المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
بطانة الرجل وولیجته
2024-04-19
معنى الصِر
2024-04-19
تحتمس الرابع وتاريخ هذه المسلة.
2024-04-19
تحتمس الثالث يقيم مسلتين في معبد عين شمس وتنقلان إلى الإسكندرية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19
مسلة القسطنطينية.
2024-04-19

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الفاطميون، ونهضة النثر المصري  
  
5495   03:53 مساءً   التاريخ: 8-10-2015
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : الفن ومذاهبه في النثر العربي
الجزء والصفحة : ص351-364
القسم : الأدب الــعربــي / الأدب / النثر /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2019 3247
التاريخ: 13-7-2019 9828
التاريخ: 9-10-2015 3086
التاريخ: 17-9-2019 3198

ما نكاد نشرف على النصف الثاني من القرن الرابع، حتى تبدأ مصر صفحة جديدة، وهي صفحة زاهية من جميع جوانبها السياسة، والاجتماعية والفنية، فقد دخلها الفاطميون فاتحين عام 354هـ، وأسسوا فيها إمبراطورية عظيمة دانت لها شعوب أفريقيا الشمالية، وبلاد الشام والعرب وخطب باسمهم في العراق وبغداد نفسها(1)، وحتى بلوخستان كانت تخضع لهم، فابن حوقل يقول: إن أهلها كانوا يرسلون للخليفة الفاطمي بأموال، وذخائر كثيرة(2)، ويقول ناصر خسرو الذي زار مصر عام 439 للهجرة: إنه رأى بالقاهرة طائفة من أبناء الملوك والأمراء الذين جاءوا من أطراف العالم مثل أبناء ملوك جورجيا، وملوك الديلم، وأبناء خاقان تركستان(3)، وأكبر الظن أن هؤلاء الأبناء، كانوا بعوثًا لبلادهم تريد أن تنهل من منابع الثقافة الشيعية بمصر، وكل ذلك يؤكد عظم المكانة التي احتلتها مصر في العصر الفاطمي، وهي مكانة أهل لها نظام الدعاة الذي أقاموه، فقد كان لهم دعاة منبثون في كل صقع، وفي كل ناحية يدعون لهم، يقول المعز في كتابه أرسله إلى أحد قواد القرامطة: "ما من جزيرة في الأرض، ولا إقليم إلا ولنا فيه حجج ودعاة يدعون إلينا: يدلون علينا، ويأخذون بيعتنا، ويذكرون رجعتنا، وينشرون علمنا، وينذرون بأسنا، ويبشرون بأيامنا، بتصاريف اللغات، واختلاف الألسن"(4).
استطاع الفاطميون أن يرتفعوا بالقاهرة في عصرهم إلى مرتبة لا تقل عن مرتبة بغداد في أيام مجدها الأولى، فقد بنوا فيها القصور الفخمة، والمساجد الضخمة وزركشوا هذه القصور، والمساجد بضروب مختلفة من الزخرف لا نبعد إذا قلنا: إنها كانت منتزعة من حياتهم، التي كانت تقوم على التأنق، وهو تأنق ساعد عليه ثراء مصر، الذي يبالغ المؤرخون في وصفه، ولعل مما يدل عليه من بعض الوجوه، ما يقوله ابن ميسر من أن خراج دمياط، وتنيس والأشمونين كان يزيد على مائتي ألف دينار في العام(5)، ويقول ناصر خسرو: إنه رأى بالقاهرة رباطًا يحصل منه كل شهر ألف دينار، وأن بالقاهرة مائتي رباط أكبر منه أو مثله(6)، ويظهر أن هذا الثراء كان يعم الشعب وخلفاءه ووزراءه، يقول ناصر خسرو: "رأيت في مدينة مصر نصرانيًا من سراتها قيل: إن مراكبه وأمواله وأملاكه لا يمكن أن تعد، محدث في سنه ما إن كان النيل ناقصًا وكانت الغلة عزيزة، فأرسل الوزير إلى هذا النصراني، وقال: ليست السنة رخاء، والسلطان مشفق على الرعية، فأعط ما استطعت من الغلة إما نقدًا وإما قرضًا، قال النصراني: أسعد الله السلطان الوزير، إن لدي من الغلة ما يمكنني من إطعام أهل مصر الخبز ست سنوات، وكل ما يستطيع الحكم يدرك، كم ينبغي أن يكون لهذا الثري لتبلغ غلته هذا المقدار، وأي سلام كانت فيه الرعية، وأي عدل كان للسلطان بحيث يكون شعور الناس، وأموالهم بهذا القدر"(7).
ويتكلم ناصر خسرو عن قصر الخليفة، فيقول: إن قصره به نحو ثلاثين ألفًا من الخدم والجواري، وإنه رأى يوم فتح الخليج -وكان أحد الأعياد في العصر الفاطمي- سرادقًا نصب للسلطان على رأس الخليج، وكان هذا السرادق من الديباج الرومي، موشي كله بالذهب، ومكلل بالجوهر، وهو من الكبر بحيث يتسع ظله لمائة فارس، وأمام هذا السرادق خيمة من أبي قلمون، وسرادق آخر كبير، ويسير في ركاب السلطان عشرة آلاف فارس، على خيولهم سروج مذهبه، وأطواق وألجمة مرصعة، وجميع لبد السروج من الديباج الرومي، وأبي قلمون، وكذلك كانت تسير إبل كثيرة عليها هوادج مزينة، وبغال عمارياتها "هوادجها" مرصعة بالذهب، والجوهر وموشاة باللؤلؤ(8)، ويستطرد ناصر خسروا إلى وصف مائدة رآها للمستنصر يوم العيد فيقول: إنه رأى في هذه المائدة شجرة أعدت للزينة تشبه شجرة الترنج، كل غصونها وأوراقها، وثمارها مصنوعة من السكر، ومن تحتها ألف صورة وتمثال مصنوعة كلها من السكر أيضًا(9)، ومن يرجع إلى ما روي عن ثورة الأتراك في عصر المستنصر، أثناء المجاعة العامة بمصر يرى مبلغ ما كان في دور الفاطميين من بذخ، وترف يقصر عنهما الوصف، فقد هجم الأتراك في ثورتهم على قصر المستنصر، ونهبوا ما فيه من مجاميع التحف والطرف وباعوه بأبخس الأثمان، فمن ذلك سبحة من الأحجار الكريمة، قومت بثمانين ألف دينار، وصندوق من الجوهر قوم بثلاثمائة ألف دينار، وأربع عشرة كيلة من الجواهر، وكثير من أواني الذهب والفضة، وأربعمائة صندوق من القطع الذهبية، وحصيرة منسوجة بالذهب زنتها ثمانية عشر رطلًا وشطرنج رقعته، من الحرير، وقطعة من الذهب والفضة والعاج والأبنوس المحلى بالأحجار الكريمة، وطاووس من الذهب رصع بالجواهر، وكانت عيناه ياقوتتين وريشه من الزجاج المموه بالذهب، وديك من الذهب مرصع باللؤلؤ، ومنضدة قوائمها من العقيق ... ومضرب للخليفة الظاهر كان منسوجًا بالذهب، ومضرب آخر للوزير اليازوري كلفه ثلاثين ألف دينار، إذ اشتغل في صنعه مائة وخمسون فنانًا مدة تسع سنوات، وما لا يحصى من الطيب والعطور والثياب(10)، وبجانب ذلك نجد المقريزي، يقول: إن بنتًا للمعز تركت بعد موتها ألف ألف دينار وسبعمائة ألف(11)، ويقول صاحب النجوم الزاهرة: إن ابنة للحاكم تركت نيفًا وثمانين زيرًا صينيًا مملوءة مسكًا، ووجد لها جوهر نفيس من جملته قطعة ياقوت زنتها عشرة مثاقيل، وكان إقطاعها في السنة خمسين ألف دينار(12)، وإذا تركنا قصر الخلفاء إلى الوزراء، وجدنا ابن منجب يقول: إن إقطاع يعقوب بن كلس أول وزرائهم، كان مائة ألف دينار في العام، وقد خلف بعد موته من الجواهر ما قيمته أربعمائة ألف دينار، ومن البز "الثياب والسلاح" ما قيمته خمسمائة ألف دينار(13)، وقد ترك الأفضل بن بدر الجمالي، الذي قتله الخليفة الآمر ستمائة ألف ألف دينار عينًا ومائتين وخمسين إردبًا دراهم نقد مصر وخمسة وسبعين ألف ثوب أطلس(14)، وهذه كلها صور تشبه أن تكون أقاصيص، ولذلك اتهمها بعض الباحثين، ولكن اتهامه لا دليل عليه، فقد أجمع المؤرخون على صدقها وتوثيقها.
ونحن إنما سقنا هذا الوصف الطويل لثراء الفاطميين، لننفذ منه إلى أنهم أوتوا مادة كفيلة بإحداث نهضة واسعة في مصر سواء في عقلها، أو في أدبها وفنها. أما من حيث العقل، وما يصل به من الحركات العلمية، فإن مصر شهدت في العصر الفاطمي نهضة علمية واسعة، إذ شجع الفاطميون على الدراسة والثقافة، وأكبر الدلالة على ذلك، أنهم عملوا على تأسيس أكبر جامعة في الشرق، وهي جامعة الأزهر، ذلك المسجد الذي بناه جوهر الصقلي، وسماه بالأزهر تيمنًا باسم فاطمة الزهراء، ويرجع الفضل في تحويل هذا المسجد إلى دار كبيرة للدرس، والتثقيف إلى وزير الفاطميين، الأول يعقوب بن كلس، فهو الذي حوله إلى جامعة تدرس فيها العلوم الدينية والمدنية(15)، وكان بيته يعتبر ناديًا "صالونًا" كبيرًا في عصره، فقد "رتب لنفسه مجلسًا في كل ليلة جمعة، يقرأ فيه مصنفاته على الناس، ويحضره القضاء، والفقهاء والقراء والنحاة ... وأصحاب الحديث، فإذا فرغ من مجلسه قام الشعراء ينشدونه المدائح، وكان في داره قوم يكتبون القرآن الكريم، وآخرون يكتبون كتب الحديث، والفقه، والأدب حتى الطب"(16)، وتبع الوزراء يعقوب بن كلس، يعنون بتشجيع الحركة العلمية، وبني الحاكم دارًا عظيمة للكتب سماها دار العلم "وحمل إليها الكتب من خزائن القصور المعمورة، ودخل سائر الناس إليها يقرءون، وينسخون وأقيم لها خزانون وبوابون، ورتب فيها قوم يدرسون للناس العلوم"(17).
ولعل من الطريف أن الفاطميين -مع أنهم كانوا مقيدين بنحلة خاصة، فيها تحجر عقلي واسع- كانوا في الوقت نفسه يدعون لدراسة الفلسفة، والتعمق فيها، حتى ليقول المقريزي: "إن من جملة المعرفة عندهم أن الفلاسفة أنبياء حكمة الخاصة"(18)، ولعل سبب دعوتهم إلى التفلسف، أنهم كانوا يؤولون الديانات والشرائع تأويلًا يؤدي إلى تبديلها، فاحتاجوا إلى اللسان الجدل المزود بالفلسفة حتى يحسن ذلك، ومهما يكن، فإن مصر ظفرت في العصر الفاطمي نهضة علمية واسعة، ولعل مما يدل على ذلك ما رواه المقدسي، الذي رواها في أواخر القرن الرابع للهجرة من أنه رأى في المسجد الجامع بها مائة مجلس وعشرة (19)، ويقول ناصر خسرو: إن من رآهم في مسجد الفسطاط، لا يقلون في أي وقت عن خمسة آلاف من طلاب العلم والغرباء، والكتّاب الذين يحررون الصكوك والعقود(20).
وهذه النهضة العلمية كان يؤازرها نهضة أدبية واسعة أيضًا، فقد كان الفاطميون يرون من الضروري لدعوتهم أن يكون حولهم مجموعة نفيسة من الشعراء، والكتاب تنافح عن مذهبهم، وقد أتوا من المغرب، وفي ركابهم ابن هانئ الأندلسي يريدون أن يفخروا به، ويشعره على المشرق، كما قال المعز أول خلفائهم بمصر(21)، وهو فخر لم يقفوا به عند ابن هانئ، فقد عرفوا كيف يذيعون في مصر نشاطًا واسعًا في الشعر، وصنعه بفضل جوائزهم ومكافآتهم، وقد خصص العماد الأصبهاني مجلدًا كبيرًا في خريدته، وصف فيه آثار الشعراء الفاطميين، وما كان من نماذجهم، وبإزاء هؤلاء الشعراء، وجدت طوائف من الكتاب الممتازين استخدمهم الفاطميون في دواوينهم، وعني الفاطميون بديوان الرسائل خاصة وسموها ديوان الإنشاء(22)، وتكثر الإشارة في الكتب التاريخية، عمن كتبوا في هذا الديوان، وهناك نص طويل تتناقله هذه الكتب، يصف سلسل رؤساء الكتاب في ديوان الإنشاء الفاطمي، نجده في صبح الأعشى، وفي النجوم الزاهرة وحسن المحاضرة، وجاء في الكتاب الأول على هذ النحو: "لما ولي الفاطميون الديار المصرية صرفوا مزيد عنايتهم لديوان الإنشاء وكتابه، فارتفع بهم قدره، وشاع في الآفاق ذكره، وولي ديوان الإنشاء عنهم جماعة من أفاضل الكتاب وبلغائهم، ما بين مسلم وذمي، فكتب للعزيز بالله ابن المعز أبو المنصور ابن نسطوروس النصراني، ثم كتب بعده لابنه الحاكم، ومات في أيامه، فكتب للحاكم القاضي أبو الطاهر النهوكي، ثم كتب بعده لابنه الظاهر، وكتب للمستنصر القاضي ولي الدين بن خيران ثم ولي الدولة موسى بن الحسن قبل انتقاله إلى الوزارة، وأبو سعيد العميدي، وكتب للآمر والحافظ الشيخ الأجل، أبو الحسن علي بن أبي أسامة الحلبي إلى أن توفي سنة اثنتين وعشرين وخمسمائة، فكتب ولده الأجل أبو المكارم إلى أن توفي في أيام الحافظ، وكان يكتب بين يديهما الشيخ الأمين تاج الرياسة، أبو القاسم علي بن سليمان بن منجب، المعروف بابن الصيرفي، والقاضي كافي الكفاة محمود بن القاضي، الموفق أسعد بن قادوس، وابن أبي الدم اليهودي، ثم كتب بعد الشيخ أبي المكارم بن أبي أسامة المتقدم ذكره، القاضي الموفق بن الحلال أيام الحافظ، وإلى آخر أيام العاضد، وبه تخرج القاضي الفاضل البيساني، ثم أشرك العاضد مع الموفق ابن الخلال في ديوان الإنشاء، القاضي جلال الملك محمودًا الأنصاري "وهو ابن قادوس السابق"، ثم كتب القاضي الفاضل بين يدي الموفق بن الخلال قرب وفاته في سنة ست وستين وخمسمائة في وزارة الملك الناصر، صلاح الدين يوسف بن أيوب، وكتب في إنشائه عدة سجلات ومكاتبات عن العائد آخر خلفائهم"(23)، وهذا النص الطويل له طرافته من حيث إنه يذكر أن الفاطميين لم يفرقوا بين مسلم، وذمي في وظائف ديوان الإنشاء، وما من ريب في أن ذلك يدل على أنهم، كانوا يطلبون لهذا الديوان من تفوق في تحبير الكلام، وصوغه دون تفريق بين من هو من دينهم، ومن هو من غير دينهم، ومن هو من نحلتهم، ومن هو من غير نحلتهم، فالبليغ التام يتولى هذا الديوان بغض النظر عن دينه ومذهبه، فالبلاغة هي مقياسه، وهي موضع تقديمه، ولعل مما يدل على مدى تقدير الفاطميين للكاتب الممتاز في تلك العهود، ما يرويه ياقوت عنهم من أنهم جعلوا راتب صاحب ديوان الإنشاء ثلاثة آلاف دينار في الشهر، غير رسوم يتناولها عن السجلات، والعهود وكتب التقليدات(24)، وبينما يروي ناصر خسرو، أن راتب قاضي القضاة كان ألف دينار فقط"(25).
على أنه ينبغي أن نلاحظ، أن النص الطويل السابق لكتاب دواوين الإنشاء في العصر الفاطمي إنما عرض لرؤسائهم فقط، ومن يرجع إلى كتب التراجم ليبحث هؤلاء الرؤساء يجدها لا تهتم بهم في الغالب، وخاصة بالمتقدمين منهم، وكتب القلقشندي بتفصيل، وإسهاب عن دواوين الإنشاء في مصر، ومع ذلك لم يعرف تعريفًا واضحًا بهؤلاء الكتاب، وأيضًا فإنه لم يعن بحكاية آثارهم إذا نحن استثنينا قطعًا منثورة فيه عن ابن الصيرفي، وابن قادوس، والموفق ابن الخلال(26)، ومع ذلك فإن ما رواه عن هؤلاء الثلاثة، لا يفسر فنهم تفسيرًا كاملًا، وهل نستطيع أن نحكم برسائل عارضة على فن كاتب، إن لم تكن تلك الرسائل من أمهات رسائله، ويتصل بذلك أن هؤلاء الثلاثة جميعًا، إنما كانوا في أواخر العصر الفاطمي، فما شأن سابقيهم؟ وأي آثار تركوها؟ والحق أن المؤرخين خاصموا كتاب الفاطميين، ولم يصفوهم وصفًا واضحًا، بسبب ما كانت عليه دولتهم من تشيع، وكان ينبغي أن يفصل هؤلاء المؤرخون بين بغضهم للفاطميين، وتشيعهم وبين تقديرهم لآثار من نشأوا في ظلال دواوينهم، وإن الإنسان ليعجب حقًا، إذ يرى نهضة الكتابة في العصر الفاطمي، لا تكاد تبين إلا من خلال السطور، ومن أجل ذلك لم يتبين مؤرخو الأدب مدى ما كان في هذا العصر من حركة أدبية مزدهرة! وإن من يقرأ في معجم الأدباء لياقوت، يجده يذكر أن ابن خيران، المتوفى عام 432هـ، أرسل بمجموع رسائله إلى بغداد، ليعرض على الشريف المرتضى، كي يودعه في دار العلم هناك(27). ويذكر عن العميدي، الذي رأس ديوان الإنشاء بعد أن خيران أنه له كتابًا في تنقيح البلاغة يقع في عشر مجلدات، وأن له كتابًا يسمى الإرشاد إلى حل المنظوم والهداية إلى نظم المنثور، وكتابا آخر يسمى انتزاعات القرآن، وإن في هذين الكتابين، ما يدل على ميل العميد إلى نثر الشعر في رسائله، واقتباسه الكثير من القرآن الكريم، وهما صفتان استمرتا في النثر المصري من بعده، روى له ياقوت شعرًا واضحًا فيه أثر الجناس(28)، ولسنا ندري هل كان يستخدمه في نثره أو لم يكن يستخدمه، لهذه السدود التي أقامها المؤرخون بيننا، وبين آثار العصر الفاطمي، وأيضًا ليس لدينا نصوص واضحة، عمن ولوا الديوان بعده في عصر المستنصر، فقد توفي العميد عام 433هـ، وخلفه أبو الطاهر النهركي، وليس تحت أيدينا له رسائل نتعرف منها على فنه، إنما الذي تحت أيدينا حقًا هو مجموعة من رسائل كاتب آخر لعهد المستنصر، ولم يكن من رؤساء ديوان الإنشاء، ولكنه كان من كتابه الكثيرين، وهو ابن الشخباء المتوفى عام 382 هـ، وربما كان أهم كاتب فاطمي احتفظت لنا المصادر بصورة واضحة من عمله، ونستمر بعد ابن الشخباء، فنلتقي بابن الصيرفي الذي خدم في الديوان من عام 485هـ إلى عام 531هـ، ويقول ياقوت: إن له رسائل تزيد على أربع مجلدات، ولكن هذه المجلدات فقدت، وما بقي من نثره لا يصوره تصويرًا واضحًا، وكذلك الشأن في ابن قادوس، الذي خدم من بعده في ديوان الإنشاء على الرغم من أن القاضي الفاضل، كان يسميه صاحب البلاغتين، ولعل ما رواه صبح الأعشى عن الموفق بن الخلال، يفصح بعض الشيء عن فنه، ففي رسالة له تصنع واضح لاصطلاحات النحو، إذ يقول في بعض جوانبها(29):
"
وراقب الله فيما ألقاه إليك، فقد فوض إليك مقاليد البسط والقبض، والرفع والخفض، والولاية والعزل، والقطع والوصل، والتولية والتصريف، والصرف والإمضاء والوقف، والغض والتنبيه، والإخمال والتنويه، والإعزاز والإذلال، والإساة والإجمال، والإبداء والإعادة، والنقص والزيادة، والإنعام والإرغام، وكل ما تحدثه تصاريف الأيام".
وإن مما لا شك فيه أن كتابة الرسائل بلغت في العصر الفاطمي مبلغًا عظيمًا من الرقي والاكتمال، بدت لها أوائل هذا العصر نزعة إلى السجع، فإن من يرجع إلى الكتاب، الذي كتبه المعز لأحد قواد القرامطة -وهو كتاب طويل -يجد أكثره بني على السجع"(30)، وقد روى صاحب صبح الأعشى عن العزيز نزار كتابًا فيه سجع كثير(31)، وإذا تركنا القرن الرابع إلى القرن الخامس، وجدنا صاحب النجوم الزاهرة يروي كتابًا صدر عن الخلافة الفاطمية، بني كله على السجع مع أنه طويل(32). ونستمر حتى نلتقي بابن الشخباء، ثم ابن الصيرفي، ثم ابن قادوس والموفق بن الخلال، وكل هؤلاء بنيت كتابتهم على السجع والتصنع فيه ضروبًا من التصنع، وربما كان ابن الشخباء كاتب عصر المستنصر خير من يعبر عن ازدهار النهضة الفنية للنثر الفاطمي، فقد بقيت لنا من أعماله طائفة صالحة تفسر طابع فنه، بل طابع عسره في الكتابة، ولذلك سنقف عنده وقفة قصيرة.
ابن أبي الشخباء:
هو، الحسن بن عبد الصمد بن أبي الشخباء العسقلاني "من البلغاء الأفراد، وأبهر نجوم تلك البلاد، طلوعًا من ثنايا الأدب، واجتناء لخبايا لسان العرب، فقد كاشف حقائقها، واستخرج دقائقها، وأحرز مسبوقها وسابقها، وكانت وفاته -رحمه الله- مقتولًا بخزانة البنود -وهي سجن بمصر- سنة اثنتين وثمانين وأربعمائة"(33)، ويقول ياقوت: كان ابن الشخباء "يلقب بالمجيد ذي الفضيلتين "الشعر والنثر"، أحد البلغاء، الفصحاء، الشعراء، له رسائل مدونة مشهورة، قيل: إن القاضي الفاضل عبد الرحيم البيساني منها استمد، وبه اعتد ... كتب في ديوان الرسائل للمستنصر صاحب مصر؛ لأن في رسائله جوابات إلى البساسيري إلا أن أكثر رسائله إخوانيات، وما كتبه عن نفسه إلى أصدقائه ووزراء أمراء زمانه"(34)، وذكره العماد الأصبهاني في الخريدة، فقال: "المجيد كنعته قادر على ابتداع الكلام ونحته، له الخطب البديعة، والملح الصنعية"(35)، ويقول عنه ابن خلكان: "الشيخ المجيد أبو علي الحسين بن عبد الصمد بن الشخباء العسقلاني، صاحب الخطب المشهورة والرسائل المحبرة، كان في فرسان النثر، وله فيه اليد الطولى"، ويقال: "إن القاضي الفاضل -رحمه الله- كان جل اعتماده على حفظ كلامه، وأنه كان يستحضر أكثره"(36). وواضح من هذه النصوص أن من كتبوا، عن ابن أبي الشخباء أشادوا ببلاغته، كما أشاروا إلى القاضي الفاضل، كان يحتذى على أمثلته، وينهل من معين صياغته، ولو بقيت رسائل إلى عصرنا لأمكن تتبع هذا الحكم، وبيان الصلة بين الأديبين الكبيرين: أديب العصر الفاطمي وأديب العصر الأيوبي، ولكن رسائله فقدت، ومع ذلك بقيت منها بقية في الذخيرة لابن بسام، ومعجم الأدباء لياقوت، وهي حقًا تؤكد الصلة بين عملي الرجلين، وانظر إلى ابن الشخباء يقول من رسالة، يهنئ فيها بهزيمة أتسز بن أوق الغزي الذي خرج في الشام، وقد كتب بها سنة تسع وستين وأربعمائة(37):
"
قد ارتفع الخلاف بين الكافة أن الله ذخر للدولة الفاطمية -ثبت الله أركانها- من الحضرة العلية المنصورة الجيوشية -خلد الله سلطانها- من حمى سوادها، ونصر أعلامها، وضم نشرها، وحفظ سريرها ومنبرها، بعد أن كان الأعداء -الذين ارتضعوا در إنعامها، وتوسموا بشرف أيامها، فطردت يد الاصطناع إملاقهم، وأثقلت قلائد الإحسان أعناقهم -خفروا ذمم الولاء، وكفروا سوابغ الآلاء، ففاجأتهم الحوادث من كل طريق، ونعب بهم غراب الشتات، والتفريق واستباحتهم يد الشدائد، وأتى الله بنيانهم من القواعد، ولم تزل النفوس منذ طرق "أتسز" اللعين هذه البلاد، وأنجم فيها أنجم الفساد، وتعدى حدود الله وكلماته، وتعرض لمساخطته، ونقماته، عالمة بأن إملاء الحضرة العلية -مد الله ظلها على الكافة-لم يكن عن استعمال رخصة في هذه الحال، ولا سكون إلى عوارض من الإغفال والإهمال، بل هو
أمر ركب فيه متن التدبير، وجرت بمثله المقادير، واتبع فيه قوله تعالى: {فَأَمْلَيْتُ لِلْكَافِرِينَ ثُمَّ أَخَذْتُهُمْ فَكَيْفَ كَانَ نَكِيرِ} ، في حين خدعته المطامع المردية، إلى الأعمال القاهرة، مؤملا انفصام عروة الله المتينة، وأفول ما توقد من شجرة مباركة زيتونة ... والله المحمود على منح من هذه النعمة، والمسئول أن يشد ببقاء الحضرة العلية قواعد الإسلام، ويسم بمحامدها أغفال الأيام، ويستخدم لها السيوف والأقلام، حتى لا يبقى على وجه الأرض مفحص قطاة، إلا وقد دوخها سنابك خيولها، ولا مسقط نواة إلا وقد ركزت فيه صدور رماحها ونصولها، فقد دفعت ... خطبًا جسيمًا، واستحلقت من السياسة أمرًا عقيمًا، وأعادت شمل الأمة ملمومًا نظيمًا، ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، وكان فضل الله عظيمًا".
وأنت ترى من هذه القطعة أن ابن الشخباء، يعنى بالتشخيص، والتصوير كما يعنى بالاقتباس من القرآن الكريم، وهذان عنصران أساسيان في فن القاضي الفاضل، وهو كما يعنى بذلك يعنى أيضًا بأن يضم كل لفظة إلى أختها، وكل صورة إلى شاكلتها، فإذا ذكر مفحص القطاة مثلًا ذكر السنابك والخيول، وإذا ذكر مسقط النواة ركز فيه الرماح والنصول، وسنرى القاضي الفاضل يبالغ في استخدام هذا العنصر من مراعاة النظير، وليس ذلك كل ما نجده عند ابن الشخباء من عنصر استمد منها القاضي الفاضل، فهناك عناصر أخرى، منها تصنعه لمصطلحات العلم، كقوله في مطلع رسالة لبعض الوزراء، وقد بلغه أن شخصًا هجاه عنده: "لو لم تقض الشريعة -أطال الله بقاء سيدنا- برفض المقالة، عارية من البرهان والدلالة، لكان ذلك في الغريزة راتًبا، وفي حكم العقول واجبًا"(38)، فقد تصنع هنا لذكر المقالة والبرهان، والواجب وحكم العقول والدلالة، وكل ذلك يسوقه في خفة تجعلنا لا نلحظه، ومن أمثلة ذلك أيضًا، أنه استهل رسالة للأفضل بن بدر الجمالي، بقوله: "خلد الله أيام الحضرة الأفضلية ما فضلت الأسماء حروفًا، وتقدمت واو العطف معطوفًا، ولزمت الأفعال اشتقاقًا وتصريفًا"(39)، وكما كان ابن الشخباء يتصنع لمصطلحات العلم، كذلك كان يتصنع للإتيان بجناس متكلف، شبيه بجناسات أصحاب التصنع، كقوله من رسالة إلى من يسمى صارم الدولة بن معروف(40):
"
جاءته مناقب الحضرة العلية فتم بها مناقب تميم، وحكم لآل القعقاع أمر حكيم، ونصر لواء بني نصر، وأبدرت أهلة بني بدر، ونبه منبه هوازن، وظهرت مزينة ومازن، وضحك لعبس عابس الدهر، وراحت الكملة كاملة الفخر، وزادت مغايظ الأزد، وقشرت قشير عن بلوغ المجد، وأغمدت سيوف بني غامد، وصارت همدان كالجمر الهامد، ومذحج كالعنس مذللة، وحمير بالراية الحمراء متظللة، وطوت طيئ عملها استخذاء وغضت جفنة جفونها استيحاء، فحرس الله محاسن الحضرة السامية، التي جباه الأنام بها موسومة، وتمم نعمها التي هي بينها، وبين الناس مقسومة".
أرأيت إلى هذه المبالغة في استخدام الجناس، والاحتيال عليه بذكر هذه القبائل الكثيرة؟ وأكبر الظن أن القارئ، قد أحس هنا روح أصحاب التصنع، ولكن لا تظن أن ابن الشخباء، كان يعمم لك في رسائله، بل هو يظهر فيه من حين إلى حين، وهذه سنة الكتاب في الأقاليم المختلفة، فهم لا يستمرون عند مذهب معين من مذاهب المشرق، بل هم دائمًا يتقلبون بين المذاهب، والأذواق المختلفة، فبينما ترى الكاتب يكتب رسالة من ذوق أصحاب التصنع، إذا هو يكتب أخرى من ذوق أصحاب التصنيع، أو من ذوق أصحاب الصنعة، وهذا هو معنى ما نذهب إليه من أن الأقاليم العربية، لم تستحدث مذهبًا جديدًا في تاريخ الأدب العربي لا نثره ولا شعره، فقد وقفت عند صورة المذاهب الثلاثة من الصنعة، والتصنيع والتصنع، وكل ما أضافته إلى هذه المذاهب هو التنقل بينتها في غير نظام، وهذه الظاهرة كما تتصل بابن الشخباء، تتصل بجميع كتاب العصر الفاطمي المتأخر، فليس بينهم من استطاع أن يبتكر مذهبًا جديدًا أو طريقة جديدة إنما، دائمًا الجمود عند المذاهب المسبوقة، والطرق الموروثة.

ومهما يكن، فقد كان ابن الشخباء من كبار الكتاب في العصر الفاطمي، وهو من هذه الناحية يعتبر سجلًا طريفًا لتطور الكتابة في هذا العصر، فإن ما بقي من كتبه، ورسائله يدل على خطأ من يذهبون إلى أن القاضي الفاضل، هو أول كاتب كبير يظهر في مصر، ويبالغ بعض مؤرخي الأدب في ذلك، فينسبون إليه ما يسمى طريقة القاضي الفاضل، وحقًا إن القاضي الفاضل كان أكبر شخصية ظهرت في الكتابة بعد العصر الفاطمي، ولكن ينبغي أن لا نبالغ في ذلك مبالغة تؤدينا إلى أن نرى العصر الفاطمي بالتأخر في الكتابة، فإن القاضي الفاضل نفسه تخرج في هذا العصر، ولو لم يأت أسد الدين شيركوه، وابن أخيه صلاح الدين إلى مصر لكان القاضي الفاضل من كتاب العصر الفاطمي، بل لقد تم تكون القاضي الفاضل في هذا العصر نفسه، وكان من كتاب دواوينه، بل لقد كان يقلد تقليدًا في هذا العصر نفسه، وكان من كتاب دواوينه، بل لقد كان يقلد تقليدًا شديدًا آثار كتابه من أمثال ابن الشخباء وغيره، وسنرى أنه لا يكاد يأتي بجديد في استخدام العناصر الفنية، بالقياس إلى صناعة ابن الشخباء، إنما كل ما هنالك أنه اتسع بها ووسع طاقتها، واستطاع أن ينفذ بها إلى كل ما أراد من تجويد وتحبير.

 

 

 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1-انظر النجوم الزاهرة 5/ 4، وما بعدها.
2- المسالك والممالك لابن حوقل "طبعة ليدن" ص222.

3- سفرنامه لناصر خسرو "الطبعة العربية" طبع لجنة التأليف ص53.
4- الاتعاظ للمقريزي "طبعة بونتز" ص139.
5-أخبار مصر لابن ميسر "طبع أوربا" ص46.
6- سفرنامه ص63.

7- سفرنامه ص62.
8- سفرنامه ص52.
9- سفرنامه ص64.

10-خطط المقريزي 1/ 415 وما بعدها.
11-الخطط 1/ 415.
12- النجوم الزاهرة 4/ 192.
13- الإشارة إلى من نال الوزارة لابن منجب ص23.
14- وفيات الأعيان لابن خلكان 1/ 222.

15- Margoliuth Cairo Jerusalem and Damascus, p. 40
16- وفيات الأعيان 2/ 334.
17- خطط المقريزي 1/ 458.
18- خطط المقريزي 1/ 395.

19-أحسن التقاسيم "طبع أوربا" ص205.
20- سفرنامه ص59.
21- وفيات الأعيان 2/ 5.
22- انظر مفاتيح العلوم للخوارزمي "طبع فان فلوتن" ص78 وكذلك كتاب تاريخ الوزراء للهلال بن المحسن ص151.

23- انظر صبح الأعشى 1/ 69 والنجوم الزاهرة 7/ 337 وحسن المحاضرة 2/ 146.
24- معجم الأدباء 4/ 5.
25- سفرنامه ص65.

26- انظر في رسائل ابن الصيرفي، وابن قادوس صبح الأعشى 8/ 324 وما بعدها، وانظر في رسائل ابن الخلال صبح الأعشى 10/ 310 وكذلك 10/ 318.
27-معجم الأدباء 4/ 5.

28- انظر ترجمة العميدي في معجم الأدباء 17/ 212.
29-صبح الأعشى 10/ 316.

30- الاتعاظ للمقريزي 133-143.
31-صبح الأعشى 6/ 434.
32- النجوم الزاهرة 4/ 249.
33- الذخيرة: القسم الرابع من نسخة فوتوغرافية بمكتبة جامعة القاهرة ورقة 183.
34- معجم الأدباء "طبع مصر" 9/ 152.

35- الخريدة: الجزء الحاص بشعراء مصر وفلسطين ورقة 14.
36-وفيات الأعيان لابن خلكان 1/ 133.
37- معجم الأدباء 9/ 164.

38- الذخيرة: القسم الرابع ورقة 183.

39- الذخيرة ورقة 189.
40-معجم الأدباء 9/ 175.

 





دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


موكب أهالي كربلاء يهدي ممثل المرجعية العليا درعا تثمينا للمساهمات الفاعلة والمساندة لإنجاح الفعاليات التي يقيمها خلال المناسبات الدينية
مراحل متقدمة من الإنجاز يشهدها مشروع مركز الشلل الدماغي في بابل
الأمين العام للعتبة الحسينية المقدسة: يجب الاهتمام بالباحثين عن العمل ومنحهم الفرص المناسبة عبر الاهتمام بقدراتهم ومؤهلاتهم وإبداعاتهم
يمتد على مساحة (500) دونم ويستهدف توليد الطاقة الكهربائية.. العتبة الحسينية تعلن عن الشروع بإنشاء مشروع معمل لتدوير النفايات في كربلاء