المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
حرمة زواج زوجة الاب
2024-05-01
{ولا تعضلوهن}
2024-05-01
{وليست التوبة للذين يعملون السيئات حتى اذا حضر احدهم الـموت}
2024-05-01
الثقافة العقلية
2024-05-01
بطاقات لدخول الجنة
2024-05-01
التوبة
2024-05-01

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الطفل والحاجة الى الأمن  
  
1240   03:13 مساءً   التاريخ: 26/12/2022
المؤلف : د. علي القائمي
الكتاب أو المصدر : الأسرة ومتطلبات الطفل
الجزء والصفحة : ص279ــ292
القسم : الاسرة و المجتمع / الطفولة /

الأمن مقابل الخوف والفزع، الرعب والحزن، والخوف واليأس من نعم الله تعالى ومن مراتب ذلك الامان من الجوع والخوف (الآية ٤ من سورة قريش) وقد أشارت الى ان الحاجة الى هذا الامر يعد من اهم الاحتياجات البشرية وفي ظل وجوده يبحثون عن جوهر سلامة الفرد.

ان الانسان يريد أن يهرب في ظلها من الاخطار ويسيطر على المحيط ، ويريد ان يسيطر على نفسه الحقيرة الوضيعة، ويقضي على العوامل الخارجية التي تحول دون ذلك.

المادة الرابعة من اعلان حقوق الاطفال تقول: يجب ان يتمتع الطفل بالأمن العام ليتمكن من النمو في كل محيط من خلال الظروف السليمة.

حاجة الطفل الى الامن:

الجميع بحاجة الى الأمن وخاصة الاطفال. انه بحاجة لان يعيش بدون مضايقة ومتاعب. وان لا تتعرض سلامته للخطر، وان يشعر بالاطمئنان تجاه ملكيته وان لا يسرق كل ما تعود ملكيته له. إنه يطمح لبعض الاشياء التي يريد ان تكون له ولا يتمكن اي شخص ان يسلبها منه.

واحدى مظاهر حاجة الطفل للأمن هي حاجته للهدوء. ومن هذا المنطق فهو يشعر بالراحة والهدوء وهو في أحضان والدته ويشعر بالارتياح عندما لا يضايقه احد وهو يرضع من ثدي والدته. وهذه هي حاجته بأن يجد نفسه في محيط آمن. ويتولى الآخرون حمايته في هذا المجال. ويبعدوه عن اجواء الجدال والنزاع ويخلصونه من الشدائد والمعضلات.

فلسفة هذه الحاجة :

من اين تنشأ الحاجة الى الامن؟ ولماذا يبحث الطفل عن هذا الأمر لنفسه؟ الجواب على هذه التساؤلات، يقولون أنه ناجم عن الميل لنوع من الاشباع العاطفي الذي يضار الى تأمينه في مرحلة الطفولة عن طريق الابوين.

ويقول العلماء ان مفهوم الامن يستند بشكل اكبر على اساس الثبات العاطفي القابل للتخمين ويمثل في الحقيقة نوعاً من المخالفة للمخاطرة الكامن لدى جميع افراد البشر، والطفل قلق مما سيحدث له وماذا سيجري عليه. ان الحاجة الى المحافظة عليه ومطالبته لان يحظى بالتوازن تعد من مظاهر هذه الحاجة.

ان حاجة الانسان الى ان يحظى بالاطمئنان والاستقرار ويصبح بإمكانه الوقوف بروحية ثابتة امام اي مشكلة تواجهه ويتجنب عوامل الاضطراب، ويحافظ على وضعه الموجود ويطمئن الى ان مستقبله أيضاً مؤمن؛ كل ذلك يعد حاجة فطرية لكل انسان وتبقى هذه الحاجة موجودة فيه لفترات طويلة.

محاولات الاطفال في هذا المجال :

الحاجة الى الامن تدفع الاطفال للبحث عن ملجأ آمن وتحملهم على ابعاد انفسهم عن المخاطر دائماً وان يكونوا في صدد الكشف عن الجوانب الدفاعية فيهم. حتى ان الطفل في جانب تأمين الأمن يسعى الى وضع يديه على عينيه لكي لا يشاهد المشاهد المرعبة والمخيفة، ويسعى أيضاً ان يبعد نفسه عن العوامل المخيفة ويجنب نفسه مخاطر التشاجر والنزاع.

أحياناً يتجلى الأمن بصورة جمع الاموال والغذاء، وتلاحظون هذا الامر بصورة متعددة في الانسان والحيوان، وفي الصغير والكبير. وكل كائن يوفر الأمن لنفسه بشكل معين، فالبعض عن طريق الهروب، ومجموعة أخرى عن طريق الاختفاء، واخرى عن طريق الانتساب للآخرين.

ان تأكيد الاطفال على عدم فقدان محبة الابوين لهم يمثل بحد ذاته احدى مظاهر البحث عن الامن من قبلهم، كما ان قيام الغرد حين المرض بالاتكال على الآخرين اكثر وحتى اللجوء الى الدواء والعلاج هو الآخر مظهر آخر لهذه الحاجة. ويحرص الاطفال دائماً الى طاعة أوامر الابوين لكي يكسبوا ثقتهم. ويعيشوا حياة سليمة ويبعدون انفسهم عن منطقة الخطر وهذا مظهر آخر لتلك الحاجة.

وتظهر الحاجة الى الأمن في بعض الموارد بشكل لا شعوري، وكأنها جزء من وجودنا وكياننا.

ان مطالبة الطفل لأبويه لان يعيشا معاً بانسجام وأنس يعبر بحد ذاته عن هذه الحاجة وانهم يريدون في الحقيقة ان يبقى ملاذهم سالماً، ويتمكن الابوين باطمئنان وراحة بال ان يعملا على توفير أمنه.

ضرورة وأهمية ذلك :

الحاجة الى الامن ملازمة للإنسان في جميع مراحل العمر من الطفولة وحتى آخر العمر. إلا انه اشد في مرحلتي الطفولة والبلوغ، والى الحد الذي لا يسعه ان يشاهد الاوضاع المضطربة بل وحتى يريد ان يبقى بعيداً عن التصورات والتخيلات المضرة والمزعجة.

ان ميل الاطفال الصغار الى العيش الدائم الى جوار الأم. والى الحياة الجماعية بالنسبة لغيرهم يمثل احدى مظاهر هذا الأمر. حيث يمثل الامن بالنسبة للطفل ومن جهات مختلفة ضرورة لحياته، وعامل مهم في الصحة النفسية له. واعتبر كذلك ضرورة لنموه وازالة الخوف والانزعاج والقلق والعصبية عنه، والتي تؤدي كلها الى توقف مسيرة النمو لديه.

يجب ان ينعم الطفل براحة البال والاطمئنان ليتمكن من مواصلة العيش ويسعى الى تأمين جزء من احتياجاته شخصياً. كما يجب ان يتوفر له الامن ليشعر بأنه سالم وبوسعه ان لا يبالي امام بعض المخاطر والكوارث .

مخاطر فقدانه :

ان حرمان الطفل من الأمن أو سلبه منه يحمل مخاطر واضرار كثيرة للطفل ومنها أنه:

يسلب الطفل القدرة على الانسجام مع المجتمع. ويجعله غير آبها بالحياة والمسائل المتعلقة بها، ويخلق له الاحقاد والعداوة في علاقاته الاجتماعية، ويصبح سبباً لهروبه من الجماعة ويجر الفرد الى الانزواء والوحدة.

ان فقدان الأمن يتسبب في ايجاد الفزع والاضطراب لدى جميع الافراد وبخاصة الاطفال، ويولد لدى الطفل شعورا غير مطلوباً إذ يعتقد على اثره بأنه أخذ يفقد كل شيء.

فقدان الامن هو السبب في ظهور الخلل في السلوك . ويولد اضطرابات كثيرة في الحياة، إذ يولد الاضطراب في العمل والمعيشة، حتى انه يجعل نوم الفرد مضطرباً ويتسب في ان يعاني من القلق وعدم الاستقرار .

فوائده للطفل:

وأما الطفل بماذا يستفيد من الأمن هنا، لابد من القول انه السبب في ايجاد فوائد واثار كثيرة؛ إذ تم استعراض جزء منها ضمن بيان الضرورات وأهميته والآن نضيف بأن الامن للطفل:

• يمثل عامل النمو، بما في ذلك النمو البدني والنمو الذهني والنمو النفسي، وبعبارة أخرى فالطفل الذي يفتقد الى الامن لن ينمو في مختلف الجوانب.

• عامل لامتلاك النظرة الايجابية تجاه الحياة، بحيث انه ينظر الى الحياة بنظرة اكثر انفتاحاً، وينظر لها بنظرة الأمل والسرور واكثر فرحاً من غيره.

• عامل للجرأة والاقدام على الحركة والتطور. وعندما يشعر الطفل بالأمن امام الأمور والاحداث فانه سيندفع الى مواجهتها بجرأة وقدرة اكثر، ولا يبدي من نفسه البرود واليأس في حركته هذه.

مساحة وحدّ هذه الحاجة :

بخصوص مساحة هذا الأمن لابد من القول بانها واسعة جداً، وتشمل جميع المجالات وابعاد الحياة بما في ذلك الامن الشخصي، والمالي، والعاطفي، وانفسي و... الخ.

فالطفل بحاجة الى ان يشعر بالأمن بخصوص غذائه، ويبقى جسمه بعيداً ض الاخطار، وان يحظى بالأمن الفكري. وان لا يشعر بالخطر وسط الجماعة و..

وبخصوص حدوده لابد من القول انه بالحد الذي يريد معه الطفل ان يبقى ملتصقاً بوالدته أو على الأقل ان يكون في حضنها، ويضع يده في يدها، وينام في غرفة يجد والدته فيها الى جانبه، وتحتضنه والدته في حضنها عند القيام بإرضاعه، وتقربه منها اكثر فاكثر.

ان حدود هذا الأمن يجب ان تكون بالحد الذي تزول معه بقايا الخوف لمرحلة طفولته، وان يشعر بأن ماضيه لم يعد له وجود، ولا يحتاج الى مراقبته وحمايته. ويجب ان يشعر بأنه في محيط آمن وهادي تماماً، ويحظى بالهدوء والسكينة اللازمين، ولا وجود لعدم الاطمئنان وفقدان التوازن في حياته.

شرائط أمن الطفل :

يرتبط أمن الطفل ببعض الشروط والعوامل، واهمها ما يلي:

• الحماية والمراقبة الخارجية للطفل بحيث يجد ان هناك أباً واماً يقفان الى جانبه ويدافعان عنه.

• تأمين احتياجاته الاساسية، وبالشكل الذي امّا يصار فيه الى تأمين احتياجاته أو على الأقل تكون الدلائل لعدم تأمينها مقنعة له.

• ان يكون مقبولاً في محيط العائلة وللأبوين، بحيث يشعران بالفخر والاعتزاز بسببه.

• استقرار وثبات الارضية والشروط اللازمة لنموه، بحيث يتسنى له ان يعرف ماذا يجب ان يفعل، ومن أي الموارد يجب ان يتهرب.

• القدرة على كسب ثقة الابوين واعتمادها، بحيث لو احتاج اليها لنجدته يجدهما الى جانبه.

كيفية عمل الابوين:

وأما كيف يجب ان يتصرف الأبوين في تأمين أمنه، الجواب انه يجب عليهم ان يستفيدوا من الاساليب المتعددة والشاملة، واهمها ما يلي:

١- العمل على خلق العلاقات الوشيجة مع الطفل، بحيث يصبح بمقدور الطفل ان ينظم علاقاته في ظلها، تتوفر له فرصة مؤاتية ليتدارس وضعيته من خلالها، ويعمل على توفير المجال المساعد على مطابقة نفسه وترافقها مع ظروف الحياة.

٢- الاطمئنان الى محبة الأبوين له، بمعنى ان يطمئن الى ان ابويه يحبانه ومستعدان للتضحية والايثار في سبيله. كما يجب ان يطمئن الى انهم يحسبون له أهمية خاصة ويشعران بالفخر والاعتزاز من امتلاكهم اياه.

3ـ المعاملة المرحة مع الطفل، بحيث يشعر بأنه قريب منها وان ترتسم على سيماهم ابتسامة عريضة عند اللقاء به. ويتجنبوا كثرة الحديث عن آلامهم ومعاناتهم، ويقللوا شكواهم من ظروف الحياة الصعبة.

٤- الاهتمام بالطفل، بمعنى الاهتمام بتصرفات الطفل اللطيفة، والاهتمام بتشجيعه والثناء عليه عند الضرورة، وكذلك ملاطفته، ولو تكلم بشي فيجب الاهتمام بحديثه، وعندما يصدر عنه الآه والشكوى يسارعون الى مواساته والتعاطف معه.

5ـ التمهيد لنجاحه بأن يقوموا أحياناً بخلق الاجواء المناسبة، لكي ينجح في اداء أمر ما، ويشعر بالفرح والسرور لهذا النجاح الذي حققه، ويعتقد بأنه من الممكن ان يصبح سبباً لنشوء أثر أو عمل معين، وبوسعه ان يلفت انظار الآخرين إليه، ويستنهض ثناء والديه نحوه.

٦- عدم تركه وحيداً اثناء النوم واليقظة. حتى انه لا ينبغي لهم ان يتركوا الطفل الصغير ينام وحيداً في غرفة مستقلة؛ بل يجب ان ينام الطفل في مكان بحيث متى ما نادى على والدته فسرعان ما يجدها الى جابه أو ان لا ينشغلوا كثيراً بأصدقائهم وضيوفهم عند اجتماعهم الى الدرجة التي يشعر الطفل معها بالغربة والوحدة.

7ـ ايواء الطفل وخاصة عند شعوره بالخوف والاضطراب، وعندما يستهدف الاطفال خطراً ما، أو عندما يريد ان يعاقبه فرد ما أو يكون هارباً من معركة معينة ويبحث عن ملاذ. كما يجب اثناء النوم ان يكون في مكان هادي وآمن.

٨- تحمل الطفل، بمعنى ان يكون الطفل مطمئناً انه لو ارتكب ذات يوم خطأ ما فان أبوبه سيتحملانه ولا يطردانه. وان كانا غير راضيين عن عمله فانهما لن يخرجاه من البيت، ويجعلان البيت محلا آمناً له بحيث يشعر فيه بالسكينة.

٩- اعتبار الطفل مالكا، بمعنى آن يشعر الطفل بأن كل ما هو نتيجة لجهوده وفكره متعلق به، وان ابويه والآخرين لا يسلبون ذلك منه، أو انهم لا يجعلونه في زاوية الملاحظات والمفروضات، لكي يضع كل ما هو حاصل نتيجة لجهوده بين يدي الآخرين.

10- عدم الاهتزار أمام كوارث الحياة، وخاصة الحياة العائلية: إذ يجب ان يطمئن الى انه ليس في مواجهة نزاعات أبويه، وانهم لن يلجأوا مطلقاً الى خلق اجواء فقدان الأم، ولن يثيروا المنازعات بحيث يقلبوا امنه خوفا.

مسألة خوف الاطفال:

من العوامل المؤثرة جداً في تحطيم أمن الاطفال هي مسألة خوف الاطفال التي تربك الطفل أحياناً وتنخر فكره وذهنه. انه بحاجة الى ان يكون في مأمن من حالات الخوف، ويبتعد عن أي شكل من مشاعر التقصير والذنب وان لا يتمكن أي امر أو مسألة من تعريض أمنه للخطر.

وتتغلب على الطفل أحياناً حالات متعددة من الخوف، مثل الخوف من العقاب، والخوف من فقدان المكانة الاجتماعية، والخوف من فقدانه محبة أبويه، والخوف من ان يستخدم أبويه أو الآخرين القوة معه أو يحاولون بشكل أو آخر ان يلحقوا الضرر به.

وعندما يلد طفل جديد الى الدنيا يتغلب الخوف على الطفل، لئلا يستهدفه خطر ما، ويعرض استقراره وسلامته للخط، ولئلا يفقد وضعه الطبيعي ويفشل في حياته. أو ان يرتكب عملاً ما ويؤجج غضب وحنق ابويه عليه ويتعرض وضعه المستقر الى الخطر.

ان موقف والديه يتمثل في ابقائه بعيداً عن المخاطر والاضرار. ويفهموه بأن فزعه وقلقه لا مبرر لهما، ولا ينبغي له ان يفقد زمام الأمور من يده. وعلى الابوين ان يواسوه في مواجهة المخاطر والاحداث ويعملوا على تطييب خاطره، وفيما لو رأى الطفل حلماً مزعجاً يجب ان نهتم بتهدئته وننقذه من حالته المتأزمة. وبشكل عام لو كانت خطوات الأبوين منظمة وهادئة امام الحوادث والاخطار فإنها تصح السبب في اضفاء الأمن والهدوه على الطفل.

وقد يلجأ الطفل الى الصراخ والعويل لو جرح، في هذه الحالة يجب علينا ان نتكفل بتهدئته، ونطمئنه الى ان الامر بسيط جداً.

الأمن والانضباط :

ان القول بأن الطفل بحاجة الى الامن امر مفروغ منه، ولا مجال لمناقشته، وكون الطفل محتاج الى الانضباط، هو الآخر لا يحتاج الى نقاش ولا اشكال فيه. وفي ظاهر الحال يبدو آن تلقين هاتين المسألتين امر متضاد في حين اننا لا نرى الامر كذلك.

ولابد للمقررات والضوابط ان تتحكم بالسلوكيات ولابد لموازين العائلة ان تكون محل اهتمام الطفل وان يعمل بها لكي تتهيئ له موجبات نموه. ولكن تطبيق هذا الانضباط لا يستلزم ان يتم بصورة فضه ومتشددة ؛ بل يجب ان يلقن لهم بلهجة الاطفال بأن هذه الامور ضرورية لتحقيق الحياء السليمة.

ومن ناحية أخرى يمثل الأب عامل العدل والانضباط في العائلة ، وتمثل الأم عامل المحبة والحنان. فلو لجأ الاب أحياناً الى استخدام القوة على الأم، فعليها ان تعمل على ايجاد حالة التوازن في المنزل، وذلك بإبداء محبتها وحنانها، لكي تتحقق للطفل فيما بعد المودة والمحبة.

نعم، فالطفل الذي يتعرض للخشونة والضغط في محيط العائلة يجب ان يحظى بعاطفة الأمومة بشكل أكبر، ويتخلص من عدم الاستقرار والاضطراب النفسي؛ إذ تلاحظون هنا ان دور الاًم مهم جداً.

العوامل الخطرة على الامن:

ما اكثر العوامل الخطرة على امن الطفل، وبإمكاننا ان نشير الى موارد كثيرة في هذا المجال، إلا ان ذكرها جميعاً في هذا البحث لا يتيسر لنا. وما يمكن ذكره باختصار ما يلي:

١- مشاجرات الأبوين ومجادلاتهم ومنازعاتهم التي تساعد على جعل الاطفال فزعين.

٢- عدم ثبات الوضع الاخلاقي للأبوين، بحيث لا يعرف الطفل كيف يتخذ موقفا امام الامور والمسائل.

٣- كثرة غياب الأب أو الأم عن محيط البيت، بحيث لا يحظى الطفل بالحد الكافي من محبتهم وانضباطهم.

٤- التضاد الفكري والاختلاف بين اعضاء العائلة، بحيث ان كلاً منهم يصدر امراً بشكل معين، ويبقى الطفل متحيراً في اختيار سبيله.

٥- طلاق وانفصال الأبوين وترك الطفل لحاله أو ايداعه بيد شخص ما لا يشعر الطفل بالانسجام الكافي معه.

٦- شدة الازدحام في المكان المقرر لاستراحة الطفل ومحل نومه، والذي يؤدي الى إتسامه بالعصبية وعدم الاتزان .

٧- وجود البرود وفقدان المحبة في محيط العائلة ولأي سبب كان.

٨- المقارنات وحالات الطعن والتمييز التي تساعد على اصابة الطفل بالاضطراب النفسي والذهني .

9ـ زج الطفل وجعله في موقف المنافسة, بحيث يشعر الطفل بالإحراج وبأنه غير قادر على الايفاء بذلك.

10- فرض الحرمان على الطفل من حيث المأكل والملبس والمعيشة في حين لا يمكن تبرير ذلك للطفل.

بعض الملاحظات المهمة :

وفي ختام هذا البحث من ضروري ان نشير الى عدة ملاحظات بهذا الصدد :

١- على الآباء والأمهات ان يتصرفوا بشكل لا تنحصر معه مسألة أمن الطفل بهم، وان لا ينبري أياً منهما (الأب أو الأم) بتعريف نفسه على انه عامل الامن بمفرده.

٢- يجب ان لا يتعرض الطفل في البيت الى قوانين وأوامر ونواهي الأخ أو الأخت الأكبر أو غيرهم. وان يكون مركز الأمن متمثلاً بشخص واحد، وليس بعدة اشخاص .

٣- يجب الامتناع عن انتقاد وتحقير الطفل، إلا عندما يكون ذلك مقرونا بالمودة وحب الخير.

٤- يجب ان تبدأ ضوابط وأصول الأمن من محيط البيت، وتنسحب الى خارجه وفي كل الاحوال يجب ان يكون البيت محلاً آمناً.

5- يجب ان نحرص دائماً على ابعاد الطفل عن الخوف والغم واليأس لأنه مؤثر في سلامته النفسية.

٦- حاولوا ان تجعلوا الطفل يشعر بوجود العوامل المساعدة على كسب رضا الأبوين في البيت.

٧- عند ولادة الطفل الثاني لقنوا الطفل الأول بأنه يحتاج الى عناية فائقة ومزيد من الرعاية ولا يعود هذا الاهتمام الزائد إلا بسبب ضعفه.

٨- ان لم يتمتع الطفل بالأمن الكافي في محيط البيت فان مسؤولية أولياء المدرسة في تأمين الأمن ستكون أثقل. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






بالصور: عند زيارته لمعهد نور الإمام الحسين (عليه السلام) للمكفوفين وضعاف البصر في كربلاء.. ممثل المرجعية العليا يقف على الخدمات المقدمة للطلبة والطالبات
ممثل المرجعية العليا يؤكد استعداد العتبة الحسينية لتبني إكمال الدراسة الجامعية لشريحة المكفوفين في العراق
ممثل المرجعية العليا يؤكد على ضرورة مواكبة التطورات العالمية واستقطاب الكفاءات العراقية لتقديم أفضل الخدمات للمواطنين
العتبة الحسينية تستملك قطعة أرض في العاصمة بغداد لإنشاء مستشفى لعلاج الأورام السرطانية ومركز تخصصي للتوحد