المتعاملون في السوق :- 

يتم التعامل في سوق المستقبليات من قبل الأعضاء فقط ولا يحق لأي متعامل غير عضو في السوق الدخول والتعامل ويقسم الأعضاء إلى:-  

أ- الشركات الوسيطة (السماسرة) Brokers : حيث لا يستطيع اي عضو أن يشتري او بيع أي عقد مستقبلي الا من خلال الشركة الوسيطة ولابد للعميل ان يحتفظ بحساب لدى الوسيط يدفع من خلاله قيمة العقود. كما يجب فصل حساب الشركة عن حسابات العملاء، ويتم ذلك من خلال فتح العميل لحساب في أحد البنوك، ويفوض المستثمر الوسيط المعتمد وبموجب وكالة خاصة بتنفيذ عمليات البيع والشراء من خلال حسابه في البنك المعتمد .  

ب- المتداولين في البورصة (المحليون) :ـ  فهم في حالة عدم وجود بائع او مشتري للعقود في أوقات التداول، يتولى هؤلاء المحليون صنع السوق من خلال شراء وبيع العقود لحسابهم الخاص، ولهذا فهم يزودون السوق بالسيولة اللازمة، الا انه لا يوجد ما يجبرهم على صنع السوق، فهم يعملون باستقلال تام وفق مصالحهم الخاصة.

ج- مستشار وتجارة السلع Commodity Trading Advisors :

أما أن يكون شخص طبيعي أو شركة يتولى تقديم النصح والتوصيات لعملائهم من المستثمرين في العقود المستقبلية، كما يجب ان يكون التاجر مسجلاً لدى  NFA, ،  CFTC ^(*).

د- المضاربين Scalps : ـ ويشبهون عمل التجار ألا انهم يتخذون مراكز قصيرة جداً ولربما لساعات أو لأيام، ويكتفون بأرباح قليلة وهذه الفئة تغلق مراكزها يومياً قبل انتهاء العمل اليومي، ويكون هؤلاء بأعداد كبيرة وهم المحرك الرئيسي للسوق

هـ - المتحوطون :ـ وهم كبار المستثمرين الذين يلجئون إلى السوق لإجراء عمليات شراء أو بيع تحوطاً لمراكز مالية متخذة مسبقاً. مثلاً لو كان على احد الشركات تسديد مبلغ (مليون يورو) تستحق الدفع بعد (6 أشهر) وتثبت كلفة اليورو من الآن تخوفاً من ارتفاع سعره خلال الفترة، فالشركة تقوم بشراء عقود بقيمة (مليون يورو) تستلم بعد (6 شهر)، فإذا ارتفع سعر اليورو سوف يغطي ربح العقود الكلفة  الاضافية، اما اذا انخفض سعر اليورو فسوف تعادل خسارة العقود الانخفاض الناتج في الكلفة.

مثال: يتطلب العقد الذي تبلغ قيمته 25000 جنيه استرليني إيداع هامش أولي قدره 1500 دولار من كل من البائع والمشتري عند بداية الصفقة ثم يتابع الهامش كالآتي:-

* يطلب المشتري من (الوسيط) شراء عقد مستقبلي بالمبلغ 25000 استرليني تسليم بعد شهرين وبسعر 2 دولار للجنيه وتكون قيمة العقد 50000 دولار.

* يقوم المشتري بإيداع هامش 1500 دولار (3%) عن طريق الوسيط.  

* فلو انخفض سعر الإسترليني إلى 1,98 دولار مثلاً وهنا المشتري يحقق خسارة قدرها 500 دولار (0,02× 2500) وهنا لا يطلب من المشتري زيادة الهامش لأنه يبقى (1500-500 ) = 1000 دولار وتصبح قيمة الصفقة.

50000 -500 = 49500 دولار

* ولو ان الجنيه انخفض إلى 1,95 دولار، فالمشتري يحقق خسارة بمقدار 1250 (0,05 × 25000) ، وتصبح قيمة العقد 48750 و ويتعين على المشتري إيداع مبلغ 250 دولار (1250ـ 1000) = 250 دولار قبل بداية العمل في اليوم التالي من أجل بلوغ الحد الأدنى من الهامش والذي يطلق عليه هامش الصيانة ويبلغ 1000 دولاروفي مثالنا، كما إنه في حالة تحقق ربح للمشتري عندما يرتفع الجنيه امام الدولار فإنه يتم سداده للمشتري يشترط بقاء الحد الأدنى من الهامش (1000 دولار) على ما هو عليه.

إن ذلك يعني انه يجري يومياً إعادة تقييم العقود القائمة، ومعرفة مقدار الربح والخسارة، فإذا تحرك السعر لصالح الزبون فإن الزيادة على الهامش تعطى له، وإذا تحرك السعر لغير صالحه يطالب باستكمال الهامش على أساس يومي، واذا فشل الزبون في تغطية هامش الصيانة فإن العقد (يصفى) بمعنى يغلق بعد قيام الوسيط بإبرام صفقة عكسية(Reverse Trade) للحساب العميل حث يشتري باسمه عقد بنفس القيمة وبالسعر الجاري^(25).

غرفة المقاصة - Clearig House

يوجد لكل سوق من اسواق العقود المستقبلية بيت او غرفة مقاصة لتسوية الصفقات المالية بين أعضاء السوق لتسهيل تدفق الأرصدة الناجمة عن تنفيذ العقود، ولها دوراً هاماً لتحملها المخاطر الائتمانية التي تنتج عن تلك العقود عن طريق تقديم الضمان لتنفيذ التزامات كل من البائع والمشتري، وتؤمن غرفة المقاصة نفسها ضد مخاطر تأخر أحد أطراف التعاقد عن الوفاء بالتزاماته باستخدام هامش الصيانة.

علماً ان البائع والمشتري لهما التزاماتهما اتجاه غرفة المقاصة وليس بينهما ، كونها تلعب دور البائع بالنسبة للمشتري والعكس. فمثلاً لو قام مشتري العقد (الأول) ببيع العقد، فغرفة المقاصة تؤدي دور المشتري وتدفع له قيمة العقد وحسب السعر الجاري في ذلك اليوم وهكذا ...

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(*) NFA وهي هيئة العقود المستقبلية الوطنية National Future Association وهي أشبه بالنقابة تعمل على تنظيم صناعة العقود من حيث اخلاقيات واصول وأعراف التعامل الذين يضمنون ثقة جمهور المتعاملين بعدالة التعامل في السوق وتخضع هذه النقابة الأشراف CTFC  .
CTFC وهي هيئة تجارة السلع المستقبلية Commodity Future Trading Commission وهي هيئة تنظيمية تابعة للحكومة الفدرالية الأمريكية ومسؤولة عن تطبيق احكام قانون بورصات السلع من خلال أنظمة وتعليمات تفصيلية تحكم التعامل والمتعاملين في سوق المستقبليات.
عندما يتخذ المستثمرون مراكز معينة (قصيرة أو طويل) في عقد مستقبلي يجب ان يودع حد ادنى من قيمة العقد المستقبلي (5ـ 10%) من القيمة الإجمالية للعقد وحسب  ما تحدده البورصة يسمى (الهامش الاول Initial Margin) ولكل نوع من العقود المستقبلية، وهو بمثابة وديعة نقدية كضمان للوفاء بالالتزامات التي تقع على المستثمر في حالة تحرك الأسعار بشكل معاكس لتوقعاته.

ويقدم الهامش إلى غرفة المقاصة وتجري تسوية يومية عليه نتيجة تحركات الأسعار اليومية للأصل محل التعاقد، وفي حالة التغيير اليومي للسعر فلابد ان يحقق أحد  طرفي العقد ربحاً ويضاف هذا الربح إلى حساب هامشه وكما يجوز له سحبها، في حين يحقق الطرف الآخر خسارة فسوف تقلل الخسارة هذه من حساب هامشه ويطلب منه إضافة نقدية لحساب هامشه ليضل عند مستواه ، وهكذا تتكرر العملية يومياً حتى نهاية آخر يوم من العقد المستقبلي، وهناك قسم من البورصات تطالب بنوع آخر من الهامش يسمى هامش الصيانة Maintenance Margin ويساوي 75% من الهامش الأولى. ويعرف الهامش الأولي بأنه أموال يجري ايداعها في حساب خاص لدى غرفة التصفية بالسوق المالية كضمان لاستيفاء الاطراف بالتزاماتهم ويحدد بصيغ مختلفة مثلاً ادوات دين ، اذون خزانة ، اعتمادات مصرفية ويمثل نسبة قليلة من قيمة العقد لا تتجاوز 5%.

25- خالد وهيب الراوي إدارة المخاطر المالية، ط1، دار الميسرة للنشر والتوزيع، عمان، 1999، ص204-205 .