المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8824 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


خصائص الامام الرضا وأخلاقه الكريمة  
  
5933   04:17 مساءً   التاريخ: 19-05-2015
المؤلف : الشيخ ابي علي الفضل بن الحسن الطبرسي
الكتاب أو المصدر : إعلام الورى بأعلام الهدى
الجزء والصفحة : ج2 : ص63-71.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن موسى الرّضا / مناقب الإمام الرضا (عليه السّلام) /

عن محمد بن يحيى الصولي عن ابن ذكوان قال : سمعت إبراهيم بن العبّاس يقول : ما رأيت الرضا (عليه السلام) سئل عن شيء قطُّ إلاّ علمه ولا رأيت أعلم منه بما كان في الزمان إلى وقته وعصره وكان المأمون يمتحنه بالسؤال عن كلّ شيء فيجيب عنه وكان كلامه كلّه وجوابه وتمثّله انتزاعات من القرآن وكان يختمه في كلّ ثلاث ويقول : لو أنّي أردت أن أختمه في أقرب من ثلاث لختمت ولكنّي ما مررت بآية قطّ إلاّ فكّرت فيها وفي أي شيء اُنزلت وفي أي وقت فلذلك صرت أختمه في كلّ ثلاث.

وفي رواية اُخرى : عن إبراهيم بن هاشم عن إبراهيم بن العبّاس أنّه قال : ما رأيت ولا سمعت بأحد أفضل من أبي الحسن الرضا وشاهدت منه ما لم أشاهده من أحد وما رأيته جفا أحداً بكلامه قط ولا رأيته قطع على أحد كلامه حتّى يفرغ منه وما ردّ أحداً عن حاجة يقدر عليها ولا مدّ رجليه بين يدي جليس له قطُّ ولا اتكئ بين يدي جليس له قط ولا رأيته يشتم أحداً من مواليه ومماليكه وما رأيته تفل قط ولا رأيته يقهقه في ضحكه بل كان ضحكه التبسّم وكان إذا خلا ونصبت مائدته أجلس على مائدته مماليكه ومواليه حتّى البوّاب والسائس وكان قليل النوم بالليل كثير السهر يحيي أكثر لياليه من أوّلها إلى الصبح وكان كثير الصوم ولا يفوته صيام ثلاثة أيام في الشهر ويقول : ذلك صوم الدهر وكان كثير المعروف والصدقة في السرّ وأكثر ذلك يكون منه في الليالي المظلمة فمن زعم أنّه رأى مثله في فضله فلا تصدّقوه .

وعن محمد بن أبي عباد قال : كان جلوس الرضا (عليه السلام) على حصير في الصيف وعلى مسح في الشتاء ولبسه الغليظ من الثياب حتّى إذا برز للناس تزيّن لهم .

وروى الحاكم أبو عبدالله الحافظ بإسناده عن الفضل بن العبّاس عن أبي الصلت عبدالسلام بن صالح الهرويّ قال : ما رأيت أعلم من عليّ ابن موسى الرضا عليهم السلام ولا رآه عالم ألاّ شهد له بمثل شهادتي ولقد جمع المأمون في مجالس له ذوات عدد علماء الاَديان وفقهاء الشريعة والمتكلّمين فغلبهم عن آخرهم حتّى ما بقي أحد منهم إلاّ أقّرّله بالفضل وأقرّ على نفسه بالقصور ولقد سمعت عليّ بن موسى الرضا عليهما السلام يقول : كنت أجلس في الروضة والعلماء بالمدينة متوافرون فإذا أعيا الواحد منهم عن مسألة أشاروا إليّ بأجمعهم وبعثوا إليّ بالمسائل فأجيب عنها .

قال أبو الصّلت : ولقد حدّثني محمد بن إسحاق بن موسى بن جعفر عن أبيه : أنّ موسى بن جعفر (عليهما السلام) كان يقول لبنيه : هذا أخوكم عليّ بن موسى عالم آل محمد فاسألوه عن أديانكم واحفظوا ما يقول لكم فإنّي سمعت أبي جعفر بن محمّد غير مرّة يقول لي : إنّ عالم آل محمد لفي صلبك وليتني أدركته فإنّه سميّ أمير المؤمنين عليّ (عليه السلام) .

 

وروى عليّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن محمد بن يحيى الفارسيّ قال : نظر أبو نؤاس إلى الرضا (عليه السلام) ذات يوم وقد خرج من عند المأمون على بغلة له فدنا منه وسلّم عليه وقال : يا ابن رسول الله قد قلت فيك أبياتاً وأنا اُحبّ أن تسمعها منّي .قال : هات فأنشأ يقول :
    مطهّرونَ نقيّات ثيابهم   *   تجري الصلاةُ عليهم

 

أين ممن لم يكن علويّاً حين تنسبهُ  *   فما لهُ في قديمِ الدهر مفتخرُ

فالله لمّا برا خلقاً فأتقنهُ        * صفّاكم واصطفاكم أيّها البشرُ

فأنتم الملاَ الاَعلى وعندكم       * علمُ الكتاب وما جاءت به السورُ

فقال الرضا (عليه السلام) : قد جئتنا بأبيات ما سبقك إليها أحدٌ يا غلام هل معك من نفقتنا شيء؟ .فقال : ثلاثمائة دينار .

فقال : أعطها إيّاه ثم قال : لعلّه استقلّها يا غلام سق إليه البغلة.

ولاَبي نؤاس فيه أيضاً :

قيل لي أنت أوحدُ الناسِ طرّاً   * في فنونٍ من الكلام النبيهِ

لك مِن جَوهرِ الكلامِ بديعٌ     * يثمرُ الدرُ في يدي مجتنيهِ

فعلامَ تركتَ مدحَ ابن موسى   * والخصالَ التي تجمّعنَ فيهِ

قلتُ لا أهتدي لمدحِ إمامٍ     * كان جبريلُ خادماً لأبيه

علىُّ بن إبراهيم بن هاشم عن أبيه عن أبي الصلت الهرويّ قال : دخل دعبل بن عليّ الخزاعيّ على الرضا (عليه السلام) بمرو فقال له : يا ابن رسول الله إنّي قد قلت فيكم قصيدة وآليت على نفسي أن لا أنشدها أحداً قبلك .

فقال (عليه السلام) : هاتها .فأنشده :

مَدارسُ آياتٍ خَلتْ من تلاوةٍ   * ومنزلُ وحيٍ مقفرُ العرصاتِ

فلما بلغ إلى قوله :

أرى فيئهم في غيرهم مُتقِّسماً  * وأيديهمُ مِن فَيئهم صفراتِ

بكى أبو الحسن الرضا (عليه السلام) وقال له : صدقت يا خزاعيّ .

فلما بلغ إلى قوله :

إذا وِتروا مدُّوا إلى واتريهُم   * أكفّاً عن الاَوتارِ مُنقبضاتِ

جعل الرضا (عليه السلام) يقلّب كفّيه ويقول : أجل والله منقبضات فلما بلغ إلى قوله :

لقد خفتُ في الدينا وأيّام سعيها  * وإنّي لا رجوا الاَمَن بعدَ وفاتي

قال الرضا (عليه السلام) : آمنك الله يوم الفزع الاَكبر .

فلما انتهى إلى قوله :  وقبرٌ ببغداد لنفسٍ زكيّةٍ   * تضمَّنها الرحمنُ في الغُرفاتِ

قال الرضا (عليه السلام) : أفلا أُلحق لك بهذا الموضع بيتين بهما تمام قصيدتك؟

فقال : بلى يا ابن رسول الله .

فقال (عليه السلام) :

وقبرٌ بطوسٍ يا لها من مصيبةٍ     * توقّد في الاَحشاءِ بالحرقاتِ

إلى الحشرِ حتّى يبعثَ الله قائماً      * يفرِّج عنّا الهمّ والكرباتِ

فقال دُعبل : يا ابن رسول الله هذا القبر الذي بطوس قبر من هو؟

فقال الرضا (عليه السلام) : قبري ولا تنقضي الاَيّام والليالي حتّى تصير طوس مختلف شيعتي وزوّاري ألا فمن زارني في غربتي بطوس كان معي في درجتي يوم القيامة مغفوراً له ثمّ نهض الرضا (عليه السلام) بعد فراغ دعبل من إنشاد القصيدة وأمره أن لا يبرح من موضعه فدخل الدار فلمّا كان بعد ساعة خرج الخادم إليه بمائة دينار وفي رواية غيره : ستّمائة دينار وقال له : يقول لك مولاي : إجعلها في نفقتك .

فقال دعبل : والله ما لهذا جئت ولا قلت هذه القصيدة طمعاً في شيء وردّ الصرّة وسأل ثوباً من ثياب الرضا ليتبرّك به ويتشرّف فأنفذ إليه الرضا (عليه السلام) بجبّة خزّ مع الصرّة وقال للخادم : قل له : خذ هذه الصرّة فإنّك ستحتاج إليها ولا تراجعني فيها .فانصرف دعبل وصار من مرو في قافلة فوقع عليهم اللصوص وأخذوا القافلة وكتّفوا أهلها وجعلوا يقسّمون أموالهم فتمثّل رجلٌ منهم بقوله :

أرى فيئهم في غيرهم متقسّماً    * وأيديهم من فيئهم صفرات

قال دعبل : لمن هذا البيت؟ قال : لرجل من خزاعة ؛ قال : فأنا دعبل قائل هذه القصيدة فحلّوا كتافه وكتاف جميع القافلة وردّوا إليهم جميع ما أُخذ منهم.

وسار دعبل حتّى وصل إلى قم وأنشدهم القصيدة فوصلوه بمال كثير وسألوه أن يبيع الجبّة منهم بألف دينار فأبى وسار عن قم فلحقه قومٌ من أحداثهم وأخذوا الجبّة منه فرجع دعبل وسألهم ردّها عليه فقالوا : لا سبيل لك إليها فخذ ثمنها ألف دينار فقال : على أن تدفعوا إليّ شيئاً منها فأعطوه بعضها وألف دينار .

وانصرف دعبل إلى وطنه فوجد اللصوص أخذوا جميع ما في منزله فباع المائة دينار التي وصله بها الرضا (عليه السلام) من الشيعة كلّ دينار بمائة درهم وتذكّر قول الرضا (عليه السلام) : إنّك ستحتاج إليها .

وعن أبي الصلت الهرويّ قال : سمعت دعبل قال : لمّا أنشدت مولاي الرضا (عليه السلام) القصيدة وانتهيت إلى قولي :

خروجُ إمامٍ لا محالة خارجٍ * يقومُ على اسمِ اللهِ والبركاتِ

يميّزُ فينا كلّ حقٍّ وباطلٍ  * ويجزي على النعماءِ والنقماتِ

بكى الرضا (عليه السلام) بكاءً شديداً ثمّ رفع رأسه إليّ وقال : يا خزاعي نطق روح القدس على لسانك بهذين البيتين فهل تدري من هذا الاِمام ومتى يقوم؟

قلت : لا يا مولاي إلاّ أنّي سمعت بخروج إمام منكم يملاَ الاَرض عدلاً .

فقال : يا دعبل الاِمام بعدي محمد ابني وبعد محمد ابنه عليّ وبعد عليّ ابنه الحسن وبعد الحسن ابنه الحجّة القائم المنتظر في غيبته المطاع في ظهوره لو لم يبق من الدينا إلاّ يوم واحد لطّول الله تعالى ذلك اليوم حتّى يخرج فيملأها عدلاً كما ملئت جوراً .

وروى الصولي عن أبي ذكوان عن إبراهيم بن العبّاس قال : كان الرضا (عليه السلام) ينشد كثيراً :

إذا كنتَ في خيرٍ فلا تغترر بهِ  * ولكن قلِ اللّهمّ سلّم وتمّم

وعن الريّان بن الصلت قال : أنشدني الرضا (عليه السلام) لعبد المطّلب :

يعيبُ الناسُ كلّهم زماناً    * وما لزماننا عيبٌ سوانا

نعيبُ زماننا والعيبُ فينا    * ولو نطقَ الزمانُ بنا هجانا

وليس الذئب يأكلُ لحمَ ذئبٍ  * ويأكلُ بعضُنا بعضاً عياناً

وشكا رجلٌ أخاه في مجلسه (عليه السلام) فأنشأ يقول :

اعذر أخاك على ذنوبهِ * واستر وغطِّ على عيوبهِ

واصبر على بهت السفيـ * ـهِ وللزمانِ على خطوبهِ

ودعِ الجوابَ تفضّلاً   * وكلِّ الظلومَ إلى حسيبهِ

وروي عن عبدالرحمن بن أبي نجران قال : كتب أبو الحسن الرضا (عليه السلام) إلى بعض أصحابه : إنّا لنعرف الرجل إذا رأيناه بحقيقة الاِيمان وبحقيقة النفاق .

وروي عن ياسر الخادم قال : كان غلمان لاَبي الحسن (عليه السلام) في البيت صقالبة وروم وكان أبو الحسن (عليه السلام) قريباً منهم فسمعهم بالليل يتراطنون بالصقلبيّة والروميّة ويقولون : إنّا كنّا نفتصد في كلّ سنة في بلادنا ثمّ ليس نفتصد هاهنا فلمّا كان من الغد وجّه أبو الحسن (عليه السلام) إلى بعض الاَطبّاء فقال : افصد فلاناً عرق كذا وافصد فلاناً عرق كذا ثمّ قال : يا ياسر لاتفتصد أنت .

قال : فافتصدت فورمت يدي واحمرّت فقال لي : يا ياسر مالك؟

فأخبرته فقال : ألم أنهك عن ذلك هلّم يدك فمسح يده عليها وتفل فيها ثمّ أوصاني أن لا أتعشّى فكنت بعد ذلك ما شاء الله لا أتعشّى ثمّ أتغافل فأتعشّى فتضرب عليّ .

عن عليّ بن إبراهيم عن أبيه عن أبي الصلت الهرويّ قال : كان الرضا (عليه السلام) يكلّم الناس بلغاتهم وكان والله أفصح الناس وأعلمهم بكلّ لسان ولغة فقلت له يوماً : يا ابن رسول الله إنّي لاَعجب من معرفتك بهذه اللغات على إختلافها .

فقال : يا أبا الصلت أنا حجّة الله على خلقه وما كان الله ليتّخذ حجّة على قوم وهو لا يعرف لغاتهم أَو ما بلغك قول أمير المؤمنين (عليه السلام) : أوتينا فصل الخطاب؟ فهل فصل الخطاب إلاّ معرفة اللغات .

وروى الحسن بن عليّ بن فضّال عن الرضا (عليه السلام) : أنّه قال له رجل من أهل خراسان : يا ابن رسول الله رأيت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) في المنام كأنّه يقول لي : كيف أنتم إذا دفن في أرضكم بضعتي واستحفظتم وديعتي وغيّب في ثراكم نجمي؟ فقال له الرضا (عليه السلام) : أنا المدفون في أرضكم وأنا بضعة من نبيّكم وأنا الوديعة والنجم ألا فمن زارني وهو يعرف ما أوجب الله تعالى من حقّي وطاعتي فأنا وآبائي شفعاؤه يوم القيامة ومن كنّا شفعاؤه نجا ولو كان عليه مثل وزر الثقلين الجنّ والاِنس ؛ ولقد حدّثني أبي عن جدّي عن أبيه (عليه السلام) أنّ رسول الله (صلّى الله عليه وآله) قال : من رآني في منامه فقد رآني فإنّ الشيطان لا يتمثّل في صورتي ولا في صورة أحد من أوصيائي ولا في صورة أحد من شيعتهم وإنّ الرؤيا الصادقة جزء من سبعين جزءاً من النبوّة .

وأما ما روي عنه (عليه السلام) من فنون العلم وأنواع الحكم والاَخبار المجموعة والمنثورة والمجالس مع أهل الملل والمناظرات المشهورة فأكثر من أن تحصى .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات