المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

العقائد الاسلامية
عدد المواضيع في هذا القسم 4514 موضوعاً
التوحيد
العدل
النبوة
الامامة
المعاد
فرق و أديان
شبهات و ردود
أسئلة وأجوبة عقائدية
الحوار العقائدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
لا عبادة كل تفكر
2024-04-27
معنى التدليس
2024-04-27
معنى زحزحه
2024-04-27
شر البخل
2024-04-27
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


حديث المنزلة  
  
870   01:01 صباحاً   التاريخ: 9-08-2015
المؤلف : الشيخ الطوسي
الكتاب أو المصدر : الاقتصاد
الجزء والصفحة : ص 222
القسم : العقائد الاسلامية / الامامة / امامة الامام علي عليه السلام /

 ﻣﻤﺎ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﺇﻣﺎمة (علي) ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﺎ ﺭﻭﻱ ﻋﻦ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻭﺳﻠﻢ ﻣﻦ ﻗﻮﻟﻪ " ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻻ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻱ " ﻓﺄﺛﺒﺖ ﻟﻪ ﺟﻤﻴﻊ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺇﻻ ﻣﺎ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﻩ ﻟﻔﻈﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ، ﻭﻋﺮﻓﻨﺎ ﺑﺎﻟﻌﺮﻑ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺃﺧﺎﻩ ﻷﺑﻴﻪ ﻭﺃﻣﻪ، ﻭﻗﺪ ﻋﻠﻤﻨﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻧﻪ ﻛﺎﻥ ﻣﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ ﻭﺃﻓﻀﻞ ﺭﻋﻴﺘﻪ ﻣﻤﻦ ﺷﺪ ﺍﻟﻠﻪ ﺑﻪ ﺃﺯﺭﻩ، ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻟﻪ، ﻭﻓﻲ ﺛﺒﻮﺕ ﻓﺮﺽ ﻃﺎﻋﺘﻪ ﺛﺒﻮﺕ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ. ﻭﻗﺪ ﻧﻄﻖ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺑﺒﻌﺾ ﻣﻨﺎﺯﻝ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ، ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺣﻜﺎﻳﺔ ﻋﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺃﻧﻪ ﺳﺄﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻓﻘﺎﻝ {َاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي * هَارُونَ أَخِي * اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي * وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي } [طه: 29 - 32] ﻭﻓﻲ ﺁﻳﺔ ﺃﺧﺮﻯ {اخْلُفْنِي فِي قَوْمِي وَأَصْلِحْ } [الأعراف: 142] ﻭﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ {قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه: 36]، ﻓﻮﺟﺐ ﺑﺘﻠﻚ ﺛﺒﻮﺕ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ. ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻪ ﺻﺢ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﺪﻣﻨﺎﻩ ﻓﻲ ﺧﺒﺮ ﺍﻟﻐﺪﻳﺮ ﻣﻦ ﺗﻮﺍﺗﺮ ﺍﻟﺸﻴﻌﺔ ﺑﻪ ﻭﻧﻘﻞ ﺍﻟﻤﺨﺎﻟﻔﻴﻦ ﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺍﻟﺘﻮﺍﺗﺮ ﻭﺍﻻﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻪ ﻭﺇﻥ ﺍﺧﺘﻠﻔﻮﺍ ﻓﻲ ﺗﺄﻭﻳﻠﻪ، ﻭﺍﺣﺘﺠﺎﺟﻪ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺍﻻﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻪ، ﻭﻛﻞ ﺫﻟﻚ ﻣﻮﺟﻮﺩ ﻫﻬﻨﺎ.

ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮﻩ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ ﻭﻣﺴﻠﻢ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺠﺎﺝ ﻓﻲ ﺻﺤﻴﺤﻴﻬﻤﺎ،(1) ﻭﺍﻟﻄﺮﻳﻖ ﺇﻟﻰ ﺗﺼﺤﻴﺢ ﺍﻷﺧﺒﺎﺭ ﻫﻮ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﺈﺫﺍ ﺛﺒﺖ ﺃﻥ ﻣﻘﺘﻀﺎﻩ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻗﻄﻊ ﻋﻠﻰ ﺻﺤﺘﻪ، ﻭﻣﻦ ﻟﻢ ﻳﻘﻄﻊ ﻟﻢ ﻳﻘﻞ ﺃﻥ ﻣﻘﺘﻀﺎﻩ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻘﻮﻟﻴﻦ ﺧﺮﻭﺝ ﻋﻦ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ. ﻭﻫﺎﺭﻭﻥ ﻭﺇﻥ ﻣﺎﺕ ﻓﻲ ﺣﻴﺎﺓ ﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻓﻜﺎﻥ ﻣﻤﻦ ﻟﻮ ﻋﺎﺵ ﻟﺒﻘﻲ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻮﻣﻪ، ﻭﺇﺫﺍ ﺟﻌﻞ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻋﻠﻲ ﻣﺜﻞ ﻣﻨﺰﻟﺘﻪ ﺳﻮﺍﺀ ﻭﺑﻘﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ، ﻭﺟﺐ ﺃﻥ ﺗﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ. ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻟﻮ ﺑﻘﻲ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ ﻟﻜﺎﻥ ﻣﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﻧﺒﻮﺗﻪ ﻻ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻋﻠﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻧﺒﻴﺎ ﻓﻜﻴﻒ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺛﺒﺖ ﻓﻲ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻭﺍﻹﻣﺎﻡ، ﻭﻫﻲ ﻣﻨﻔﺼﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻓﻼ ﺗﺠﺐ ﺑﺎﻧﺘﻔﺎﺀ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﺍﻧﺘﻔﺎﺅﻫﺎ، ﺑﻞ ﻻ ﻳﻤﺘﻨﻊ ﺃﻥ ﺗﻨﺘﻔﻲ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻭﻳﺜﺒﺖ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، [ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻗﺪ ﺃﺛﺒﺖ ﻟﻪ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻭﺍﻧﺘﻔﺖ ﺍﻟﻨﺒﻮﺓ ﻟﻢ ﻳﺠﺐ ﺍﻧﺘﻔﺎﺀ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ] .

ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﻟﻮﻛﻴﻠﻪ: ﺃﻋﻂ ﻓﻼﻧﺎ ﻛﺬﺍ ﻷﻧﻪ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﻋﻠﻲ ﻣﻦ ﺛﻤﻦ ﻣﺒﻴﻊ، ﺛﻢ ﻗﺎﻝ: ﻭﺃﻧﺰﻝ ﻓﻼﻧﺎ ﺁﺧﺮ ﺑﻤﻨﺰﻟﺘﻪ. ﻓﺈﻧﻪ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻄﻴﻪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ ﻭﺇﻥ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﺍﺳﺘﺤﻖ ﻣﻦ ﺛﻤﻦ ﻣﺒﻴﻊ، ﺑﺄﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺍﺳﺘﺤﻘﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﺃﻭ ﺍﺑﺘﺪﺍﺀﺍ ﻫﺒﺔ ﻣﻨﻪ، ﻭﻟﻴﺲ ﻟﻠﻮﻛﻴﻞ ﻣﻨﻌﻪ ﻭﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺫﻟﻚ ﺍﺳﺘﺤﻘﻪ ﻣﻦ ﺛﻤﻦ ﺍﻟﻤﺒﻴﻊ ﻭﺃﻧﺖ ﻓﻤﺎ ﺑﻌﺘﻪ ﺷﻴﺌﺎ ﻓﻼ ﺗﺴﺘﺤﻖ، ﻷﻥ ﺍﻟﻌﻘﻼﺀ ﻳﻮﺟﺒﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻮﻛﻴﻞ ﺍﻟﻌﻄﻴﺔ ﻭﻻ ﻳﻠﺘﻔﺘﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﻋﺘﺬﺍﺭ ﻭﻻ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻘﻮﻝ.

ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﺗﻘﺪﻳﺮﻩ ﺃﻥ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻟﻮ ﺑﻘﻲ ﻻﺳﺘﺤﻖ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ، ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻣﻔﺮﺩﺓ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻨﺰﻟﺔ، ﻛﻤﺎ ﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﺻﻼﺓ ﺳﺎﺩﺳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﺪﻳﺮ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺗﻌﺒﺪﻧﺎ ﺑﻬﺎ ﻟﻜﺎﻧﺖ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ.

ﻗﻠﻨﺎ: ﺍﻟﻤﻘﺪﺭ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﻟﻪ ﺳﺒﺐ ﺍﺳﺘﺤﻘﺎﻕ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ. ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺆﺟﻞ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﻛﻤﺎ ﻳﻮﺻﻒ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﺑﺬﻟﻚ، ﻭﻻ ﺗﻮﺻﻒ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﺍﻟﺴﺎﺩﺳﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ ﻷﻥ ﻟﻴﺲ ﺑﻬﺎ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺏ، ﻭﻟﻮ ﻗﺎﻝ ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺑﻌﺪ ﺳﻨﺔ ﻓﺼﻠﻮﺍ ﺻﻼﺓ ﺳﺎﺩﺳﺔ ﻟﻮﺻﻔﺖ ﺑﺄﻧﻬﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻉ، ﻭﻓﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻟﻪ ﺳﺒﺐ ﻭﺟﻮﺏ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﺠﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻣﻨﺰﻟﺔ. ﻭﻧﻈﻴﺮ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﺴﺘﺨﻠﻒ ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﺔ ﻭﻟﻲ ﻋﻬﺪ ﺑﻌﺪﻩ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻥ ﺫﻟﻚ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻟﻮﻟﻲ ﺍﻟﻌﻬﺪ ﻭﻛﺬﻟﻚ ﻣﻦ ﺃﻭﺻﻰ ﺇﻟﻰ ﻏﻴﺮﻩ ﺟﺎﺯ ﺃﻥ ﻳﻮﺻﻒ ﺑﺄﻧﻪ ﻳﺴﺘﺤﻖ ﺍﻟﻮﺻﻴﺔ ﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺼﺮﻑ ﻭﺍﻗﻔﺎ ﺇﻟﻰ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﺈﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﺟﻌﻞ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﻷﻣﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻣﻨﻴﻦ ﺑﻌﺪﻩ ﺑﻘﻮﻟﻪ " ﻻ ﻧﺒﻲ ﺑﻌﺪﻱ "، ﻭﻛﻤﺎ ﺃﻥ ﻣﻦ ﺣﻖ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺃﻥ ﻳﺨﺮﺝ ﺍﻟﻜﻼﻡ ﻣﺎ ﻟﻮﻻﻩ ﻟﻜﺎﻥ ﺛﺎﺑﺘﺎ. ﺃﻻ ﺗﺮﻯ ﺃﻥ ﺍﻟﻘﺎﺋﻞ ﺇﺫﺍ ﻗﺎﻝ " ﺿﺮﺑﺖ ﻏﻠﻤﺎﻧﻲ ﻛﻠﻬﻢ ﺇﻻ ﺯﻳﺪﺍ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ " ﺃﻓﺎﺩ ﺿﺮﺏ ﻣﻦ ﺿﺮﺑﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﻭﺗﺮﻙ ﻣﻦ ﺗﺮﻛﻪ ﻣﺜﻞ ﺫﻟﻚ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻌﻞ ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺑﻌﺪﻩ ﻓﻴﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﺜﺒﺖ ﻟﻪ ﻣﺎ ﻋﺪﺍ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﺑﻌﺪﻩ. ﻭﺍﻟﻤﻌﺘﺎﺩ ﻣﻦ ﻟﻔﻈﺔ " ﺑﻌﺪﻱ " ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺮﻑ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻤﻮﺕ، ﻛﻤﺎ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ: ﻫﺬﺍ ﻭﺻﻴﻲ ﺑﻌﺪﻱ ﻭﻭﻟﻲ ﻋﻬﺪﻱ ﺑﻌﺪﻱ ﻭﺃﻧﺖ ﺣﺮ ﺑﻌﺪﻱ. ﻓﻠﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﺇﻥ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺏ " ﺑﻌﺪﻱ " ﺑﻌﺪ ﻧﺒﻮﺗﻲ، ﻟﻤﺎ ﻟﻮ ﺳﻠﻤﻨﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺑﻌﺪ ﻧﺒﻮﺗﻲ ﻟﺪﺧﻞ ﻓﻴﻪ ﺍﻷﺣﻮﺍﻝ ﻛﻠﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﺟﻤﻠﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ. ﻓﺈﺫﺍ ﻗﻴﻞ: ﻳﻠﺰﻡ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻔﺘﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻭﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﺇﻣﺎﻣﺎ. ﻗﻠﻨﺎ: ﺃﻣﺎ ﻓﺮﺽ ﺍﻟﻄﺎﻋﺔ ﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺣﺎﺻﻼ ﻟﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻟﻢ ﻳﺄﻣﺮ ﻟﻮﺟﻮﺩ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ، ﻭﻛﻮﻧﻪ ﺇﻣﺎﻣﺎ ﻭﺇﻥ ﺍﻗﺘﻀﺎﻩ ﻓﻲ ﺍﻟﺤﺎﻝ ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺘﻀﻴﻪ ﺃﻳﻀﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻮﻓﺎﺓ ﻓﺄﺧﺮﺟﻨﺎ ﺣﺎﻝ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻟﻤﻜﺎﻥ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻣﻊ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺇﻣﺎﻡ ﻭﺑﻘﻲ ﺍﻟﺒﺎﻗﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻤﻮﻣﻪ.

ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﺤﻤﻠﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ، ﻷﻥ ﺫﻟﻚ ﺧﻼﻑ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ، ﻓﺈﻥ ﺃﺣﺪﺍ ﻣﻦ ﺍﻷﻣﺔ ﻟﻢ ﻳﺜﺒﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺑﻌﺪ ﻋﺜﻤﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﻣﺎ ﻗﺒﻠﻪ، ﻭﻣﻦ ﺃﺛﺒﺖ ﺫﻟﻚ ﺃﺛﺒﺘﻪ ﺑﺎﻻﺧﺘﻴﺎﺭ، ﻭﻣﻦ ﺃﺛﺒﺖ ﺇﻣﺎﻣﺘﻪ ﺑﻬﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺃﺛﺒﺘﻬﺎ ﺑﻌﺪ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺇﻟﻰ ﺁﺧﺮ ﻋﻤﺮﻩ، ﻓﺎﻟﻔﺮﻕ ﺑﻴﻦ ﺍﻷﻣﺮﻳﻦ ﺧﻼﻑ ﺍﻹﺟﻤﺎﻉ. ﻭﻟﻴﺲ ﻷﺣﺪ ﺃﻥ ﻳﻘﻮﻝ: ﻗﻮﻟﻪ " ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ " ﻳﻘﺘﻀﻲ ﺇﺛﺒﺎﺕ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ، ﻷﻧﻪ ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻘﺎﻝ ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻲ ﺑﻤﻨﺎﺯﻝ. ﻭﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﻫﺬﺍ ﻳﻔﺴﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻬﻴﻦ:

ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ: ﺃﻧﻪ ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﻓﺪﺧﻮﻝ ﺍﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺀ ﻋﻠﻴﻪ ﺩﻟﻴﻞ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﺃﺭﺍﺩ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﻨﺰﻟﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ. ﻭﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺃﻥ ﺍﻷﻣﺔ ﺑﻴﻦ ﻗﺎﺋﻠﻴﻦ: ﻗﺎﺋﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺃﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺧﺮﺝ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺐ ﻓﻬﻮ ﻳﻘﺼﺮﻩ ﻋﻠﻴﻪ، ﻭﻗﺎﺋﻞ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ. ﻭﺇﺫﺍ ﺑﻴﻨﺎ ﻓﺴﺎﺩ ﺧﺮﻭﺝ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺐ ﺛﺒﺖ ﺍﻟﻘﻮﻝ ﺍﻵﺧﺮ. ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻳﺪﻝ ﻋﻠﻰ ﻓﺴﺎﺩ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ ﺭﻭﺍﻳﺔ ﻣﺎ ﻳﺬﻛﺮﻩ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻃﺮﻳﻘﻪ ﺍﻵﺣﺎﺩ، ﻭﺍﻟﺨﺒﺮ ﻣﻌﻠﻮﻡ، ﻭﻟﻮ ﺻﺢ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﻟﻤﺎ ﻭﺟﺐ ﻗﺼﺮ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻋﻠﻰ ﺳﺒﺒﻪ ﻋﻨﺪ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻤﺤﻘﻘﻴﻦ. ﻭﺃﻳﻀﺎ ﻓﻘﺪ ﺭﻭﻱ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﻭﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﺻﻠﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻠﻴﻪ ﻭﺁﻟﻪ ﻗﺎﻟﻪ ﻓﻲ ﻣﻘﺎﻡ ﺑﻌﺪ ﻣﻘﺎﻡ ﻭﻓﻲ ﺃﻭﻗﺎﺕ ﻟﻢ ﻳﻜﻦ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﺴﺒﺐ ﺍﻟﻤﺪﻋﻲ. ﻓﺈﻥ ﻗﻴﻞ: ﻟﻮ ﺃﺭﺍﺩ ﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻟﻘﺎﻝ " ﺃﻧﺖ ﻣﻨﻲ ﺑﻤﻨﺰﻟﺔ ﻳﻮﺷﻊ ﺑﻦ ﻧﻮﻥ "، ﻷﻥ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﻨﺰﻟﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﺣﺎﺻﻠﺔ ﻟﻴﻮﺷﻊ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻌﺪ ﻭﻓﺎﺗﻪ. ﻗﻠﻨﺎ ﻫﺬﺍ ﻓﺎﺳﺪ ﻣﻦ ﻭﺟﻮﻩ:

ﺃﺣﺪﻫﺎ: ﺇﺫﺍ ﻛﺎﻥ ﺍﻟﺨﺒﺮ ﺩﺍﻻ ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﻗﻠﻨﺎﻩ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺮﺍﺩ ﻓﺘﻤﻨﻲ ﺃﻥ ﻳﻜﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﻭﺟﻪ ﺁﺧﺮ ﺍﻗﺘﺮﺍﺡ ﻓﻲ ﺍﻷﺩﻟﺔ، ﻭﺫﻟﻚ ﻻ ﻳﺠﻮﺯ ﻭﻛﺎﻥ ﺫﻟﻚ ﻳﻠﺰﻡ ﻓﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﺍﻷﺩﻟﺔ

ﻭﺃﻛﺜﺮ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ، ﻭﺫﻟﻚ ﺑﺎﻃﻞ ﺑﺎﻻﺗﻔﺎﻕ. ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﺧﻼﻓﺔ ﻳﻮﺷﻊ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻳﺬﻛﺮﻫﺎ ﻗﻮﻡ ﻣﻦ ﺍﻟﻴﻬﻮﺩ، ﻭﺧﻼﻓﺔ ﻫﺎﺭﻭﻥ ﻣﻦ ﻣﻮﺳﻰ ﻧﻄﻖ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ. ﻭﻗﻴﻞ: ﺇﻥ ﻳﻮﺷﻊ ﻛﺎﻥ ﻧﺒﻴﺎ ﻣﻮﺣﻰ ﺇﻟﻴﻪ ﻟﻢ ﻳﻌﺘﺮﻑ ﻣﻮﺳﻰ ﺑﻌﺪ ﺑﺨﻼﻓﺘﻪ ﺑﺎﻟﻮﺣﻲ ﻭﺍﻟﺨﻼﻓﺔ ﻛﺎﻧﺖ ﻓﻲ ﻭﻟﺪ ﻫﺎﺭﻭﻥ. ﻭﻣﻨﻬﺎ: ﺃﻥ ﺍﻟﻨﺒﻲ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺟﻤﻊ ﻟﻪ ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻝ ﺯﻳﺎﺩﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻻﺳﺘﺨﻼﻑ، ﻓﻠﻢ ﻳﺠﺰ ﺃﻥ ﻳﺸﺒﻪ ﺫﻟﻚ ﺑﻴﻮﺷﻊ ...

______________

(1) ﺻﺤﻴﺢ ﺍﻟﺒﺨﺎﺭﻱ 5 / 19، ﺻﺤﻴﺢ ﻣﺴﻠﻢ 4 / 1871.

 




مقام الهي وليس مقاماً بشرياً، اي من صنع البشر، هي كالنبوة في هذه الحقيقة ولا تختلف عنها، الا ان هنالك فوارق دقيقة، وفق هذا المفهوم لا يحق للبشر ان ينتخبوا ويعينوا لهم اماماً للمقام الديني، وهذا المصطلح يعرف عند المسلمين وهم فيه على طوائف تختصر بطائفتين: طائفة عموم المسلمين التي تقول بالإمامة بانها فرع من فروع الديني والناس تختار الامام الذي يقودها، وطائفة تقول نقيض ذلك فترى الحق واضح وصريح من خلال ادلة الاسلام وهي تختلف اشد الاختلاف في مفهوم الامامة عن بقية الطوائف الاخرى، فالشيعة الامامية يعتقدون بان الامامة منصب الهي مستدلين بقوله تعالى: (وَإِذِ ابْتَلَى إِبْرَاهِيمَ رَبُّهُ بِكَلِمَاتٍ فَأَتَمَّهُنَّ قَالَ إِنِّي جَاعِلُكَ لِلنَّاسِ إِمَامًا قَالَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي قَالَ لَا يَنَالُ عَهْدِي الظَّالِمِينَ) وبهذا الدليل تثبت ان الامامة مقام الهي وليس من شأن البشر تحديدها، وفي السنة الشريفة احاديث متواترة ومستفيضة في هذا الشأن، فقد روى المسلمون جميعاً احاديث تؤكد على حصر الامامة بأشخاص محددين ، وقد عين النبي الاكرم(صلى الله عليه واله) خليفته قد قبل فاخرج احمد في مسنده عن البراء بن عازب قال كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفر فنزلنا بغدير خم فنودي فينا الصلاة جامعة وكسح لرسول الله صلى الله عليه وسلم تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي رضى الله تعالى عنه فقال ألستم تعلمون اني أولى بالمؤمنين من أنفسهم قالوا بلى قال ألستم تعلمون انى أولى بكل مؤمن من نفسه قالوا بلى قال فأخذ بيد علي فقال من كنت مولاه فعلي مولاه اللهم وال من والاه وعاد من عاداه قال فلقيه عمر بعد ذلك فقال له هنيئا يا ابن أبي طالب أصبحت وأمسيت مولى كل مؤمن ومؤمنة


مصطلح اسلامي مفاده ان الله تعالى لا يظلم أحداً، فهو من كتب على نفسه ذلك وليس استحقاق البشر ان يعاملهم كذلك، ولم تختلف الفرق الدينية بهذه النظرة الاولية وهذا المعنى فهو صريح القران والآيات الكريمة، ( فلا يظن بمسلم ان ينسب لله عز وجل ظلم العباد، ولو وسوست له نفسه بذلك لأمرين:
1ـ تأكيد الكتاب المجيد والسنة الشريفة على تنزيه الله سبحانه عن الظلم في آيات كثيرة واحاديث مستفيضة.
2ـ ما ارتكز في العقول وجبلت عليه النفوس من كمال الله عز وجل المطلق وحكمته واستغنائه عن الظلم وكونه منزهاً عنه وعن كل رذيلة).
وانما وقع الخلاف بين المسلمين بمسألتين خطرتين، يصل النقاش حولها الى الوقوع في مسألة العدل الالهي ، حتى تكون من اعقد المسائل الاسلامية، والنقاش حول هذين المسألتين أمر مشكل وعويص، الاولى مسالة التحسين والتقبيح العقليين والثانية الجبر والاختيار، والتي من خلالهما يقع القائل بهما بنحو الالتزام بنفي العدالة الالهية، وقد صرح الكتاب المجيد بان الله تعالى لا يظلم الانسان ابداً، كما في قوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ لَا يَظْلِمُ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ وَإِنْ تَكُ حَسَنَةً يُضَاعِفْهَا وَيُؤْتِ مِنْ لَدُنْهُ أَجْرًا عَظِيمًا * فَكَيْفَ إِذَا جِئْنَا مِنْ كُلِّ أُمَّةٍ بِشَهِيدٍ وَجِئْنَا بِكَ عَلَى هَؤُلَاءِ شَهِيدًا).

مصطلح عقائدي، تجده واضحاً في المؤلفات الكلامية التي تختص بدراسة العقائد الاسلامية، ويعني الاعتقاد باليوم الاخر المسمى بيوم الحساب ويوم القيامة، كما نص بذلك القران الحكيم، وتفصيلاً هو الاعتقاد بان هنالك حياة أخرى يعيشها الانسان هي امتداد لحياة الانسان المطلقة، وليست اياماً خاصة يموت الانسان وينتهي كل شيء، وتعدّت الآيات في ذكر المعاد ويوم القيامة الالف اية، ما يعني ان هذه العقيدة في غاية الاهمية لما لها الاثر الواضح في حياة الانسان، وجاء ذكر المعاد بعناوين مختلفة كلها تشير بوضوح الى حقيقته منها: قوله تعالى: (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلَائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ) ،وهنالك آيات كثيرة اعطت ليوم القيامة اسماء أخرى كيوم القيامة ويوم البعث ويوم النشور ويوم الحساب ، وكل هذه الاشياء جزء من الاعتقاد وليس كل الاعتقاد فالمعاد اسم يشمل كل هذه الاسماء وكذلك الجنة والنار ايضاً، فالإيمان بالآخرة ضرورة لا يُترك الاعتقاد بها مجملاً، فهي الحقيقة التي تبعث في النفوس الخوف من الله تعالى، والتي تعتبر عاملاً مهماً من عوامل التربية الاصلاحية التي تقوي الجانب السلوكي والانضباطي لدى الانسان المؤمن.

قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف