المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الموظفون والحياة الاجتماعية في عهد إخناتون (معي) المشرف على الجنود.
2024-06-13
الموظفون والحياة الاجتماعية في عهد إخناتون (نخت ـ با آتون)
2024-06-13
فقط.
2024-06-13
تل العمارنة.
2024-06-13
أسيوط.
2024-06-13
الكرنك.
2024-06-13

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


كيف يصبح المرء محبوبا ؟  
  
1722   02:43 صباحاً   التاريخ: 14-12-2021
المؤلف : رضا علوي سيد احمد
الكتاب أو المصدر : فن التعامل مع الناس
الجزء والصفحة : ص 172 ـ 177
القسم : الاسرة و المجتمع / المجتمع و قضاياه / آداب عامة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 25-7-2018 2211
التاريخ: 25-7-2016 12171
التاريخ: 2024-01-02 590
التاريخ: 27-6-2016 1945

قال الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله): (ضع عينك على من شئت، وأحب لأخيك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لنفسـك) (1).

لو قدم لكل واحد منا هذا السؤال: هل تريد استحسان الناس لك، واعترافهم بقدرك وقيمتك؟ لكان الجواب: نعم. ولو قدم لكل واحد منا هذا السؤال الآخر: هل تكره لنفـسك أن تستمع إلى من يداهنك، ويتملق لك دون تقديرك؟ لكان الجواب: نعم، أيضاً.

وإذا كان المرء يريد استحسان الناس له، واعترافهم بقدره وقيمته، ويأبى لنفسه أن لا يقدره الناس، أليس الناس ـ أنفسهم ـ يحبون أن يعاملوا باعتراف المرء بقدرهم وقيمتهم، ويأبون لأنفسهم أن لا يقدرهم؟

لا شك في ذلك أبداً، فالناس يحبون أن يعاملوا كما يعاملون، فهم يحبون من يحب لهم الخير ويكره لهم الشر، كما يحب هو الخير لنفسه، ويكره لها الشر. إنه لمبدأ عظيم جداً، ما أن يلتزمه المرء حتى يدخل إلى قلوب الناس سريعاً، فيحبونه من كل أعماقهم، كما يحبهم هو من كل أعماقه. وهل هناك حب أسمى من أن يحب المرء للناس ما يحبه لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها؟. مبدأ ظل الحكماء على مر العصور يبحثون عنه، كأنه ضالتهم، ووجه الناس إليه كل الأنبياء والرسل: أرشد إليه السيد المسيح ـ عليه السلام ـ قبل تسعة عشر قرناً، ونادي به رسول الإسلام محمد (صلى الله عليه وآله) قبل أكثر من أربعة عشر قرناً.

فما أجمل الإنسان حينما يحب للناس ما يحبه لنفسه، ويكره لهم ما يكره لها! إنه يصبح محبوباً بينهم، يذكرونه بكل خير، ويفرحون مسرورين حين ملاقاته، ويشعرون بالوحشة حين مفارقته، يسبغ الحب والتقدير على من يلقاه من بني البشر، ويشاركهم آمالهم، وآلامهم، وقضاياهم، ويسعى في خدمتهم، وفي قضاء حوائجهم.

وما أخسر ذلك الإنسان الذي يسيطر عليه حب الذات، والروح الأنانية، والجشع، فلا يهمه أن يشقى الناس جميعاً، ويظل هـو سعيداً ـ وأين هـو من السعادة؟!، وأن يصبحوا في عناء وتعب، ويكون هو في راحة ورفاه! وما أبعد حب الناس وودهم له، ذلك الذي لا يفكر إلا في أناه، وفي منافعه الشخصية حتى لو كانت على حسابهم!

من هنا لكي يصبح المرء محبوباً بين الناس خليق به أن يعي جيداً ويطبق هذه القاعدة السلوكية الانسانية: (أحب لأخيك ما تحب لنفسك، وأكره له ما تكره لها).

ولينظر المرء في معاملاته التي يجريها مع الناس في يومه وليلته، ليرى هل هو في تماس مع هذه القاعدة أم بعيد عنها؟ فإذا كان من المطبقين لها فليسع للأفضل وإذا لم يكن، فليعمل على تقويم سلوكه على ضوئها. وليعلم أن عظماء التاريخ أخذوا مكانهم في افئدة محبيهم من الناس، لأنهم ـ إضافة إلى أبعاد عظمتهم الأخرى ـ كانوا يطبقون هذا المبدأ العظيم.

وفي جميع الجوانب الحياتية ينبغي للمرء أن يستعمل هذه القاعدة، إن أراد كسب ود الناس وحبهم، وحتى في الأمور الصغيرة، لأن تطبيقه لهذه القاعدة في الأمور الصغيرة، يؤهله إلى أن يطبقها في الأمور والقضايا الأكبر، فمن لا يحب لأخيه ـ على سبيل المثال ـ أن يكون مقدراً بين الناس، لا يستطيع أن يحب له أن يكون مصيره إلى الجنة. ومن لا يستطع أن يكره لأخيه ـ على سبيل المثال ـ أن يكون سيء المظهر، لا يستطيع أن يكره له أن يمسي فقيراً معدماً في حياته.

ومن الأمثلة البسيطة. أن بعضاً من الناس إذا أرادوا أن يشربوا الماء، تجدهم يهتمون جيداً بغسل كؤوسهم، وتنظيفها، ولكن حينما يطلب منهم الاخرون، الماء، لا يعيرون اهتماماً لنظافة الكؤوس، طالما أنهم لن يشربوا الماء الذي بها، ويكتفون بصب الماء فيها، وتقديمها كيفما كانت. وقس على ذلك الكثير من التصرفات الصغيرة، والكبيرة التي يهتم الإنسان بها حينما تكون تخصه هو، ولا يعيرها أي اهتمـام ـ أو يعيرهـا حداً أدنى منه ـ حينما تخص الآخرين. وهذه هي الروح الأنانية، النابعة من الإفراط في حب الذات والتقصير في حب الآخرين، تلك الروح التي يمقتها الاسلام أشد المقت، والتي يعج بها الغرب. حيث المجتمعات الرأسمالية، وحيث أن قيمة المرء ومكانته بما يملك من رأسمال. إذ لا يهم الفرد أن يبيت الآخرون فقراء، ويصبح هو رأسمالياً مليونيراً.

وأن يحب المرء لأخيه وللناس ما يحب لنفسه، وأن يكره له ولهم ما يكره لنفسه، فضلا عن أنها قاعدة تفعل فعل السحر في قلوب الناس لكسب مودتهم، ومحبتهم، فهي خلق يقوم على العدل والإنصاف إنصاف الآخرين من نفسه. وبهذا الخلق يتعامل الناس فيما بينهم وهم متعاونون، متكافلون، مشتركون في الآمال والآلام، كأنهم أفنان في شجرة واحدة، أو أوراق في غصن واحد.

وفي مجال التعامل مع الناس، كما يحب المرء أن يقدره الناس، ويهتموا به، فهم أيضاً يحبون أن يقدرهم، ويهتم بهم، ويشعرهم بأهميتهم. ومن هنا فتقدير الناس، وجعلهم يشعرون بأهميتهم من الأمور التي يجب أن تدرج في الحب للناس کما الحب النفس، ومن الأمور التي تجعل المرء محبوباً بين إخوانه، وبين البشر عموماً.

إن المرء ليحب أن يقدر، وتحترم وظيفته، وهكذا فإن عليه في المقابل أن يقدر الناس ويحترم وظائفهم. فعلى سبيل المثال: إن تقديم السلام، وإسداء الشكر لساعي البريد، هذا الموظف الذي يقوم بخدمة طيبة للناس، يجعله منشرح الصدر، مسرور النفس، وسعيداً، ويعطيه ثقة بنفسه، ويحفزه على الإخلاص في العمل، والإحسان للآخرين، وكل ذلك بسبب التقدير والاهتمام به.

وكلمة مديح مخلصة نزيهة يقولها المرء لزوجته، كأن يقول لها: أقدر فيك أخلاقك الحسنة، أو يقول لها: أقدر الخدمات الجليلة التي تقومين بها في المنزل. إن هذه العبارات وأمثالها تجعل الزوجة مسرورة تشعر بالسعادة، وتعمق حالة الحب بينهما، وكل ذلك لأن زوجها منحها التقدير، وأعرب لها عن أهميتها، أي أحب لها كما يحب لنفسه، إذ قدرها كما يحب هو أن تقدره.

وكثيرة هي العبارات الطيبة التي تجعل الشخص الآخر سعيداً، يشعر بالتقدير، والاحترام، والأهمية. وتجعله يميل إلى حب القائل ووده، نحو: (آسف لإزعاجك....)، (هل أطمع في...)، (هل تتفضل ب - ...)، (هل تسمح لي أن . . .)، (إني أشكر لك . . .)، (أقدّر فيك . . .)، (يعجبني فيك...)، (أرجو المعذرة . . .)، (لو تكرمت . . .)، (أمن خدمة أقدمها لك . . .)، (ما تقوم به كخدمة إنسانية ...)، (أنت شخص لك دور هام في...).

وعن آثار إظهار التقدير للشخص الآخر كتب صاحب معهد للعلاقات الإنسانية:

(إرتحل السيد (س) عقب انضمامه إلى معهدي بمدة وجيزة إلى إحدى المدن، بصحبة زوجته، ليزورا بعض أقاربهما، وهناك قصدا عمـة لزوجتـه عجوز، حيث تركته زوجته، وخرجت لتزور بعض أقاربها الآخرين. ولما كان يتحتم على السيد (س) أن ينهي إلى طلبة فصله بنتيجة تطبيقه لمبدأ (إظهار التقدير للناس)، فقد فكر في أن يبدأ بالعمة العجوز.

وألقى السيد (س) نظرة في أرجاء البيت فاحصة، ليرى أي الأشياء فيه يسعه ان يبدي تقديره له. وما لبث أن سأل العمة العجوز: ألم يشيد هذا البيت في نحو عام ١٨٩٠؟، فأجابته العجوز: بلى، هذا على وجه التحديد هو العام الذي بني فيه.

فقال: إنه يذكرني بالبيت الذي ولدت فيه. إنه جميل، قوي البناء، فسيح الأرجاء، متعدد الغرف، وإنه لمن سوء الحظ أن مثل هذه البيوت لم تعد تشيد في هذه الأيام. وأقرته السيدة العجوز قائلة: نعم، فإن شباب هذه الأيام لا يهتمون بالبيوت الجميلة، وكل ما يريدونه هو شقة ضيقة، وثلاجة كهربائية، وسيارة يسرحون بها طيلة اليوم. ثم أردفت في صوت مرتجف لفرط ما تحمل من الذكريات السعيدة: لقد قام هذا البيت على الحب، حلمنا به: زوجي وأنا، وظللنا نحلم به مدى سنوات، قبل أن نخرجه إلى حيز الوجود، ولم نستخدم مهندساً، بل وضعنا تصميمه بأنفسنا.

ثم طافت به العمة العجوز حول المنزل، فأبدى تقديره الصادق للتذكارات الجميلة التي جمعتها خلال رحلاتها مع زوجها: من أوان خزفية، ولوحات، وستائر حريرية.

يقول السيد (س): فلما فرغنا من جولتنا في أنحاء المنزل، اقتادتني العمة إلى الحديقة، حيث المرآب، وهناك وجدت سيارة فخمة تكاد تكون جديدة لم تمس، وقالت لي العمة في لهجة رقيقة:

(لقد اشترى زوجي هذه السيارة الدقيقة قبل أن يقضي نحبه بمدة قصيرة!، ولم أركبها قط منذ وفاته. إنك يا سيد (س) تقدر الأشياء الجميلة ذات الذكرى العزيزة، فخذ هذه السيارة، إنها لك مع أخلص تحياتي. وأخذت بهذه المفاجأة ـ وقلت كيف يا عمتي؟، انني أقدر كرمك طبعاً، ولكني لا أستطيع أن أقبل عطيتك. إنني لست حتى قريباً لك، ولديك أقارب كثيرون، يودون أن تكون لهم هذه السيارة. فهتفت السيدة العجوز في ازدراء: أقارب؟! نعم، لدي أقارب لا همّ لهم سوى انتظار موتي، كي يظفروا بهذه السيارة! ولكن بعداً لهم!. فعدت أقول لها: حسناً، إذا كنت لا تريدين أن تعطيها لأحد منهم، فلماذا لا تبيعيها؟ فهتفت مـرة أخرى: أبيعهـا؟! أتريدني أن أبيع هـذه السيارة؟! أو تظن أنني أطيق أن أرى الغرباء يروحون أمامي، ويغدون بها، وهي التي اشتراها زوجـي أنـا؟! إنني سأهديها لك يا سيد (س)، فأنت تقدر التذكارات حق قدرها. وحاولت التخلص بشتى السبل من قبول السيارة، ولكني كففت خشية أن أؤذي مشاعرها!).

والان، فلكي يصبح المرء محبوباً بين الناس، كاسباً لمودتهم ومحبتهم منصفاً لهم من نفسه، عليه أن يلتزم هذه القاعدة العظيمة: (أحب للناس ما تحب لنفسك، وأكره لهم ما تكره لها).

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(1) ميزان الحكمة 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.