المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


عنترة بن شدّاد  
  
7357   03:02 مساءاً   التاريخ: 29-09-2015
المؤلف : عمر فرّوخ
الكتاب أو المصدر : تأريخ الأدب العربي
الجزء والصفحة : ج1، ص207-212
القسم : الأدب الــعربــي / تراجم الادباء و الشعراء و الكتاب /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 13-08-2015 1860
التاريخ: 13-7-2019 1938
التاريخ: 24-06-2015 2392
التاريخ: 25-12-2015 4098

عنترة عربيّ من جهة الأب، فهو من بني عبس، أبناء عمّ بني ذبيان وخصومهم في وقت واحد. أما أمّه فجارية حبشية اسمها زبيبة. فهو من أجل ذلك هجين (مختلط النسب) أسود، ولذلك لم يلحقه أبوه به (بنسب بني عبس). نشأ عنترة في نجد عبدا يرعى الإبل محتقرا في عين والده وأعمامه ولكنه نشأ شديدا بطّاشا شجاعا، كريم النفس كثير الوفاء. وأحبّ عنترة منذ صغره عبلة، ابنة عمه مالك، ثم طمع بأن يبني بها.
ولكنّ عمه كان كثير التعنّت فلم يرض أن يزوّج ابنته بعبد أسود. وأدرك آل عنترة بأس ابنهم وشجاعته فأحبّوا أن يستغلوهما في حرب أعدائهم وخصومهم فكانوا يحرّضونه دائما على خوض المعارك ويمنّونه مقابل ذلك أن يزوجوه بعبلة. فإذا انجلت المعركة وأدرك العبسيون ثأرهم أو نالوا مآربهم حرموا عنترة من الغنيمة ونكثوا عهدهم اليه بزواج عبلة.
وأخيرا أغار حي من العرب على بني عبس غارة حملوا فيها كل شيء، وسبوا عبلة أيضا. فلما جاءه أبوه يستثيره لخوض الحرب أبى وقال له: «العبد لا يحسن الكر، بل يحسن الحلاب والصرّ (1)». فقال له أبوه: «كرّ، يا عنترة، وأنت حر». فلحق عنترة بالمغيرين واسترد منهم كل ما سلبوه. ويظهر ان أباه استلحقه بعد هذه الحادثة بنسبه، ولكنّ عمّه مالكا لم يرض أن يزوجه عبلة.
وعمّر عنترة طويلا، وكانت له أيام مشهورات في حرب داحس والغبراء. وحارب أيضا الفرس في يوم ذي قار (عام البعثة،610 م) فلما وصل خبر تلك المعركة إلى الرسول قال: «هذا أول يوم أخذت فيه العرب من العجم بحق!» .
وبعد بضع سنوات خاض العبسيون معركة مع بني طيّ، سقط فيها عنترة قتيلا عام 8 ق. ه‍. (614 م)، قتله الاسد الرهيص جبّار بن عمرو الطائي. ولعلّ عنترة مات عزبا، ثم هو لم يتزوج عبلة، فعبلة تزوجها رجل غيره.
اشتهر عنترة بفنين من فنون الشعر: بالغزل والحماسة. أما غزله فعفيف حلو في بعض الاحيان خشن في بعضها الآخر. وعنترة لا يجيد تحديث المحبوبة لأنه يحاول أن يجتذبها بذكر وقائعه أمامها وبتخويفها من عواقب ضربه وطعنه على أهلها.
واشتهر عنترة بالحماسة خاصة. وحماسته قسمان: اولهما حوادثه هو، وهي حوادث مفردة قتل فيها فلانا أو فلانا، وثانيهما هجومه في قومه بني عبس على الاعداء. ويبدو من مراجعة قصائد عنترة في الحماسة انه يتناول فيها جميع أبواب الشجاعة والقتل وصور القوة والبطش. ولا شك في ان الرواة قد أضافوا إلى عنترة أقوالا كثيرة.
وقيل: كان عنترة يقول البيت والبيتين فقط ثم كانت المعلّقة أول قصيدة قالها. والذي يبدو لي أن قومه لم يكونوا يحفلون بشعره ثم حفلوا به بعد أن قال المعلّقة وأجاد قولها.
-المختار من شعره:
نظم عنترة معلقته في أعقاب حرب داحس والغبراء ليعاتب عبلة ويفتخر أمامها بشجاعته وكرمه، وليعاتب أباه وعمّه اللذين ضنّا بعبلة زوجا له. ويذكر عنترة مقتل ضمضم المرّيّ ويزدري بابني ضمضم الحصين وهرم (راجع معلقة زهير):
هل غادر الشعراء من متردّم... أم هل عرفت الدار بعد توهّم (2)
ثم قال عنترة يخاطب عبلة:
إن تغدفي دوني القناع فإنني... طبّ بأخذ الفارس المستلئم (3)
أثني عليّ بما علمت فإنني... سهل مخالقتي إذا لم أظلم (4)
فاذا ظلمت فانّ ظلمي باسل... مرّ مذاقته كطعم العلقم (5)
ولقد شربت من المدامة، بعد ما... ركد الهواجر، بالمشوف المعلم (6)
بزجاجة صفراء ذات أسرّة... قرنت بأزهر في الشمال مفدّم (7)
فاذا شربت فإنني مستهلك... مالي، وعرضي وافر لم يكلم (8)
وإذا صحوت فما أقصّر عن ندى...  وكما علمت شمائلي وتكرّمي (9)
هلاّ سألت الخيل، يا ابنة مالك... إن كنت جاهلة بما لم تعلمي
يخبرك من شهد الوقيعة أنني... أغشى الوغى وأعفّ عند المغنم
ومدجّج كره الكماة نزاله... لا ممعن هربا ولا مستسلم (10)
جادت يداي له بعاجل طعنة... بمثقّف صدق الكعوب مقوّم (11)
فشككت بالرمح الأصمّ ثيابه... ليس الكريم على القنا بمحرّم
فتركته جزر السباع ينشنه...  يقضمن حسن بنانه والمعصم (12)
عهدي به مدّ النهار كأنما...   خضب البنان ورأسه بالعظلم (13)
بطل كأنّ ثيابه في سرحة... يحذى نعال السبت، ليس بتوأم (14)
ولقد ذكرتك والرماح نواهل... مني، وبيض الهند تقطر من دمي (15)
فوددت تقبيل السيوف لأنها... لمعت كبارق ثغرك المتبسّم
ثم يلتفت إلى موقف أبيه عمرو منه ويخلص إلى الفخر بنفسه:
نبّئت عمرا غير شاكر نعمتي... والكفر مخبثة لنفس المنعم (16)
ولقد حفظت وصاة عمي بالضحى... إذ تقلص الشفتان عن وضح الفم (17)
في حومة الموت التي لا يشتكي... غمراتها الابطال غير تغمغم (18)
إذ يتّقون بي الأسنّة، لم أخم... عنها، ولكني  تضايق مقدمي (19)
لما رأيت القوم أقبل جمعهم... يتذامرون، كررت غير مذمّم (20)
يدعون: عنتر! والرماح  كأنها...     أشطان بئر في لبان الأدهم (21)
ما زلت أرميهم بثغرة نحره... ولبانه، حتى تسربل بالدم (22)
فازورّ من وقع القنا بلبانه... وشكا إليّ بعبرة وتحمحم (23)
لو كان يدري ما المحاورة اشتكى...  ولكان لو علم الكلام مكلّمي
ولقد شفى نفسي وأبرأ سقمها... قيل الفوارس ويك، عنتر، أقدم (24)
ولقد خشيت بأن أموت ولم تدر... للحرب دائرة على ابني ضمضم (25)
الشاتمي عرضي ولم اشتمهما... والناذرين إذا لم القهما دمي (26)
إن يفعلا فلقد تركت اباهما... جزر السباع وكل نسر قشعم (27)
___________________
1) الصر: ربط ضرع الناقة بعد حلبها.
2) متردم: المكان الذي تهرأ في الثوب ثم أصلح برقعة. -يقولون: قصد عنترة ان الاقدمين أتوا على جميع معاني الشعر فقالوها قبله-. وعندي ان متردم «بكسر الدال». المتهدم-والمعنى: هل ترك الشعراء طللا لم يقفوا بعد عليه، والدليل على ذلك قوله: ام هل عرفت الدار بعد توهم، فهو لم يعرف طلل عبلة بالتأكيد بل توهمه توهما.
3) اغدف القناع: أسدله على الوجه. طب: حاذق، خبير. المستلئم: اللابس اللأمة (الدرع) -انا أتغلب على البطل الذي يلبس درعا، أ فلا اتغلب على امرأة تسدل على وجهها قناعا؟
4) سهل مخالفتي: معاشرتي سهلة.
5) باسل: كريه. العلقم: نبات مر.
6) المدامة: الخمر. ركد الهواجر: سكن الحر. المشوف المعلم: «الدينار» المجلو الذي فيه كتابة ونقش بارزان (بدينار جديد).
7) اسرة: خطوط. أزهر: (ابريق) من فضة ابيض براق. مفدم: عليه الفدام (المصفاة).
8) وافر: موفور، كامل. يكلم: يجرح.
9) الندى: الكرم. الشمائل: الاخلاق الجميلة.
10) المدجج: الكثير السلاح. الكماة جمع كمي: البطل التام السلاح. -الابطال يكرهون مقاتلة هذا الفارس لأنه عنيد في القتال: إما أن يقتل خصمه أو أن يموت (لا يهرب ولا يستسلم).
11) المثقف: الرمح المقوم (المستقيم). صدق الكعوب: قوي العقد (يكون الرمح من قناة أو قصبة فارسية، فيجب أن تكون القناة ناضجة شديدة مكان العقد).
12) فتركته جزر السباع: تركته مقتولا في الفلاة لتأكله السباع (الحيوانات الآكلة للحم). يقضم: يقطع بأطراف الاسنان. يقضمن حسن بنانه (رءوس أصابعه) والمعصم (ما بين الكف والساعد): يشوهن جماله.
13) مد النهار: طول النهار. العظلم: شجر أحمر. -لا أزال أذكر انه بقي طول النهار ملقى على الأرض مضرجا بدمه.
14) كأن ثيابه في سرحة (شجرة طويلة): كناية عن طول قامة هذا البطل. يحذى نعال السبت: يلبس حذاء من جلد رقيق مدبوغ (كناية عن غناه). ليس بتؤام: لا مثيل له (في شجاعته).
15) نواهل: شاربات (من دمي). بيض الهند: السيوف.
16) اخبرت ان عمرا (اباه؟) لا يعترف بأفعالي في الحرب. والكفر مخبثة لنفس المنعم: ان الجحود يمنع المحسن من معاودة احسانه.
17) الوصاة: الوصية. عمي: (لعله مالك ابو عبلة). الضحى: الصباح. تقلص الشفتان عن وضح الفم: تتقلص الشفتان لشدة البرد فتبدو الاسنان.
18) حومة الموت: المعركة. غمراتها: شدائدها. تغمغم: صوت غير مفهوم. -عملت بوصية عمي في خوض هذه المعركة الشديدة في هذا البرد الشديد (لأفوز بعبلة).
19) يتقون بي الاسنة: يقفون خلفي حتى لا تصيبهم الرماح. خام، يخيم: جبن، تراجع. تضايق مقدمي: ان كثرة الفرسان أمامي منعت حصاني من ان يتقدم.
20) يتذامرون: يحض بعضهم بعضا. كررت: هجمت. غير مذمم: غير مذموم.
21) ينادون: يا عنترة! بينما كانت الرماح تتوالى على صدر حصاني الأسود كما تتوالى الاشطان (الحبال) نازلة وصاعدة في البئر (لاستقاء الماء).
22) ثغرة نحره: مقدمة صدر الحصان. تسربل. اكتسى.
23) أزور: مال. عبرة: دمعة، بكاء. تحمحم: صوت متقطع.
24) قيل: قول. ويك: انتبه!
25) خفت أن أموت قبل أن أقتل هرما والحصين ابني ضمضم.
26) اللذين. . . يتواعداني بالقتل ما داما بعيدين عني، فاذا رأياني خافا مني. ويروى: والناذرين إذا لقيتها دمي -يقصد انهما يقولان: إذا رأيناه فسنقتله.
27) ولو قتلاني لما اهتممت لانني قتلت اباهما من قبل.
 




دلَّت كلمة (نقد) في المعجمات العربية على تمييز الدراهم وإخراج الزائف منها ، ولذلك شبه العرب الناقد بالصيرفي ؛ فكما يستطيع الصيرفي أن يميّز الدرهم الصحيح من الزائف كذلك يستطيع الناقد أن يميز النص الجيد من الرديء. وكان قدامة بن جعفر قد عرف النقد بأنه : ( علم تخليص جيد الشعر من رديئه ) . والنقد عند العرب صناعة وعلم لابد للناقد من التمكن من أدواته ؛ ولعل أول من أشار الى ذلك ابن سلَّام الجمحي عندما قال : (وللشعر صناعة يعرف أهل العلم بها كسائر أصناف العلم والصناعات ). وقد أوضح هذا المفهوم ابن رشيق القيرواني عندما قال : ( وقد يميّز الشعر من لا يقوله كالبزّاز يميز من الثياب ما لا ينسجه والصيرفي من الدنانير مالم يسبكه ولا ضَرَبه ) .


جاء في معجمات العربية دلالات عدة لكلمة ( عروُض ) .منها الطريق في عرض الجبل ، والناقة التي لم تروَّض ، وحاجز في الخيمة يعترض بين منزل الرجال ومنزل النساء، وقد وردت معان غير ما ذكرت في لغة هذه الكلمة ومشتقاتها . وإن أقرب التفسيرات لمصطلح (العروض) ما اعتمد قول الخليل نفسه : ( والعرُوض عروض الشعر لأن الشعر يعرض عليه ويجمع أعاريض وهو فواصل الأنصاف والعروض تؤنث والتذكير جائز ) .
وقد وضع الخليل بن أحمد الفراهيدي للبيت الشعري خمسة عشر بحراً هي : (الطويل ، والبسيط ، والكامل ، والمديد ، والمضارع ، والمجتث ، والهزج ، والرجز ، والرمل ، والوافر ، والمقتضب ، والمنسرح ، والسريع ، والخفيف ، والمتقارب) . وتدارك الأخفش فيما بعد بحر (المتدارك) لتتم بذلك ستة عشر بحراً .


الحديث في السيّر والتراجم يتناول جانباً من الأدب العربي عامراً بالحياة، نابضاً بالقوة، وإن هذا اللون من الدراسة يصل أدبنا بتاريخ الحضارة العربية، وتيارات الفكر العربية والنفسية العربية، لأنه صورة للتجربة الصادقة الحية التي أخذنا نتلمس مظاهرها المختلفة في أدبنا عامة، وإننا من خلال تناول سيّر وتراجم الأدباء والشعراء والكتّاب نحاول أن ننفذ إلى جانب من تلك التجربة الحية، ونضع مفهوماً أوسع لمهمة الأدب؛ ذلك لأن الأشخاص الذين يصلوننا بأنفسهم وتجاربهم هم الذين ينيرون أمامنا الماضي والمستقبل.


قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات