خصائص الانتاج في الكارتل

Output Quata Assignments within cartels

عندما يهدف الاتحاد الى تعظيم الربح فان السلوك الواضح هو سلوك المحتكر حيث تتحدد كمية الانتاج عند تساوي الايراد الحدي مع التكلفة الحدية للكارتل ولتكن عند المستوى (OX) في الجزء (C) من الشكل (6) وبمستوى سعر (OP) على منحنى طلب السوق .(DC) . وبالنظر لاختلاف التكاليف الحدية للشركات التي يبينها الشكل المذكور آنفاً حيث التكاليف الحدية للشركة في الشكل (A) اكبر من التكاليف الحدية للشركة في الشكل (B) وعندما يرغب الكارتل بتدنية التكاليف لكمية الانتاج المحددة بالمستوى (X) فانه يساوي بين التكاليف الحدية لانتاج المشاريع الاعضاء في الكارتل .

أي أن الكارتل أذا أراد تعظيم الأرباح فأنه يوزع الكمية الكلية للانتاج على الاعضاء بحيث تتساوى التكلفة الحدية لكل شركة مع الايراد الحدي للسوق ويمكن تمثيل ذلك بمد خط مستقيم من النقطة (P₁) في الجزء (C) من الشكل رقم (6) والتي تمثل نقطة التوازن في السوق الى منحنيات التكلفة الحدية لكل شركة وعند نقاط التقاطع مع هذه المنحنيات تتحدد كميات أنتاج الشركات الأعضاء في الكارتل وبذلك فأن الشركة في الجزء (A) تنتج الكمية(OX₁) والشركة في الجزء (B) تنتج الكمية (OX_E) ، وأجمالي ربح الصناعة يمثل مجموع ربح كل الوحدات الإنتاجية.

وهكذا يتبين لنا ان هذا النموذج من سلوك محتكري القلة يظهر عند قيام المنتجين العاملين في الصناعة او مجال الانتاج او المجهزين بتكوين جمعيات تهدف الى تعظيم ربحهم المشترك او زيادة هذا الربح من خلال سياسة مشتركة وبالتالي يصبح من السهل تحديد سياسة الكارتل المثلى من حيث التسعير والعرض حيث يظهر الكارتل وكأنه محتكر ذي مصانع عدة بحيث ان الايراد الحدي في السوق والكلفة الحدية في الصناعة يكونان متساويين ، كما ان التكاليف الحدية للإنتاج في جميع المصانع العاملة في الصناعة او مجال الانتاج يجب ان تكون متساوية حيث يتحقق ذلك من خلال توزيع الانتاج كحصص بين هذه المشاريع . لكنه من غير المؤكد ان اعضاء الكارتل سيوافقون على سياسات لتعظيم الربح المشترك للأعضاء بسبب التناقضات بينهم حول المشاركة في الربح المشترك وقد يقاوم مشروع ما تخصيص حصة صغيرة من الانتاج حتى ولو كانت كلفة الوحدة الواحدة من انتاج المشروع مرتفعة وان هذا التخصيص سيعظم الربح الجماعي (المشترك) لأعضاء الكارتل وقد ينجح مشروع ما في المجموعة الكارتلية ومن خلال وسائل سياسية في الحصول على حصة اعلى على حساب الربح الجماعي. ومن الأمثلة الكارتلية المعروفة عالمياً منظمة الاقطار المصدرة للنفط - OPEC - حيث يتألف هذا الكارتل من مجموعة من اقطار مصدرة للنفط رئيسية تضع ضريبة تصدير على النفط وتجتمع بصورة دورية لتقرير سياسة مشتركة حول مستوى ضريبة التصدير النفطي وتوفر عروضاً بهدف الحفاظ على او زيادة الارباح الاحتكارية للأقطار المصدرة ، وقد نجحت منظمة  الاقطار المصدرة للنفط زيادة الارباح الاحتكارية للاقطار (أوبك) أبان ازمة الطاقة عام 1973 الى تحقيق زيادات كبيرة في اسعار منتجاتها من خلال قدرة تنظيمها الكارتلي الى تحقيق توافق ومواءمة بين اعضائها من حيث تحديد السعر وسقف الانتاج المحدد والموزع كحصص على المنتجين ضمن المنظمة ، لكن سعي بعض اقطار هذه المنظمة الى التجاوز على حصصها المقررة ضمن سقف الانتاج وعدم الالتزام بالكميات المقررة من الانتاج ادى الى خلق فائض من النفط في السوق الدولية وبالتالي انخفاض اسعاره في هذه السوق مما انعكس سلبياً على حجم الايرادات المالية المتحققة لأعضاء هذه المنظمة من المنتجين للنفط ولم تتمكن هذه المنظمة من الصمود بوجه التحديات التي تواجهها حيث استمر تجاوز المنتجين على حصصهم المقررة واستمرار سياسة الاغراق للسوق الدولية بالنفط مما حوّل هذه المنظمة الى ما يشبه المنتدى وليس بصيغة الكارتل كما كان يتوقع لها ان تكون .

ولابد من الاشارة الى ان الكارتل هو احد الاساليب التي تلجأ اليها مشاريع احتكار القلة للتقليل من حدة المنافسة فيما بينها .