أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-2-2017
2139
التاريخ: 2023-09-16
969
التاريخ: 24-2-2022
1844
التاريخ: 26-5-2016
1712
|
علماء العرب والمسلمين وعلم الفلك
قال الله سبحانه وتعالى: ((هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب، ما خلق الله ذلك الا بالحق، يفصل الآيات لقوم يعلمون، ان في اختلاف الليل والنهار وما خلق الله في السموات والأرض لآيات لقوم يتقون)).
لقد قادت هذه الآيات وامثالها علماء العرب والمسلمين الى علم الفلك، فاستقطب هذا الفن عنايتهم واهتمامهم، ولم يكن هذا الاهتمام مقصورا على المتخصصين، بل ان الكثير من حكام العرب والمسلمين في المشرق والمغرب (الاندلس) شغفوا بهذا العلم وتعلقوا به.
وقبل الإسلام كان هناك بعض أسماء الكواكب في قصائد العرب، مما يدل على ان العرب كان لديهم في الجاهلية بعض المعرفة عن مبادئ علم الهيئة.
ولكن هذا العلم لم يعرف بصفته العلمية المستند على التجارب الفلكية الا في العصر العباسي، نتيجة تلاحم الحضارات الفارسية والنهدية واليونانية وغيرها، وخلق حضارة عربية إسلامية بعد الفتوحات الإسلامية.
كان للعرب اهتمامات بالغة بعلم الانواء لمعرفة حالة الجو، لانهم كانوا في اشد الحاجة الى المطر الذي يحي الأرض بأذن الله تعالى بعد موتها، فتتغذى ابلهم وماشيتهم التي كانت تعتمد عليها حياتهم، من نقل وغذاء وملبس.
لعب التنجيم دورا كبيرا في الحضارة القديمة، وهو عبارة عن خرافات يحاول المشعوذين فيها ربط تحركات الكواكب بما يحدث للإنسان من سعادة وكآبة، دفع التنجيم علماء العرب والمسلمين على مضاعفة جهودهم في الدراسة وتحسين اجهزتهم الفلكية، لكي يقضوا على مصدر الخرافات والاوهام، مما قاد علماء العرب والمسلمين في النهاية الى التفوق في رصد حركات افراد المجموعات الشمسية ومدارات الكواكب السيارة، كما الفوا ازياجا لصناعة قوانين حسابية وجداول رياضية فيما يخص كل كوكب من حيث الحركة والسرعة والبطء وغيرها.
اتجه أيضا علماء العرب والمسلمين الى دراسة علم الفلك، حرصا منهم على فهم الآيات القرآنية الكريمة: ((والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم، والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم. لا الشمس ينبغي لها ان تدرك القرم ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون)). و((فلا أقسم بمواقع النجوم وانه لقسم لو تعلمون عظيم)). و((وهو الذي جعل لكم النجوم لتهتدوا بها في ظلمات البر والبحر قد فصلنا الآيات لقوم يعلمون)).
وتميز علماء العرب والمسلمين عن غيرهم من الشعوب الأخرى بإقامة المراصد الفلكية التي انتشرت في البلاد الإسلامية، وذلك ناتج من تشجيع حكامهم وعنايتهم بعلم الفلك.
بنى الخليفة المأمون مرصدا عظيما في حي الشماسية من بغداد، وآخر على قمة جبل قاسيون بدمشق، وبنى الحاكم بأمر الله الفطمي مرصدا كبيرا على جبل المقطم قرب القاهرة.
كما ان هناك مرصدا لدنيوري (توفي 282هـ) بأصفهان، ومرصدي النطاكية اللذين عمل فيهما البتاني (235-317هـ) ومرصد ابن الشاطر (704-777هـ) بدمشق، ومرصد مراغة الذي اشرف على بنائه نصير الدين الطوسي (597-762هـ) ومرصد اولوغ بك (796-853هـ) بسمرقند وغيرها.
لقد استفاد علماء العرب والمسلمين من مراصدهم المتعددة، بان اثبتوا دوران الأرض حول محورها، كما عرفوا وبجدارة أصول الرسم على سطح الكرة، وعملوا ازياجا كثيرة استعملها المعاصرون لهم ومن اتى بعدهم.
وخلاصة القول: ان علماء العرب والمسلمين نقلوا العلوم الفلكية عن الحضارات القديمة وصححوها وحفظوها من الضياع، لانه لم يبق من مؤلفات اليونان والفرس والكلدان والسريان الا ما ترجم الى اللغة العربية.
كما أضاف علماء العرب والمسلمين إضافات جوهرية تدل على طول باعهم في هذا الميدان، يكفيهم فخرا انهم استطاعوا تحويل علم الفلك من الحيز النظري الى مجال التجارب العلمية وفوق هذا كله تطهيرهم علم الفلك من ادران التنجيم.
دور علماء العرب والمسلمين في علم الفلك
قام علماء العرب والمسلمين أولا بترجمة الكتب الفلكية عن اليونان والكلدان والسريان والفرس وكذلك عن الهنود، فكان اول كتاب قام علماء المسلمين بترجمته هو كتاب (مفتاح النجوم) المنسوب الى هرمس الحكيم، وذلك في زمن الدولة الاموية، من اليونانية الى اللغة العربية، اما في العصر العباسي الأول فقد ترجم علماء العرب والمسلمين كتاب (المجسطي) لبطليموس في علم الفلك وحركات النجوم من اليونانية الى اللغة العربية.
لقد صحح علماء العرب والمسلمين الأخطاء التي وقع فيها علماء اليونان والفرس والهنود في مجال علم الفلك، معتمدين بذلك على ارصادهم وقراءاتهم الدقيقة.
لقد درس علماء العرب والمسلمين علم الرياضيات النظري والتطبيقي، واستندوا عليه في دراستهم لعلم الفلك، لذا نجد ان اسهام علماء العرب والمسلمين في علم الفلك يدور كله حول النتائج الرياضية، وعلاوة على ذلك فحصوا نتائج الأرصاد التي حصل عليها علماء الهنود والفرس واليونان قبلهم، فوصلوا الى نتائج جديدة اكثر دقة من نتائج الأمم الغابرة، اعتمد عليها علماء أوروبا مثل كبلر وكوبرنيكس وغيرهما ابان النهضة الأوروبية.
لقد فاق علماء العرب والمسلمين في قياساتهم بوجه عام من سبقهم من الأمم، كما ان شغفهم الشديد بمراقبة النجوم والشمس والقمر وحركتها أدى الى تقدم علم الفلك، كما اولوا اهتماما بالغا بدراسة التقويم الزمني لارتباطه الوثيق بعلم الفلك.
ولما كان العرب والمسلمون قد اقاموا التقويم على السنة القمرية التي تعتمد بدايات شهورها على الرؤية الحقيقية الموثقة للهلال، فان الاهتمام الذي ابداه علماء المسلمين في العصر الذهبي بتحديد بدايات ثابتة لتلك الشهور يبدو امرا مفهوما، فقد شغلوا انفسهم أولا بتحديد تعاقب السنوات القمرية الكبيسة (أي التي تضم 355 يوما بدلا من 354 يوما في السنة العادية) وذلك خلال دورة زمنية تقدر بثلاثين سنة قمرية.
كما وافق علماء العرب والمسلمين أيضا على استعمال أسماء الشهور التي كانت مستعملة عند البابليين وهي: كانون الثاني وشباط وآذار ونيسان وايار وحزيران وتموز وآب وأيلول وتشرين اول، وتشرين ثاني وكانون الأول.
اما منازل الشمس بالنسبة الى البروج فهي أربعة منازل: الربيع والصيف والخريف والشتاء، وكان المنزل يحتوي على ثلاثة بروج، فالربيع يحتوي على الحمل والثور والجوزاء، ومنازل الصيف هي السرطان والأسد والعذراء (السنبلة)، واما الخريف فيحتوي على الميزان والعقرب والقوس، اما منازل الشتاء فهي الجدي والدلو والحوت، ويتبين حاليا ان علماء العرب والمسلمين كانوا على الماء بعيد المدى بمواقع النجوم والمجموعات الفلكية.
اعطى علماء العرب والمسلمين دراسة مفصلة عن الكواكب واحجامها، وذكروا ان معظم النجوم ذات حجم يساوي حجم الشمس او يزيد وحرارة تشابه تماما حرارة الشمس او اكثر، ويبعد اقربها عن الأرض بحوالي 25 مليون ميل، بينما الشمس تبعد عن الأرض بمقدار 250 جزءا من هذه المسافة.
كما عرف علماء العرب والمسلمين الكثير جدا عن الأرض وكرويتها وحركتها حول الشمس، كما قدموا الأدلة القاطعة على كرويتها، يقول المسعودي في كتابه (مروج الذهب): الشمس اذا غابت في اقصى الصين كان طلوعها على الجزائر العامرة في بحر اوقيانوس العربي، واذا غابت في هذه الجزائر كان طلوعها في اقصى الصين، وذلك نصف دائرة الأرض.
اما الشريف الادريسي فقد قال في كتابه (نزهة المشتاق): ان الأرض مدورة كتدوير الكرة.
ويتضح مما تقدم: ان علماء العرب والمسلمين قد اكتشفوا كروية الأرض وحركتها حول الشمس، قبل كوبرنيكس (878-955هـ) بعدة قرون، وليس كما يدعي علماء الغرب خطا وبهتانا بان كوبرنيكس هو صاحب فكرة كروية الأرض.
قاس علماء العرب والمسلمين بكل دقة محيط الكرة الأرضية في عهد الخليفة العباسي المأمون، فكانت 41.248 كيلو متر، اما الرقم الذي توصل اليه علماء الاغريق لمحيط الكرة الأرضية فيساوي 38.340 كيلوا متر.
اما الرقم الحقيقي لمقدار محيط الأرض فهو 40.070 كيلو متر، لهذا يتضح ان الرقم الذي وصل اليه علماء المسلمين يقارب الرقم الحقيقي الذي حسب بواسطة الحاسب الآلي والاقمار الاصطناعية التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء.
كما طور أبو الريحان البيروني (362-440هـ) معادلة رياضية لاستخراج محيط الأرض بطريقة علمية بسيطة.
والجدير بالذكر ان معادلة البيروني لحساب محيط الأرض لا تزال مستعملة حتى يومنا هذا، وعرفت عند علماء الغرب والشرق بقاعدة البيروني لحساب نصف قطر الأرض.
ويعتبر ما قام به علماء العرب والمسلمين في مجال علم الفلك أساس ما توصلنا اليه اليوم من تطور سريع في صناعة المناظير الفلكية الضخمة، التي تشرح قوانين الفلك وابعاد الكواكب والاجرام السماوية، ويظهر ذلك واضحا من علماء الفضاء في كل من الولايات المتحدة الامريكية والاتحاد السوفيتي، اللتين غزتا الفضاء بمساعدة الآلات الحاسبة والالكترونية، التي تفوق بكثير مهارة الانسان الحسابية.
لو تمعن علماء الغرب وجردوا انفسهم من التحيز الصريح، لدهشوا عند قراءة اكتشافات المسلمين، والخدمات الإنسانية التي قدموها في علم الفلك، ولبهرهم الإنتاج العلمي الفائق النظير الذي حققه علماء العرب والمسلمين مع قلة وسائلهم العلمية.
والكثير من النجوم لا تزال تحمل أسماء عربية مثل: سهيل، والجوزاء، والمجرة، والسمت، والدب الأكبر، والدب الأصغر، والنسر الواقع، والنسر الطائر والغول وغيرها.
هذه تعطي فكرة بسيطة عن مدى تأثير الحضارة العربية والإسلامية على الحضارة الغربية المعاصرة في مجال علم الفلك.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|