كان النبي (صلى الله عليه واله) يأمر بكتابة كل ما ينزل عليه من القرآن وقت نزوله ، واتخذ جماعة من كتاب الوحي ، مثل علي بن ابي طالب (عليه السلام) ، وعثمان بن عفان ، وزيد بن ثابت ، وأبي بن كعب . ولم يعول هؤلاء على كتابة القرآن فحسب ، بل إنهم حفظوه ودأبوا على تلاوته آناء الليل وأطراف النهار ، مرتلين له ترتيلاً . وكان حفظه القرآن يسمون بالقرآن .

إلا أن فروقاً حديث بينهم في القراءة وهي المعروف بالقراءات ، وقد وقع إجماع المسلمين على سبع منها، وهي قراءات : ابن عامر وابن كثير وعاصم وابي عمرو بن العلاء وحمزة ونافع والكسائي.

وإذا تصفحنا القرآن نجد ان له طريقة خاصة بالكتابة تختلف عما ألفناه في كتابتنا اليوم ، وفي بعض الأحيان نجد نوعين من الكتابة للحرف الواحد أو للكلمة الواحدة. مثال ذلك (الأيكة) ، وردت أربع مرات في القرآن . فكتبت في سورتي الحجر 78 وق 14 (الأيكة) ، وفي سورتي الشعراء 176 وص 13 كتبت (أصحاب لئيكة) . وكلمة (إبراهيم) حذفت ياؤها . وكلمة (إبراهيم) حذفت ياؤها في كل سورة البقرة وكتبت بالشكل  (إبراهيم) 15[مرة] ، واثبتت الياء في غيرها بالشكل (ابراهيم ) ... وهكذا.

ونضرب الآن مثالاً حياً لهذه الاختلافات ، التاء في آخر كلمة (امرأة) فقد كتبت في بعض المواضع بالتاء المربوطة ، وفي بعضها الآخر بالتاء المبسوطة . وقد لوحظ انها إذا جاءت مضافة إلى الزوج تكتب مفتوحة ، وإذا جاءت مفردة تكتب مربوطة . فجاءت تاء مفتوحة

في سورة آل عمران 35 ، ويوسف 30 و 51 ، والقصص 9 ، والتحريم 10 [مرتين] و 11 ، بالشكل التالي :

(امرأت عمران ــ امرأت العزيز ـ قالت امرأة العزيز ــ امرأت فرعون ــ امرأت نوح وامرأت لوط ــ امرأت فرعون إذ قالت).

وجاءت تاء مربوطة في سورة النساء 11 و127 ، والنمل 23 ، والاحزاب 50 بالشكل التالي : (او امرأة ٌــ وإن امرأة ٌــ امرأة ًــ وامرأةٌ).

فيكون عدد التاءات في كلمة (امرأة) في القرآن 11 تاء ، منها 7 مبسوطة و4 مربوطة.

وفي اعتقادنا ان هذه الكتابة للقرآن توقيفية ، فلا يجوز تغييرها .

وربما كان هذا الاختلاف متعلقاً بالحساب الحروف ، فالتاء المبسوطة تعتبر تاء وتحسب 400 ، بينما التاء المربوطة تعتبر هاء وتحسب 5 فقط.