تميز تربة الكبريتات الحمضية (acid sulfate) سهول السواحل البحرية في المناطق الغنية بالمادة العضوية وهي تقترن بالماء المالح، خاصة في المناطق المغطاة بمستنقعات أشجار المنغروف (mangrove). وقد تكون في فيتنام ما يزيد على مليوني هكتار من هذه التربة فوق رواسب بحرية سابقة غنية بالبايرايت.

وفي المناطق المغمورة بالماء، تتراكم مخلفات عضوية من أشجار المنغروف، وتكون قاذورات عضوية غامقة اللون مع بيئة شديدة الإرجاع، وتوفر مياه البحر مصدراً مستمراً للكبريتات التي تعمل ضمن الظروف اللاهوائية، قابلات للإلكترونات لأكسدة المادة العضوية وفقاً لما بيناه في المقطع .4.15 ويؤدي دور الوسيط في التفاعل الجراثيم المزيلة للكبريت، وتبعاً لقيمة pH، ينتج من التفاعل كبريتيد الهدروجين الذي تشم رائحته غالبا في تلك المناطق الساحلية :

وتسهل قيم pE المنخفضة ازدياد قابلية انحلال أجناس الحديد (III) في الماء، وذلك بإرجاع المعدن إلى الحديد (II) الذي يتفاعل بعدئذ مع الكبريت المرجع من البايرايت ( ₂FeS) والتفاعل التالي هو تمثيل شامل ممكن لمجموعة التفاعلات المعقدة تلك:

ويستمر هذا التفاعل مع مرور الزمن ويُراكم كميات وفيرة من البايرايت الذي يمثل مخزناً للكبريت المُرجَع.

تقع قيمة pH التربة المشبعة بالماء عادة في المجال الحامض قليلاً، إلا انخفاضاً كبيراً يحصل فيها إذا تركت التربة لتجف. فبالتفاعل المعاكس للتفاعل 9.18، تتحرر كميات كبيرة من حمض الكبريت، ويمكن لقيمة pH التربة "المُستصلحة" أن تنخفض لتساوي نحو 1.5 أو 2. وتعطي مركّبات الحديد (III) المترسبة التربة العضوية ذات الحبيبات الناعمة اللون الأصفر، وتسمى تلك التربة غالباً صلصال القطة". وتؤدي قيمة pH المنخفضة إلى تراكيز عالية للألمنيوم القابل للانحلال، ويجعل هذان العاملان وحدهما تلك التربة غير ملائمة البتة للزراعة. وقد رصدت فيها سمية المنغنيز ونقص الفوسفور أيضاً.

لهذه الأسباب يجب عدم تفريغ التربة الساحلية، التي يمكن أن تصبح حمضية، من الماء. في دلتا نهر مكونغ، تُركت بعض المناطق مغمورة باستمرار واستعملت لزراعة الأرز. وفيما يخص التربة المجففة سابقاً يمكن معالجتها بالجير إذا لم تكن الحموضة شديدة. وعندما يكون عامل الحموضة أصغر من 3.5 يتطلب الاستصلاح كميات كبيرة غير اقتصادية من الجير، لذا غالباً ما يُستغنى عن تلك التربة.