المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
تعريف بعدد من الكتب / العلل للفضل بن شاذان.
2024-04-25
تعريف بعدد من الكتب / رجال النجاشي.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الثالث عشر.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الثاني عشر.
2024-04-25
أضواء على دعاء اليوم الحادي عشر.
2024-04-25
التفريخ في السمان
2024-04-25

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


عناصر عملية الاتصال الرئيسية  
  
43191   10:08 صباحاً   التاريخ: 28-6-2016
المؤلف : عمر عبد الرحيم نصر الله
الكتاب أو المصدر : مبادئ الاتصال التربوي والانساني
الجزء والصفحة : ص 55-72
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-4-2016 2227
التاريخ: 28-6-2016 2700
التاريخ: 2023-11-21 397
التاريخ: 23-6-2022 1370

للاتصال مجالات عديدة ومتنوعة ولعل اكثر ما درس هو ما يتصل باللغة المقروءة والمنطوقة والرموز المكتوبة بوجه عام، فاللغة من أهم وسائل الاتصال.

‏ومن اللغات التي يستعملها الإنسان في التفاهم، اللمس والنظر والصمت والإشارة وتعبيرات الوجه وغير ذلك. ويجب على كل من يعمل في مجالات التربية والتدريس أن يكون على علم تام بها وبآثارها، لأنها جميعا تدخل في مجالات الاتصال المختلفة بين المدرس والتلميذ وتؤثر على أنماط السلوك المتنوعة التي تظهر في هذا المجال.

‏ومثال ذلك النظرات التي يواجه بها المدرس التلميذ فتدخل في نفوسهم الطمأنينة والأمن والثقة في التعبير عن آرائهم وأفكارهم، أو عكس ذلك أي أنها تدخل على نفوسهم الرعب والخوف وعدم الاطمئنان والثقة والأمان، فلا يستطيعون التحدث أو المشاركة أي أنهم لا يقومون بأي اتصال مع الآخرين ، أو اللمسة التي يقوم بها المعلم بوضع يده على كتف التلميذ فتعيد إلى نفسه الهدوء وتهون عليه اثر بعض المواقف التعليمية غير الناجحة وتشجعه على مواصلة العمل.

ويجمع خبراء وعلماء الاتصالات على أن عملية الاتصال الفعالة تحدث عندما يتوفر الفهم المشترك بين أطراف عملية الاتصال مثل المصدر والمستقبل. المصدر من جانبه يجب أن يهتم بوجود مشاركة فعالة مع المستقبل، لذا تعتبر عملية الاتصال بمثابة نقل البيانات والمعلومات من خلال استعمال رموز مشتركة وهذه الرموز من الممكن أن تكون لفظية أو كلامية أو غير لفظية، ومن الممكن أن تكون البيانات رأسية أو أفقية أو في خطوط مائلة.

‏وتحتوي عملية الاتصال والتفاهم على أربع عناصر رئيسية لها صفاتها الخاصة والتي لا يمكن أن تتم عملية الاتصال إلا إذا توافرت هذه العناصر الرئيسية وهذه العناصر هي :

 ا- المرسل ٢- الرسالة ٣- الوسيلة ٤ ‏- المستقبل.

هذه العناصر الأساسية بالإضافة إلى عناصر أخرى سوف نتحدث عنها فيما بعد.

‏كل عنصر من هذه العناصر يؤثر في الآخر ويتأثر به أي أن العملية الاتصالية عملية ديناميكية مستمرة.

وعملية الاتصال في إطار التربية هي العملية التي يقوم المعلم أو المتحدث بتبسيط المهارات والخبرات لطلابه أو للمستمعين مستخدماً كل الوسائل التي بحوزته ، ومن الممكن أن تعينه على ذلك، وتساعد المتعلمين في المشاركة بما يدور حولهم في غرفة الصف أو خارجه. بمعنى أن عملية الاتصال تقوم على اتصال المعلم (المرسل) بطلابه (المستقبل) ليوصل إليهم المادة أو المعلومة العلمية أو العامة (الرسالة) مستخدما وسائل تعليمية لتوضيح مادته (الوسيلة).

ـ المرسل :

‏هو مصدر الرسالة أو النقطة التي تبدأ عندها عملية الاتصال، التي يريد أن يؤثر في الآخرين   بها ليشاركوه في أفكاره وأحاسيسه واتجاهات معينة التي تكون من ابتكاره أو من ابتكار غيره مثلما يفعل المعلمين. ومن الممكن أن يكون هذا المصدر، الإنسان أو الآلة أو المطبوعات أو غير ذلك، أي أنه يختلف من إطار لآخر حيث في التعليم يكون المعلم، وفي المنظمات يكون أحد العاملين ولديه أفكار ومعلومات وهدف للاتصال. ويقوم هذا المصدر بتحويل الرسالة التي يريد أن يبعثها إلى رموز تأخذ طريقها من خلال قنوات الاتصال المختلفة، فالمعلم مثلا هو النقطة التي تبدأ عندها عملية الاتصال داخل غرفة الصف، أو المحاضر أو الطلاب في بعض الأحيان أي أنه المصدر الذى يقوم بشرح الدرس أو الموضوع الذي يعلم، ومن الممكن أن تقوم الآلة بدور المرسل مثل التلفاز أو الحاسوب...الخ

‏وهناك فرق بين الموقفين، ففي الحالة التي يتم فيها الاتصال بين المعلم والتلميذ يأتي كل منهما إلى مجال الاتصال وهو مزود بقسم من الخبرة السابقة والخصائص الطبيعية والنفسية والاجتماعية التي تؤثر على الرسالة التي نريد تحققها، وهذا بطبيعة الحال يؤثر على الموقف العلمي بأكمله. وعن طريق هذا التفاعل يتم تعديل السلوك ويحدث النمو، والنمو هنا يعتبر عملية حيوية مستمرة متصلة بالخبرات التي يمر خلالها الكائن الحي.

‏أما في حالة الاتصال بين الإنسان والآلة كما هو الحال عند التعلم بواسطة العقول الحاسبة أو التلفاز وغير ذلك يجب أن ندرك أن المعلومات المخزنة فيها هي معلومات ثابتة سبق للإنسان أن زودها بها ورسم مسارها وطريقة التفاعل بينها وبين التلميذ، هذا يعني انه ليس للآلة خبرة سابقة أو خصائص نفسية واجتماعية وهي غير قابلة للنمو أو الاستفادة بذاتها، من الخبرة السابقة فالعوامل التي مكون منها عناصر مجال التعلم تختلف في الحالتين وتحتاج إلى دراسات كثيرة. أيضا عند استخدام الفلم التعليمي فانه مقوم بدور المرسل الذى تبدأ عنده المعلومات، ويمكن للطالب أن يوفق عرض الفلم أو يشاهده عدة مرات ولكن المعلومات لن تنمو نتيجة ذلك وبالمثال في حالة المسجلات الصوتية بالإضافة إلى ما ذكر وظيفة المرسل هي أن يقوم بإنشاء الرسالة وصياغتها في كلمات، حركات، إشارات أو صور بهدف ايصالها للآخرين. هذا يحتم على المرسل أن يكون ملماً بالموضوع أو المادة التي يرغب في إرسالها للآخرين، هذه الرسالة يجب أن تصمم بطريقة تجذب انتباه المستقبل وتساعده على إدراكها وذلك حتى نضمن نجاح عمله الاتصال والفهم.

والمرسل الناجح يأخذ في الاعتبار مدى استجابة المستقبل لرسالته وتأثره بها أو فهمه لمضمونها وعندما يكون الاتصال شخصي وبصورة مباشرة بين شخص وآخر، أو بين شخص ومجموعة من الأفراد يجب على المرسل الاهتمام بالإشارات التي تدل على كيفية ومدى تتبع المستقبل للرسالة التي يقدمها وما هي الاستجابة لها وهذه الإشارات والدلائل تسمى بالرجع أو التغذية العكسية والرجع في عملية الاتصال غير المباشر من الصعب معرفته وملاحظته في معظم الميادين والمرسل الناجح يقوم بتعديل وتغيير في رسالته حسب الرجع الذي يحصل عليه في أي نوع من أنواع الاتصال.

‏ولكي يستطيع المعلم القائم بالاتصال داخل الصف أن يقوم بعمله ويؤديه بصورة جيدة ويتمكن من ايصال رسالته بأيسر الطرق لابد أن تتوافر فيه شروط معينة مثل:

1ـ ايمانه بالعمل الذي يؤديه وأن يكون محبا له وبدوره في خدمة أبناء شعبه متمكنا من مادته.

2ـ إلمامه بجميع عناصر المنهاج الدراسي لمادته وغيرها من المواد لمختلف المراحل الدراسية.

3ـ معرفة مصادر الوسائل التعليمية والمتوفرة منها لكي يستعملها في عملية نقل الرسالة إلى  الطلاب بأسهل الطرق وابسطها.

4ـ أن يعرف طلابه ومستواهم العلمي وأعمارهم لاختيار المناسب لهم.

5ـ أن يكون بشوشاً محباً لطلابه، حليماً، متسامحاً معهم أثناء عملية الإرسال ونقل المعلومات إليهم.

6ـ أن يختار الكلمات الأكثر مناسبة لزيادة استيعاب المستقبل.

7ـ أن يستخدم عدة طرق للتبسيط .

8ـ أن يكون معداً تربويا وعلمياً للدرجة التي تمكنه من القيام بعملية الإرسال والاتصال بالشكل الصحيح المطلوب والمؤثر .

ـ المستقبل Receiver :

هي الجهة أو الشخص الذي توجه إليه الرسالة التي يقوم المرسل في ايصالها وارسالها، فالصديق حينما يستمع إلى صديقه والطالب حينما يستمع إلى زميله في غرفة الصف، والجماهير التي تستمع وتشاهد التلفاز أو من يقرأ الجرائد اليومية جميع هؤلاء يعتبرون مستقبلون، لأنهم يستقبلون الرسالة  والرسالة هذه تصل إليهم في صورة رمزية، تفهم بعد الربط بين الرمز ومعناه أي ما نطلق عليه اسم ترجمة الرموز، والقيام بحل الرموز يهدف إلى التوصل إلى تفسير محتويات الرسالة وفهم معناها، وهذا ينعكس في أنماط السلوك المختلفة التي يقوم بها، وفي حالة الاتصال الشخصي (وجها لوجه) يكون المستقبل شخصا أو مجموعة أشخاص تصلهم الرسالة بصورة مباشرة.

أما في حالة الاتصال الجماهيري، فان مستقبلي الرسالة تكون أعدادهم كبيرة لهذا نطلق عليهم اسم جمهور المستقبلين. ومن صفات هذا الجمهور أنه غير متجانس ومختلف في الاستعدادات والقدرات، وهو متنوع حيث يكون فيه الكبير والصغير، الذكور والاناث، أيضا من صفات الجمهور المستقبل أنه يكون منفصل عن المرسل أي لا توجد صلة مباشرة بين الطرفين، بمعنى أن الاتصال يحدث من جهة واحدة لذلك يتطلب هذا النوع من الاتصال وجود مهارات مميزة عند المرسل لكي يستطيع الوصول إلى هذا الجمهور ويجذب انتباهه له ولما يقول.

‏يمثل المستقبل والمتلقي في العملية الاتصالية أحد العناصر الهامة التي تقوم عليها هذه العملية، ويشارك للمستقبل (لمن) يرسل الإرسال وهو الهدف الذي تحاول عملية الاتصال الوصول إليه لكي تؤثر فيه بالإضافة إلى أنه يؤثر فيها بما يقوم به من مشاركة فعالة وتفاعل، فالاتصال يعتبر العملية التي تتم بهدف توصيل الرسالة إلى المستقبل، لكي يتأثر بها ويشارك فيها ويتفاعل معها بأي شكل من الأشكال، الموافقة أو الرفض والاعتراض.

ويعتبر المستقبل واهتماماته عنصر هام من العناصر المطلوبة لنجاح وإتمام عملية الاتصال بصورة فعالة، وإذا لا يضع المرسل في اعتباراته عند القيام بالأرسال للمستقبل، تصبح عملية الاتصال لا فائدة منها وغير مهمة.

‏ولكى يكون الاتصال ناجحا بالشكل المطلوب يجب أن يبنى على الحقائق والمعلومات التي نحصل عليها عن المستقبل وصفاته الخاصة. ومن هذه الصفات والمعلومات الأولية تبدأ عملية الاتصال، ومعرفة اتجاهات ورغبات وحاجات المستقبل تساعدنا على اختيار الوسائل المناسبة والتي تؤدي إلى إثارة وجذب انتباهه وتؤثر فيه لأن معرفتنا للفرد الذي نقوم بالاتصال معه أين يوجد وكيف نقوم بالاتصال به، هذا يؤدي إلى توفير الجهد وعدم القيام في اتصال لا فائدة منه ولا يتفق مع حاجات واهتمامات المستقبل. ومن المؤكد أن المستقبل الذي هو أحد أطراف عملية الاتصال فرداً كان أم جماعة أو شعبا لا بد أن يكون له ذوقه الخاص، معتقداته ومفاهيمه وبيئته ومتطلباته التي يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند بدء الاتصال به. ويتفهم المستقبل الرسالة التي تنقل إليه بطريقته الخاصة المبنية على خبراته السابقة وحاجته، وحينما تتشابه خبرات المستقبل مع خبرات المرسل التي لها علاقة بموضوع الرسالة هذا بطبيعة الحال يؤدي إلى زيادة فهمه ومعرفته لها. أيضا في هذا المجال يجب أن ننظر إلى الرسالة التي نقدمها في العملية الاتصالية في ضوء المتغيرات النفسية والاجتماعية التي يمر فيها كلا من المرسل والمستقبل والتي يكون لها الأثر الكبير على نجاح عملية الاتصال، وفي بعض الأحيان تكون هناك ضرورة لتعديل الاتجاهات النفسية والاجتماعية التي يمر فيها كلا من المرسل والمستقبل والتي يكون لها الأثر الكبير على نجاح عملية الاتصال، وفي بعض الأحيان تكون هناك ضرورة لتعديل الاتجاهات النفسية، لكي تقبل الرسالة من جانب المستقبل لأن الاتصال بحد ذاته ليس مجرد إعطاء معلومات للناس، ‏والإنسان لا يعتبر مجرد وعاء تصب فيه المعلومات والمفاهيم. ويجب عليه أن يتقبلها كما هي ودون تفكير ومناقشة لأن الإنسان في حالة تفاعل مستمر ومتصل مع البيئة المادية والاجتماعية التي يعيش فيها، وموقف الإنسان من البيئة لا يمكن أن يكون موقفا سلبيا ينفعل بها ويتأثر دون أن يحاول التأثير فيها.

والتأثر بطبيعته يظهر في الاتصال المباشر الذي يحدث وجهاً لوجه ويشترك فيه اثنين من  الأفراد وهو يعرف أيضا بالاتصال الشخصي، أو من الممكن أن يحدث الاتصال بصورة التي تضم اكثر من طرفين وهذا ما يسمى الاتصال الجمعي أو الاتصال مع المجموعة الصغيرة، أما الجانب الآخر للاتصال فهو الاتصال الجماهيري الذي يحدث مع جماهير غفيرة من المستقبلين، وهذا النوع من الاتصال أطلق عليه اسم الاتصال الجماهيري الإعلامي الذي يتم عن طريق استخدام وسائل اتصالية توجه رسائلها إلى جماهير غفيرة من خلال مؤسسات اتصال خاصة مثل الراديو والتلفاز.

‏هنا يجب أن نذكر أن الاتصال المباشر الشخصي والجمعي أحد مميزاته أنه يضمن المواجهة بين المرسل والمستقبل لأنه يحدث بين جماعات أو أفراد معينين يعرفون بعضهم البعض يتصلون مع بعضهم يتناقشون ويتحدثون ويتبادلون الرأي والصورة والمعلومات، لذلك يعتبر هذا النوع من الاتصال من أنواع الاتصال التي تتميز بوجود وإدراك التأثير المرتد بصورة فورية ومباشرة، مما يعطي المرسل إمكانية تعديل الرسالة التي يقوم بإرسالها وهذا النوع من الاتصال نقوم به كل يوم وفي كل عمل نؤديه في حياتنا مثل الاتصال مع الأصدقاء والزملاء والرؤساء والمرؤوسين بالإضافة إلى حدوث مثل هذا الاتصال يوميا وفي كل لحظة وعمل نقوم به في المجموعات الأولية مثل الأسرة والجيران والحارة والشارع أي أن هذا الاتصال يقوم في أساسه على المواجهة والاحتكاك المباشر ويؤدي إلى ظهور علاقات مباشرة بين المرسل والمستقبل وهذه العملية هي التي تحدد نجاح الاتصال بينهم لأن كل طرف يعرف الآخر لذا فهو يشاركه في الاتصال على ضوء روابط وعلاقات تربطهم مع بعضهم البعض.

‏أما عندما يكون الاتصال من نوع الجماهيري فالمستقبل هنا (والذي هو الطرف المهم) يكون جماهير غفيرة التي يتم الاتصال بها من خلال وسائل اتصال معينة مثل الراديو والتلفاز لذلك يعتبر هذا النوع من الاتصال اتصال مصنوع وغير طبيعي لكونه يستخدم وسيطاً أو وسيلة بين طرفي الاتصال، وهذا يعني أن القائم بعملية الاتصال لا يعرف المستقبل ولا تربطه معه أي علاقة قريبة والمستقبلين في مثل هذا الاتصال أعدادهم كبيرة جدا ومنتشرين في أماكن كثيرة ولا يعرفون بعضهم البعض.

‏والمرسل هنا يرسل الرسالة إلى مستقبلين ولا يمكن أن يحصل منهم بصورة سريعة على إشارات أو علامات تدل على تقبلهم أو رفضهم للرسالة التي تصل إليهم أي أننا نستطيع القول إن هذا النوع من الاتصال يسير في اتجاه واحد من المرسل إلى المستقبل. هذا النوع من الاتصال يعمل على تحقيق غايات وأهداف مثل التأثير في الاتجاهات وتعديلها أو تدعيمها أو تغييرها من اجل تعديل السلوك أو تكوين اتجاهات جديدة.

‏ويجب أن لا يقاس نجاح عملية الاتصال بما يقدمه المرسل ولكن بما يقوم به المستقبل سلوكيا، فالسلوك هو المظهر والدليل على نجاح الرسالة وتحقيق الهدف. وهناك أربعة احتمالات نتوقعها من المستقبل للرسالة:

1- فهم الرسالة فهما كاملاً، أي أن يقوم المستقبل بمشاركة المرسل في الأفكار والاحساسات التي تنقلها الرسالة.

2- فهم الرسالة فهم ناقص وغير كامل أي فهم أجزاء معينة منها وعدم فهم باقي الاجزاء.

3ـ فهم الرسالة بصورة خاطئة لأن المستقبل يفسر الرموز المستخدمة معتمداً على خبراته التي لا تشابه خبرات المرسل مثل فهم مضمون فلم بصورة غير صحيحة.

4ـ عدم فهم الرسالة بصورة تامة بسبب قيام المرسل باستخدام رموز غير معروفة ومألوفة للمستقبل، مثل استخدام كلمات صعبة فوق المستوى اللغوي والمهني للمستقبل.

وداخل غرفة الصف التعليمي، الطلاب هم المستقبلين الذين يقوم المعلم في ارسال وإيصال الرسالة لهم (معارف مفاهيم ومهارات جديدة) ويجب على المعلم في مثل هذا الوضع أن يدرك أن نجاح الدرس لا يقاس بمقدرته على تقديم المعلومات ولكن يقاس بما يقوم به الطلاب من أعمال ورد فعل الذي يستدل منه على بلوغ الهدف وتحقيقه وتأثيره على الطلاب.

ولكي نضمن حسن استقبال المستقبلين للرسالة لابد من توفير التالية:

1ـ الراحة النفسية والبدنية.

2ـ المكان المناسب والجو المناسب.

3ـ أن يشعر المستقبل الطالب بأهمية الخبرات والمهارات التي تقدم له.

4ـ أن يجعل المعلم من طلابه عنصراً مشاركاً في المناقشة لا مجرد سلبيين ومستمعين.

ولكي تتم عملية الاتصال لابد أن يتم فهم الرسالة وفك رموزها من جانب المستقبل وهذا بحد ذاته يشير إلى تفكير المستقبل وتفهمه لمحتوى الرسالة، أي أن المستقبل يفسر الرسالة في ضوء خبرته السابقة وأطر الدلالة الخاصة به. وهذا يعنى الاختلاف بين المستقبلين في تفسير الرسالة ورموزها. وكلما كان التفسير قريبا لما يقصده المرسل يعني أن عملية الاتصالات أكثر فاعلية لذلك يجب على المرسل أن يأخذ في الاعتبار طبيعة المستقبل عند ترميز رسالته.

ـ الرسالة Message :

‏هي نتيجة عملية الترميز وهي تعبر عن أهداف المصدر سواء كانت لفظية أو غير لفظية، والترميز يقصد به ترجمة أفكار المصدر (المرسل)، إلى مجموعة منظمة من الرموز أي إلى  لغة تعبر عن هدف المصدر، واللغة هي الشكل الأساسي للترميز، ويمكن أن نقول إن وظيفة الترميز هي توفير الصورة التي يتم بها التعبير عن الأفكار والأهداف في رسالة. ومجموعة الرموز هذه يتم اختيارها بصورة منظمة بقصد ايصال المعاني من المرسل إلى المستقبل، وإذا كان الهدف من عملية الاتصال هو ايجاد معان متماثلة عند المشاركين في الاتصال، فان التماثل المقصود لا يمكن حدوثه بشكل كامل لأسباب لها علاقة باللغة، لأن الخبرة التي توجد عند كل شخص تعطي معاني خصوصية تختلف من شخص لآخر وذلك لأن المعنى يأتي من الخبرة التي يمر بها الفرد مع الرمز، ومن كون الرمز يمثل شيئا معينا والقيام باستخدامه لتحقيق أغراض وأهداف معينة.

‏أيضا الرسالة هي الأفكار والمفاهيم والاحساسات والاتجاهات ومجموعة المهارات والعادات والقيم والحقائق التي ينوي المرسل ايصالها للمستقبلين لاكتسابها فالحقائق العلمية التي يقدمها المعلم لطلبته تعتبر رسالة، والإحساس بالسرور والفرح والحزن التي يحاول الفنان أن يشرك الجمهور فيها تعتبر رسالة والفكرة الجديدة التي نرغب في ايصالها لإفهامها للناس رسالة، ويمكن أن نقول إن الرسالة هي الموضوع أو المحتوى الذي يريد المرسل أن ينقله إلى  المستقبل، أو هي الهدف الذي تهدف عملية الاتصال إلى تحقيقه. وأن نقل الرسالة يتطلب القيام بصياغتها في كلمات أو صور أو إشارات رمزية أخرى حيث من الممكن أن ينقل المرسل الإحساس بالخوف والفزع عن طريق التصرفات المختلفة التي تصدر منه أو ينقل الإحساس بالفرح والسرور عن طريق ابتسامات تظهر عليه بشكل واضح، وتعتمد طبيعة الإنسان والاتجاهات التي يكونها، والآراء التي يعبر عنها ونجاحه أو فشله في الحياة على براعته في فن الاتصال. لذلك فإنه يتوجب على الإنسان أن يهتم بالتعبير عن عواطفه وآماله ومخاوفه وإنجازاته، وقلقه وحبه واحباطاته مثلما يهتم في نقل الحقائق والأفكار الخاصة به. والفشل في توجيه الحياة من خلال عملية الاتصال يؤدي إلى الإخفاق في إقامة التوافق الاجتماعي، بالإضافة إلى تفكك في الشخصية؛ لأن ذلك يؤدي بالفرد إلى الشعور بالضعف وعم المقدرة على القيام بإنجاز المهام المطلوبة منه بالشكل المطلوب.

‏وبما أن عملية الاتصال هي عبارة عن مجموعة من الوسائل التي تربط بين أفراد المجتمع بعضهم ببعض والتي تؤدي إلى تحقيق التفاعل وظهور العلاقات الانسانية، التي تهدف إلى  تغيير المفاهيم عن طريق استعمال الرموز والحركات والاشارات والرسوم. إن جميع هذه الجوانب تتطلب أن نقوم بدراسة وبحث مضمون الرسالة أو الرسائل التي ترسل من المرسلين إلى المستقبلين بأي طريقة أو أسلوب من أساليب الاتصال المختلفة. هذه الرسالة التي يطرحها ويقدمها المرسل ‏إلى المستقبل ويهدف منها إلى توصيل المعلومات أو المشاعر الشخصية أو العامة والتي من خلالها يتطرق لطرح الأفكار والمعلومات مع المستقبل.

‏وفي هذا المجال يقول ولبرشرام إن القائم بالاتصال يحاول إرسال وتوصيل معلوماته أو مشاعره التي يقوم بتحويلها إلى رسالة مسموعة أو مكتوبة، ويقوم بإرسالها إلى المستقبل أو المستقبلين. والمرسل في هذه الحالة يتوقع أن رسالته لها اثر بحيث ترسم في ذهن ومخيلة المستقبل نفس الصورة التي كانت لها في ذهنه.

‏ولكي نفهم الرسالة حق فهمها يتوجب علينا أن نفهم بصورة واضحة الأثر التي تتركه الرسالة لدى المستقبل أو المستقبلين، وهذا الجانب يتوجب على المرسل التحقيق منه وأن يأخذه بالاعتبار، بالإضافة إلى ذلك يتوجب على المرسل أن يكون على معرفة تامة للوسيلة التي يستخدمها عندما يقوم في توصيل الرسالة، كما ويجب على المرسل أن يفهم حق الفهم المواقف الاجتماعية التي يستقبل فيها المستقبل الرسالة من المرسل، وهنا يجب أن نؤكد أن الرسالة الاتصالية تضم المضمون الظاهر للاتصال، وهو عبارة عن جميع المعاني التي يكون انتقالها عن طريق استخدام الرموز اللفظية والموسيقية والحركة والإشارة التي تكون مادة الاتصال التي نتحدث عنها، والتي يجب على المرسل صياغتها في رموز ويحدد الأدلة التي سيضعها: والأدلة التي يجب أن لا تكون في رسالته بالإضافة إلى وضع البراهين التي سوف يتطرق اليها كما وانه يحدد نوعية الاستمالة التي سوف يستخدمها ومدى قوتها من هذا المنظور نقول إن الرسالة تقوم على عدة قرارات بالنسبة لشكلها ومضمونها ومعظم هذه القرارات لا تتبع من الهدف الأساسي للرسالة، بل تنبع من خصائص ومهارات القائم بالاتصال.

‏وعملية فهم المضمون واستخلاص محتواها تعتبر خطوة هامة في الاتصال لأنه من الممكن أن يستعمل المرسل كلمات ومصطلحات التي تؤدي إلى فهم سيء عند المستقبل لأنها تعطي أجزاء من المعلومات وليس معلومات كاملة طبيعي أن مثل هذا الوضع يؤدي إلى إضعاف عملية الاتصال، بالإضافة إلى أن استقبال الرسالة من قبل المستقبل يتطلب من المستقبل مهارات معينة وقدرة على استخلاص المعاني، والقراءة المناسبة، والاستماع، والتفكير، أيضا يتوجب على المرسل للرسالة عدم إغفال مستوى المستقبل وطبيعة الرسالة، والأسلوب الذي يستخدمه في تقديم المعلومات والأفكار لأن إغفالها يعرضها للضياع.

‏ويتحقق الاتفاق والتفاهم والتوافق بين المرسل والمستقبل، إذا كانت الرسالة تراعي خبراتهما والإطار الدلالي لهما، ومعلوماتهما الاجتماعية والثقافية وحينما لا يكون لدى المرسل معرفة واضحة عن مستوى فهم المستقبل وقدراته، يؤدي هذا إلى استعمال لغة وأمثلة وأسلوب تقديم المعلومات بصورة تحد من الاستقبال الدقيق، وهذا يعني عدم استجابة المستقبل للرسالة استجابة تامة، وتكون الاستجابة من خلال خبراته ومعلوماته التي لها صلة وعلاقة بالرسالة، وهذا يعني أن على المرسل الاهتمام في دوافع وقيم وإدراك المستقبل للمعاني وفهم هذا كله يرتبط مع فهم الظروف البيئية التي تحيط بالفرد أو يعيش فيها.

‏ولضمان استجابة المستقبل للرسالة يجب أن تراعى الشروط الآتية عندما نقوم في إعدادها.

1ـ يجب أن نقوم بتصميم الرسالة بصورة تجذب انتباه المستقبل كي نضمن نجاح عملية التفاهم والاتصال التي من الصعب أن تحدث إذا كان المستقبل مشغول وغير منتبه إلى  الرسالة، وهذا يعني أن على المرسل مراعاة الأمور الآتية لضمان انتباه المستقبل الذي نتحدث عنه إلى  رسالته وبالتالي إلى  فهمها.

أـ ما هي حاجة المستقبل إلى الموضوع الذي تطرحه الرسالة، فمثلا التحدث مع المعلمين عن أهمية أساليب الترميز ووسائل الإيضاح لها تأثير اكبر من التحدث اليهم عن الزراعة ومشاكلها والأمراض التي تحدث فيها.

ب ـ صياغة الرسالة بأسلوب يحتوي على مثيرات تضمن الاستمرار في الانتباه عند المستقبل وتشوقه بصورة دائمة لمتابعة الرسالة مثل طرح الأسئلة والمواضيع المناسبة خلال عملية الاتصال وإرسال الرسالة.

ت ـ اختيار المكان المناسب لاستقبال الرسالة وهذا بطبيعة الحال يتعلق بطبيعة ونوعية الاتصال والموضوع الذي نريد القيام به. مثل اختيار المختبر اللغوي لتعلم اللغة والمختبر للقيام بالتفاعلات الكيميائية أو الملعب للقيام بالتمارين الرياضية المختلفة.

ث ـ اختيار الوقت المناسب لاستقبال الرسالة فمثلا وقت الدرس أنسب وقت للقيام بالتعليم والتعلم الصفي. أو أنسب وقت للتحدث عن الشتاء هو بداية نزول الأمطار.

2ـ يجب أن يقوم المرسل بصياغة رسالته بصورة تناسب المستقبل حيث لا يستعمل إلا الوسائل والرموز التي يفهمها ذلك المستقبل الذي نوجه إليه الرسالة وهذا يعني أن المستقبل يجب أن يكون قادراً على الربط بين الرمز ومدلوله والخبرة الحقيقية أو الشيء الملموس المتعلق بالرمز حتى يفهم الرسالة ذلك تعتبر عملية الاهتمام باختيار الرموز التي تنقل الرسالة إلى المستقبل إحدى الشروط الرئيسية لنجاح عملية الاتصال.

3ـ يجب أن تثير الرسالة في المستقبل شعوراً بحاجته إلى موضوع الرسالة، ليس هذا فحسب، بل يجب أن تعطي اقتراحات وطرق لكيفية سد هذه الحاجة بما يتفق ويتناسب مع الظروف المحيطة به.

ولكي نعرف ما إذا كانت الرسالة حققت الهدف منها، ينبغي أن نبصر ذلك في نوع السلوك الذي يؤديه المستقبل فإذا طابق السلوك الهدف المنشود هذا يعني أن الرسالة قد حققت الهدف المتوقع منها، والتي جاءت من أجله وفي الحقيقة لا يمكن أن نبصر الرسالة إلا في ضوء أنماط السلوك التي يعبر بها المستقبل عن مدى تحقيق الهدف من عملية الاتصال، وعليه يجب أن نرى من زاوية المستقبل.

ولضمان نجاح وصول الرسالة للطلاب داخل غرفة الصف وتأثيرها في تغير سلوكهم لا بد من توفير الأمور التالية بها:

1ـ أن تلبي حاجات الطلاب ورغباتهم، وميولهم واتجاهاتهم وأن تعمل على تنميتها.

2ـ أن تعرض عليهم بأسلوب شيق متسلسل المعلومات من السهل إلى الصعب ومن القريب إلى  البعيد ومن الخاص إلى العام.

3ـ أن تكون كميتها مناسبة للوقت الذي ستعرض به أي أن يؤخذ الزمن بالحسبان في كل خطوات إعداد وتقديم الرسالة.

4ـ أن تكون نابعة من المنهاج ومناسبة لمستوى الطلاب وعمرهم العقلي والزمني.

5ـ أن يستخدم المعلم المرسل وسائل مناسبة لتوضيح جوانبها المختلفة.

6ـ أن يشارك الطلاب المعلم بالحوار والمناقشة، أي أن تكون عملية الاتصال في اتجاهين ونحصل منها على الرجع ومدى تأثير الرسالة على الطلاب وتفهمهم لها.

وفي نهاية الأمر الرسالة هي ما يأمل ويرغب الفرد أن ينقله أو يوصله إلى المستقبل المقصود، وشكل الرسالة يتوقف على الوسيلة التي ستستخدم في نقلها. ولا يمكن فصل القرارات المتعلقة بها عن بعضها.

ـ الوسيلة Channel :

هي القناة أو القنوات أو المنهج الذي تمر خلالها أو تنقل بها الرسالة من المرسل إلى المستقبل، أي أنها عبارة عن قنوات للاتصال ونقل المعرفة وهي مثل اللغة اللفظية، والإشارات والحركات والصور والتمثيل والسينما وهذه جميعها وسائل لنقل الرسائل المختلفة واليوم يستعمل الراديو والتلفاز في توصيل الرسالة إلى عدد كبير من الأفراد أي ما يطلق عليه الاتصال الجماهيري الذي تستعمل فيه الأجهزة المذكورة والتي تملك القوة والقدرة على الاتصال بالكثير من المستقبلين في الوقت نفسه ، وهذا النوع من الاتصال نطلق عليه اسم الاتصال غير المباشر، لأن المرسل والمستقبلين غير متواجدين في نفس المكان والزمان وعملية الاتصال هنا تحدث من خلال وسيط، وهذا النوع بعكس النوع الأول، والذي يكون فيه المرسل وصاحب الرسالة على اتصال وجها لوجه مع المستقبل ويطلق عليه اسم الاتصال المباشر.

والوسائل المستعملة في عملية الاتصال كثيرة ومتنوعة كما ذكرنا ولكن لكل واحدة منها مضمونها ومعناها الخاص وزمن الاستعمال المناسب لها فمثلا الإشارات لها عدة استعمالات وعدة معاني، فهناك اشارات العلامات المختلفة والمستعملة في عدة مجالات، والإشارات الضوئية والحركات المختلفة التي تظهر بواسطة استعمال أعضاء الجسم المختلفة مثل حركات اليد والرأس والوجه التي تدل على معاني مختلفة حسب الموقف الذي يكون فيه الفرد.

‏واللغة المكتوبة والمسموعة تعتبر من أهم الوسائل المستخدمة في عملية الاتصال وهي اكثر أنواع الوسائل انتشارا في لحياة اليومية، وهي تستعمل منذ الطفولة، إضافة إلى ذلك كونها ليست بحاجة إلى أجهزة خاصة. وكثرة استعمالها أدت إلى الاعتقاد بأنها هي الوسيلة الأصلية للاتصال والتفاهم، وبالرغم من أن هذا صحيح ولا يمكن إنكاره في مجالات الحياة اليومية وفي التدريس والمدارس، إلا أن الوسائل الأخرى تعتبر لغات لها ميزاتها الخاصة وتقف بجانب مميزات اللغة اللفظية دون أن تكون اقل منها.

‏وبما أن أهداف العمليات التربوية والإعلامية ليست فقط إعطاء الحقائق التي تنتقل عن طريق اللغة اللفظية ولكنها تمثل على تكوين الاتجاهات وتعليم المهارات واكتساب العادات والقيم الحسنة، هذه الجوانب جميعها من الصعب تحقيقها عن طريق اللغة اللفظية وحدها، الأمر الذي أدى إلى استخدام وسائل الاتصال والتفاهم المختلفة لتحقيق هذه الأهداف فمثلا الصورة تعتبر وسيلة تؤدي إلى إثارة عاطفة الإنسان، وتكون لديه الشعور والأفكار تجاه النظافة اكثر مما تفعله اللغة اللفظية، وفي عملية تعليم المهارات يكون استعمال الحركات اكثر فائدة من اللغة اللفظية، هذا يعني أنه يتوجب علينا عندما نقوم باختيار وسائل الاتصال أن نختار الوسيلة التي تخدم وتناسب الهدف المقصود واستخدام الوسائل يزداد عندما تكون الفكرة التي نريد أن نشرك المتعلم أو المستقبل فيها بعيدة عن مجال خبرته ومعرفته وتلعب الفروق الفردية على أنواعها دورا مهما في مقدار استفادتهم من لغة الكلام ومن وسائل الاتصال الأخرى المستعملة فالمعلم والإعلامي يستعمل عدة وسائل ايضاح التي تساعده على تحقيق الأهداف المنشودة.

‏وفي مجال التربية والتعليم على وجه الخصوص يتوقف اختيار كل واحدة  من قنوات الاتصال على عوامل كثيرة مثل موضوع الدرس والهدف الذي يسعى المدرس إلى تحقيقه وما يتعلق به من أنواع السلوك التي ينشرها بين التلاميذ والفروق الفردية بينهم وإمكانيات المدرس وغير ذلك.

‏ومن الممكن أن نقول إن الوسيلة هي كل ما يساعد المعلم داخل غرفة الصف على تبسيط الرسالة لتلميذه وتشويقهم لتقبلها فقد تكون الكلمات من خلال أسلوب سهل وبسيط، وقد تكون بسمة...المعلم وحركات يديه وتعابير وجهه وقد تكون كلمة مكتوبة على بطاقة وقد تكون صورة أو فلما . .الخ

‏والوسيلة ضرورية في عمليات الاتصال المختلفة بحيث لا يمكن أن تتم في غيابها بصورة كاملة  فمثلا لا يمكن أن يتم اتصال بين شخصين دون لغة للتفاهم، ولا يمكن أن تدرس تراث الفكر الإنساني دون كلمات مكتوبة التي تستطيع أن تقرأها. أو المسموعة أو المرئية.

‏ومما ذكر نقول إن لكل وسيلة من وسائل الاتصال صفات خاصة بها، ايجابية وسلبية، لذلك يجب على المرسل أن يختار أفضلها أخذا في الاعتبار مقدار المساهمة التي تقوم بها في توصيل الرسالة المراد ايصالها، ولكي يستطيع المرسل أن يختار الرسالة ويفضلها على غيرها يتوجب عليه القيام بدراسة كل وسيلة وكيفية استعمالها واستخدامها.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






خلال الأسبوع الحالي ستعمل بشكل تجريبي.. هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية تحدد موعد افتتاح مؤسسة الثقلين لعلاج الأورام في البصرة
على مساحة (1200) م2.. نسبة الإنجاز في مشروع تسقيف المخيم الحسيني المشرف تصل إلى (98%)
تضمنت مجموعة من المحاور والبرامج العلمية الأكاديمية... جامعتا وارث الأنبياء(ع) وواسط توقعان اتفاقية علمية
بالفيديو: بعد أن وجه بالتكفل بعلاجه بعد معاناة لمدة (12) عاما.. ممثل المرجعية العليا يستقبل الشاب (حسن) ويوصي بالاستمرار معه حتى يقف على قدميه مجددا