المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


الوجدان والضمير الصالحان  
  
3180   02:43 صباحاً   التاريخ: 15-2-2022
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 70 ـ 73
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 9-9-2020 2729
التاريخ: 14-4-2016 2230
التاريخ: 17-1-2022 2272
التاريخ: 25-7-2018 2227

قال الإمام علي (عليه السلام): (صلاح الظواهر عنوان صحة الضمائر)(1).  (طوبى لمن صلحت سريرته، وحسنت علانيته، وعزل الناس شره)(2). (من حسنت سريرته، حسنت علانيته)(3).

أغلبنا قد سمع أو يسمع شخصاً يصف آخر بأن له وجداناً صالحاً وضميراً حياً، وقد يسمع شخصاً ينعت آخر بانه عدیم الوجدان أو الضمير. فما هو الوجدان(*) ؟ . وما هو الضمير(**) ؟ . وما علاقتهما بسلوك الإنسان وتعامله مع الناس ؟.

المعلوم أن لكل إنسان واقعين: داخلي، وخارجي. فالواقع الداخلي هو الجانب السري أو الباطني منه، والواقع الخارجي هو الجانب الظاهر أو العلني، وفيه تظهر تصرفاته وأعماله وسلوكياته باستعمال الجوارح والحواس. والوجدان والضمير لفظان يتوجهان للتعبير عن الواقع الداخلي للإنسان.

ولو راجع كل منا نفسه لوجد أن هناك نيات وقصوداً وأفكاراً وتصورات وأحكاماً ومواقف تعمل في داخله، تشكل مساحة من وجدانه وضميره ونفسه، هذه النيات والقصود والأفكار والتصورات والأحكام والمواقف التي ينبغي لها أن تقام على أساس الحق والخير، وأن تكون متطابقة مع ظاهر الإنسان وتصرفاته في الواقع الخارجي، مع العلم بأن هناك بعض الظروف الاستثنائية تتطلب من الإنسان أن يظهر خلاف ما يبطن لضرورة)(***).

وكثيراً ما تناول القرآن الكريم والسنة الشريفة مسألة إصلاح وإخلاص النية والوجدان والضمير، وتطابق ذلك مع ظاهر الإنسان في كثير من الآيات والأحاديث، وذلك لأن النفس ـ وبالتحديد باطن الإنسان ـ هي نقطة الإنطلاق ـ فإذا صلح داخلها صلح واقعها الخارجي، وعكس ذلك صحيح تماماً.

يقول الإمام الصادق (عليه السلام): (إن السريرة إذا صحت قويت العلانية)(4). ويقول الإمام علي (عليه السلام): (لكل ظاهر باطن على مثاله، فما طاب ظاهره، طاب باطنه، وما خبث ظاهره، خبث باطنه)(5).

بل إن فساد الظاهر وحده قد يؤدي إلى فساد الباطن والوجدان والضمير، للارتباط الوثيق بينهما.

يقول الامام علي (عليه السلام): (عند فساد العلانية تفسد السريرة)(6).

ومهما حاول الإنسان أن يخفي باطنه وضميره ووجدانه، فإن تصرفه وسلوكه في الواقع الخارجي، ترجمة حقيقية لذلك الباطن، إن خيراً فخير، وإن شراً فشر.

يقول الإمام علي (عليه السلام): (ما أضمر أحد شيئاً إلا ظهر في فلتات لسانه، وصفحات وجهه)(7). ويقول الشاعر:    ومهما تكن عند أمرئ من خليقة      وإن خالها تخفى على الناس، تعلم

إن من أهم أسس ودعائم التعامل مع أمور الحياة، ومنها التعامل الصالح والضمير الحي، وبعبارة أخرى: الباطن الصالح. وذلك لأن الإنسان إذا كان وجدانه وضميره صالحين، ظهرت آثار ذلك بالإيجاب على معاملته للناس في الظاهر والواقع الخارجي، أما إذا كان باطنه سيئاً تجاههم فإن معاملته لهم تمسي سيئة، حتى وإن تظاهر بأنها حسنة.

يقول الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله): (من أصلح فيما بينه وبين الله أصلح الله فيما بينه وبين الناس، ومن أصلح جوانيه أصلح الله برانيه، ومن أراد وجه الله أناله الله وجهه ووجوه الخلق)(8). وإصلاح النفس ۔ کما مر ذكره ـ يعتمد على إصلاح العلاقة مع الله – سبحانه وتعالى ـ فإذا صلحت هذه العلاقة صلاحاً حقيقياً، انعكست آثار ذلك بالإيجاب على باطنه وواقعه الداخلي، وبالتالي على ظاهره وواقعه الخارجي، هذا الواقع الذي يمثل التعامل مع الناس مساحة كبيرة منه.

وهكذا فلكي يضمن الإنسان توجهه للخير والحق والفضيلة، ويحسن تعامله مع الناس، يتوجب عليه بعد إصلاح علاقته بالله، أن يصلح وجدانه وضميره (الواقع الباطني)،. ان يكون مع فطرته (****) التي فطـره الله عليها، إذ أن هذه الفطرة كفيلة بأن تحافظ على صلاح وجدائه وضميره. وبالمحافظة على الفطرة واصلاح الوجدان والضمير تحسن معاملة الناس في الواقع الخارجي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) الغرر والدرر.

(2) المصدر السابق.

(3) المصدر السابق.

(*) الوجدان في عرف البعض هو النفس وقواها الباطنة، والوجداني: ما يجده كل أحد من نفسه، أو ما يدرك بالقوى الباطنة.

(**) الضمير: باطن الإنسان.

(***) كمثال على هذه الظروف: لو أن عاملا في سبيل الله ابتلى بالمصائب والمحـن ووجهت اليه تهم لها أساس من الصحة، فإن عليه أن ينفيها، ويظهر خلاف ما يبطن ليبعد الأذى عن نفسه وعن غيره، وعن مسير العمل عموماً.

(4) بحار الانوار، ج72، ص289.

(5) الغرر والدرر.

(6) المصدر السابق.

(7) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد، ج18، ص123.

(8) بحارالانوار ، ج71، ص365.

(****) الفطرة التي فطر الله - سبحانه ـ الناس عليها هي معرفته، لأنه خالقهم وبارئهم من العدم. وجاء في الأحاديث الشريفة بما مضمونه: أن كل انسان يولد على الفطرة، وأبواه هما اللذان يهودانه، أو ينصرانه، أو يمجسانه. 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






شعبة التوجيه الدينيّ النسويّ تحيي ذكرى شهادة الإمام الصادق (عليه السلام)
شركة الكفيل: معمل المياه مستمرّ بالإنتاج ويشهد إقبالاً متزايداً
المجمع العلمي يستأنف سلسلة محاضراته التطويرية لملاكاته في بغداد
العتبة العباسية تنظّم محاضرة ثقافية ودينية لعددٍ من أعضاء تدريسيّي جامعة ذي قار