المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16512 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
مراتب حضور القلب في العبادة
2024-06-01
معنى التقوى ومراتبه
2024-06-01
معنى التوكّل ومراتبه
2024-06-01
تأثير الفتح المصري في سوريا.
2024-06-01
النـاتـج المـحلـي بالأسـعـار الجـاريـة
2024-06-01
إمبراطورية تحتمس الثالث والثقافة العالمية.
2024-06-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


التمثيلُ في الآية (57-61) من سورة الزخرف  
  
3035   07:49 مساءاً   التاريخ: 11-10-2014
المؤلف : الشيخ جعفر السبحاني
الكتاب أو المصدر : الأمثال في القرآن الكريم
الجزء والصفحة : ص242-247 .
القسم : القرآن الكريم وعلومه / علوم القرآن / الأمثال في القرآن /

قال تعالى : { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ * وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ * إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ * وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ * وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلاَ تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ } [ الزخرف : 57ـ 61] .

تفسير الآيات

( الصدّ ) : بمعنى الانصراف عن الشيء ، قال سبحانه : { يَصُدُّونَ عَنكَ صُدُوداً } ، ولكنّ المراد منه في الآية هو ضجّة المجادل إذا أحسّ الانتصار .

( تمترُنَّ ) : من المِرية وهي التردّد بالأمر .

ذكرَ المفسّرون في سبب نزول الآيات أنّ رسول الله ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) لمّا قرأ : { إِنَّكُمْ وَما تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللهِ حَصَبُ جَهَنَّمَ أَنْتُمْ لَها وارِدُون * لَوْ كانَ هؤلاء آلِهَةً ما وَرَدُوها وَكُلّ فِيها خالِدُونَ * لَهُمْ فِيها زَفِيرٌ وَهمْ فِيها لا يَسْمَعُونَ }[ الأنبياء : 98ـ 100] .

امتعضت قريش من ذلك امتعاضاً شديداً ، فقال عبد الله بن الزبعري : يا محمد ، أخاصة لنا ولآلهتنا أم لجميع الأُمم ؟ فقال ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) : ( هو لكم ولآلهتكم ولجميع الأُمم ) .

فقال : خَصَمتك وربّ الكعبة ، ألستَ تزعم أنّ عيسى بن مريم نبي وتُثني عليه خيراً ، وعلى أُمّه ، وقد علمتُ أنّ النصارى يعبدونهما ، وعُزير يُعبد ، والملائكة يُعبدون ، فإن كان هؤلاء في النار ، فقد رضينا أن نكون نحن وآلهتنا معهم ، ففرحوا وضحكوا (1) .

وإلى فرحهم وضجّتهم ، يشير سبحانه بقوله : {إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } حيث زعموا أنّهم وجدوا ذريعة للردّ عليه وإبطال دعوته ، فنزلت الآية إجابة عن جدلهم الواهي ، قال سبحانه :

{ وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً } أي : لمّا وصَفَ المشركون ابن مريم مَثلاً وشبهاً لآلهتهم { إِذَا قَوْمُكَ مِنْهُ يَصِدُّونَ } أي : أحسّ قومك في هذا التمثيل فرحاً وجذلاً وضحكاً لمّا حاولوا إسكات رسول الله بجدلهم ، حيث قالوا في مقام المجادلة : ( وَقَالُوا أَآلِهَتُنَا خَيْرٌ أَمْ هُوَ } يعنون : آلهتنا عندك ليست بخير من عيسى ، فإذا كان عيسى من حَصب النار كانت آلهتنا هيّناً .

وبذلك يُعلم : أنّ المشركين هم الذين ضربوا المَثل حيث جعلوا المسيح شَبهاً ومَثلاً لآلهتهم ، ورضوا بأن تكون آلهتهم في النار إذا كان المسيح كذلك ازداد فرح المشركين ، وظنّوا أنّهم التجأوا إلى ركن ركين أمام منطق النبي ( صلّى الله عليه وآله وسلّم ) .

ثمّ إنّه سبحانه يشير في الآيات السابقة إلى القصّة على وجه الإجمال ، ويجيب على استدلال ابن الزبعرى :

أوّلاً : إنّهم ما أرادوا بهذا التمثيل إلاّ المجادلة والمغالبة لا لطلب الحقّ ؛ وذلك لأَنّ طبعهم على اللجاج والعناد ، يقول سبحانه : { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } .

وثانياً : إنّهم ما تمسّكوا بهذا المَثل إلاّ جدلاً وهم يعلمون بطلان دليلهم ، إذ ليس كلّ معبود حَصب جهنّم ، بل المعبود الذي دعا الناس إلى عبادته كفرعون ، لا كالمسيح الذي كان عابداً لله رافضاً للشرك ، فاستدلالهم كان مبنياً على الجدل وإنكار الحقيقة ، وهذا هو المراد من قوله : { مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ } .

ولذلك بَدأ سبحانه يشرح موقف المسيح وعبادته وتقواه وأنّه كان آية من آيات الله سبحانه ، وقال : { إِنْ هُوَ إِلاّ عَبْدٌ أَنْعَمْنَا عَلَيْهِ وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ } ، أي آية من آيات الله لبني إسرائيل ، فولادته كانت معجزة ، وكلامه في المهد معجزة ثانية ، وإحياؤه الموتى معجزة ثالثة ، فلم يكن يدعو قطُّ إلى عبادة نفسه .

ثمّ إنّه سبحانه من أجل تحجيم شبهة حاجته إلى عبادة الناس ، يقول : { وَلَوْ نَشَاء لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلائِكَةً فِي الأَرْضِ يَخْلُفُونَ  } أي يطيعون الله ويعبدونه ، فليس الإصرار على عبادتكم وتوحيدكم إلاّ طَلباً لسعادتكم لا لتلبية حاجة الله ، وإلاّ ففي وسعه سبحانه أن يخلقكم ملائكة خاضعين لأمره .

ثمّ إنّه سبحانه يشير إلى خصّيصة من خصائص المسيح ، وهي : أنّ نزوله من السماء في آخر الزمان آية اقتراب الساعة .

إلى هنا تمّ تفسير الآية ، وأمّا التمثيل فقد تبيّن ممّا سبقَ ، حيث شبّهوا آلهتهم بالمسيح ورضوا بأن تكون مع المسيح في مكان واحد وإن كان هو النار ، فالذي يصلح لأَن يكون مَثلاً إنّما هو قوله : { وَلَمَّا ضُرِبَ ابْنُ مَرْيَمَ مَثَلاً } وقد عرفتَ أنّ الضارب هو ابن الزبعرى ، وأمّا قوله : { وَجَعَلْنَاهُ مَثَلاً لِّبَنِي إِسْرَائِيلَ } فالمَثل فيه بمعنى الآية .

إيقاظ :

ربّما عُدّت الآية التالية من الأمثال القرآنية : { وَالّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحاتِ وَآمنُوا بِما نُزّلَ على مُحمّدٍ وَهُوَ الحَقُّ مِنْ رَبّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالَهُمْ * ذلِكَ بِأَنَّ الّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الباطِلَ وَأَنَّ الّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الحَقَّ مِنْ رَبّهِمْ كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنّاسِ أَمْثالَهُمْ }[ محمد : 2 ـ 3] والظاهر أنّ المَثل في الآية بمعنى الوصف لا بمعنى التمثيل المصطلح ، أي تشبيه شيء بشيء ، ويُعلم ذلك من خلال تفسير الآيات .

تفسيرُ الآيات

( بال ) البال : الحال التي يكترث بها ، ولذلك يقال : ما باليتُ بكذا بالةً أي : ما اكترثتُ به ، قال : { كفّر عَنْهُمْ سَيّئاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بالهُم } ، وقال : { فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الأُولَى } أي : حالهم وخبرهم ، و يُعبَّر بالبال عن الحال الذي ينطوي عليه الإنسان ، فيقال : خطرَ كذا ببالي (2) .

إنّ هذه الآيات ـ بشهادة ما تليها ـ تُبيّن حال كفّار قريش ومشركي مكّة الذين أشعلوا فتيل الحرب في بدر ، فقال : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ } أي منعوا الآخرين من الاهتداء بهدى الإسلام ، فهؤلاء أضلّ أعمالهم ، أي أحبطَ أعمالهم وجعلها هباءً منثوراً ، فلا ينتفعون من صَدَقاتهم وعطيّاتهم ، إشارة إلى غير واحد من صناديد قريش الذين نحروا الإبل في يوم بدر وقبله .

فيقابِلهم المؤمنون كما قال : { وَالّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصالِحاتِ وَآمنُوا بِما نُزّلَ على مُحمّدٍ وَهُوَ الحَقُّ مِنْ رَبّهِمْ } .

فلو أنّه سبحانه أضلّ أعمال الكافرين وأحبطَ ما يقومون به من صَدقات ، لكنّه سبحانه ـ من جهة أُخرى ـ جعلَ صالح أعمال المؤمنين كفّارة لسيّئاتهم وأصلحَ بالَهم .

فشتّان ما بين كافر وصادّ عن سبيل الله ، يُحبط عمله .

ومؤمن بالله وبما نُزِّل على محمد ، يُكفّر سيئاته بصالح أعماله .

ومن هذا التقابل عُلِم مكانة الكافر والمؤمن ، كما عُلِم نتائج أعمالهما .

ثمّ إنّه سبحانه يُدلّل على ذلك : بأنّ الكافرين يقتفون أثر الباطل ولذلك يُضلّ أعمالهم ، وأمّا المؤمنون فيتّبعون الحقّ فينتفعون بأعمالهم ، وقال : { ذلِكَ بِأَنَّ الّذِينَ كَفَرُوا اتَّبَعُوا الباطِلَ وَأَنَّ الّذِينَ آمَنُوا اتَّبَعُوا الحَقَّ مِنْ رَبّهِمْ } .

وفي ختام الآية الثانية ، قال : { كَذلِكَ يَضْرِبُ اللهُ لِلنّاسِ أَمْثالَهُمْ } أي كذلك يبيّن حال المؤمن والكافر ونتائج أعمالهما وعاقبتهما .

وعلى ذلك ، فالآية ليست من قبيل التمثيل ، بل بمعنى الوصف ، أي كذلك يصف سبحانه للناس حال الكافر والمؤمن وعاقبتهما ، فليس هناك أيّ تشبيه

وتنزيل ، وإنّما الآيات سيقت لبيان الحقيقة ، فالآية الأَولى تشير إلى الكافر ونتيجة عمله ، والآية الثانية تشير إلى المؤمن ومصير عمله ، والآية الثالثة تذكر علّة الحُكم : وهو أنّ الكافر يستقي من الماء العكِر حيث يتّبع الباطل ، والمؤمن ينهل من ماءٍ عذِب فيتّبع الحقّ .

________________________

1 ـ الكشّاف : 3/100 . لاحظ سيرة ابن هشام : 1/385 ، وقد ذُكرت القصّة بتفصيل .

2 ـ مفردات الراغب : 67 مادة بال .




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .