المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4528 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
قصيدتان للبلوي
2024-05-28
بين ابن الجياب ولسان الدين
2024-05-28
أبو الحسن الشامي
2024-05-28
رسالة من الفشتالي
2024-05-28
مقطعات وقصائد تكتب على المباني
2024-05-28
ترجمة الجنان
2024-05-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


مصطلحات علم الكلام  
  
20898   02:36 صباحاً   التاريخ: 12-08-2015
المؤلف : الدكتور عبد الهادي الفضلي
الكتاب أو المصدر : خلاصة علم الكلام
الجزء والصفحة : ص21ــ45
القسم : العقائد الاسلامية / مصطلحات عقائدية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-08-2015 6350
التاريخ: 12-08-2015 1544
التاريخ: 12-08-2015 1512
التاريخ: 11-08-2015 1149

 ... رأيت أن أعرّف - قبل البدء بدراسة موضوعات علم الكلام تعريفاً مختصراً أهم المصطلحات التي يتردد ذكرها في لغة علم الكلام ومحاورات اساتذته وطلابه، وأن أقدم بياناً مختصراً أيضاً لأهم المسائل التي لها ارتباط بقواعد العقائد وقضاياها، لينطلق القارئ والدارس فيه بيسر ومن غير عناء مراجعةٍ خارج الكتاب لفهم ذلك، ولئلا اثقل هوامش الكتاب «بذكرها تعريفاً أو بياناً عند ورودها فيه.. وهي:

 

- الآن.

 

- الابعاد والامتداد.

 

- الاخلاط الاربعة.

 

- الارادة التكوينية والتشريعية.

 

- الازلي والابدي والسرمدي.

 

- الاقتضاء واللااقتضاء.

 

- الاكوان الاربعة.

 

- الجوهر والعرض.

 

- الحكمة والحكماء.

 

- الخارجي والذهني.

 

- الخلاء والملاء.

 

- الدور والتسلسل.

 

- عالم المثال.

 

- العدم المطلق والمقيد.

 

- العقل النظري والعملي.

 

- العلم الحضوري والحصولي.

 

- العلة والمعلول.

 

- العناصر الاربعة.

 

- القديم والحادث.

 

- اللاهوت والناسوت.

 

- اللطف المقرب والمحصل.

 

- الماهية والوجود.

 

- المواد الثلاث.

 

- النسبة الغيرية.

 

- الوجود الظلي.

 

الآن:

هو اللحظة بالنسبة الى الزمان كالنقطة بالنسبة الى المكان، لا امتداد لها ولا مدة، وانما هي الحد المشترك بين مدتين متعاقبتين.

 

الابعاد والامتداد:

أ - الأبعاد الثلاثة: الطول. العرض. العمق (= الارتفاع).

ب - الامتداد: أحد الأبعاد الثلاثة.

 

الاخلاط الاربعة:

هي أمزجة الانسان الاربعة: الصفراء. السوداء. البلغم. الدم.

 

الارادة التكوينية والتشريعية:

قسم المتكلمون الارادة الالهية المتعلقة بأفعال الانسان قسمين:

 

1 - الارادة التكوينية:

وقد تسمى الكونية أيضاً، لأنها ترتبط بالجانب الكوني أو التكويني من أفعال الانسان.

وفحواها: أن فعل العبد لا يقع منه الا بإرادة اللّه تعالى، ذلك ان اللّه تعالى اذا أراد وقوع الفعل تعلقت ارادته الحتمية بجميع مقدمات الفعل والتي منها الاختيار، فيقع الفعل حتماً.

وعندما لا يريد تعالى وقوع الفعل من العبد يبطل بعض المقدمات فيعجز العبد عن إيقاعه.

فالعبد - هنا - دائماً مقهوراً في فعله تحت ارادة اللّه لان بيده الاختيار فقط الذي هو موهوب من اللّه تعالى، وباقي المقدمات خارجة من يده، فان تمت واختار العبد وقع الفعل والا فلا».

 

2 - الارادة التشريعية:

وقد تسمى الشرعية أيضاً، لأنها ترتبط بالجانب الشرعي أو التشريعي من أفعال الانسان.

وهي نفس الاوامر والنواهي الشرعية أو التشريعية «والتشريع هو تعليم اللّه تعالى عباده كيفية سلوكهم في طريق العبودية.

وهذه لا تأثير لها في شيء من أفعال العباد، الا ان لها شأنية بعثهم للافعال والتروك»(1).

 

الأزلي والأبدي والسرمدي:

أ - الازلي: ما لا أول له.

ب - الابدي - ما لا آخر له.

ح - السرمدي: ما لا أول له ولا آخر.

وهي جميعها خارجة عن مقولة الزمان.

 

والاقتضاء واللا إقتضاء:

أ - الاقتضاء: الدلالة. الصلاحية.

ب - اللااقتضاء: عدم الصلاحية.

 

الاكوان الأربعة:

الاكوان الاربعة: هي الحركة. السكون. الاجتماع. الافتراق.

 

الحركة: هي كون الجسم في حيزٍ بعد كونه في حيزٍ آخر، أي انتقال الجسم من مكان الى آخر.

 

السكون: هو كون الجسم في حيزٍ بعد كونه في ذلك الحيز، أي استمرار بقاء الجسم في مكانه.

 

الاجتماع: هو كون الجسمين في حيزين على وجه لا يمكن ان يتخلل بينهما جوهر.

 

الافتراق: هو كون الجسمين في حيزين على وجه يمكن ان يتخلل بينهما جوهر.

 

الجوهر والعرض:

ينقم الموجود الممكن الى: جوهر وعرض.

 

الجوهر:

اختلفت عبارات المتكلمين في تعريفه:

فقال بعضهم: الجوهر: هو المتحيز(2).

وزاد عليه بعضهم (بذاته) فقال: الجوهر: هو المتحيز بذاته(3) .

وقال آخر: الجوهر: هو الذي يوجد قائماً بذاته (4).

وعرّفه الحكماء: الموجود لا في موضوع(5).

وعرّفوه أيضاً: ما استغنى في وجوده عن الموضوع(6).

وتعريفا الحكماء وكذلك التعريف الاخير للمتكلمين تعطينا معنى واحداً، وذلك لان الوجود لا في موضوع هو الاستغناء في الوجود عن الموضوع، وكذلك ان يوجد قائماً بذاته يعني لا في موضوع.

أما التعريف بالمتحيز فهو المختلف عنها.

والذي يظهر لي ان التعريف بالتحيز جاء مما يذهب اليه جمهور المتكلمة، من ان الجوهر هو الجسم - كما سيأتي - ، ومن خصائص الجسم التحيز.

ومن هنا ندرك ان استغراب السيد الشهرستاني في تعليقته على تعريف الشيخ المفيد في (النكت الاعتقادية) للجوهر بالمتحيز استغراب في غير موضعه.

اما التعريفات الاخرى التي أخذت في تحديد الجوهر وجوده لا في موضوع، فهي آتية مما ذهب اليه الحكماء من أن الجوهر ليس الجسم فقط، وانما هناك العقل والنفس والصورة والهيولى اقساماً اخرى للجوهر، وفيها ما هو غير متحيز.

وقد يلاحظ هنا ان التعريف الكلامي القائل: ان الجوهر هو الذي يوجد قائماً بذاته ربما كان متأثراً بتعريف الحكماء، وهو من الخلط او التداخل الذي نراه غير قليل في كتابات المتكلمين، وربما لأن من المتكلمة من يقسم الجوهر الى: جسم، وجوهر فرد (وهو الجزء الذي لا يتجزأ، الذي يتألف منه الجسم)، والجوهر الفرد لا يتحيز لخلوه من الابعاد الثلاثة (الطول والعرض والعمق) فأراد أن يعطي التعريف الشمولية له.

 

العرض:

الذين عرّفوا الجوهر بأنه المتحيز، عرّفوا العرض بأنه الحال بالمتحيز.

ومن عرف الجوهر بانه المتحيز لذاته، عرّف العرض بالمتحيز تبعاً لغيره.

ومن قال: ان الجوهر هو الذي يوجد قائماً بذاته، قال: العرض: هو الذي لا يوجد قائماً بذاته.

والحكماء الذين عرفوا الجوهر: هو الموجود لا في موضوع، عرفوا العرض بالموجود في موضوع.

والآخرون الذين عرفوا الجوهر بما استغنى في وجوده عن الموضوع، عرفوا العرض بما افتقر في وجوده الى موضوع.

ونخلص من هذا الى ان تعريف الجوهر كلامياً هو: الموجود القائم بذاته كالأجسام.

والعرض هو الموجود القائم بغيره كالألوان القائمة بالأجسام.

 

انواع الجواهر:

المعروف بين الكلاميين القائلين بنفي الجوهر الفرد أن الجوهر هو الجسم فقط.

أما القائلون بالجوهر الفرد فيقسمون الجوهر الى: الجسم والجوهر الفرد.

ويعرفون الجسم: الجوهر القابل القسمة الى الابعاد الثلاثة ( الطول والعرض والعمق).

والجوهر الفرد: الجوهر غير القابل القسمة الى الابعاد الثلاثة. والجسم عند المتكلمة القائلين بالجوهر الفرد مؤلف من اجزاء لا تتجزأ، كل جزء هو جوهر فرد.

فالجوهر الفرد - عندهم - هو الجزء الذي لا يتجزأ، والوحدة الاساسية في تأليف الجسم.

 

أما الشيخ المفيد فيقسم الجوهر الى أربعة اقسام هي:

النقطة والخط والسطح والجسم.

ويرى أن النقطة هي الجوهر الفرد، ولعل ذلك لانها الوحدة الاساسية في تأليف الجسم.

ويعرفها بالمتحيز الذي لا يقبل القسمة في جهة من الجهات (الابعاد الثلاثة).

ويعرّف الخط: المتحيز الذي يقبل القسمة في الطول خاصة.

والسطح: المتحيز الذي يقبل القسمة في الطول والعرض خاصة.

والجسم: المتحيز الذي يقبل القسمة في الطول والعرض والعمق(7).

 

والمعروف ان التحيز المستقل لا يتم إلا لذي الأبعاد الثلاثة، وهو الجسم.

أما النقطة والخط والسطح فتحيزها تابع التحيز الجسم.

 

ولعل رأيه في ان التحيز المأخوذ في حد الجوهر هو التحيز مطلقاً أي سواء كان أصلاً أو تبعاً للغير، كما هو ظاهر عبارته في تعريفه للجوهر حيث عرفه بالمتحيز ولم يقيده بعبارة (بذاته) كما فعل غيره.

 

ويقسم الحكماء الجوهر الى: الهيولى والصورة والجسم والنفس والعقل.

 

1 - الهيولى:

كلمة يونانية اصطلحها ارسطو على المادة الاولى.

وهي : الجوهر القابل للصورة.

و هي قوة محضة، ولا تنتقل الى الفعل الا بقيام الصورة بها.

 

2 - الصورة:

ومن تعريف الهيولى ندرك ان الصورة: هي الجوهر الذي به تتحقق فعلية المادة.

 

3 - الجسم:

هو ما تركب من المادة والصورة.

 

4 - العقل:

هو الجوهر المجرد من المادة ذاتاً و فعلاً.

 

5 - النفس: (وتسمى النفس الناطقة):

هي الجوهر المجرد عن المادة ذاتاً المتعلق بها فعلاً، لاحتياجها الى الآلة في التأثير.

 

انواع الاعراض:

قال النصير الطوسي: «الاعراض عند اكثر المتكلمين احد وعشرون نوعاً.

وعند بعضهم ثلاثة وعشرون نوعاً.

 

عشرة تختص بالأحياء وهي:

1 - الحياة.

2 - الشهوة.

3 - النفرة.

4 - القدرة.

5 - الارادة.

6 - الكراهة.

7 - الاعتقاد.

8 - الظن.

9 - النظر.

10 - الألم.

 

وأحد عشر منها تكون للأحياء وغير الاحياء وهي:

1 - الكون (وهو يشمل أربعة أشياء: الحركة والسكون والاجتماع والافتراق).

2 - التأليف.

3 - الاعتماد (كالثقل والخفة).

4 - الحرارة.

5 - البرودة.

6 - اليبوسة.

7 - الرطوبة.

8 - اللون.

9 - الصوت.

10 - الرائحة .

11 - الطعم.

 

والاثنان اللذان زاد بعضهم هما:

1 - الفناء.

2 - الموت(8).

 

أما الحكماء فذهبوا الى أن أنواع الأعراض منحصرة في المقولات التسع التي تعرف هي والجواهر بالمقولات العشر، ذكروا في تاريخها أن أول من قال بها هو أرسطو، وهي:

 

1 - مقولة الكم، مثل الاعداد والمقادير.

2 - مقولة الكيف، كالحرارة والبرودة.

3 - مقولة الاضافة، وهي النسبة العارضة لشيء بالقياس، الى شيء آخر ، كالأبوة والبنوة .

4 - مقولة الوضع، كالقيام والقعود.

5 - مقولة الأين، وهي نسبة الجسم الى المكان.

6 - مقولة المتى، وهي نسبة الشيء الى الزمان.

7 - مقولة الجدة (الملك)، وهي نسبة الشيء الى ما هو له.

8 - مقولة الفعل (التأثير)، نحو (كسرت الزجاج) أي أثرت فعل الكسر في الزجاج.

9 - مقولة الانفعال (التأثر، او تقبل تأثير الفعل، مثل (كسرت الزجاج فانكسر) أي تأثر بفعل الكسر.

 

الحكمة والحكماء:

أ - الحكمة: الفلسفة القديمة.

ب - الحكماء: الفلاسفة القدماء.

 

الخارجي والذهني:

أ - الذهني: عالم الوعي الانساني.

ب - الخارجي: كل ما هو خارج الوعي الانساني، ومنه العالم الخارجي وهو عالم الحس او عالم الأعيان.

 

الخلاء والملاء:

أ – الملاء: هو الفضاء المشغول بالمادة (الجسم).

ب - الخلاء: هو الفضاء الخالي من المادة (الجسم)، أو هو الفراغ الموهوم الذي يمكن ان يحل فيه الجسم.

 

الدور والتسلسل:

 

الدور: هو توقف وجود الشيء على نفسه.

شرح التعريف:

المراد من عبارة (وجود الشيء) في التعريف (المعلولية)، أي اعتبار الشيء معلولاً.

والمقصود من عبارة (نفسه): (نفس وجود الشيء) المذكور في اول التعريف، فالضمير في العبارة يعود على (وجود الشيء)، واريد بالعبارة اعتبار الشيء علة.

فيكون مفاد التعريف: ان وجود الشيء باعتباره معلولاً يتوقف عليه نفسه باعتباره علة.

فيصير وجود الشيء علة لنفسه ومعلولاً لنفسه في آن واحد.

 

تقسيمه:

 

أ - اذا كان توقف الشيء على نفسه بلا واسطة، سمي الدور المصرح.

مثل أن نقول: (الانسان خلق نفسه).

فالإنسان بافتراضه خالقاً لنفسه لا بد ان يكون موجوداً قبل أن يخلق نفسه للزوم تقدم العلة على المعلول.

ومعنى هذا أن وجوده معلولاً (مخلوقاً) توقف على وجوده علة (خالقاً).

والنتيجة ان وجوده توقف على وجوده، فهو لا يوجد مخلوقاً الا بعد أن يوجد خالقاً.

 

ب - واذا كان التوقف بواسطة سمي الدور المضمر. والواسطة قد تكون واحدة وقد تكون اكثر.

مثل: ان نقول: ان وجود (أ) يتوقف على وجود(ب)، ووجود (ب) يتوقف على وجود (أ).

فتكون النتيجة: ان وجود (أ) يتوقف على وجود (أ) نفسه، ولكن بواسطة (ب).

 

دليل استحالة الدور:

واستدلوا على استحالة الدور بأنه يلزم منه اجتماع النقيضين، واجتماع النقيضين مستحيل.

ويتمثل اجتماع النقيضين في:

أ - افتراض ان الشيء الواحد يكون موجوداً ومعدوماً في آن واحد.

ب - افتراض ان الشيء الواحد في آن واحد يكون وجوده متقدماً ومتأخراً.

 

التسلسل:

التسلسل: هو ترتب العلل لا الى نهاية.

بمعنى ان يستند الشيء الممكن الى علة، وتلك العلة تستند الى علة، وهلم جرا الى لا نهاية.

 

تقسيمه:

ينقسم التسلسل على قسمين: المرتَّب وغير المرتَّب.

ثم ينقسم كل واحد منهما الى قسمين أيضاً كالتالي:

 

1 - التسلسل المرتب:

أ - ان يكون الترتيب فيه طبيعياً، نحو التسلسل في العلل والمعلولات، والصفات والموصوفات.

ب - ان يكون الترتيب فيه وضعياً، نحو التسلسل في الاجسام.

 

واستحالة هذين القسمين موضع اتفاق عند الحكماء والمتكلمين.

 

2 - التسلسل غير المرتب:

أ - التسلسل في الحوادث.

ب - التسلسل في النفوس الناطقة المفارقة.

وهما غير مستحيلين عند الحكماء، ومستحيلان عند المتكلمة.

 

دليل استحالة التسلسل:

ذكروا لبطلان التسلسل واستحالته اكثر من دليل، وأخصرها عبارة وأيسرها تناولاً وأقصرها في الوصول الى النتيجة ما قرره الشيخ المفيد، قال:

« الدليل على ذلك ان السلسلة الجامعة لجميع اجزاءٍ ممكنةٍ لا بد لها من مؤثر خارج عنها، والخارج عن جميع الممكنات هو واجب الوجود لذاته، فتنتهي السلسلة ويبطل التسلسل«(9)

 

عالم المثال:

هو العالم المتوسط بين العالم العقلي وعالم المادة والطبيعة ويسمى عالم البرزخ ايضاً.

 

العدم المطلق والمقيد:

1 - العدم المطلق: هو المقابل للوجود المطلق.

2 - العدم المقيد: هو الذي يكون بعد الوجود وينفيه.

 

العقل النظري والعملي:

قسموا العقل باعتبار ما يدركه الى قسمين:

1 - العقل النظري: وقالوا: هو ادراك ما ينبغي ان يعلم.

2 - العقل العملي: وقالوا: هو إدراك ما ينبغي ان يعمل.

 

العلم الحضوري والحصولي:

قسموا العلم باعتبار كيفية حصول المعلوم لدى العالم على قسمين:

1 - العلم الحصولي: وهو حصول المعلوم بماهيته لدى العالم، كعلمنا بالأشياء الموجودة في العالم الخارجة عن اطار ذواتنا.

2 - العلم الحضوري: وهو حصول المعلوم بوجوده لدى العالم، كعلم الانسان بذاته التي يشير اليها ب(أنا).

 

العلة والمعلول:

العلة: هي ما يؤثر في غيره.

المعلول: هو الأثر الحادث عن العلة.

 

أقسام العلة:

قسمت العلة فلسفياً وكلامياً على أقسام متعددة باعتبارات مختلفة. ومن ذلك:

 

1 - تقسيمها باعتبار الاستقلالية في التأثير واللااستقلالية الى: تامة وناقصة.

أ - العلة التامة: هي التي تستقل بالتأثير.

وضابطها: ان يلزم من وجودها وجود المعلول، ومن عدمها عدمه.

ب - العلة الناقصة: هي التي لا تستقل بالتأثير، بل تكون مشاركة لغيرها فيه.

وضابطها: ان لا يلزم من وجودها المعلول، ولكن يلزم من عدمها عدمه.

 

2 - تقسيمها باعتبار مساهمتها في ايجاد المعلول الى: فاعلية ومادية وصورية وغائية.

وهو التقسيم الرباعي الارسطي المعروف منذ عهود الفلسفة الاغريقية حتى الآن.

أ - العلة الفاعلية: «هي التي تفيض وجود المعلول وتفعله».

ب - العلة المادية: هي الجزء المادي الذي يتركب المعلول منه ومن الصورة.

ح - العلة الصورية: هي الجزء الشكلي الذي يتركب المعلول منه ومن المادة، وبه تتحقق شيئية الشيء.

د - العلة الغائية: هي الغرض المتوخى من وجود المعلول.

ولنأخذ (الكرسي المصنوع من الخشب) مثالاً لتوضيح معنى كل قسم، ولبيان توزيع وظيفة كل قسم ودوره في المساهمة في ايجاد المعلول ووجوده، فنقول:

العلة الفاعلية هي (النجار) لانه الفاعل الذي صنع الكرسي. والعلة المادية هي (الخشب) لأنه المادة التي صنع منها الكرسي.

والعلة الصورية هي (الهيئة) لانها الصورة التي ظهر بها الكرسي وبان صنعه، وهي قيامه على أربع قوائم، فوقها مقعد متصل به من الوراء مسند.. والخ.

والعلة الغائية: هي الجلوس عليه، لانه الغاية المقصودة من صنعه.

تقسيم العلة الفاعلية:

ويقسم الفاعل المؤثر الى قسمين: المختار، والموجب - بفتح الجيم - .

1 - الفاعل المختار: هو الذي يمكنه الفعل والترك بالنسبة الى الشيء الواحد.

2 - الفاعل الموجب: هو الذي يمكنه الفعل، ولكن لا يمكنه الترك.

بمعنى انه يستحيل تخلف اثره عنه، كالنار في احراقها، والشمس في اشراقها.

وربما سمي الاخير منهما: الفاعل بالاضطرار في مقابل تسمية الاول: الفاعل بالاختيار.

 

العناصر الأربعة:

هي: الهواء والماء والتراب والنار.

يذهب الحكماء الى أن الموجودات في عالم الطبيعة، إما حيوانات أو نباتات أو جمادات.

وهذه الموجودات مركبة من العناصر الاولية الاربعة: النار والهواء والماء والتراب.

وكل عنصر من هذه العناصر الاربعة يتألف من اتحاد اثنتين من الكيفيات الاربع: الحرارة والبرودة واليبوسة والرطوبة.

فمن الحرارة واليبوسة معاً تتكون النار.

ومن البرودة والرطوبة معاً يتكون الهواء.

ومن البرودة واليبوسة معاً يتكون التراب.

ومن البرودة والرطوبة معاً يتكون الماء.

 

القديم والحادث:

1 - القديم: هو الموجود الذي لم يسبق بالعدم.

2 - الحادث: هو الموجود المسبوق بالعدم، أو هو الكائن بعد أن لم يكن.

 

اللاهوت والناسوت:

1- اللاهوت: يطلق على عدة معان:

- الالوهية.

- علم التوحيد.

- العالم العلوي، ويعرف ب(عالم الجبروت) أيضاً.

 

2 - الناسوت: يراد به:

- الانسان.

- العالم السفلي.

 

اللطف المقرِّب و المحصِّل:

1 - اللطف المقرب: هو ما يكون المكلف معه أقرب الى فعل الطاعة وأبعد من فعل المعصية، ولم يكن له حظ في التمكين، ولم يبلغ حد الإلجاء.

 

2 - اللطف المحصل: هو ما يحصل عنده الطاعة من المكلف على سبيل الاختيار، ولولاه لم يطع مع تمكنه في الحالين(10).

 

الماهية والوجود:

الماهية:

كلمة (ماهية ) مصدر صناعي مأخوذ من عبارة (ما هو؟) او (ما هي؟) التي تقال في السؤال عن حقيقة الشيء.

ومن هنا عرّفها الحكماء بانها «ما يقال في جواب ما هو»(11).

واستخلص الجرجاني من تعريف الحكماء المذكور تعريفاً آخر هو آن «ماهية الشيء: ما به الشيء هو هو»(12).

وتوضيح ذلك بالمثال نقول: إننا عندما نسأل عن حقيقة الانسان بقولنا: ما هو الانسان؟ نجاب: الانسان: حيوان ناطق.

فعبارة (حيوان ناطق) المقولة في جواب سؤالنا: ما هو الانسان، هي ماهية الانسان.

وبتعبير آخر: ان المعنى الذي تدل عليه هذه العبارة هو ماهية الانسان.

فماهية الشيء: حقيقته.

 

الوجود:

مفهوم الوجود هو أوضح وأجلى المفاهيم الموجودة في ذهن الانسان، ولهذا لا يمكن تعريفه تعريفاً علمياً، لان شرط التعريف ان يكون أجلى وأوضح من المعرَّف، ولا أقل من مساواته له في الوضوح، وكل ما ذكر ويذكر من تعريف للوجود هو أخفى منه. لان الوجود - كما أسلفت - لا شيء أعرف وأجلى منه، إذ لا يوجد معنى أعم منه.

وعلى هذا: فأي تعريف للوجود لا يضيف لمعلوماتنا عنه معلومة جديدة.

مضافاً اليه: أنه لا جنس ولا فصل أو خاصة للوجود، لانه بسيط.

وهذه - كما هو معلوم منطقياً - عناصر التعريف ومقوماته، وعند عدمها لا نستطيع التعريف تعريفاً منطقياً.

ومن هنا يكون ترك تعريفه هو الصواب.

فمفهوم الوجود هو ما نفهمه وندركه من معنى لهذه الكلمة. وبتعبير آخر: هو ما يتبادر الى اذهاننا من معنى عند سماع كلمة (وجود).

 

العلاقة بين الماهية والوجود:

1 - لا خلاف بينهم في أن الوجود والماهية في الخارج هما شيء واحد وذات واحدة.

وإنما الخلاف بينهم في نوعية العلاقة بينهما في عالم التصور والتعقل الذهني، وهو على قولين هما:

أ - ان العلاقة بين الماهية والوجود علاقة إتحاد.

ب - ان العلاقة بينهما علاقة تغاير.

والقول الاول هو مذهب ابي الحسن الأشعري ومشايعيه، قال: «وجود كل شيء عين ماهيته»(13).

وفُسر قوله هذا بانه يذهب الى اتحاد الوجود والماهية، أي عدم زيادة الوجود على الماهية.

واستدل له بان الماهية - في واقعها - إما موجودة أو معدومة.

فان كانت موجودة قبل عروض الوجود عليها يكون الوجود العارض عليها قائماً في ماهية موجودة.

وهذا يلزم منه اجتماع المثلين، وهما: المثل الاول: وجود الماهية المفروض قبل عروض الوجود عليها، والمثل الثاني: الوجود العارض عليها.

واجتماع المثلين باطل لانه محال.

وعليه يبطل القول بزيادة الوجود على الماهية، ويثبت اتحادهما، ويكون وجود الماهية هو نفس الماهية.

وان كانت الماهية معدومة قبل عروض الوجود عليها يكون الوجود العارض عليها قائماً في ماهية معدومة، فيجتمع النقيضان وهما عدم الماهية المفروض قبل عروض الوجود عليها، والوجود العارض عليها.

واجتماع النقيضين باطل لانه محال.

فيبطل القول بزيادة الوجود على الماهية، ويثبت اتحادهما فيكون وجود الماهية هو نفس الماهية.

ورُدَّ هذا الاستدلال من قبل اصحاب القول الثاني: بان الماهية من حيث هي وفي واقعها لا موجودة ولا معدومة.

فعروض الوجود عليها انما كان بما هي في واقعها، أي بما هي غير متصفة بالوجود أو العدم.

وعليه لا يلزم من عروضه عليها اجتماع المثلين أو اجتماع النقيضين.

والدليل على ان الماهية من حيث هي لا موجودة ولا معدومة: ان الماهية «لما كانت تقبل الاتصاف بانها موجودة او معدومة، او واحدة أو كثيرة، أو كلية أو مفردة، وكذا سائر الصفات المتقابلة، كانت في حد ذاتها مسلوبة عنها الصفات المتقابلة»(14)

وذهب الآخرون الى القول الثاني.

وفُسر: بان الوجود زائد على الماهية عارض لها.

ومقصودهم من هذا: ان العقل يستطيع «ان يجرد الماهية عن الوجود فيعتبرها وحدها، فيعقلها، ثم يصفها بالوجود وهو معنى العروض، فليس الوجود عيناً للماهية»(15).

والتغابر بين الماهية والوجود يتحقق في أن كلاً منهما له مفهوم غير مفهوم الآخر.

واستدل لهذا القول بأدلة منها:

أ - صحة الحمل:

وتقريره: إنا نحمل الوجود على الماهية، فنقول: (الماهية موجودة)، فنستفيد منه فائدة معقولة لم تكن حاصلة لنا قبل الحمل، وانما تتحقق هذه الفائدة على تقدير المغايرة {في المفهوم بين الماهية والوجود}، إذ لو كان الوجود نفس الماهية لكان قولنا: (الماهية موجودة) بمنزلة (الماهية ماهية) أو (الموجودة موجودة).

والتالي باطل فكذا المقدم»(16).

 

ب - صحة السلب:

وتقريره: انا قد نسلب الوجود عن الماهية فنقول: (الماهية معدومة) {أو الماهية ليست موجودة}، فلو كان الوجود نفس الماهية لزم التناقض، ولو كان جزء منها لزم التناقض ايضاً، لان تحقق الماهية يستدعي تحقق اجزائها التي من جملتها الوجود، فيستحيل سلبه عنها، وإلا لزم اجتماع النقيضين.

فتحقق انتفاء التناقض يدل على الزيادة»(17).

وصحة الحمل، وكذلك صحة السلب دليل التغاير في المفهوم كما هو مقرر في محله.

ويلخص صاحب المنظومة المسألة على القول الثاني ببيته التالي:

ان الوجود عارض الماهيه تصوراً واتحادا هوية

يقول: ان عروض الوجود على الماهية هو في عالم التصور والتعقل فقط، وهو ما عبرنا عنه بالتغاير في المفهوم.
أما في عالم الواقع الموضوعي الذي عبر عنه بالهوية (وهي حقيقة الشيء من حيث تميزه من غيره) فهما متحدان، أي هما ذات واحدة.

الخلاصة: ونخلص من كل هذا الى أن الوجود والماهية متغايران مفهوماً متحدان مصداقاً.

 2- وينسق على مسألتنا المتقدمة مسألة أخرى من مسائل العلاقة بين الوجود والماهية هي مسألة الاصالة و الإِعتبارية.
فبعد الفراغ من ثبوت تغاير الوجود والماهية مفهوماً، يتساءل أيهما الاصيل وأيهما الاعتباري؟؟


فهذه المسألة تقوم على ما تقدم من أن العقل يستطيع أن ينتزع من الاشياء الموجودة في الواقع الموضوعي مفهومين متغايرين هما: مفهوم الوجود ومفهوم الماهية.
فمثلاً: الانسان الموجود في الواقع الخارجي يقوى العقل على أن ينتزع منه: أنه انسان، وأنه موجود.
فالإنسانية هي الماهية.
والموجودية هي الوجود.
فأي هذين المفهومين هو الأصيل؟ وايهما الاعتباري؟.. وكما اختلف في المسألة السابقة على قولين اختلف في هذه المسألة على قولين أيضاً هما:
أ - الوجود هو الأصيل والماهية اعتبارية.
ب - الماهية هي الأصيلة والوجود اعتباري.
قال بالرأي الاول المشاؤون، ونسب القول الثاني الى الاشراقيين.

 
واستدل للقول الاول بأدلة منها:
ان الماهية من حيث هي، مستوية النسبة الى الوجود والعدم، ولا تخرج من هذا الاستواء الى مستوى الوجود الا بالوجود، وبواسطته تترتب عليها آثارها التي هي قوام حقيقتها وكمال شيئيتها نحو الجنس والفصل والخاصة كالحيوانية والناطقية والضاحكية للانسان.
ولأن الوجود هو المخرج لها من حد الاستواء المشار اليه كان هو الأصيل.

واستدل للقول الثاني:

بأن دعوى أصالة الوجود تستلزم ان يكون الوجود الموجود في الخارج موجوداً بوجود آخر.
وعليه يلزم ان يكون لوجوده وجود، ولوجود وجوده وجود، وهكذا.
فتتسلسل الوجودات الى غير نهاية، وهو محال.
وعندما تبطل دعوى أصالة الوجود يتعين القول باعتباريته وأصالة الماهية.
ورُدَّ: بان الوجود في الخارج موجود بنفس ذاته لا بوجود آخر، فلا تسلسل.


اعتبارات الماهية:

للماهية عند الاستعمال وبلحاظ ما يقصده المستعمل منها من حيث الاطلاق والتقييد ثلاثة أقسام، تسمى في الحكمة، اعتبارات الماهية... وذلك كالتالي:


تنقسم الماهية باعتبار ما أشرت اليه على قسمين: مطلقة ومقيدة.
1 - الماهية المطلقة: وهي التي تلحظ اثناء الاستعمال بذاتها أي لا مع شيء زائد عليها.
وبتعبير آخر: تؤخذ مطلقة من التقييد بشيء سواء كان ذلك الشيء وجودياً أو عدمياً.
واصطلح عليها فلسفياً ( الماهية لا بشرط) أي غير المقيدة باشتراط شيء فيها، ولا باشتراط لا شيء فيها.
مثل: (اعتق رقبة)، فالرقبة - وهي الماهية هنا - غير مقيدة لا بوصف وجودي ولا بوصف عدمي.
2 - الماهية المقيدة: وهي التي تقيد أثناء الاستعمال بشيء.
ولأن الشيء الذي تقيد به قد يكون وجودياً وقد يكون عدمياً قسمت على قسمين، هما:
أ - الماهية بشرط شيء: وهي المقيدة بشيء وجودي. مثل (اعتق رقبة مؤمنة)، فالرقبة هنا مقيدة بوصف وجودي وهو الايمان.
ب - الماهية بشرط لا شيء (وقد تختصر تسميتها فيقال: الماهية بشرط لا): وهي المقيدة بشيء عدمي.
مثل: (اعتق رقبة غير كافرة)، فالرقبة هنا مقيدة بوصف عدمي، وهو عدم الكفر(18).

الوجود الذهني:
اتفقوا في ان للماهيات وجوداً خارجياً.
وعرّفوه: بانه الوجود الذي تترتب على الماهية فيه آثارها المقومة لحقيقتها والمكملة لشيئيتها.
ولكن اختلفوا في انه هل هناك وجود آخر للماهية وراء الوجود الخارجي؟.
أو أنه ليس للماهية الا هذا الوجود الخارجي.
والمشهور بينهم أن للماهية وجوداً آخر وراء هذا الوجود الخارجي، وهو الوجود الذهني.
وعرّفوه: بأنه الوجود الذي لا تترتب فيه على الماهية آثارها.
بمعنى ان الموجود في الذهن ليس الماهية بلوازمها واحكامها التي هي مترتبة عليها في الوجود الخارجي.
وانما الموجود صورتها ومثالها المجردان عن مالها من آثار ولوازم.
«واحتج المشهور على ما ذهبوا اليه من الوجود الذهني بوجوه:

أحدها: أنا نحكم على المعدومات بأحكام ايجابية كقولنا: (بحر من زئبق كذا)، وقولنا: (اجتماع النقيضين غير اجتماع الضدين)، الى غير ذلك.
والايجاب اثبات، واثبات شيء لشيء فرع ثبوت المثبت له.
(اذن) فلهذه الموضوعات المعدومة وجود، اذ ليس في الخارج، ففي موطن آخر، ونسميه الذهن.
والثاني: أنا نتصور أموراً تتصف بالكلية والعموم كالإنسان الكلي، والحيوان الكلي.
والتصور اشارة عقلية لا تتحقق إلا بمشار اليه موجود، وإذ لا وجود للكلي التلاقي كلي في الخارج فهي موجودة في موطن آخر، ونسميه الذهن.
الثالث: أنا نتصور الصرف من كل حقيقة، وهو الحقيقة محذوفاً عنها ما يكثرها بالخلط والانضمام كالبياض المتصور بحذف جميع الشوائب الاجنبية.
وصرف الشيء لا يتثنى ولا يتكرر، فهو واحد وحدة جامعة لكل ما هو من سنخه.
والحقيقة بهذا الوصف غير موجودة في الخارج، فهي موجودة في موطن آخر، نسميه الذهن»(19).

 

المواد الثلاث:
كل معقول (وهو الصورة الحاصلة في العقل) اذا قيس الى الوجود الخارجي، أو نسب اليه الوجود الخارجي لا يخلو واقعه من واحد من الاحكام الثلاثة التي عبّر عنها بعضهم بالمواد الثلاث وهي التالية:
1 - إما ان يكون واجب الوجود في الخارج لذاته.
2 - واما ان يكون ممتنع الوجود في الخارج لذاته.
3 - واما ان يكون ممكن الوجود في الخارج لذاته.


ومعنى الوجوب - هنا - : ان يكون الوجود له ضرورياً.
ومعنى الامتناع: ان يكون العدم له ضرورياً.
ومعنى الامكان: ان لا يكون الوجود له ضرورياً، ولا العدم له ضرورياً.
ويمكننا ان نقول في ضوء هذا:
ينقسم المعقول الى قسمين:
1 - موجود.
2 - معدوم.
وينقسم الموجود الى قسمين أيضاً:
1 - واجب الوجود لذاته.
2 - ممكن الوجود لذاته.
وينقسم المعدوم الى قسمين أيضاً:
1- ممتنع الوجود لذاته.
2 - ممكن الوجود لذاته.


خصائص الواجب لذاته:
انفرد الموجود الواجب لذاته بأوصاف تلزمه، عبّروا عنها ب(خواص الواجب)، وهذه الخواص أو الخصائص هي:
1 - ان يكون وجوده واجباً لذاته.
وذلك لأنه اذا كان وجوده واجباً لغيره أو واجباً لذاته ولغيره معاً يلزم منه ارتفاع وجوده عند ارتفاع ذلك الغير، وعليه لا يكون واجباً لذاته.
2 - ان يكون وجوده نفس حقيقته وغير زائد عليها.
وذلك لانه اذا كان وجوده زائداً على حقيقته يلزم من هذا افتقاره اليه، والمفتقر ممكن، فلا يكون واجباً لذاته.
3 - ان لا يكون مركباً.
لان المركب مفتقر الى اجزائه، وجزء الشيء غيره، فيكون محتاجاً الى الغير، والمحتاج الى الغير ممكن فلا يكون واجباً لذاته.
4 - ان لا يكون جزءاً من غيره.
لانه اذا كان جزءاً من غيره ينفعل بذلك الغير، فيكون ممكناً لاحتياجه اليه، وعليه لا يكون واجباً لذاته.
5 - ان لا يكون منطبقاً على اثنين.
وذلك «لانهما حينئذٍ يشتركان في وجوب الوجود، فلا يخلو إما ان يتميزا أولا. فان لم يتميزا لم تحصل الاثنينية.
وان تميزوا لزم تركب كل واحد منهما مما به المشاركة ومما به الممايزة.
وكل مركب ممكن»(20).
وعليه: لا يكون واجباً لذاته.
خصائص الممكن:
وكما انفرد الواجب لذاته بخصائص، كذلك انفرد الممكن لذاته بخصائص هي:
1 - ان يكون طرفا الممكن (الوجود والعدم) متساويين بالنسبة اليه، فلا يكون أحدهما أولى به من الآخر.
وذلك لانه ان امكن وقوع غير الاولى لم تكن الاولوية المفروضة كافية في الترجيح.
وان لم يكن وقوع غير الاولى، يكون الاولى - حسب الفرض - واجباً له، فيصبح الممكن - على هذا - اما واجباً او ممتنعاً، وهذا محال.
2 - ان الممكن محتاج في حدوثه الى مؤثر.
وذلك لأن استواء الوجود والعدم بالنسبة الى ذاته يستدعي استحالة ترجيح احدهما على الآخر الا بمرجح، وهو معنى الاحتياج.
3 - ان الممكن كما هو محتاج في حدوثه الى مؤثر كذلك هو محتاج في بقائه الى مؤثر.
وذلك لأن الامكان لازم للماهية، ومن المستحيل فصله عنها، لأن فصله عنها يستلزم انقلاب الممكن الى واجب أو الى ممتنع. ولأنه ثبت ان الاحتياج لازم للإمكان، والامكان لازم لماهية الممكن.
ولان لازم اللازم لازم.
يكون الاحتياج لازماً لماهية الممكن حدوثاً وبقاء.

النسبة الغيرية:
هناك من احكام الجواهر والاعراض ما يسمى بالنسبة الغيرية وهي التي تتمثل في المواد التالية:
1 - التماثل:
وهي النسبة بين المعقولين المتساويين في تمام الماهية، نحو البياضين والسوادين، ويعرفان بالمتماثلين.
2 - التخالف:
وينقسم الى: التلاقي والتقابل.
3 - التلاقي:
ويقع بين الشيئين الوجوديين اللذين يمكن اجتماعهما إلا أن الافتراق بينهما نشأ بسبب خارج عن ذات الشيء، كافتراق الحلاوة والسواد في السكر والفحم.
ويسميان المتخالفين، وبتعبير أصوب: المتلاقيين.
4 - التقابل:
ويقع بين المغاير أحدهما للآخر لذاته.


ويقسم الى الاقسام الاربعة التالية:
أ - التضايف:
ويقع بين الشيئين الوجوديين اللذين يعقل كل منهما بالنسبة الى الآخر، نحو الابوة والبنوة.
ويصطلح عليهما بالمتضايفين.
ب - التضاد:
ويقع بين الشيئين الوجوديين اللذين لا يجتمعان في محل واحد، ولكن يرتفعان عنه، كالسواد والبياض.
ويعرفان بالضدين والمتضادين.
ح - العدم والملكة:
ويقعان في الشيئين اللذين أحدهما وجودي والآخر عدمي من شأنه أن يتصف محله بوجود مقابله.
وبتعبير آخر: فيه قابلية الاتصاف بالملكة، مثل العمى والبصر، فان العمى - هنا - عدم البصر الذي هو الملكة، وفي محله قابلية الاتصاف بالبصر.
وهما كما لا يجتمعان في ذات واحدة لا يرتفعان عنها.
خ - التناقض:
ويقع بين الشيئين اللذين احدهما وجودي والآخر عدمي، يمثل الوجودي طرف الايجاب أو الاثبات، ويمثل العدمي طرف السلب أو النفي، مثل الوجود والعدم.
وكذلك هما لا يجتمعان في ذات واحدة ولا يرتفعان عنها. ويعرفان بالمتناقضين والنقيضين والمتنافيين.


الوجود الظلي:
هو الصادر الأول عن المبدأ الأول عند اصحاب نظرية العقول الطولية.
وهو عقل مجرد، وسمي ظلياً لافتقاره الى الوجود الواجبي وتقومه به، وعدم استقلاله دونه.

_______________

(1) انظر: تعليقة السيد هاشم الحسيني الطهراني على توحيد الصدوق ص 64 .

(2) النكت الاعتقادية 384.

(3) التحقيق التام 43.

(4) قواعد العقائد للطوسي 439.

(5) كشف المراد 100.

(6) بداية الحكمة 91.

(7) النكت الاعتقادية 384 - 385 .

(8) قواعد العقائد 439 .

(9)النكت الاعتقادية  388.

(10) كشف المراد 254.

(11) بداية الحكمة 75 .

(12) التعريفات: مادة ماهية.

(13) التحقيق التام 28 .

(14) بداية الحكمة 75 .

(15) بداية الحكمة 13 .

(16) كشف المراد 9 .

(17) م . ن .

(18) عدلت عن المجردة ممثلاً بالمثال المذكور لأن المجردة لا موطن لها الا الذهن، والقسمة - كما رأينا - قائمة على استعمال له واقع يعايشه الناس .
(19) بداية الحكمة 36 - 37 .
(20) النافع يوم الحشر 41 .

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.