المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية
آخر المواضيع المضافة


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الاختيار الإلهي في اقتران فاطمة بعلي (عليهما السلام)
2024-04-27
دروس من مدير ناجح
2024-04-27
لا تعطِ الآخرين عذراً جاهزاً
2024-04-27
الإمام علي (عليه السلام) والصراط
2024-04-27
تقديم طلب شطب العلامة التجارية لمخالفتها شروط التسجيل
2024-04-27
تعريف الشطب في الاصطلاح القانوني
2024-04-27

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


هل أدلكم على بيت الأبرار؟  
  
1676   01:19 صباحاً   التاريخ: 30-1-2022
المؤلف : السيد علي أكبر الحسيني
الكتاب أو المصدر : العلاقات الزوجية مشاكل وحلول
الجزء والصفحة : ص362ــ364
القسم : الاسرة و المجتمع / الحياة الاسرية / مشاكل و حلول /

عند الغضب وفي أوقات المحنة وعندما تجتاح حياتنا أعاصير المشاكل والصعوبات ينزاح ستار الأخلاق وتظهر أخلاق الفرد وصفاته وطبائعه على حقيقتها. فهناك أفراد يتصفون بالكرم والطيبة وحسن الخلق في أوقات اليسر والنعمة والفرح ووفرة المال والثروة ولكنهم في أوقات العسر وضيق ذات اليد والفقر تسوء أخلاقهم ويصبحون حريصين سريعي الغضب. إذن فإن متانة الفرد وتحمله وحسن خلقه وصفاته يجب أن تقاس عند الشدائد وفي أوقات الملمات والمصائب والفقر والجوع. فإذا استطاع الفرد أن يضحي برغيف خبزه ويتنازل عنه في وقت هو في أمس الحاجة إليه، في وقت الجوع، وإذا استطاع أن يشبع جائعا ويبقى هو يعاني الجوع لكي يسد رمق إنسان ويزرع الفرح في قلبه والبسمة على شفته، فإنه يكون فردا صالحاً وخيّرا بكل معنى الكلمة ومثل هؤلاء الأفراد يستأهلون أن يطلق عليهم اسم «الأبرار» وهم جديرون بهذه التسمية. سيدة الإسلام النموذجية فاطمة الزهراء سلام الله عليها هي من جملة هؤلاء الأبرار:... فبعد صيام يوم بأكمله - وكما فعل زوجها أمير المؤمنين سلام الله عليه - أعطت رغيف خبزها إلى شخص مسكين جاء يطرق باب بيتها وقت الإفطار وفطرت هي بجرعة من الماء وكذلك فعل طفلاها العزيزان الحسن والحسين وجاريتهما الوفية.

وفي اليوم التالي صامت فاطمة عليها السلام وبعلها وبنوها، إيفاءً لنذر نذروه. صاموا اليوم التالي وهم لم يتناولوا شيئاً في اليوم السابق وأمضت فاطمة عليها السلام نهارها في العمل والقيام بأعمال البيت حيث قامت بطحن كمية من الشعير وخبزت بها خمسة أرغفة من الخبز وجاءت بها إلى مائدة الإفطار وعندما هموا بتناول الإفطار إذا بيتيم يطرق الباب ويطلب العون ومرة أخرى يفضل أولئك الأبرار العظام، هذا اليتيم على أنفسهم ويقدمون له طعامهم ويفطرون جميعاً بالماء. يومان من الجوع، إنه أمر صعب ومرهق، كان عليهم أن يصوموا يومهم الثالث أيضاً، في سبيل الله وإيفاء لنذر نذروه، عقدوا نية الصيام، والتعب والإرهاق والجوع قد ألمت بهم وأثقلت كاهلهم، أعينهم أصبحت غائرة وبطونهم التصقت بظهورهم من شدة الجوع والإرهاق. ذلك النهار الطويل بكل ما تخلله من عناء ومشقة ومصاعب كان يقترب من نهايته. فاطمة سلام الله عليها تخرج بيديها المتورمتين خمسة أرغفة من الخبز وتضعها على مائدة الإفطار، كان الجوع قد ألم بهم إلى درجة أنهم كانوا يتلذذون من مجرد النظر إلى الخبز وشم رائحته الزكية...

ولكن عجيب ما حدث! فبعد ثلاثة أيام من الجوع، مرة أخرى اقتدت فاطمة عليها السلام بزوجها وقدموا جميعاً خبزهم إلى السائل الأسير دون أن ينظروا إلى وجهه لكي لا يشعر هذا السائل بالخجل كما أنهم لم ينتظروا عند باب البيت حتى يسمعوا منه كلمة شكر، وبهذا فقد أفطروا في ذلك اليوم على الماء أيضاً، وقد أسمى الله تبارك وتعالى هؤلاء الكرماء الصابرين بـ (الأبرار) الذين يسقيهم ربهم يوم القيامة شراباً طهوراً جزاءً بما صبروا وبما ضحّوا وجزاء لهم على إيثارهم. يقول الله في محكم كتابه العزيز: {وَجَزَاهُمْ بِمَا صَبَرُوا جَنَّةً وَحَرِيرًا} [الإنسان: 12].

ويقول عز من قائل: {عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ وَحُلُّوا أَسَاوِرَ مِنْ فِضَّةٍ وَسَقَاهُمْ رَبُّهُمْ شَرَابًا طَهُورًا (21) إِنَّ هَذَا كَانَ لَكُمْ جَزَاءً وَكَانَ سَعْيُكُمْ مَشْكُورًا} [الإنسان: 21، 22].

ولكن لماذا ذكرت قصة الأبرار؟ لقد أشرت إلى هذه القصة وما تتضمنه من تضحية وإيثار لكي أرشد هذه الأخت الكريمة الطيبة والمعذبة المتألمة إلى طريقها، إليكم رسالة هذه الأخت الكريمة:

الرسالة:... إني فتاة في الثامنة عشرة من العمر، لدي رغبة شديدة في الدراسة  لكن وضعنا المادي سيء جداً.. الجيران لا يفكرون إلا في أنفسهم وليس مهماً بالنسبة لهم كيف يعيش جارهم، إنهم لا يساعدون أي إنسان بائس محتاج. جيراننا يعيشون في رفاهية كاملة، رائحة أطعمتهم الشهية واللذيذة تصل الى داخل غرفتنا الصغير: شقيقي الصغير يبكي من الجوع ويطلب من والدتي طعاما ولكن والدتي ليس بوسعها أن تفعل شيئاً إني أتأسف لأن والدتي المسكينة لا تستطيع أن تهيء لنا وجبة طعام جيدة.

لقد مرضت والدتي من شدة الحزن والألم وقال لنا الأطباء بأنها مصابة بمرض عضال وقد تموت أثناء العمية الجراحية التي يحتج إجراؤها إلى مبلغ من المال لا نقدر على تأمينه، إني أتساءل، كيف نستطيع ان ندفع هذا المبلغ ونحن لا نملك نقوداً لشراء مجرد الخبز فقط وتأمين أسط متطلبات الحياة المعيشية؟! هل والدتي حقاً يجب أن تموت؟.

إني أحب والدتي. ونحن جميعاً نحتاج إلى أم... إنني خجولة إلى أبعد الحدود ولا أحب ان أطرح مشاكلي وهمومي أمام أحد حتى لو كنت غارقة فيها إلى أذني، ولكنني أثق بكم... وأكون سعيدة جداً لو أجبتم على رسالتي هذه...

لعل هناك صاحب عين كريمة يقرأ هذه الرسالة ويذرف الدموع ولعل هناك صاحب قلب واع وضمير حي ينبض بالهمة والإنسانية لما تعانيه هذه الأم من تألم وجوع ومرض فيمد يد الكرم والسخاء إلى هذه الأخت المتألمة ويسجل اسمه في سجل الأبرار ولعل هناك من يعرف عنوان بيت الأبرار فيرشد المحتاجين والمعوزين إليه...  




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.






قسم الشؤون الفكرية يقيم برنامج (صنّاع المحتوى الهادف) لوفدٍ من محافظة ذي قار
الهيأة العليا لإحياء التراث تنظّم ورشة عن تحقيق المخطوطات الناقصة
قسم شؤون المعارف يقيم ندوة علمية حول دور الجنوب في حركة الجهاد ضد الإنكليز
وفد جامعة الكفيل يزور دار المسنين في النجف الأشرف