المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الطِرمَّاح بن حكيم  
  
8454   10:52 صباحاً   التاريخ: 29-12-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص593-596
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 21-06-2015 2230
التاريخ: 29-12-2015 7233
التاريخ: 26-1-2016 2757
التاريخ: 24-7-2016 2026

كان يكنى أبا نفر و أبا ضبينة، و يلقّب الطرّاح. و هو الطرمّاح (1) ابن حكيم بن الحكم بن نفر بن قيس بن جحدر بن ثعلبة من بني ثعل ابن عمرو بن الغوث بن طيّئ من قحطان.

ولد الطرمّاح قبيل الهجرة، فيما يبدو، في الشام و نشأ فيها. ثم إنه قدم إلى الكوفة مع جيوش الفتح. و في الكوفة تلقّى الطرمّاح مذهب الشراة الأزارقة (2) من الخوارج و أعتقده.

و لقد نشأت بين الطرمّاح و بين الكميت بن زيد صداقة عجيبة، إذ كانا يعيشان على الوفاء الخالص. قيل مرّة للكميت: لا شيء أعجب من صفاء ما بينك و بين الطرمّاح على بعد ما بينكما من النسب و المذهب و البلاد: هو شاميّ قحطانيّ خارجيّ و أنت كوفيّ نزاريّ شيعيّ (3).

عاش الطرمّاح فقيرا لأنه كان أنوفا لا يتكسّب بالشعر (4)، و ان كان قد حاول شيئا منه. و قد اشتغل الطرمّاح بالتعليم حينا، قال عبد الأعلى بن عامر البصريّ (5): «رأيت الطرمّاح مؤدّبا بالرّيّ (6) فلم أر أحدا آخذ لعقول الرجال و لا أجذب لأسماعهم منه. و لقد رأيت الصبيان يخرجون من عنده و كأنّهم قد جالسوا العلماء» .

و أسنّ الطّرمّاح كثيرا، إذ يبدو أنه توفّي بعيد سنة 100 ه‍(718 م) .

كان الطّرمّاح بن حكيم من فحول الشعراء و فصحائهم و من الخطباء. و شعره متين كثير الغريب، إلاّ أن شعره ليس حجّة في اللغة لأنّه مولّد، فيما قيل (7) و لأنه كان يتكلّف إدخال الغريب في شعره بعد أن يسأل العلماء و أهل السواد (الآراميين) عن الألفاظ من كلامهم (8). و أكثر شعر الطرمّاح الحماسة و النقائض. و هو بارع في الوصف، و في وصف الثور و الظليم (ذكر النّعام) خاصّة (9). و هجاؤه مؤلم، و لكنّ فيه مبالغات و تكرارا ينحدر بها إلى عقليّة العامّة فيفقد بذلك كثيرا من قيمته الفنّيّة.

المختار من شعره:

- قال الطرمّاح بن حكيم يفتخر بنفسه و يصور نفرا من لؤماء النفوس:

لقد زادني حبّا لنفسي أنّني... بغيض إلى كل امرئ غير طائل (10)

و إنّي شقيّ باللئام؛ و لا ترى... شقيّا بهم الا كريم الشمائل

إذا ما رآني قطّع الطرف بينه... و بيني فعل العارف المتجاهل (11)

ملأت عليه الارض حتّى كأنّها ...من الضيق في عينيه كفّة حابل (12)

أكل امرئ ألفى أباه مقصّرا... معاد لأهل المكرمات الأوائل

إذا ذكرت مسعاة والده اضطنى... و لا يضطني من شتم أهل الفضائل (13)

و ما منعت دار و لا عزّ أهلها... من الناس إلاّ بالقنا و القنابل (14)

- و للطرمّاح قصيدة اختارها أبو زيد القرشي في «الملحمات» من جمهرة اشعار العرب، مطلعها:

قلّ في شط نهروان اغتماضي... و دعاني هوى العيون المراض (15)

و منها:

فتطرّبت للصبا، ثمّ أوقف‍...ـت رضا بالتّقى و ذو البرّ راض (16)

و أراني المليك رشدي، و قد كن‍...ـت أخا عنجهيّة و اعتراض (17)

غير ما ريبة سوى ريّق الغرّ... ة ثمّ ارعويت بعد البياض (18)

فاذهبوا، ما إليكم خفض الده‍ـ...ـر عناني و عرّيت أنقاضي (19)

إنّنا معشر شمائلنا الصب‍...ـر، إذا الخوف مال بالأحفاض (20)

نصر للذيل في ندوة الحيّ... مرائيب للثأى المنهاض (21)

لم يفتنا بالوتر قوم، و للضّي‍...ـم رجال يرضون بالإغماض (22)

فسلي الناس، إن جهلت، و إن شئ‍...ـت قضى بيننا و بينك قاض

- و قال الطرمّاح يتمنّى ميتة في معركة شهيدا في سبيل اللّه:

و إنّي لمقتاد جوادي فقاذف به... و بنفسي، العام، إحدى المقاذف (23)

لأكسب مالا أو أؤول إلى غنى... من اللّه يكفيني عدات الخلائف (24)

فيا ربّ، إن حانت وفاتي فلا تكن... على شرجع يعلي بخضر المطارف (25)

و لكنّ قبري بطن نسر مقيله... بجوّ السماء في نسور عواكف (26)

و أمسي شهيدا ثاويا في عصابة... يصابون في فجّ من الأرض خائف (27)

فوارس من شيبان ألّف بينهم... تقى اللّه نزّالون عند التزاحف (28)

إذا فارقوا دنياهم فارقوا الأذى... و صاروا إلى ميعاد ما في المصاحف (29)

_______________________

1) الطرماح: الطويل القامة.

2) الازارقة: أتباع نافع بن الازرق (قتل 65 ه‍-685 م) ، و هم من أشد الخوارج تطرفا يكفرون الذين اشتركوا في حربي الجمل و صفين من الطرفين و يبيحون قتل المخالفين لهم مع نسائهم و أطفالهم، و مرتكب الكبيرة (الذنب الكبير كشرب الخمر و الزنا) كافر عندهم. ثم هم لا يجيزون التقية في عمل و لا في قول.

3) القحطاني من عرب الجنوب (اليمن) ، و النزاري من الشمال (قيس) .

4) البيان و التبيين 3:200، راجع 341.

5) مثله 2:323.

6) الري على مسافة يسيرة من جنوب شرقي طهران (في فارس، ايران) .

7) الموشح 191،192،209.

8) غ 12:36؛ الشعر و الشعراء 371؛ الموشح 192،208-209.

9) الشعر و الشعراء 374؛ كتاب الصناعتين 85،253؛ ديوان المعاني 141.

10) طائل: جدوى، فائدة، نفع.

11) قطع الطرف (النظر) بيني و بينه: نظر إلي شزرا، بغضب.

12) الحابل: الذي يصنع الحبال، و الذي يعقد الحبل (ليجعله شركا للصيد) . كفة حابل: شرك الصيد. ككفة حابل: ضيق.

13) المسعاة: العمل الحميد. اضطنى من ضني: مرض مرضا خفيا (تألم، امتلأ أسفا ثم حقد إذ ليس لأبيه مسعاة تذكر له) .

14) القنا: الرماح. القنابل: جماعات الخيل (يقصد بالحرب) .

15) نهروان أو النهروان: نهر جنوب الكوفة قاتل الإمام علي قربه الخوارج و هزمهم.

16) عملت أعمال الصبا (مدة) ثم تركتها و ذو البر (اللّه) راض عني (لأني لم أرتكب ما يغضبه) .

17) المليك: اللّه. العنجهية: التكبر مع الجهل. اعترض: سار مزهوا بنفسه، تدخل في أمور كثيرة (من أمور الصبا) .

18) من غير أن آتي بريبة (بعمل مشين) إلا ما يفعله الشبان من الاعمال الدالة على الغفلة. ارعوى: رجع البياض: المشيب.

19) اذهبوا عني، اتركوني؛ ان الدهر لم يخفض عناني (رسني: لم يذلني) من أجلكم، و لا في سبيلكم عريت أنقاضي (بدا هزالي، أجهدت نفسي) .

20) الخوف: الحرب. مال بالأحفاض (جمع حفض: متاع البيت) : عرضها للضياع أو النهب، إذا اشتدت الحرب.

21) نصر (بضمتين جمع ناصر) . ندوة الحي: مجلس القوم أو العشيرة. مرائيب جمع مرأب بوزن منبر: الذي يضم الشق و يصلحه. الثأى: الضعف و الفساد. المنهاض: المنكسر المتسع. -نصلح ما بين العشيرة مهما كان الفساد شديدا عاما فيها.

22) لم يعتد علينا أحد إلا أخذنا بوترنا منه. و هنالك أناس يغمضون أعينهم على الذل (يرضون به) .

23) العام: هذا العام. -سأرمي بجوادي و بنفسي في احدى المعارك.

24) أوول: أرجع. يكفيني: يغنيني عن. عدات جمع عدة (وعد بمال. . .) الخلائف: الخلفاء. -يغنيني عن تكسب المال بشعري من الخلفاء و من غيرهم.

25) شرجع: نعش. يعلى (يغطى) بخضر المطارف (الاردية من الحرير) . -لا أريد أن أموت على فراشي.

26) (و لكن أريد أن أموت في المعركة) فتأكل لحمي النسور ثم تحوم (بما أكلت من لحمي) في السماء. عكفت الطيور حول القتيل: استدارت (القاموس 3:176) حوله في حلقة (بسكون اللام) .

27) ثاويا: باقيا (ميتا) . عصابة: جماعة تآلفوا على مبدأ. يصابون: يقتلون. الفج: الطريق الواسع بين جبلين. خائف: مخوف (يخيف الذي يسلكه أو ينزل فيه) .

28) التزاحف: لقاء الجيشين في المعركة. نزالون: راكبون خيولهم يقاتلون بالسيوف في المعركة التي يشتبك فيها المتقاتلون.

29) صاروا إلى ميعاد (تحقق لهم ما وعدوا به) في المصاحف (جمع مصحف: الكتاب الذي يدون فيه القرآن الكريم) : إلى الجنة أجرا لهم على استشهادهم في سبيل اللّه.

 

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع