خصائص الادارة الستراتيجية

تتسم الادارة الستراتيجية بمجموعة من السمات والخصائص أوجزها (Dess et al., 2005) بما يأتي:- 

1- ينصب اهتمام الادارة الستراتيجية نحو الاهداف العامة والشاملة للمنظمة وليس على اي جزء من اجزاءها. بمعنى ان جهودها تنصب على تحقيق الاداء المتميز على مستوى المنظمة لا على مستوى الميادين الوظيفية منفردة. فما هو مناسب لميدان وظيفي معين قد لا يكون كذلك على مستوى المنظمة ككل. فقسم البحث والتطوير، على سبيل المثال، يسعى الى تصميم منتج ذو مواصفات متطورة قد تتمكن من خلاله المنظمة من تلبية رغبات مجموعة من الزبائن. غير ان هذا التصميم يمكن ان تترتب عليه تكاليف اضافية تنعكس في سعر بيع المنتج وبالتالي تحول مجموعة كبيرة من الزبائن الى منتجات بديلة بسبب ارتفاع السعر. وهنا يبرز دور الادارة الستراتيجية باعتبارها ادارة تنسيقية تعمل على تحقيق التوافق والانسجام بين اهداف الوظائف المختلفة للمنظمة لضمان نجاحها واستمرارها في السوق.  

2- تحرص الادارة الستراتيجية على اشراك اكبر عدد ممكن من اصحاب المصلحة في عملية اتخاذ القرارات. ويشمل مفهوم اصحاب المصلحة الافراد والجماعات والمنظمات الذين لهم مصلحة في نجاح المنظمة كالمالكين، والعاملين، والزبائن، والموردين، والمجتمع بشكل عام. وتجدر الاشارة الى ان النجاح الذي تريده المنظمة لنفسها لا يتحقق عندما تركز اهتمامها على تحقيق مصلحة طرف واحد فقط دون الاطراف الاخرى. فاذا ركزت الادارة جهودها على تحقيق اقصى قدر ممكن من الارباح لإرضاء المالكين، فان ذلك قد يكون على حساب راحة العاملين، او الى انخفاض في جودة المنتجات او الخدمات التي تقدمها المنظمة الى الزبائن وبالتالي فقدانها لجزء من حصتها السوقية. وبدلاً عن ذلك قد تستطيع المنظمة المحافظة على علاقتها مع اصحاب المصلحة بدرجة متوازنة من خلال اعتمادها على وسيلة اخرى لزيادة الارباح . فالأداء المالي للمنظمة يمكن ان يتحسن في حالة زيادة اهتمامها بالعاملين لتحقيق رضاهم، وهذا يدفعهم الى بذل مزيد من الجهود لتحقيق رضا الزبائن وزيادة الحصة السوقية للمنظمة وبالتالي زيادة الارباح.

3- تمتلك الادارة الستراتيجية تصوراً متكاملاً وشمولياً عن مستقبل المنظمة على الامدين القريب والبعيد، ففي الوقت الذي ينصب فيه اهتمام ادارة المنظمة على الرؤية المستقبلية لها، فأنها يجب ان لا تفقد تركيزها على العمليات التشغيلية. فالمدراء على مختلف مستوياتهم التنظيمية يجب ان يضعوا في اعتبارهم تأثير القرارات والانشطة المختلفة التي يؤدونها في اهداف المنظمة ككل.

4- تعمل الادارة الستراتيجية على تحيقي الموازنة بين الفاعلية Effectiveness والكفاءة Efficiency، اي بين عمل الاشياء الصحيحة وبين عمل الاشياء بطريقة صحيحة. ففي الوقت الذي تتعامل فيه الادارة العليا للمنظمة مع القرارات الستراتيجية التي تختص بالتغييرات الجوهرية في علاقة المنظمة مع البيئة الخارجية، فان عليها ان تتعامل ايضاً مع القرارات التشغيلية التي تتعلق بعمليات الشراء والانتاج والبيع والتوزيع والتمويل بما يضمن الاستعمال الامثل لموارد المنظمة (Taylor, 1973).