعها، و واحد الفضائل و جمعها، أبو القاسم بن بقى بن مخلد، بورك في والد و ما ولد:

نسب كأن عليه من شمس الضّحى نورا و من فلق الصّباح عمودا 
. .
نفع الحقّ به علله، و نقع غلله (105). . عمادي الأكرم، و ملاذي الذى أنفخ من حدّه في ضرم (106)، و أحلّ من الاختصاص به محل الحرم، تخيرّت علاه و من أخصب تخيّر و ما كنت إلا كالغريب ارتاد الجوار، و المحلّى انتقى المعصم حين صاغ السّوار. . و اللّه- تعالى-يديم مدة قاضى الجماعة الأسرى (107)، و كلم حمده أسير من الأمثال و أسرى (108)، و نعم اللّه سبحانه عليه تترى، و ما يريه من نعمة إلا هي أكبر من الأخرى» . و التورية واضحة بين الأسرى و أسرى، و هي تكثر في نثر الأندلس و شعرها منذ هذا التأريخ.

و لسهل بن مالك-بأخرة من عصر الموحدين-رسائل شخصية بديعة، و سنخصه بكلمة، و لأبي عبد اللّه بن الجنان المترجم له بين شعراء المدائح النبوية من رسالة يعزي بها أبناء سهل حين توفى استهلها بقصيدة أو بمرثية طويلة و فيها يقول)109)

«يا له حادثا، جمع قديما من الكروب و حادثا، و مصابا، جرّع أوصابا، و أضحى كلّ به مصابا، لا جرم أنى شربت من كأسه مستفظعها، و شرقت (110)بها و بدمعى الذى ارفضّ (111)معها، فغالت خلدى، و غالبت جلدى، حتى غبت عنى، و لم أدر بآلامي التي تعنّى.

و بكيت حتى خشيت البكاء أن يعشيني )112)، و غشيت (113)إذ غشيني (114)من ذلك اليمّ (115)ما غشيني، «و ظللت لقى(116)أينما شاء التّرح يلقيني، فتارة يفنيني، و تارة يبقيني. .

و يا ليت شعري إذ أفادوا الماء طهارة زائدة بغسل جلاله، هل حنّطوه بغير ثنائه أو كفّنوه في غير خلاله، و يا ليت شعرى إذ استقلّ به نعشه الأشرف، ترفرف عليه الملائكة و يظلّه الرّفرف، هل رأوا قبله حمل الأطواد (117)، على الأعواد، و سير الكواكب في مثل تلك المواكب، و لم آثروا على نفوسهم، و رضوا الأرض مغربا لأنوار شموسهم؟ هلا حفروا له بين أحناء الضلوع، و جعلوا الصّفيح ضريح الحب و الولوع. .

وهب اللّه لكم في مصابكم صبرا على قدره، و سكب ديم مغفرته على مثوى فقيدكم و قبره» .

و أخذ الكتّاب في الأندلس منذ القرن السابع الهجري على لسان أبى المطرف بن عميرة الذى ترجمنا له بين كتاب الدواوين و غيره يتصنعون في كتاباتهم بإلماعات و إشارات إلى الأمثال و إلى مسائل العلوم و مصطلحاتها على نحو ما نقرأ من رسالة لأبى المطرف حين أعلمه صديق نبأ استيلاء الروم على بلنسية، فقال متحسرا )118):

«باللّه أي نحو ننحو، أو مسطور نثبت أو نمحو، و قد حذف الأصل و الزائد، و ذهبت الصّلة و العائد. . و ذهبت علامة الرفع، و فقدت نون الجمع، و المعتلّ أعدى الصحيح، و المثلّث أردى الفصيح. . و مالت قواعد الملّة، و صرنا جمع القلّة، و ظهرت علامة الخفض، و جاء بدل الكل من البعض» .

و واضح أنه استغل مصطلحات النحو استغلالا واسعا في التورية عما أراد من تصوير بؤس الأندلسيين إزاء ما يسقط من بلدانهم في حجر نصارى الإسبان، و أضاف إلى التوريات بمصطلحات النحو توريات ببعض كتب الأندلسيين، و أقصد كتابي الصلة و العائد و هما من كتب التراجم و من مصطلحات النحو أيضا و أشار معهما إلى تغلب المسيحي على العربي بكلمتي المثلث و الفصيح موريا بهما عن كتابين لغويين هما مثلث قطرب و فصيح ثعلب، و معروف أن من أنواع البدل عند النحاة بدل الكل من البعض.

و بجانب هذه الإشارات و الإلماعات إلى مصطلحات العلوم و كتبها التي يحاكون بها تملحا أبا العلاء المعرى في نثره و شعره على نحو ما أوضحنا ذلك عنه في كتابينا عن الفن و مذاهبه في الشعر و النثر العربيين. و أخذت تشيع في الرسائل مع المحسنات البديعية- و خاصة التورية-عقد يصعّب بها الكتّاب الممرات إلى صنع الرسائل، على نحو ما صنع المشارقة من ذلك منذ الحريري صاحب المقامات، إذ كان يلتزم في بعضها أن تكون كلماتها غير منقوطة أو تكون إحدى الكلمات منقوطة و تاليتها غير منقوطة و كثر مثل ذلك عند المشارقة كما كثر أن يلتزم حرف بعينه في كلمات الرسالة أو كلمات العهد على نحو ما صنع ابن الجنّان إذ التزم في عهد أن يكون السجع فيه جميعه حاء مع إردافها بالألف مثل صلاحا، فلاحا (119). و التزم في رسالة له العين في جميع ألفاظها، و يقول ابن عبد الملك المراكشى إنها «شاعت في الأندلس، و تنوقلت شرقا و غربا» و راجعه أبو الحسين الرّعينى برسالة مماثلة، وردّ عليه ابن الجنّان أيضا برسالة على غرارها، مما دفع أبا المطرف بن عميرة أن يكتب إلى الرعينى برسالة نونية ملتزما النون في جميع كلماتها (120).و من الحق أن كتاب الأندلس كانوا من البراعة في الكتابة بحيث كانت رسائلهم تسع هذا التصنع و ما يشاكله دون أن يجور على إبداعاتهم الأدبية و حيويتها النافذة بما كانت تتوهج به دائما من سجع و محسنات و تصاوير رائعة مع العناية دائما بجمال الجرس و حسن الأداء. و ظل ذلك ماثلا في كتابات الكتّاب بغرناطة طوال إمارتها من أواسط القرن السابع الهجري إلى أن خرج منها العرب بأخرة من القرن التاسع، و يزخر كتاب الإحاطة بكثير من الرسائل الشخصية للكتاب الغرناطيين و في مقدمتهم ابن الخطيب مؤلفه، و قد ختمه برسالتين راسل بهما ابن خلدون صديقه، و احتفظ ابن خلدون له بطائفة من رسائله إليه في كتابه «التعريف» و في إحداها يرحب بمقدمه إلى غرناطة قائلا (121):

«لو خيّرت أيها الحبيب الذى زيارته الأمنيّة السنيّة و العارفة الوارفة (122)، و اللطيفة المطيفة، بين رجع الشباب يقطر ماء، و يرفّ نماء، و يغازل عيون الكواكب فضلا عن الكواعب إشارة و إيماء . و بين قدومك لما اخترت الشباب و إن شاقني زمنه و أجرت سحاب دمعي دمنه (123)، فالحمد للّه الذى رقى جنون اغترابي، و ملّكني أزمّة آرابي.

 

 

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

١) الذخيرة لابن بسام (تحقيق د. إحسان عباس)١/62.

٢) العفا هنا: كثرة الخير و طيب العيش.

3) الذخيرة ١/٢٠٧.

4) بضّا: ناضرا.

5) برح: عذاب.

6 (يغيض: يغيب.

7 ( بخراء: رائحة فمها كريهة.

8(  سهكة: كريهة الرائحة. درداء: ساقطة الأسنان.

9(  الذخيرة ١/٢٢٧.

10) الكميت من الخيل: الأشقر ضاربا إلى السواد.

11) الكران: العود.

١2 (وجبة: صوت.

١3( الهجير: القيظ وسط النهار.

١4) يسرى: يسير ليلا. الزمهرير: البرد الشديد.

15 ( واضح أن بيض الأنوق مثل لبيان الاستحالة.

16(  المشقر: حصن في البحرين اشتهر صفاه أو صخره بشدة الصلابة، و يريد أن صديقه صفيق.

17) الغرب و النبع: شجر تتخذ منه السهام.

18 ( الدمن: جمع دمنة: الحقد.

19(  القلى: الكراهية.

20) الماء الزلال: العذب الصافي السلس.

22) الذخيرة ٢/١٢٧.

23) الحيا: المطر.

24) اللبة: موضع القلادة من العنق.

25) زهر البهار أصفر و يشبه زهر النرجس.

26) الذخيرة ٣/٢١٩.

27) ما أنكاها: ما أنكأها أي ما أشد جرحها و ألمها.

28 ( ما أذكاها: ما أحرّها.

29 ( الموفى: المشرف.

30(  رزء: مصيبة.

31) الذخيرة ١/5٨4.

32 ( الإبريز: الذهب الخالص.

33 ( وساع: متسع.

34 ( تسبر: تختبر. مسبار: آلة الاختبار.

35( انظر ترجمة الباجى في القلائد ١٠٢ و الذخيرة ٢/١٨6 و الخريدة ٢/٣١٣ و المغرب ١/4٠5.

36) الذخيرة:٢/١٩4.

37) أودى: اعوجاجى.

38 ( يناصبنى: يفادينى.

39 (ضرائبه: طبائعه و سجاياه.

40 (راجع ترجمته في القلائد ١٨٣ و الذخيرة ٣/45٧ و الخريدة ٢/4٨ و المغرب ٢/44١.

( الذخيرة ٣/4٧٠.

4٢) الذخيرة ١/٧٠4.

43) النحائز: الطبائع.

44) الفرقدان: نجمان قريبان من القطب.

45(  المقة: المحبة.

46) أربأ به: أنزهه.

4٧) السوالف جمع سالفة: جانب العنق.

4٨) النيران: الشمس و القمر يوح: الشمس. اللوح: الهواء بين السماء و الأرض.

49( انظر ترجمته في الذخيرة ١/٨٢١ و المغرب ١/١١6 و الصلة ٢٢٢ و المطرب ١٢٣ و الخريدة ٢/4٨4 و معجم الأدباء ١١/١٨١.

5٠)  الذخيرة ٢/٣4٧.

51 ( التحسير: سقوط الريش العتيق.

52 ( الشكير: صغار الريش. التبلغ: الاكتفاء.

53 ( قطوعا: طيرانا.

54( معمرا: منزلا.

55) و كونا جمع وكن: عش الطائر.

56) يسترط: يبتلع.

57) نغبة: جرعة.

58) راجع ترجمته في الذخيرة ٢/٧5٣ و المغرب ١/٣6٧ و التكملة رقم ١٧4٣ و القلائد ١4٨.

59) الذخيرة ٢/٧5٨.

60) ذوات الأطواق: الحمام.

61) الرضاب: الريق المرشوف و العسل.

62) الرند: شجر طيب الرائحة. البان: شجر يشبّه به الحسان في الطول و اللين.

63) الميثاء: اللينة الطيبة.

64 ) المدى، جمع مدية: السكين.

65) الذخيرة ٢/۶٧٠.

66) ريا: شذى.

67) صوادى: عطاش.

68) طلقه: شوطه.

69) دسيعته: طبيعته و شيمه.

70) العقيلة: السيدة الكريمة.

71) رحم: قرابة.

72) السحر: الرلة. النحر: أعلى الصدر.

73) الذخيرة ٢/٧٢٩.

74) الذخيرة ٣/54٣.

75) اغبابا: انقطاعا.

76) نتهادى: نتمايل.

77) اللجين: الفضة.

78) الحباب: الفقاقيع تلمع فوق سطح الماء.

79) مسمع: مغن.

80) الذخيرة ٣/55٧.

81) السرار: آخر ليلة في الشهر.

82) جذل: سرور.

83) أقمر: أضوأ.

٨4) منشودا: مطلوبا.

85) الأوار: حر النار.

86) أحساء هنا: ينابيع.

87) الذخيرة ٣/٧٩٢.

88) يريد الحجاج الثقفي و فتكاته بأعدائه.

89) حبابة: فقاعة الماء.

90) البرة: الحلقة توضع في أنف البعير، و بها شبّه الكاتب لسان الشمعة. حمة العقرب: إبرته.

91) أذن جواد أي مستعرضا مثلها. حدق جراد أي ضئيلا كنقطة مداد.

92) زنجي الأديم: أسود الجلد.

93) تبرى: ذهبي.

94) جللنا: غطانا. الساج: شجر خشبه شديد السواد.

٩5) زرقاء اليمامة: اشتهرت بحدة نظرها.

96) نصلت: بهتت.

97) الطنب: الحبال تشد بها الخيمة و الخباء.

98) الحباب بالضم: الأفعى. و بالفتح: فقاقيع الماء.

99) الضريب: الثلج.

١00) الصعيد: وجه الأرض.

١01) الرحيق: الصافي من الخمر و الشراب.

١02) عنقاء مغرب: طائر خرافي.

103) بقية السفر الرابع من كتاب الذيل و التكملة تحقيق د. إحسان عباس ص141.

104) ثمالها: ملجأها.

105(  نقع غلله: شفاه.

106) ضرم: وقود النار.

107) الأسرى: الأشرف.

108) أسرى: أسير ليلا.

109 ( بقية السفر الرابع المار آنفا ص ١١5.

110(  شرقت: غصصت.

111( ارفض: تفرق و تبدد.

112 ( يعشينى: يعمينى البكاء.

113( غشيت: أغمى على.

114) غشيني: غطاني و حواني.

115) اليم: البحر يريد بحر الحزن.

116) لقى: مطروحا مهملا.

117) الأطواد: الجبال.

118) الإحاطة ١/١٧٣.

119 ( الإحاطة ٢/٣5٢-٣5٣.

120( انظر في هذه الرسائل المراكشى (تحقيق د. إحسان عباس)5 /٣٢٧ و ما بعدها.

121) التعريف بابن خلدون ص ٨٢ و ما بعدها.

122) العارفة: العطية. الوارفة: الواسعة المبهجة.

123) الدمن: آثار الديار، و الاستعارة واضحة.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع