أثار سب الامام أمير المؤمنين سخط الأخيار والمتحرجين فى دينهم لأن الامام نفس النبي (صلى الله عليه واله) وأخوه وأبو سبطيه وصاحب العناء فى الاسلام ولأن سب المسلم من أفحش المحرمات فقد أثر عن النبي أنه سباب المسلم فسوق  وقال (صلى الله عليه واله) :  لا يكون المؤمن لعانا الى غير ذلك من الأحاديث التي وردت عنه (صلى الله عليه واله) فى تحريم سب المسلم وقذفه فلذا اندفعوا الى اعلان سخطهم والى الانكار عليه وعلى ولاته .

عزّ على سعد بن ابي الوقاص أن يسمع سب أمير المؤمنين وهو يعير ذلك أذنا صماء من دون أن ينكر عليه فقد ذكر المؤرخون ان معاوية بعد عام الصلح قصد بيت الله الحرام وبعد فراغه من الطواف توجه الى دار الندوة فلما استقرّ به المجالس شرع فى سبّ أمير المؤمنين فغضب سعد والتفت الى معاوية قائلا : يا معاوية أجلستني على سريرك ثم شرعت فى سبّ عليّ والله لان يكون فيّ خصلة واحدة من خصال كانت لعلي أحبّ إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس والله لأن أكون صهرا لرسول الله (صلى الله عليه واله) ولي من الولد ما لعلي أحب إليّ من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس والله لأن يكون رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لي ما قال له فيه يوم خيبر :  لأعطين الراية غدا رجلا يحبه الله ورسوله ويحب الله ورسوله ليس بفرّار يفتح الله على يديه أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس والله لأن يكون رسول الله (صلى الله عليه واله) قال لي ما قال له فى غزوة تبوك :  ألا ترضى أن تكون مني بمنزلة هارون من موسى إلا أنه لا نبي بعدي  أحب إلي من أن يكون لي ما طلعت عليه الشمس وأيم الله ما دخلت لك دارا ما بقيت ثم نهض وهو غضبان ثائر .