أقرأ أيضاً
التاريخ: 2024-09-02
254
التاريخ: 2023-05-19
1128
التاريخ: 2024-07-30
415
التاريخ: 27/9/2022
1675
|
إن ذكر العمل الصالح إلى جانب الإيمان وعمل الصالحات يرجع إلى أن مجرد الإيمان والإقرار بالمبدأ والمعاد والنبوة إذا لم يترافق مع العمل الصالح فلن يكون ذا نفع للإنسان، وببيان أدق فإن فصل الاعتقاد القلبي عن العمل الصالح هو مؤشر على أن العقيدة لا تمثل كمال الحقيقة؛ وذلك لأن العمل الصالح هو من مظاهر وآثار العقيدة الكاملة والحقيقية. وبتعبير آخر فإنّه على أساس كون الإيمان يتألف من مجموع الاعتقاد القلبي والإقرار اللساني والعمل بالأركان فإن ذكر العمل الصالح بعد ذكر الإيمان ليس هو من باب ذكر المصداق بعد ذكر الكلي (كما في ذكر جبرئيل بعد الملائكة) (1) (وذكر النخل بعد الفاكهة) (2) بل هو من سنخ ذكر الجزء المهم بعد ذكر الكل، والهدف من وراء ذلك هو لفت الأنظار إلى أهمية العمل الصالح؛ كما أنه في بعض المواطن يُذكر الاعتقاد القلبي بعد الإيمان: {وَلِيَعْلَمَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكَ فَيُؤْمِنُوا بِهِ فَتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ} [الحج: 54] ، وكما أن بعض مصاديق العمل الصالح، ولما تحوزه من خاصة من بين سائر الأعمال الصالحة تذكر بعد العمل الصالح الكلي؛ مثل ما جاء في سورة «العصر»؛ حيث يتم طرح عملي التواصي بالحق والتواصي بالصبر بعد عبارة: ﴿وَعَمِلُوا الصَّالحات) هذا وإن لم تكن جميع الموارد المذكورة من صنف واحد؛ لأن بعضها هو من قبيل ذكر الجزء المهم بعد ذكر الكل والبعض الآخر هو من سنخ ذكر الجزئي المهم بعد ذكر الكلي (3).
ـــــــــــــــــــــــــــــــــ
1. (وَمَنْ كَانَ عَدُوا الله وَمَلَئِكَتِهِ وَرُسُلِهِ وَجِبْرِيلَ) ... (سورة البقرة، الآية 98).
2. (فِيهَا فَاكِهَةٌ وَالنَّخْلُ ذَاتُ الأَكْتمامِ) (سورة الرحمن، الآية 11).
3. إن التواصي بالحق والتواصي بالصبر لا يعني تقديم الروابط على الضوابط، بل هو بذل ماء الوجه وإهدار السمعة والكرامة من أجل رفع مشاكل عباد الله وهو عمل غاية في الصعوبة كبذل المال أو هو أهم وأصعب منه، وإن معرفة مواطن بذل ماء الوجه والكرامة هي ـ كمعرفة مواطن بذل المال - من موارد معرفة الصراط المستقيم الذي تعد معرفته أدق من الشعرة والعمل به أشق من السير على نصل السيف القاطع. وعلى أي حال فطبقاً لسورة «العصر» فإنه لا خسران لمن هو مؤمن أولاً، ويتواصى بالحق (أي يوصي بالإيمان) ثانياً، ويعمل صالحاً ثالثاً، ثم يُتبع ذلك بالتواصي بالصبر أي التوصية بالعمل الصالح) رابعاً؛ يعني: إذا كان الشخص نفسه مؤمناً فهو يوصي الآخرين بالحق كي يلجوا هم أيضاً لدائرة الإيمان.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|