المنهج التشكيلي(الصيغي)

يمثل هذا المنهج مجموعة الطرائق والأساليب المرتبطة بتمثيل العمليات والموضوعات والظواهر الجغرافية الأساسية على شكل معادلات ورموز خاصة بهدف تفسيرها وتعد صياغة الموضوعات والظواهر الجغرافية شرطاً ضرورياً لاستخدام المناهج والنماذج الرياضية في الدراسات الجغرافية ، حيث تمثل الصياغة تبسيطاً للحالة الواقعية ، وإبراز جزء معين من بين خصائصها الصغيرة والمتنوعة،  والاستبدال المتتالي للخصائص والعلاقات التي تم إظهارها برموز وإشارات منطقية رياضية، كما إن معظم العلوم تستخدم عملياً بطريقة او بأخرى المنهج الصيغي لدراسة موضوعات بحثها.

يعتمد المنهج التشكيلي على استعمال رموز خاصة  الأعداد، العلامات، العمليات والمخططات والرسوم التخطيطية المنطقية، المعادلات والصيغ الرياضية والأشكال ، بالمفهوم العام إن أي تسجيل بالرمز للمعارف يمثل تشكيلاً معينا، مثل كتابة نص توصيفي او إعداد مخطط ، أو تحديد خطوط الارتفاعات المتساوية للأرض، أما بالمفهوم الدقيق للتشكيل فإنه ينظر إليه كاستخدام للعلامات والرموز والعمليات الرياضية.

وتشكل الصياغة حلقة انتقالية تربط بين بداية غنية المضمون وبين نهاية غنية المضمون ايضا في اي دراسة ، وقد استخدم ستيوارت المراكز السكانية و تقويمها، يمكن أحياناً وبواسطة الصياغة دراسة يعض عمليات التشكل: منظومة المراكز السكانية، نمو مساحة المدن، تطور شبكة النقل، يمكن استخدام هذا النموذج للدخول في دراسة تفاعل المراكز السكانية في مراحل التحليل الأولى، لكنه و بمقدار تعقيد الظاهرة فإنه يفقد أهميته العملية، إن اقتباس ستيوارت لهذا النموذج وضع بداية للاستخدام الواسع له في الدراسات الجغرافية.

كذلك اقتبس الجغرافيون من الفيزيائيين نموذج المجالات أو الحقول الفيزيائية ، ووسعوها بدرجة ما ، وأدخلوا مفهوم" الحقل العددي "الذي يستخدم استخداما واسعاً لتحليل التضاريس، وتوزع درجات الحرارة والضغط والبطولات والسكان، وغيرها من المؤشرات الجغرافية الاقتصادية والاجتماعية, وينتشر في الجغرافية البشرية مفهوم المجال كمنطقة تأثير وجذب لموضوع معين هو المدينة الكبيرة ، ومراكز انتشار الابتكار تكنولوجيا جديدة ، والمؤسسات والمشاريع الصناعية .