المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


علاج تجاوزات الشباب  
  
1059   01:51 صباحاً   التاريخ: 2023-02-05
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : تربية الشباب بين المعرفة والتوجيه
الجزء والصفحة : ص363ــ369
القسم : الاسرة و المجتمع / المراهقة والشباب /

ان التربية عامل نمو وتوجيه وتطور وتوفر سبل التوازن في الطاقات وتخفيف حده الغرائز، ويتم البناء بواسطتها عن طريق التعليم والتأديب وتعويد الشباب على العادات السليمة، والتمكن من اصلاح الانحرافات واعادة الشباب الى اللياقة والحياة الاجتماعية السليمة.

وبخصوص عدم الانسجام والانحراف فانه يصار ايضا الى اصلاحه وقطع الطريق على محاولات التمادي وسد كل منافذ الخطر، وكل ذلك يقع على عاتق الاباء والمربين باعتباره واجب اسلامي ايضاً، لأن كل مسلم عليه ان يصلح ما يمكن من شؤون المسلمين.

• ضرورة الاصلاح:

على هذا الاساس يعد اصلاح الانحرافات ضرورة اساسية، وتتعاظم الفائدة كلما اسرعنا الى اصلاحها للأسباب التالية: اولا لأن السلوكيات غير السليمة يجب ان لا ينظر اليها كأمر عادي، وثانيا علينا ان لا نسد طرق اصلاحها لأنها قد تنغلب على سلوك الافراد وتصبح متجذرة ومتعذرة على الاصلاح.

طبعاً هناك نقطة جديرة بالذكر وهي ان السلوكيات غير السليمة المؤقتة غير ذات اثر في حياة الانسان وتحتاج الى التذكير والمحبة او الارشاد والنصيحة لإصلاحها، ولكن بمجرد ان نلاحظ قيام الشاب بالسرقة او التخريب وتناول المسكرات والادوية المخدرة او السلوكيات غير الصحيحة لابد حينها ان نسرع لمعرفة السبب في ذلك والسعي للمساعدة في ازالته.

على طريق الاهداف:

على طريق الوصول الى الاهداف البناءة واصلاح الشباب الذين ينحرفون لأسباب مختلفة، يتوجب علينا قبل كل شيء ان نفتش عن الاسباب والعوامل الداخلية واتخاذ الخطوات اللازمة من قبيل ما يلي:

١- ازالة الاضطراب النفسي: من العوامل المهمة التي تؤدي الى الانحراف والاختلالات وجود الاضطراب النفسي، فغالباً ما تشاهد المحرومين من محبة الوالدين او الذين عاشوا في عوائل غير منسجمة يكثر فيها النزاع والتعارض بصورة غير اعتيادية، ان الضغوط النفسية الخارجة عن قدرة احتمالهم لها تؤدي الى ظهور الاختلالات والانحرافات، واحياناً تنشأ عن نوع الثقافة التي يمتلكونها هناك بعض الخصوصيات في الجانب الفكري يلاحظ عليهم رفضها مثل نوع الزينة، وفي مثل هذه الحالة يعجزون عن حل الصعوبات فيصابون بالاختلالات.

وفي بعض الموارد ينحرفون ويشعرون بالحياء من ذلك والندم، فيعجزون عن ازالة هذا الندم وتستمر سلسلة العذاب معهم، وبما ان قدرة اعصابهم ضعيفة ثم ان احداً لا يخفف عنهم هذا العناء، فان ازالة هذه التوترات ستؤدي الى الاصلاح والعودة الى الاوضاع الطبيعية.

٢- تغير القيم: يتعرض الشباب احيانا الى اختلالات نفسية بسبب التعلق الشديد بشيء ما وحين يعجزون عن الوصول الى المنصب المطلوب او الشيء المرغوب، يصابون بالاختلال.

يسعى الوالدين بتغير القيم والافكار الى تغيير مسار حياتهم والاهداف التي يسعون الى انجازها، في محاولة لإجراء تبدلات لديهم تقلل عن حالة الاحباط عندهم اذ يمكن ان تنحصر رغبة الشباب بالحصول على دراجة هوائية او الحصول على درجات عالية في الدراسة مع انه لا يملك القدرة على ذلك. وفي مثل هذه الحالة يمكن العلاج عن طريق تغيير الاهداف وموازين التقدم لديه.

٣- تغيير المحيط: ان ايجاد تغيرات في المحيط الاجتماعي يساهم في بناء الشباب اذا نقل الى محيط يخلو من نزاعات، وتسود فيه الصداقة والمحبة يخلق فرص هامة للتقدم، ان هؤلاء سيتغير مجرى حياتهم نحو الافضل حين يحسون بالصداقة والمحبة والاخلاص والرابطة السليمة مع الوالدين وبقية اعضاء الاسرة. وان تمارس كل ذلك طبقاً للمعايير السليمة والتفكير الصحيح.

ان التغيير بالانتقال من محلة الى اخرى او من مدينة الى اخرى يحمل معه لذوي الابتلاءات النفسية او الذين فقدوا ماء وجههم او ارتكبوا اخطاء، تغييرات مؤثرة جداً اذ يستطيعون عقد صداقات جديدة وبرامج صحيحة ومنظمة وقواعد وقوانين اخلاقية جديدة يراعونها وبذلك يستطيعون ممارسة حياة جديدة.

٤- الرغبة في الاصلاح: ان احد عناصر الاصلاح هو رغبة الشباب في اصلاح انفسهم فهؤلاء ليسوا كمرضى الابدان اذ ان بضعة اقراص تستطيع ان تفعل فعلها قصراً فيهم، بل في الانحرافات يشترط توفر الرغبة لدى الطامح في التحول.

وفي مثل هذه الصورة يصبح ضرورياً ان يدركوا ما الذي يحصل وما هي مشكلتهم ولماذا يجب ان يعالجوا، ويمكن الاستفادة من احترامهم لأنفسهم وتقوية الثقة بالنفس لديهم. ولا بد من اعتمادهم على انفسهم وان يصبحوا ذوي ارادة وعناصر مفيدة راغبة بالإصلاح.

وفي هذه الرغبة يجب التقدم من خلال التفاهم والاقناع والتخلي عن الحدة والشدة، والتخلي عن التحقير والتوبيخ. كما ان التبرير والدفاع المفرط مضر ايضاً.

٥- المشاورة والايحاء: ان اكثر الاخلال والانحرافات تزول عن طريق مشاورة الباحثين الاجتماعيين والمربين والاشخاص الذين يثق بهم الشباب في تلقينهم والايحاء اليهم بضرورة التحول والتخلي عن السلبيات. ان اولئك الذين يشاركون في العلاج او الذين يستشارون، لابد من ان يكونوا امناء ومحترمون لكي يتمكن الشباب من الاستماع اليهم، وان يبثوا اليهم اسرارهم، ومن الافضل ان تتم الاستفسارات بالحسنى ويتحدث اليهم من خلال حب الخير لهم وان يكونوا بمثابة آبائهم او اخوانهم.

٦- العقد: ان دفع الشباب الى الحديث عن مشاكلهم وآلامهم يمكن ان يكون عامل في التخفيف عنهم وفي بعض الحالات يوجد لهم فرصة للتنفيس من خلال البكاء، واحياناً علينا ان نقترب منهم ونستمع لحديثهم عن الامهم واسرارهم وقلقهم.

فالحوار الحر والاسئلة والأجوبة الهادئة مؤثرة جداً اذ سنطلع على ما يدور في دواخلهم، وهذا يعمل على تسكين الآمهم. وفي كل الاحوال وبما اننا نقصد الاصلاح فان عدم الحفاظ على احترامهم عملية خاطئة جداً او التقريع لا يفيد في هذا المجال. وحتى في بعض الاحوال حينما تكون الشدة لازمة فعلينا ان نتردد كثيراً قبل اللجوء اليها، ونسمح لهم بأن يفصحوا عما في قلوبهم ثم نعمد الى توجيههم التوجيه الصحيح.

٧- ايقاض النزعة الدينية: ان خلاصة ما قاله العالم النفسي المعروف «جون يونك» والعالم «ادلر» هو اننا لكي نصلح الانحرافات والاختلالات النفسية علينا ان نوقظ الحس الديني لديهم فالاضطرابات والوسوسة تلطخ ايام الناس بالسواد وتلقيهم في الورطات وتخلق الاحساس لديهم بأنهم على وشك الزوال، واحياناً يتصاعد القلق فيمنعهم من النوم الا اذا شعروا بان احداً ما يحرسهم.

ومن هنا فان الايمان بالله يخلق هذا الشعور وهذا الاطمئنان. والاعتماد على الله الناتج عن الايمان به يقطع الطريق على الكثير من القلق والوسواس والخوف والاضطراب. ومن هنا يتحول الشاب الى انسان هادف متدين وهو امر يخلق الشعور بالسعادة والطمأنينة لديه.

٨- العلاج النفسي: ان اغلب الاختلالات لدى الشباب بسيطة جداً وسريعة الزوال. ولا يحتاج الى مزيد من العلاج النفسي بل يمكن علاجه ببعض النصائح والتنبيهات والتذكير والاهتمام.

ولكن حين يكون الخلل عميقاً ومتجذراً وحين لا تؤثر النصائح علينا ان نراجع المتخصصين، ومن هذه الموارد ما يلي:

- الميل للسرقة والتخريب والادمان.

- الانحرافات الجنسية.

- الا نزوا ء والوحدة.

- غلبة اليأس والرغبة في الانتحار.

- عدم اداء الدروس.

- غلبة اللامبالاة-.

- التعب النفسي والاحساس بالملل وقلة النوم، وفقدان الشهية .

يجيب الباحثون الاجتماعيون عن سؤال: من الذي يستطيع مباشرة الاصلاح؟ كل من يستطيع اقامة علاقة مع الشباب كالأب والام والمربين وعلماء الدين ووجهاء المحلة المحترمين كذلك اصحاب العلم والادب الذين يعجب بهم الشباب ومنهم علماء النفس والاطباء النفسيين.

والمهم هنا ان الذين يمارسون العلاج يجب ان يقدموا انفسهم بصفتهم اناس موضع الثقة عند الشباب، وقد يلعبوا دوراً يصبحون فيه بدائلاً للآباء وللأمهات والاصدقاء.

هناك بعض القضايا تقود الى الانحراف، لابد ان نسعى الى التفكيك بينها، وان يسعى شخصاً معيناً لعلاج جانب معين، فالأمهات والاخوات يتولين قضية الزواج وهذا أفضل من سواهم في هذا الجانب اما في مسألة حفظ الاسرار علينا ان نصر ان الشباب ذوي حساسية شديدة بالنسبة لها، وأن نحذر من فرض اشياء عليهم وان نحاول ان نستطلع اراءهم في كل شيء ونسعى لتنفيذ رغباتهم قدر الامكان. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






حرصاً منها على تطوير المواهب القرآنية لشريحة البراعم .. العتبة العلوية المقدسة ترعى برنامجاً تدريبياً للتلاوات الصحيحة
على مساحة 765 متراً مربعاً .. العتبة العلوية المقدسة تكمل بناء روضة أحباب الأمير (عليه السلام)
دعماً منها لدور المكتبات في ظل التطور الرقمي العالمي .. العتبة العلوية المقدسة تقيم ورشاً في بناء المكتبات الرقمية
العتبة العلوية المقدسة تتزين بآلاف الورود الطبيعية احتفاءً بذكرى ولادة الإمام الرضا (عليه السلام)