المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8828 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الحث على المشاورة والتواضع
2024-04-24
معنى ضرب في الأرض
2024-04-24
معنى الاصعاد
2024-04-24
معنى سلطان
2024-04-24
معنى ربيون
2024-04-24
الإمام علي (علي السلام) وحديث المنزلة
2024-04-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


وقعة الخميس  
  
3198   05:57 مساءً   التاريخ: 18-10-2015
المؤلف : السيد محسن الامين
الكتاب أو المصدر : أعيان الشيعة
الجزء والصفحة : ج2,ص272-276
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

قال نصر: ثم كانت بين الفريقين الوقعة المعروفة بوقعة الخميس قال القعقاع بن الأبرد الطهوي والله إني لواقف قريبا من علي يوم وقعة الخميس وقد التفت مذحج وكانوا في ميمنة علي وعك وجذام ولخم والأشعرون كانوا مستبصرين في قتال علي ولقد والله رأيت ذلك اليوم من قتالهم وسمعت من وقع السيوف على الرؤوس وخبط الخيول بحوافرها في الأرض وفي القتلى ما الجبال تهد ولا الصواعق تصعق بأعظم هولا في الصدور من ذلك الصوت نظرت إلى علي وهو قائم فدنوت منه فسمعته يقول لا حول ولا قوة الا بالله والمستعان الله ثم نهض حين قام قائم الظهيرة وهو يقول : ربنا افتح بيننا وبين قومنا بالحق وأنت خير الفاتحين وحمل على الناس بنفسه وسيفه مجرد بيده فلا والله ما حجز بيننا وبينهم الا رب العالمين في قريب من ثلث الليل وقتلت يومئذ اعلام العرب وكان في رأس علي ثلاث ضربات وفي وجهه ضربتان قال نصر وقد قيل إن عليا لم يجرح قط وقتل في هذا اليوم خزيمة بن

ثابت ذو الشهادتين فقالت ابنته ضبيعة ترثيه :

عين جودي على خزيمة بالدمع * قتيل الأحزاب يوم الفرات

قتلوا ذا الشهادتين عتوا * أدرك الله منهم بالترات

قتلوه في فتية غير عزل * يسرعون الركوب للدعوات

نصروا احمد الموفق للعد * ل ودانوا بذاك حتى الممات

لعن الله معشرا قتلوه * ورماهم بالخزي والآفات

وروى نصر عن أبي سليمان الحضرمي وكان حضر صفين مع علي (عليه السلام) إن الفيلقين التقيا بصفين واضطربوا بالسيوف ليس معهم غيرها إلى نصف الليل .

وعن زياد بن النضر وكان على مقدمة علي (عليه السلام) قال شهدت مع علي بصفين فاقتتلنا ثلاثة أيام وثلاث ليال حتى تكسرت الرماح ونفدت السهام ثم صارت إلى المسايفة فاجتلدنا بها إلى نصف الليل حتى صرنا نحن وأهل الشام في اليوم الثالث يعانق بعضنا بعضا وقد قاتلت يومئذ بجميع السلاح فلم يبق شئ من السلاح الا قاتلت به حتى تحاثينا بالتراب وتكادمنا حتى صرنا قياما ينظر بعضنا إلى بعض ما يستطيع واحد من الفريقين أن ينهض إلى صاحبه ولا يقاتل فلما كان نصف الليل من الليلة الثالثة انحاز معاوية وخيله من الصفو وغلب علي (عليه السلام) على القتلى واقبل على أصحاب محمد وأصحابه فدفنهم وقد قتل كثير منهم وقتل من أصحاب معاوية أكثر وقال عمرو بن العاص :

إذا تخازرت وما بي من خزر * ثم خبأت العين من غير عوو

ألفيتني ألوي بعيد المستمر * ذا صولة في المصمئلات الكبر

احمل ما حملت من خير وشر * كالحية الصماء في أصل الصخر

وقال محمد بن عمرو بن العاص :

لو شهدت جمل مقامي وموقفي * بصفين يوما شاب منها الذوائب

غداة غدا أهل العراق كأنهم * من البحر موج لجه متراكب

وجئناهم نمشي صفوفا كأننا * سحاب خريف صفقته الجنائب

فطار إلينا بالرماح كمأتهم * وطرنا إليهم والسيوف قواضب

فدارت رحانا واستدارت رحاهم * سراة النهار ما تولى المناكب

إذا انا قلت استهزموا برزت لنا * كتائب حمر وارجحنت كتائب

فقالوا نرى من رأينا ان تبايعوا * عليا فقلنا بل نرى أن تضاربوا

فابنا وقد نالوا سراة رجالنا * وليس لما لاقوا سوى الله حاسب

كان تلالي البيض فينا وفيهم * تلألؤ برق في تهامة ثاقب

فرد عليه محمد بن الحنفية :

لو شهدت جمل مقامك أبصرت * مقام لئيم وسطته الكتائب

أ تذكر يوما لم يكن لك فخره * وقد ظهرت فيها عليك الجلائب

وأعطيتمونا ما نقمتم أذلة * على غير تقوى الله والدين واصب

وجاء علقمة بن تميم الأنصاري إلى علي (عليه السلام) فقال يا أمير المؤمنين إن عمرو بن العاص ينادي :

انا الغلام القرشي المؤتمن * الماجد الأبلج ليث كالشطن

يرضى بي الشام إلى ارض عدن * يا قادة الكوفة من أهل الفتن

يا أيها الاشراف من أهل اليمن * أضربكم ولا ارى أبا حسن

أعني عليا وابن عم المؤتمن * كفى بهذا حزنا من الحزن

فضحك علي ثم قال اما والله لقد حاد عدي الله عني وإنه لبمكاني عالم كما قال العربي غير لوهي ترقعين وأنت مبصرة ويحكم أروني مكانه لله أبوكم وخلاكم ذم وحمل غلامان من الأنصار جميعا اخوان حتى انتهيا إلى سرادق معاوية فقتلا عنده وأقبلت الكتائب بعضها نحو بعض فاقتتلت قياما في الركب لا يسمع السامع الا وقع السيوف على البيض والدرق وقال عمرو بن العاص :

أ جئتم إلينا تسفكون دماءنا * وما رمتم وعر من الأمر أعسر

تعاورتم ضربا بكل مهند * إذا شد وردان تقدم قنبر

وردان عبده وقنبر غلام أمير المؤمنين (عليه السلام) .

 وجاء عدي بن حاتم يلتمس عليا ما يطأ الا على انسان ميت أو قدم أو ساعد فوجده تحت رايات بكر بن وائل فقال يا أمير المؤمنين أ لا نقوم حتى نموت فقال علي (عليه السلام) ادن فدنا حتى وضع أذنه عند انفه فقال ويحك إن عامة من معي يعصيني وإن معاوية فيمن يطيعه ولا يعصيه وقال عدي بن حاتم يوم صفين :

أقول لما إن رأيت المعمعة * واجتمع الجندان وسط البلقعة

هذا علي والهدى حقا معه * يا رب فاحفظه ولا تضيعه

فإنه يخشاك رب فارفعه * ومن أراد غيه فضعضعه

قال علي وا نفساه أ يطاع معاوية واعصى ما قاتلت أمة قط أهل بيت نبيها وهي مقرة بنبيها الا هذه الأمة ثم أن عليا (عليه السلام) أمر الناس أن يحملوا على أهل الشام فحملت خيل علي على صفوف أهل الشام فقوضت صفوفهم فقال عمرو يومئذ على من هذا الرهج الساطع قيل على ابنيك عبد الله ومحمد قال يا وردان قدم لواءك فتقدم فأرسل إليه معاوية ان ليس على ابنيك باس فلا تنقض الصف والزم موقفك فقال عمرو هيهات هيهات :

الليث يحمي شبليه * ما خيره بعد ابنيه

فتقدم فلقي الناس وهو يحمل فأدركه رسول معاوية فقال إنه ليس على ابنيك باس فلا تحملن فقال له عمرو قل له انك لم تلدهما انا ولدتهما وبلغ مقدم الصفوف فقال له الناس مكانك إنه ليس على ابنيك باس انهما في مكان حريز فقال اسمعوني أصواتهما حتى اعلم أ حيان هما أم قتيلان ونادى يا وردان قدم لواءك قدر قيس قوسي ولك فلانة جارية له فتقدم بلوائه فأرسل علي إلى أهل الكوفة أن احملوا وإلى أهل البصرة أن احملوا فحمل الناس من كل جانب فاقتتلوا قتالا شديدا فخرج رجل من أهل الشام فقال من يبارز فخرج إليه رجل من أصحاب علي فاقتتلا ساعة ثم إن العراقي ضرب رجل الشامي فقطعها فقاتل ولم يسقط إلى الأرض ثم ضرب يده فقطعها فرمى الشامي بسيفه بيده اليسرى إلى أهل الشام وقال دونكم سيفي هذا فاستعينوا به على عدوكم فأخذوه فاشتراه معاوية من أولياء المقتول بعشرة آلاف واقتتل الناس بعد المغرب قتالا شديدا فما صلى كثير من الناس الا ايماء .

وكان رجل من أصحاب علي (عليه السلام) يدعى هاني بن نمر الحضرمي فخرج رجل من أهل الشام يطلب المبارزة فلم يخرج إليه أحد فقال سبحان الله ما يمنعكم أن يخرج رجل منكم إلى هذا فلو لا أني موعوك وإني أجد لذلك ضعفا لخرجت إليه فما رد عليه أحد فوثب فقال أصحابه سبحان الله تخرج وأنت موعوك قال والله لأخرجن إليه ولو قتلني فخرج وإذا هو رجل من قومه حضرموت وبينهما قرابة من قبل النساء فقال له يا هاني ارجع فإنه أن يخرج إلي غيرك أحب إلي اني لست أريد قتلك قال له هاني ما خرجت الا وانا موطن نفسي على القتل ما أبالي أنت قتلتني أو غيرك ثم مشى نحوه فقال اللهم في سبيلك وسبيل رسولك ونصرة لابن عم نبيك ثم اختلفا ضربتين فقتله هاني وشد أصحابه نحوه وشد أصحاب هاني نحوه ثم اقتتلوا وانفرجوا عن اثنين وثلاثين قتيلا ثم أن عليا ارسل إلى الناس إن احملوا فحمل الناس على راياتهم كل قوم بحيالهم فتجالدوا بالسيوف وعمد الحديد لا يسمع الا صوت الحديد ومرت الصلوات كلها ولم يصلوا الا تكبيرا عند مواقيت الصلاة حتى تفانوا ورق الناس .

قال عبد الرحمن بن حاطب خرجت التمس أخي سويدا في القتلى بصفين فإذا برجل قد اخذ بثوبي صريع في القتلى فالتفت فإذا بعبد الرحمن بن كلدة فقلت إنا لله وإنا إليه راجعون هل لك في الماء قال لا حاجة لي في الماء قد أنفذني السلاح وخرقني ولست أقدر على الشرب هل أنت مبلغ عني أمير المؤمنين رسالة قلت نعم قال اقرأ عليه مني السلام وقل يا أمير المؤمنين احمل جرحاك إلى عسكرك حتى تجعلهم من وراء القتلى فان الغلبة لمن فعل ذلك ثم لم أبرح حتى مات واتيت عليا فأخبرته فاسترجع وأبلغته الرسالة قال صدق والذي نفسي بيده فنادى منادي العسكر إن احملوا جرحاكم إلى عسكركم ففعلوا فلما أصبح نظر إلى أهل الشام وقد ملوا الحرب . وكان علي إذا أراد القتال هلل وكبر ثم قال :

من اي يومي من الموت أفر * أيوم ما قدر أم يوم قدر

واقبل عبد الرحمن بن خالد بن الوليد ومعه لواء معاوية الأعظم وهو يقول :

انا ابن سيف الله ذاكم خالد * اضرب كل قدم وساعد

بصارم مثل الشهاب الواقد * انصر عمي إن عمي والدي

بالجهد لا بل فوق جهد الجاهد * ما انا فيما نابني براقد

فاستقبله جارية بن قدامة السعدي وهو يقول :

أثبت لصدر الرمح يا ابن خالد * أثبت لليث ذي فلول حارد

من أسد خفان شديد الساعد * ينصر خير راكع وساجد

من حقه عندي كحق الوالد * ذاكم علي كاشف الأوابد

وأطعنا مليا ومضى عبد الرحمن وانصرف جارية وعبد الرحمن لا يأتي على شئ الا أهمده وهو يقول :

اني إذا ما الحرب قرت عن كبر * تخالني أخزر من غير خزر

أقحم والخطي في النقع كشر * كالحية الصماء في رأس الحجر

احمل ما حملت من خير وشر

فغم ذلك عليا وأقبل عمرو بن العاص في خيل من بعده فقال أقحم يا ابن سيف الله فإنه الظفر . واقبل الناس على الأشتر فقالوا يوم من أيامك الأول وقد بلغ لواء معاوية حيث ترى فاخذ الأشتر لواء فحمل وهو يقول :  

اني انا الأشتر معروف الشتر * أني انا الأفعى العراقي الذكر

لا من ربيعة ولا حي مضر * لكنني من مذحج الغر الغرر

فضارب القوم حتى ردهم على اعقابهم فرجعت خيل عمرو وقال النجاشي في ذلك :

رأينا اللواء لواء العقاب * يقحمه الشانئ الأخزر

كليث العرين خلال العجاج * واقبل في خيله الأبتر

دعونا لها الكبش كبش العراق * وقد خالط العسكر العسكر

فرد اللواء على عقبه * وفاز بحظوتها الأشتر

كما كان يفعل في مثلها * إذا الناب معصوصب منكر

فان يدفع الله عن نفسه * فحظ العراق بها الأوفر

إذا الأشتر الخير خلى العراق * فقد ذهب العرف والمنكر

وتلك العراق ومن عرقت * كفقع تبينه القرقر

ولما رد لواء معاوية ورجعت خيل عمرو انتدب همام بن قبيصة وكان من اشتم الناس لأمير المؤمنين (عليه السلام) ومعه لواء هوازن فقصد لمذحج وهو يقول :

اني إذا ما دعيت نزال * أقدم اقدام الهزبر العالي

أهل العراق انكم من بالي * كل تلادي وطريف مالي

حتى أنال فيكم المعالي * أو أطعم الموت وتلكم حالي

في نصر عثمان ولا أبالي

فقال عدي بن حاتم لصاحب لوائه ادن مني فاخذه وحمل وهو يقول :

يا صاحب الصوت الرفيع العالي * إن كنت تبغي في الوغى نزالي

فادن فاني كاشف عن حالي * تفدي عليا مهجتي ومالي

وأسرتي يتبعها عيالي

فضربه وسلب لواءه .

ثم حمل خزيمة بن ثابت وهو يقول :

قد مر يومان وهذا الثالث * هذا الذي يلهث فيه اللاهث

هذا الذي يبحث فيه الباحث * كم ذا يرجي أن يعيش الماكث

الناس موروث ومنهم وارث * هذا علي من عصاه ناكث

فقاتل حتى قتل ثم خرج خالد بن خالد الأنصاري وهو يقول :

هذا علي والهدى أمامه * هذا لوا نبينا قدامه

يقحمه في نقعه اقحامه * لا جبنه نخشى ولا اثامه

فطعن ساعة ثم رجع .

ثم حمل جندب بن زهير وهو يقول :

هذا علي والهدى حقا معه * يا رب فاحفظه ولا تضيعه

فإنه يخشاك رب فارفعه * نحن نصرناه على من نازعه

صهر النبي المصطفى قد طاوعه * أول من بايعه وتابعه

واقبل الأشتر يضرب بسيفه وهو يقول :

اضربهم ولا ارى معاوية * الأخزر العين العظيم الحاوية

هوت به في النار أم هاوية * جاوره فيها كلاب عاويه

أغوى طعاما لا هداه هاديه

هكذا ذكر نصر ولكنه في موضع آخر نسب هذا الرجز إلى أبي مجزاة بن ثور الربعي وسيأتي نسبة الشطور الثلاثة الأول إلى علي (عليه السلام) واختلط أمر الناس حتى ترك أهل الرايات مراكزهم وتفرق الناس عن علي فاتى ربيعة ليلا فكان فيهم وتعاظم الأمر واقبل عدي بن حاتم يطلب عليا في موضعه الذي تركه فيه فلم يجده فطاف يطلبه فاصابه في مصاف ربيعة فقال يا أمير المؤمنين اما إذا كنت حيا فالأمر أمم ما مشيت إليك الا على قتيل وما أبقت هذه الوقعة لنا ولهم عميدا فقاتل حتى يفتح الله عليك فان في الناس بقية بعد واقبل الأشعث يلهث جزعا فلما رأى عليا هلل وكبر وقال يا أمير المؤمنين خيل كخيل ورجال كرجال ولنا الفضل إلى ساعتنا هذه فعد إلى مقامك الذي كنت فيه فان الناس انما يظنونك حيث تركوك وأرسل سعيد بن قيس انا مشتغلون بأمرنا مع القوم وفينا فضل فان أردت أن نمد أحدا أمددناه فاقبل علي على ربيعة فقال أنتم درعي ورمحي قال نصر فربيعة تفتخر بهذا الكلام إلى اليوم فقال عدي بن حاتم يا أمير المؤمنين إن قوما أنست بهم وكنت فيهم في هذه الجولة لعظيم حقهم علينا والله إنهم لصبر عند الموت أشداء عند القتال وركب علي (عليه السلام) فرسه الذي كان لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وكان يقال له المرتجز فتقدم امام الصفوف ثم قال بل البغلة فقدمت له بغلة رسول الله (صلى الله عليه واله) فركبها ثم تعصب بعمامة رسول الله السوداء ثم نادى أيها الناس من يشري نفسه لله يربح هذا يوم له ما بعده إن عدوكم قد قرح كما قرحتم فانتدب له من بين العشرة آلاف إلى اثني عشر ألفا وضعوا سيوفهم على عواتقهم وتقدمهم علي على بغلة رسول الله (صلى الله عليه واله) وهو يقول :

دبوا دبيب النمل لا تفوتوا * وأصبحوا بحربكم وبيتوا

حتى تنالوا للثار أو تموتوا * أو لا فاني طالما عصيت

قد قلتم لو جئتا فجيت * ليس لكم ما شئتم وشيت

بل ما يريد المحيي المميت

وتبعه عدي بن حاتم بلوائه وهو يقول :

أ بعد عمار وبعد هاشم * وابن بديل فارس الملاحم

نرجو البقاء مثل حلم الحالم * وقد عضضنا أمس بالأباهم

فاليوم لا نقرع سن نادم * ليس امرؤ من يومه بسالم

وتقدم الأشتر وهو يقول :

حرب بأسباب الردى تأجج * يهلك فيها البطل المدجج

يكفيكها همدانها ومذحج * روحوا إلى الله ولا تعرجوا

دين قويم وسبيل منهج

وحمل الناس حملة واحدة فلم يبق لأهل الشام صف الا انتقض واهمدوا ما أتوا عليه حتى أفضى الأمر إلى مضرب معاوية وعلي يضربهم بسيفه وهو يقول :

اضربهم ولا ارى معاوية * الأخزر العين العظيم الحاوية

هوت به في النار أم هاوية

فدعا معاوية بفرسه لينجو عليه فلما وضع رجله في الركاب تمثل بقول عمرو بن الإطنابة :

أبت لي عفتي وأبى بلائي * واخذي الحمد بالثمن الربيح

واقدامي على المكروه نفسي * وضربي هامة البطل المشيح

وقولي كلما جشات وجاشت * مكانك تحمدي أو تستريحي

لأدفع عن مأثر صالحات * واحمي بعد عن عرض صحيح

بذي شطب كلون الملح صاف * ونفس ما تقر على القبيح

وقال يا ابن العاص اليوم صبر وغدا فخر فقال عمرو صدقت وثنى رجله من الركاب فنزل فاستصرخ بعك والأشعرين فوقفوا دونه وجالدوا عنه حتى كره كل من الفريقين صاحبه وتحاجز الناس ؛ ثم إن معاوية لما أسرع أهل العراق في أهل الشام قال هذا يوم تمحيص أن القوم قد أسرع فيهم كما أسرع فيكم اصبروا يومكم هذا وخلاكم ذم وحضض علي أصحابه فقام إليه الأصبغ بن نباتة التميمي فقال يا أمير المؤمنين انك جعلتني على شرطة الخميس وقدمتني في الثقة دون الناس وانك اليوم لا تفقد لي صبرا ولا نصرا اما أهل الشام فقد هدهم ما أصبنا منهم ونحن ففينا بعض البقية فاطلب بنا امرك وائذن لي في التقدم فقال تقدم بسم الله واقبل الأحنف بن قيس السعدي فقال يا أهل العراق والله لا تصيبون هذا الأمر أذل عنقا منه اليوم قد كشف القوم عنكم قناع الحياء وما يقاتلون على دين وما يصبرون الا حياء فتقدموا فقالوا إن تقدمنا اليوم فقد تقدمنا أمس فما تقول يا أمير المؤمنين قال تقدموا في موضع التقدم وتأخروا في موضع التأخر تقدموا من قبل أن يتقدموا إليكم وحمل أهل العراق وتلقاهم أهل الشام فاجتلدوا .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع