المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
بطانة الرجل وولیجته
2024-04-19
معنى الصِر
2024-04-19
تحتمس الرابع وتاريخ هذه المسلة.
2024-04-19
تحتمس الثالث يقيم مسلتين في معبد عين شمس وتنقلان إلى الإسكندرية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تأمين احتياجات الطفل  
  
2313   01:47 مساءاً   التاريخ: 20-4-2016
المؤلف : صالح عبد الرزاق الخرسان
الكتاب أو المصدر : تربية الطفل واشراقاتها التكاملية
الجزء والصفحة : ص415-431
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

من الامور الهامة جدا والتي لها مدخلية كبيرة في عملية تهذيب الطفل ان نأخذ بنظر الاعتبار جميع احتياجاته الاولية والضرورية ونسعى بأمانة إلى تطبيقها وتوفيرها بأسرع ما يمكن.

ومن تلك الضروريات الملحة حاجته إلى الاستقرار العاطفي والاجتماعي والاقتصادي، وحب الظهور وقوة الشخصية والثقة بالنفس والشعور بالاطمئنان والامن والاستقلالية واثبات الوجود والتحلي بالنظام والقانون ومقومات الحياة : من غذاء ولباس وسكن وحركة ولعب ورياضة روحية وبدنية.

ان كلا من هذه الضرورات لها دورها التربوي الهام في عملية تهذيب الطفل واستقامة سلوكه ونموه وتطوره، وبالتالي تكامله ورقيه وكما لا يخفى ان عدم تلبية هذه الاحتياجات سيؤدي بالنتيجة إلى الاضرار الخطيرة والشلل التام في حياة الطفل وتكامله واستقراره ومن المناسب ان نبين ولو على سبيل الايجاز والاختصار – عن بعض من هذه الاحتياجات، مع ذكر اثارها التربوية والتهذيبية للأطفال نذكر جملة منها وهي كما يلي :

1ـ التامين الاقتصادي للطفل :

من الحقيقة بمكان ان وجود الانسان مرتبط بمتطلبات واحتياجات اقتصادية وعلى راسها الغذاء وجوانب اخرى مرتبطة بالماديات.

ومما لا شك فيه ان عدم توفرها يؤدي إلى الشعور بعدم الاستقرار والارتياح والتمرد والصراع والاحتيال وغير ذلك وهذا كله قطعا يشكل عوامل رئيسية في هدم الحياة والسقوط والانهيار.

لذا كانت تلبية الحاجيات الاقتصادية للطفل من افضل السبل للحد من نفوذ تلك العوامل الهدامة والخطيرة في هذا المجال الحيوي والمهم وكما علمنا ان رغبات الطفل متعددة ومتنوعة ولكل منها اثارها المباشرة او غير المباشرة في ارتقاء او انحطاط المنظومة الاخلاقية له.

لذا اصبح من الواجب الاهتمام بها لاسيما ان الطفل لا يتحمل الحرمان ويصر على تحقيق متطلباته واحتياجاته بأسرع ما يكون، لان مقاومة رغباته و مطاليبه قد يمهد الطريق لحصول صدمة لنفسه او يجعله يسلك سلوكا فيه نوع من التمرد والغضب والعصيان والواقع ان الطفل الذي لا تلبى مطالبه وكل ما يتمناه فهو ليس كالطفل الذي يحصل على مطالبه بيسر وسهولة لان الاول يصاب بالإحباط لأنه تمنى شيئا ولم يتحقق له ، وهذا له مردود سيء جدا على نمو شخصيته واستقامة حياته وتقدمه ومجمل تصرفاته.

والحقيقة ان مطاليب الطفل لا حدود لها ، وكثيراً ما تخلق المشاكل للوالدين والمربين لأنه يرغب في اقتناء كل ما يعجبه ويشاهده فيلجا إلى الصراخ والغضب تارة وإلى التضرع تارة اخرى ولا يهمه القدرة المالية لوالديه بل يراهما مقتدرين في كل الاحوال لذلك يلح ويلح في تحقيق مآربه ومتطلباته اكثر فاكثر واذا لم تترجم مطاليبه على ارض الواقع فمن الممكن ان يجره ذلك إلى التمرد والعصيان ومواجهة الوالدين بالغضب وعدم الطاعة والثرثرة المزعجة وقد تزداد حالة الطفل سوءا اذا تجاوز الحرمان حدا معينا فيلجا إلى الاساليب غير الشريفة وغير المشروعة من اجل تحقيق رغباته ومن هنا نفهم لماذا يلجأ الاطفال إلى الانحراف والسرقة والتصرفات غير المنضبطة والمذمومة في كثير من الاحيان وربما القمار والجريمة كوسيلة لبلوغ الهدف وتحقيق الغاية.

ومن هنا يتوضح اكثر ان المجرمين والمحتاجين والمصابين بالإحباط النفسي والقلقين ينساقون وراء التلوث بالقبائح وانواع الفساد ارضاء لميولهم ورغباتهم وكثيرا ما يتدرعون بالحيلة والمكر والخداع وسلوك الطرق غير المشروعة من اجل حاجة يرغبون في تحقيقها مما قد يقدح في شرف واسم العائلة التي ينتسب اليها.

ـ اذن ما هو الصحيح....؟

ليس من الصحيح توفير كل احتياجات الطفل فوراً. وانما تحقيق الاهم ثم المهم أي يجب الاهتمام إلى حد كبير باحتياجات الطفل المشروعة خصوصا الاساسية والضرورية منها اولاً بأول وينبغي ان لا يكون الفقر حاجزا عن تحقيق ذلك لان تلبية المطالب ولو نسبياً له الاثر الفاعل في تربية الطفل وتهذيبه.

وطبعا من الافضل ان يتم في حالة قدرة الوالدين المالية تلبية الرغبات الضرورية والاساسية للطفل مع مراعاة الحكمة والمصلحة والمنفعة والعمل على تفهيم الطفل ما يفيده وينفعه من اللعب والحاجيات مع الاخذ بعين الاعتبار التثقيف من اجل التوفير وترشيد الاستهلاك في العائلة لان الصرف الزائد عن الحاجة والاهتمام بالكماليات قد يتحول دون تحقيق رغبات الطفل و مطاليبه لان الحياة يجب ان تأخذ منحاها الطبيعي الذي يصب في تهذيب وبناء شخصية الطفل وسموه.

وهنا نقطة يجب الالتفات اليها وهي:

يجب على الوالدين والمربين التحلي بالصبر وضبط النفس من الطلبات المتكررة الصادرة من الطفل ومقابلته بالحب والملاطفة والوعود الحسنة اضافة إلى تفهيمه اهمية النقود وترويضه على الادخار وجمع قسم ما يعطي اليه من نقود لشراء ما يحتاج اليه دون ان يشعر بالأذى وعدم الارتياح.

وطبيعي ان المربي او الوالد الذي يحتضن طفله ويشعره بالحب والحنان ويشاطره الافراح والاتراح ينفذ إلى قلبه ويهدئ من روعه ويقلل من حدته واصراره على اقتناء كل حاجاته وانما قد يقتنع ببعضها ويقلع عن اصراره على البعض الاخر ويلطف من حدته وشدته فيجب على الاباء والمربين ان يلاحظوا ذلك ويتأملوا وان لا يشغلهم صخب الحياة وكثرة المشاكل والمشاغل.

جاء في كتاب : (تربية الاطفال اليافعين واعادة تأهيلهم) للدكتور علي القائمي ص218ـ 219 في موضوع : (ملاحظات حول التأمين الاقتصادي) ما نصه : في عملية التامين الاقتصادي للأطفال لابد من مراعاة النقاط التالية :

1ـ إن مبدا توفير المتطلبات سليم ومنشود ولكن لا يعني توفير كل ما يهواه الطفل، فمن الضروري الاخذ بعين الاعتبار ما تقتضيه المصلحة اليوم ومستقبلا وكذلك سلامة الجسم والروح.

2- ينبغي اشباع الطفل دوما ولو بالخبز الخالي او الاغذية الزهيدة الثمن الاخرى لان الجوع منشأ الكثير من الآفات.

3- ينبغي اغناء الطفل حتى لا يلجأ إلى أي مكان آخر لتحقيق هذا الهدف، كما لابد من اعداد الطعام والفاكهة الجديدة التي يرغبها الطفل في اسرع وقت ولو بمقدار قليل.

4- ليس من المناسب وضع الشيء الذي يرغبه الطفل بعيدا عن متناوله او اخفاؤه في صندوق, أليس الهدف من شرائه هو استفادة الطفل منه؟ فلم لا يكون حراً في هذه الاستفادة.

5- اذا لم تكن هناك قدرة على تلبية رغبات الطفل فلا ينبغي على الاقل ضربه او توجيه اللوم له دوما لان ذلك سيضاعف من شعوره بالعقد.

6- من الافضل السعي دوما إلى عدم اظهار العجز والفقر امام الطفل فان ذلك يولد لديه الكآبة ويؤذي روحه من جهة ومن جهة اخرى يصغر من شخصية الوالدين في عينه من دون ان تكون له جوانب ايجابية.

2- التأمين العاطفي للطفل :

لا ريب ان العطف والمحبة والحنان والتكريم والتقدير والاحترام والتعبير الذي ينمّ عن الحب للطفل له الاثر البالغ والفاعل في حل كثير من مشاكل الطفل واسراره لان الطفل متعطش لكل ابتسامة وفعل وحركة تصدر من الاب او الام او المربي تنم عن حب له.

وفي اكثر الاحيان يتمارض الاطفال من اجل جلب انتباه الوالدين لهم واستقطاب حنانهما والحقيقة ان المحبة عامل مهم من كل مفردات العملية التربوية والتهذيبية وهي تشد الجميع نحوها وتمهد الطريق لخلق حالة من الاستقرار والتوازن والاعتدال في الصغار والكبار وتعمل في ظهور التعاون والتواصل والالفة بين بني البشر وتكون سبباً هاما وضروريا في بناء شخصية الطفل ان فعلت بصورة صحيحة واستثمرت في هذا المجال.

والواقع ان جميع البشر يستشعرون الحاجة إلى المحبة إلا أن الاطفال اكثر حاجة لها لأنها حقيقة تعتبر من اهم متطلبات السمو وتكامل الشخصية لان درجة تأثيرها بلغ حدا بحيث ان الانسان في ظلها يتمكن من مواصلة المسير في الطريق المستقيم وفي عدمها قد يكون الانحراف سبيلا لا بد مه.

إن الطفل عندما يفقد محبة والديه وعائلته والوسط الذي يعيش فيه يشعر بالحرمان لذا نراه يسعى بكل الطرق من اجل أن ينتبه إليه الاخرون ويعطفوا عليه وقد يظهر بمظهر المظلوم البائس الفقير لكي يتقرب اليهم ويرأفوا به وربما يرتمي في احضانهم ويستسلم لمطاليبهم غير المشروعة وهنا الطامة الكبرى حيث هو السر للكثير من حالات التسيب والانحراف والشذوذ.

لذا أصبح من الواجب والضرورة بمكان ان لا يوصل الاباء والمربون الاطفال إلى درجة الشعور بالحرمان بل ان يشبعوهم حبا وحنانا وعطفا لكي يمتلكوا قلوبهم واحاسيسهم وبذلك يتمكنوا من توجيههم وهدايتهم إلى ما فيه الخير والمصلحة والابتعاد عن الاحساس بالنقص والمنحرفين.

لاشك ان المحبة وان كانت قليلة فهي مهمة جدا بالنسبة إلى الطفل حيث إنها تريحه من مشاكل كثيرة وتخلصه من صفات ذميمة وتنقذه من العصيان والانحراف والعقد الخطيرة وتمنحه الشهادة والشجاعة والنبل، ان اليد الدافئة التي تمس الطفل تزيل عن قلبه ونفسه الهموم والغموم والقلق وتطمئنه وتريح جسده المتعب نتيجة الصراع والعراك والنقص.

ـ نقطة جديرة بالاهتمام :

وهنا نقطة جديرة بالاهتمام، ويجب الاشارة اليها وهي : ان الطفل الذي يشعر بالحرمان وعدم القدرة على اقتناء ما يرغب فيه من ادوات لعب وغذاء وملابس واثاث فربما يلجأ إلى العزلة والانطواء او يصاب بالعقد النفسية الخطيرة التي تجره إلى كره والديه وبغضهما ومحاولة الانتقام منهما او تعكير صفو حياتهما فيعمد إلى العصيان والمشاغبة وخلق الاذى والانزعاج في البيت.

لذا فان اليد الدافئة التي تلمسه من امه وابيه لها اكبر الاثر في هدوء نفسه، واستقرار حالته وتغيره من كره والديه والانتقام منهما إلى حبهما واطاعة اوامرهما والاستماع إلى ما يقولان وينصحان.

نحن نعلم والكل يعلم ان الوالدين ينهضان بدور كبير في تغذية روح الطفل، لكن دور الام اكبر واجل في هذا المجال، لان عواطفها الامومية لها الاثر الفاعل في بناء شخصيته ونموها ورقيها وازالة الاضطراب وحالة الاستقرار منها، وعليه فان الام مدعوة اكثر من غيرها في اظهار المزيد من المواساة والرعاية لطفلها، لأنه يشعر دائما بان امه اقرب الناس اليه ويتوقع منها الكثير من الحب والحنان والمعاونة، لذلك يجب عليها ان لا تخيب ظنه ويصاب بالإحباط والاذى النفسي وزيادة المشاغبة والتمرد.

وحتما ان اهتمام الابوين بطفلهما وحبهما له واعتنائهما به كثيرا وخصوصا في ايام مرضه يساهم مساهمة فعالة في سرعة علاجه واصلاحه لان ذلك يشعره بانه طفل محبوب في عائلته وعزيز عندها. وهذا بدوره يجعله اكثر ثقة بنفسه ومتفائلا في حياته، واثقا من نجاحه في الحياة.

وعلى كل هذا حال يجب على الوالدين بلورة شخصية الطفل والعمل على نموها وتطورها وتكاملها واصلاحها وغرس الثقة فيها وحب المكاشفة والمصارحة بما حصل ويحصل من تصرفات حتى تتولد فيها القدرة على مواصلة العطاء بمزيد من الاطمئنان النفسي والقلبي ولا بأس من اشعار الطفل بأخطائه لكي يتسنى له تصحيحها ومساعدته في ذلك ودعمه وتأييده في افعاله الصحيحة من دون افراط مع حثه على الانضباط في العائلة والالتزام بالضوابط المحسوبة البعيدة عن الافراط والتشدد والمتسمة بالصراحة والعقلانية والوضوح لدى الطفل لكي يتحمل المسؤولية في المستقبل وتتحقق الاهداف التربوية المنشودة كما يجب على الابوين ان يكونا ثابتين في رؤيتهما ووجهة نظرهما لأهمية ذلك في البعد التربوي لا سيما على صعيد الانضباط داخل الاسرة، وان حصل شيء ما من التغيير سواء في طريقة التعلم او الاسلوب فمن الاهمية بمكان ان يفهم الطفل ذلك او يطلع عليه، حتى تسير العملية التربوية بصورة صحيحة وعن وعي وارادة ومنهج مدروس.

كما يجب على الابوين ايضا ان يعرفا بدايات العملية التربوية وكل مراحلها وحتى نهايتها وما هي الغاية منها لان عدم معرفتهما بالبداية والغاية والنهاية هو من العشوائية و اللانظام اللذين لا يحققان شيئا يذكر في هذا المجال.

ـ طرد الطفل من البيت وحرمانه :

كثير من الاباء والامهات الذين لا يملكون المعرفة والوعي يطردون اطفالهم من البيت بمجرد ان يخطا الطفل، او يعمل عملا سيئا فهذا الاسلوب خاطئ جملة وتفصيلاً ولن يداوي جرحا البتة وانما على العكس اذ ينجم في كثير من الاحيان نتيجة لذلك اخطار وعواقب غير ممدوحة لان الطفل المطرود سيشعر بالذلة والانكسار والقلق الشديد هذا من جهة.

ومن جهة اخرى انه سيأوى إلى بيت او مكان قد ينزلق فيه إلى مزالق الرذيلة والجريمة وربما يطلب العون من الاخرين للانتقام من والديه لأنهما السبب في معاناته ومما هو فيه من اضطراب وقلق واذى في نظره وهذا كله سيؤدي حتما إلى توفير فرص الفساد والانحطاط لكل من الطفل واسرته على حد سواء. لذلك ينبغي ان لا يطرد الطفل من المنزل حتى في أحلك الظروف الانضباطية.

كما لا يجوز ان يسلك مع الطفل مبدأ الحرمان الا عند الضرورة والمصلحة ولمدة ليست طويلة لان الحرمان يكون سببا في اساءة الظن بالوالدين والمربين ونفوذ اليأس إلى نفس الطفل، وانما يتعين على الوالدين والمربين ان يشعراه بانه سيواجه عقوبة ما لو عصى وتمرد .. يجب ان لا يميز احد الاطفال في العائلة ويكون الاهتمام الاكبر له من دون اخوته فهذا من الامور التي يصعب جدا على بقية الاطفال تحملها وقد يجرهم إلى الظهور بمظهر المغتمين والمتمردين والعاصين. ان الاطفال ينشدون دائما العدل والمساواة في التعامل من قبل والديهم ويكرهون التمييز وتفضيل الواحد على الاخر ولا شك ان التمييز مدان بكل صوره وانواعه، لذلك ينبغي على الوالدين ان يحملا نظرة واحدة تجاه اطفالهما سواء كانوا ذكوراً او اناثاً أو قليلي الذكاء....

ـ نقطة جديرة بالاهتمام :

نعم، ان هنا نقطة جديرة بالاهتمام وهي انه من الخطأ التربوي الفادح ان يسخر الوالدان من الطفل و ينهراه او ينكلا به، لان التنكيل والاستهزاء به يعتبر من اسوأ الوسائل المستخدمة في عملية اصلاح شخصية الطفل، لأنها تؤدي إلى الذلة والانكسار والشعور بالإحباط وعدم الثقة بالنفس وبالتالي قد تجرُّ الطفل إلى مواجهة الوالدين والوقوف بوجهيهما وخصوصا عندما يشعر بأن شخصيته قد تحطمت او اُهينت وهذا مما يضر به وبالآخرين فيكون الثمن المدفوع جراء هذه الاعمال باهضاً لذا يجب تجنب السخرية بالأطفال اذا اردنا للتأمين العاطفي ان يتحقق لهم والعمل على هدايتهم وتهذيبهم واصلاحهم.

3- تامين اللعب للأطفال :

من الضروري بمكان ان يخلق الوالدان والمربون الظروف اللازمة والوسائل المهمة التي تؤدي إلى بناء شخصية الطفل واكتسابه الكفاءة والخبرة وقوة الاعضاء وافضل مصداق على ذلك يمكن تحقيقه في الخارج هو اللعب.

ولا شك ان اللعب يشغل حيزا هاما في حياة الاطفال ويرتبط بوجودهم حيث إنه عمل تصاحبه حركة ونشاط، ومن خلاله يشعر الاطفال باللذة والتسلية، و يؤثرونه حتى على وجبات طعامهم في اكثر الاحيان وهو مهم لهم جدا بل واساس حياتهم ولا يستهدفون غيره ويعتبرونه هدفا مقدسا بالنسبة لهم حيث يشعرهم بالاستقرار والابتهاج وسوف يتألمون كثيرا فيما لو منعناهم عن ممارسته.

وقطعا ان اللعب مهم جدا بالنسبة للطفل لأنه يؤدي إلى بناء جسمه وقوة عضلاته واكتسابه الكفاءة والخبرة وتخليصه من القلق والتوتر النفسي وبواسطته يتعلم دروس الحياة وتنفتح امامه الطرق للابداع والتكامل في الحياة، وهو بحق يعتبر نقطة الانطلاق نحو الارتباط بالحياة والعمل والفعالية وتحمل ادراك المسؤولية.

نعم، ان اللعب يقوي ارادة الطفل وينمي قابلياته في القضاء والتحكيم، ويزيد في ذكائه وعزمه ويعلمه دروسا في الاخلاق وقواعد الانضباط ويوجهه نحو الاهداف المقصودة والسير التدريجي في الطريق الصحيح.

اضف إلى ذلك ان اللعب يعتبر وسيلة كشف لقابليات الطفل وطاقاته وصفاته المجهولة، حيث من خلاله يتبين انه ضعيف ام قوي، صبور ام عجول, كفوء ام فاشل، قائد ام مقود، يحمل روحاً رياضية عالية وافكار جميلة ام لا.

إلى غير ذلك من الصفات وطبيعي ان هذه المعرفة تساعد الاباء والمربين في تنمية الايجابيات وتهيئة الفرص اللازمة لها ومعالجة كل السلبيات التي يعاني منها الاطفال. ومما لا شك فيه ان الطفل يتسلى في لعبه سواء كان فرديا ام جماعيا وانه يمارس ادوارا مختلفة، ويتمرن على فعاليات مهمة لها الاثر البالغ في بناء شخصيته ونموها وتكاملها ودفعها على الممارسة الفعالة للعمل، والمشاركة في الانشطة الاجتماعية.

والواقع ان اللعب بصورة جماعية يجعل الطفل يكتشف دوره ويعمل للقيام بوظيفته وتحمل مسؤوليته، ويتعلم كيف يتعامل مع اقرانه وزملائه، وكيف يحترم الاخرين ويرعى حقوقهم، ويتعلم ايضا القانون والانضباط والقواعد والاصول والمبادئ.

وبناءً على هذه الاهمية  التربوية التي يختص بها اللعب فقد حث الاسلام عليه واهتم به فقد جاء عن الرسول الاكرم (صلى الله عليه واله) انه قال : (من كان له صبي فيتصاب له).

(وجاء عن امير المؤمنين علي (عليه السلام) انه قال: (من كان له ولد صبا).

وقد تحدثت الروايات كيف ان الإمام علياً (عليه السلام) ايام خلافته انه تصابى لأطفال تلك المرأة الفقيرة عندما جلب اليها المساعدة النقدية والعينية اثناء فترة طبخها الطعام ففرحوا ثم اكلوا فشبعوا اذن يجب على الاباء والمربين ان يلعبوا مع الاطفال لتنشأ فيهم الالفة والمحبة ويداعبوهم ما امكن لاكتشاف نقاط ضعفهم وقوتهم والعمل وفقا لذلك لكي يصلحوهم ويوجهوهم نحو جادة الصواب والبناء الفردي والاجتماعي.

ولكي يدعم الاباء والمربون اطفالهم ويبنوا معنوياتهم عليهم أن يختلقوا المواقف التي تشعر الاطفال بقوة ارادتهم وتغلبهم وانتصارهم عليهم اثناء اللعب معهم لكي يشعروا بالفخر والثقة بأنفسهم كما ينبغي على الاباء والمربين ان ينظموا حركات الطفل وسلوكه ونشاطه من خلال لعبه وان يرشدوه إلى الطريق الصحيح، وقبول كل القواعد والمبادئ التي تفيده وتعنيه عن التطور والرقي.

ولا بأس ان يجعلوه يقتنع بالفشل والخسارة في بعض الاحيان لان الحياة ليست كلها نجاح وانما الانسان فيها تارة يخسر وتارة يربح، حتى لا تشكل الهزيمة بالنسبة للطفل مشكلة تجره إلى الشعور باليأس والاحباط والنفور من اللعب والانطواء على النفس والجنوح إلى العزلة وعدم التفاعل مع الحياة واللعب مع الاخرين.

ـ لعب الاطفال :

من الاهمية بمكان أن يهتم الاباء والمربون بلعب الاطفال لما لها من علاقة وثيقة في بنائهم الفكري والذهني ورفع مستوى الكفاءة والخبرة والمهارة عندهم، فالأطفال بحاجة ماسة إلى تلك اللعب مهما كان سنهم وعقلهم وادراكهم.

وهنا نقطة يجب الالتفات اليها وهي : ان اللعب يجب ان يكون اختياره مرتبطا بتحقيق المنفعة للطفل، وتعمل على دفعه نحو التفكير والعمل والنشاط وليست للإثارة المضرة والتفرج عليها ليس الا.

كما يجب ان يكون اللعب بصورة عامة معتدلاً وبعيدا عن الافراط حتى لا يصاب الطفل باللامبالاة وعدم الاهتمام والهيجان المؤدي إلى ضعف الاعصاب وقلة النوم والقلق والاضطراب.

كما يجب ايضا ان لا يكون اللعب فرصة سانحة للخروج على القانون والضوابط الاخلاقية والاجتماعية واثارة الضوضاء والعبث والحاق الاذى بالآخرين وانما يجب أن يكون اللعب

واللُعب هادفة إلى تحقيق كل ما هو نافع ومفيد للطفل ونموه وتكامله ورقيه في الحياة.

4- تامين احتياجات الطفل الاخرى :

واما بالنسبة لتامين احتياجات الطفل الاخرى من اثبات وجود وحب ظهور، وقوة شخصية، وثقة بالنفس، وامن واستقلالية والتحلي بالنظام والقانون والاخلاق، وغذاء ولباس وسكن وما شابه ذلك. وقد كثر الحديث عنها في مواضع متقدمة لذا نكتفي بما ذكر تجنباً للإسهاب والاطالة.

واتماما للفائدة ينبغي الاشارة إلى (القصة) واهميتها في تربية الطفل وتهذيبه لأنها بلا شك تعتبر حاجة مهمة يحتاج اليها الطفل في حياته ويتشوق إلى سماعها.

ـ القصة واثارها التربوية :

تحظى القصة بأهمية كبيرة في حياة الطفل باعتبارها احدى العوامل المهمة والمؤثرة في تربيته، وتحقق اهدافه لان من خلالها يمكن الاشارة إلى مبادئ واصول وضوابط عديدة. لكي يلتزم بها الاطفال ويعلمون بموجبها ولا غرو في ذلك البتة لأنها تثير عندهم الاحساس والعواطف وتهدي إلى الخير وتحذر من الشر وتنهى عن المنكر وتوفر الاجواء المناسبة والملائمة لحصول العملية التربوية الناجحة.

ومما لا شك فيه ان القصة يتأثر بها الجميع صغاراً وكباراً ويفرحون لسماعها ويتعلمون منها ولو شيئا قليلا وبطبيعة الحال ان الاطفال اكثر تأثرا من الكبار باثارة مشاعرهم ودفعهم إلى التقليد والمحاكاة لبطل القصة في السلوك والممارسة خصوصا عند رضاهم عنه.

اجل ، ان القصة امر مستحسن وتكون اكثر استحسانا عندما تصاغ من اجل تحقيق هدف تربوي معين ولا ريب يمكن من خلال القصة الهادفة ان نعلم الطفل مبادئ هامة في العقيدة والاخلاق والسلوك الصحيح وكيفية التعامل الجيد مع الاخرين والاتصاف بالترتيب في الحياة وتحمل المسؤولية واحترام النظام والقانون والتعاون المثمر البناء.

وقطعا ان اصغاء الطفل للقصة الهادفة النافعة يجعله يحصل على معلومات مفيدة ونافعة وخصوصاً اذا كان القاص يستعين بالكتب المصورة، لأنها تثير احاسيسهم وعواطفهم اكثر فاكثر وتستطيع ان تحقق سرورهم وتبني عندهم افكارا جميلة، ومعرفة جديدة بمسميات ومصطلحات وامثال مفيدة...

وقد يندفع الطفل بعد سماعه للقصة العلمية إلى النشاط والجد والاختراع، وقد يزداد ايمانا وحبا لله سبحانه وللرسل والانبياء (عليهم السلام) عندما يسمع قصصا دينية توحي إلى ذلك وتظهر ان الله ورسله يحاربون الظلم والظالمين ويحققون العدل والحرية للناس وينشرون الخير والمحبة والسلام في الارض.

فالطفل يتأثر بكل ما يعجبه ويحاول دائما المحاكاة لذا ينبغي ان تكون القصة واضحة ومفيدة ونافعة وبعيدة كل البعد عن أي شرور وارهاب وضرر وعن أي خرافة وجن وعفريت.

ينبغي ان تكون القصة واقعية ونابعة من الحياة ، وبمستوى سن الطفل وادراكه وفهمه وتلبي حاجاته الضرورية في الحياة وتثير فيه الاحساس بالفرح والابتهاج ومملوءة بالحب والانسانية والرحمة وخالية من كل المفاهيم السلبية والعدائية والارهابية.

ـ اثر القصة في معرفة الدين:

ان الاب المؤمن الواعي يستطيع ان يفهم اطفاله قضايا الدين والعقيدة بالاعتماد على القصة فمثلا يتحدث عن وجود الله سبحانه وتعالى ورحمته ولطفه بعباده وقدرته وظاهر عظمته وعلمه وحكمته وكيف ارسل الانبياء والرسل (عليهم السلام) واوجد الاوصياء والاولياء والصالحين

لإنقاذ البشر وهدايتهم نحو الخير والصلاح والفضيلة والتكامل.

وان يبين لهم تلك القصص العظيمة التي تخص الانبياء والائمة (عليهم السلام) والاولياء والصالحين، ويستوحي منها الدروس والعبر التي تنفعهم في حياتهم، ويوضح مبادئ الاسلام وآدابه وعظمة النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وخدماته وتضحياته وكذلك ترسيخ مبادئ الحق والخير والفضيلة والمحبة في الوجود.

نعم، لو تمكن الاب من ذلك وقام بهذا العمل العظيم في كل ليلة بدقائق معدودة لاستطاع ان يعلم ابناءه اصول العقيدة ويطلعهم على المعرفة الدينية والاعتقادية والضرورية ويجعلهم ابناء مهذبين صالحين مطيعين.

اذن، يجب على الاباء أن يخصصوا وقتا مناسبا في كل ليلة للقيام بهذا العمل المقدس من اجل بناء الاطفال ورقيهم وتكاملهم.

اجل، ان القصة الواقعية وسيلة مهمة وفرصة جيدة لإفادة الاطفال واستقامة سلوكهم وبنائه وتهذيبه وتكامله وان فوائدها لا تعد ولا تحصى في كل مجال من مجالات الحياة الاجتماعية والثقافية والدينية والتربوية والاقتصادية وادراكه وعاطفته.

وحذرا من جعلها مملة او ان ينفر الطفل من سماعها او الاصغاء اليها. او انها مرعبة او تزرع الخوف والرذيلة والتعدي في نفوس الاطفال.

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء