يُرسم إما باستخدام الأعداد الفعلية للذكور والإناث في كل فئة عمرية (عادة تستخدم فئة خمسية السنين)، أو باستخدام نسب مئوية تمثل نسبة الأفراد في كل مجموعة عمرية لمجموع السكان، ويرسم الهرم بحيث تمثل قاعدته أحجام السكان بالأرقام أو بالنسب، وتقسم القاعدة الى نصفين، في وسطها الصفر، وعلى اليسار أرقام أو نسب الذكور، وعلى اليمين أرقام أو نسب الإناث، ويصعد من الصفر (أي من وسط القاعدة) عمود رأسي عليه تمثل فئات السن الخمسية السنوات أو العشرية) حتى سن التسعين سنة، ويتم بعد ذلك توزيع النوع على جانبي الهرم تبعاً للسن، فنحصل في النهاية على هرم سكاني، ويمكن قراءة الأهرامات السكانية بسهولة والتعرف منها على أي حدث عرضي كبيراً كان أو صغيراً في التطور الديموغرافي، والهرم السكاني النموذجي يظهر تدرجاً في جانبيه دون انحدارات فجائية، وفي هذه الحالة يدل على أن النمو السكاني الطبيعي يسير بصورة متوازنة، وأن المجتمع لم يتعرض لكوارث، ولم تصبه اضطرابات، ولم تعرقل مسيرته هجرة وافدة، وحينما يختل شكل الهرم عند قاعدته، أو في إحدى فئاته العمرية كفئة الشباب مثلاً، فإن ذلك يستدعي البحث عن الأسباب.

ففي فرنسا نجد في هرمها السكاني العمري نسبة عالية من كبار السن، وذلك لأن فترة انخفاض معدلات المواليد قد طالت، وتعرضت فرنسا في القرن العشرين لحربين ضروستين، فقدت إثناءهما أعداد ضخمة من أبنائها من فئات الشباب، كما أن معدلات المواليد كانت أثناء الحروب منخفضة جداً، وفيما بعد الحرب كانت تلك المعدلات تأخذ سنين طويلة في تدرجها نحو الارتفاع، والواقع أن اختلاف شكل الهرم السكاني أصبح سمة تختص بالشعوب التي خطت خطوات واسعة في مدارج الحضارة خلال القرن العشرين، وأضحت فئة كبار السن ممن هم فوق 65 عاماً تتراوح بين 15 – 20% من جملة السكان، وينطبق هذا على أمريكا الشمالية (15%) وأوروبا (17%) وأوروبا الغربية (18%) وأوروبا الشمالية (19%) وتكاد هذه النسب توازي فئات السن دون 15 سنة (أمريكا الشمالية 21%، أوروبا 18%).

وبالمقارنة تبلغ نسبة فئة العمر فوق (65) عاماً (5%) وتحت (15%) عاماً (33%) في أمريكا اللاتينية وفي آسيا (6%) و(31%) على التوالي، وفي أفريقيا (3%) و(43%) على التوالي أيضاً، وتمثل الأوقيانوسيا حالة وسطى بين النقيضين (11%) فوق 65 عاماً، و(26%) دون 15 سنة.

وغالباً ما يُقسم الى ثلاث مجموعات: الأطفال ويمثلون فئة العمر دون 15 سنة، والبالغون فيما بين 15 سنة ودون 65 عاماً، وكبار السن فيما يزيد على 65 عاماً، ويمكن القول بصفة عامة أن الدول التي تحوي نسبة كبيرة من الأطفال، تحوي نسبة قليلة من كبار السن، والعكس صحيح، وتقع دول أفريقيا وآسيا وأمريكا اللاتينية ضمن النمط الأول، وأمريكا الشمالية ودول أوروبا ضمن النمط الثاني، وفيما بين النمطين نجد دولاً فئات أعمار سكانها تجنح الى شيء كثير أو قليل من التوازن.