ليس المقصود من هذا العنوان أن التبني يوجب علاقة نسبية وأنه ينشر حرمة كما الرضاع مثلا. ولكن المقصود هو أن الخداع الحاصل من خلال التبني يوجب نشر حرمة غير موجود فعلا، مما يؤدي الى الوقوع في محظورات شرعية نحن بالغنى عنها .

فمثلا من الناحية الشرعية يؤدي التبني الى إلغاء نسب موجود فعلا لصالح إثبات نسب غير صحيح , والمشكلة التي تحصل ان هذا الإنسان قد يلتقي مستقبلا بأخته الحقيقية وتحصل بينهما علاقة حب وقد يتزوجها وهو لا يدري أنه محرم عليه ذلك كونها أخته , تصوروا مدى الكارثة التي يمكن أن تحصل لو اكتشفا بعد الزواج ولعل بعد الإنجاب إنها أخته أية قدرة عجائبية ستنقذهما من المصيبة التي تحصل ؟ صحيح أنه من الناحية الشرعية غير مأثوم كونه عندما تزوج لم يكن يدري أنها أخته , وكذلك هي غير مأثومة وأيضا فإن الاولاد ليسوا ابناء زنى , بل هم أولاد وطء شبهة والولد المتكون من وطء الشبهة ولد شرعي ولكن الإثم الكبير هو على الذي طمس نسب هذا الشخص حتى أوصل الموضوع الى هذا المدى .

وهذه القصص ليست مجرد افتراض وخيال , بل هي أمر واقع وقد سمعنا كثيرا عن مثل هذه القصص، وقد تأكدت شخصيا من بعضهما وإن كنت لم ألتق حالات مماثلة في مجال القضاء الشرعي إلا أنها في المجال العام كانت هناك حالات كثيرة موجودة في المجتمع .