وبالإمكان تقسيم سطح العراق الى الأقسام التضاريسية آلاتية :

إقليم الجبال

  يشغل هذا الإقليم القسم الشمالي الشرقي من العراق بمساحة تبلغ ( 23500 كم2)، او ما يعادل ( 5% ) من مساحة القطر . ويمتد على شكل هلال من الشمال الغربي الى الجنوب الشرقي بطول ( 390كم ), وعرض يتفاوت ما بين ( 20 و120 كم ). ويتراوح ارتفاعه من 1000- 3600متر. وتتدرج الأرض في هذا الارتفاع بالاتجاه من الجنوب  الى الشمال ومن الغرب الى الشرق . وتكون المرتفعات في بادئ الأمر منخفضة جرداء وعلى شكل سلاسل يوازي بعضها الاخر , تاركةً بينها سهولاً واسعة متموجة . وبعد عبورها خط الجبال البسيطة الالتواء تصبح اكثر ارتفاعا واعظم مساحة , تكسوها الحشائش والأشجار. وتكون سلاسل طولية متقاربة وموازية لبعضها البعض , تفصل بينها سهول ضيقة تكونت بالتواء قشرة  الأرض الى الأسفل ( التواء مقعر ) Syncline   , وقرب الحدود التركية الإيرانية تكسو قممها الثلوج طيلة أيام السنة وتغطيها الغابات والحشائش .

ويكون الاتجاه العام لسلاسل الجبال على شكل قوس يبدأ من شمال غرب العراق متجها نحو الشرق , ثم ينحني نحو الجنوب  الشرقي . وبذلك يتبع نفس اتجاه محاور الالتواء الأصلي في قوس طوروس _ زاكروس . وذلك لان الإقليم الجبلي  هو في الواقع جزء من النظام الالبي الذي نشأ في أواخر الزمن الثالث . وتمتد الحدود الخارجية للإقليم الجبلي مع خط الحدود السياسية بين العراق من جهة وبين تركيا وايران من جهة اخرى . أما حدوده الداخلية فتمتد بمحاذاة حدود إقليم الروابي (الاراضي المتموجة) .  ويمكن ملاحظة خط الحدود بين إقليمي الجبال والروابي عند عبور مضيق زاخو  ( في جبل بيخير) وعند اجتياز مضيق الجبل الأبيض بعد مدينة دهوك مباشرة باتجاه العمادية , وعند مصيف صلاح الدين فوق الجبل الذي يحمل الاسم نفسه, وعند اجتياز مضيق دربند بازيان على طريق كركوك - السليمانية , وقبيل موقع سد دربندخان في الطريق بين جلولاء

والسد المذكور. وعند اجتياز الحدود باتجاه الاقليم الجبلي , يلاحظ تغيير واضح في المظاهر الطبيعية العامة , فالجبال تزداد ارتفاعاً بدرجة كبيرة كما تزداد وعورتها وتمتد بمحاذاة السلاسل الجبلية الاودية العميقة ولا تنقطع المياه عن الجريان فيها . كما تنخفض درجات الحرارة , وترتفع درجة رطوبة الهواء , وتكثر الأشجار والبساتين على السفوح وفي الاودية . والغطاء النباتي هذا يعكس ارتفاعاً في كمية الأمطار السنوية . كما تظهر حقول التبغ والرز . بالإضافة الى انتشار القرى الصغيرة على السفوح وعند حافات الاودية. ويتكون خط الحدود من سلسلة من الجبال أكثرها ارتفاعاً قره داغ ( 1863 م) . كما يفصل خط الحدود  بين نوعين من الروافد : روافد تصب في دجلة مباشرة مثل نهر العظيم أو في الحوض الأسفل من روافد دجلة الرئيسة مثل الخازر الذي يصب في الزاب الأعلى .

وروافد اخرى تجري شرق الخط فتصب في روافد الروافد , وتكون قصيرة وقليلة المياه قياسا بالنوع الأول.  وتخترق هذه المنطقة جميع توابع ( روافد ) دجلة , وهي تجري في اتجاه الانحدار العام للأراضي , أي نحو الجنوب الغربي عابرة السلاسل الجبلية بصورة عمودية وفي ممرات عميقة ( خوانق ) . ومن أمثلة ذلك عبور ديالى لسلسة جبال برانان عند مضيق دربندخان , وعبوره لجبال حمرين عند مضيق منصورية الجبل , وعبور نهر العظيم لجبال حمرين عند مضيق دمير قبو، وعبور الزاب الصغير لجبال باغ وهيبت سلطان في مضيق دوكان . وكذلك عبور نهر الزاب الكبير لجبال برات عند مضيق بخمة. ومن الأسباب المحتملة لظاهرة التصريف المتعامد Trellis  , أي عبور الأنهار للسلاسل الجبلية بصورة رأسية بدلا من السير بموازاتها أنها عبرت تلك السلاسل من خلال انكساراتها , او بفعل تيارها القوي حفرت ممرات لها عبر تلك السلاسل . والاحتمال الاقوى ان الأنهار كانت موجودة في المنطقة قبل تكوين هذه السلاسل ,ثم حدثت التواءات في قشرة الارض وتكونت على آثرها هذه الجبال بصورة تدريجية , مما ساعد على استمرار الأنهار في جريانها بفعل النحت المستمر في الجبل  .