أقرأ أيضاً
التاريخ: 5/12/2022
1075
التاريخ: 23-10-2014
1757
التاريخ: 2023-03-30
733
التاريخ: 23-10-2014
1968
|
يقول تعالى: {ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ} [البقرة: 74]
إنَّ الإشارة إلى الأقسام الثلاثة للحجارة في الجمل الثلاث: «وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار»، و«وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء، و«إن منها لما يهبط من خشية الله» هي للتعليل وإقامة البرهان على كون بعض القلوب «أشد قسوة» من الحجر.
وتوضيحاً لذلك نقول: بسبب الانفجار الذي يحصل في بعض الصخور المستقرة في جوف الجبل فإن نهراً من الماء يتدفق ويجري منها: (وإن من الحجارة لما يتفجر منه الأنهار). والبعض الآخر منها لا يتفتت الأنفجار بل إنه يتشقق فحسب فيجري منه ماء أقل لا يتعدى حد العين: (وإن منها لما يشقق فيخرج منه الماء).
أما القسم الثالث فإنه يهبط ويسقط من مكان إلى مكان آخر من خوف الله وخشيته: (وإن منها لما يهبط من خشية الله) بناء على ذلك فإنه تترتب على الحجارة آثار وبركات ويشاهد منها مثل هذا الانفعال والتأثر؛ في حين أن قلوب بني إسرائيل، ونتيجة لركونهم من جديد إلى الغفلة وإعراضهم عن الحق بعد مشاهدة كل تلك الآيات والبينات، قد بلغت بها القسوة والصلابة بحيث إنهم أغلقوا كل سبل النفوذ إليهم حتى أصبحت مشاهدة الآيات والمعجزات غير ذات أثر فيهم. ليس هذا فحسب بل زادت في صلابة قلوبهم وقسوتها.
قد لا يكون القلب مبتلى بدرجة كبيرة من القسوة قبل مجيء المعجزة، بيد أنه بعد تحقق المعجزة ومشاهدة البينة الإلهية وتجلي الحق فإنه، وبسبب ركونه إلى العناد والجحود وإصراره على النكول، يصاب بقسوة أشد؛ مثلما أن القرآن الذي يكون للمستعدين لاستقبال الفيض شفاء ورحمة وللظالمين عاملاً لمزيد من الخسران: {وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء: 82]؛ نظير الفاكهة الحلوة الريانة التي تكون مفيدة لأصحاب المزاج السليم، لكنها تحفز الآلام وتثير المغص للمصابين بأمراض الجهاز الهضمي، ومن الجلي الألم هو الجهاز الهضمي للمريض وليس الفاكهة الحلوة.
إن تقسيم الحجارة إلى أقسام ثلاثة ليس هو تقسيماً تباينياً كي يشكل بأن القسم الأول (الحجارة التي تتفجر منها الأنهار) مثلاً يمكنه أيضاً أن يهبط من خشية الله وبالعكس، بل المقصود هو أنه من الممكن مشاهدة مثل هذه الأوصاف الإيجابية في الحجارة بشكل عام؛ وإن أمكن أن تضم بعض الحجارة جميع تلك الأوصاف الكمالية.
كما أنَّ الآية المذكورة ليست في صدد حصر أصناف الحجارة المختلفة وتحديد بركاتها وآثارها الإيجابية كي يشكل بأنه لماذا لم يجر الحديث عن الحجارة التي تنفجر نتيجة البركان؛ لأن الهدف من هذا التشبيه هو إظهار الصلابة والقسوة التي تجتمع مع النعومة والليونة، وأن الحجارة التي يمكنها أن تفي بالغرض هنا تلك التي تنفجر ليتدفق من جوفها ماء سائل أو تهبط وتنزل من خشية الله، ومن الواضح أن صخرة البركان تحكي غرضاً آخر؛ هذا وإن كانت فوائد البركان في حد ذاته كثيرة وهو يقترن ببركات صناعية وتقليدية جمة، لكنه ليس السائل الناعم هو الذي فجره أو شققه، بل إنها النار القوية القاهرة التي فتنته وأخرجته من صلابته.
|
|
حمية العقل.. نظام صحي لإطالة شباب دماغك
|
|
|
|
|
إيرباص تكشف عن نموذج تجريبي من نصف طائرة ونصف هليكوبتر
|
|
|
|
حرصاً منها على تطوير المواهب القرآنية لشريحة البراعم .. العتبة العلوية المقدسة ترعى برنامجاً تدريبياً للتلاوات الصحيحة
|
|
على مساحة 765 متراً مربعاً .. العتبة العلوية المقدسة تكمل بناء روضة أحباب الأمير (عليه السلام)
|
|
دعماً منها لدور المكتبات في ظل التطور الرقمي العالمي .. العتبة العلوية المقدسة تقيم ورشاً في بناء المكتبات الرقمية
|
|
العتبة العلوية المقدسة تتزين بآلاف الورود الطبيعية احتفاءً بذكرى ولادة الإمام الرضا (عليه السلام)
|