المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 16502 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
ترجمة أبي يحيى البلوي
2024-05-28
قصيدتان للبلوي
2024-05-28
بين ابن الجياب ولسان الدين
2024-05-28
أبو الحسن الشامي
2024-05-28
رسالة من الفشتالي
2024-05-28
مقطعات وقصائد تكتب على المباني
2024-05-28

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تفسير الآية (101-106) من سورة يونس  
  
2401   04:37 مساءً   التاريخ: 30-4-2020
المؤلف : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الياء / سورة يونس /

 

قال تعالى: {قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ (101) فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ (102) ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ (103) قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ (104) وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (105) وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ  } [يونس: 101 - 106]

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

بين سبحانه ما يزيد في تنبيه القوم ،وإرشادهم ،فقال {قل}يا محمد لمن يسألك الآيات {انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }من الدلائل والعبر، من اختلاف الليل والنهار ،ومجاري النجوم والأفلاك ،وما خلق من الجبال والبحار، وأنبت من الأشجار والثمار، وأخرج من أنواع الحيوانات ،فإن النظر في أفرادها وجملتها يدعوا إلى الإيمان ،وإلى معرفة الصانع، ووحدانيته ،وعلمه ،وقدرته، وحكمته { وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}معناه :وما تغني هذه الدلالات والبراهين الواضحة، مع كثرتها وظهورها ولا الرسل المخوفة عن قوم لا ينظرون في الأدلة تفكرا وتدبرا ولا يريدون الإيمان وقيل ما تغني معناه أي شيء تغني عنهم من اجتلاب نفع أو دفع ضرر إذا لم يستدلوا بها فيكون ما للاستفهام وكان الحسن إذا قرأ هذه الآية هتف بها وقال وما تغني الحجج عن قوم لا يقبلونها. وقال أبو عبد الله (عليه السلام): لما أسرى برسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) جبريل بالبراق، فركبها ،فأتى بيت المقدس ،فلقي من لقي من الأنبياء ،ثم رجع فأصبح يحدث أصحابه :إني أتيت بيت المقدس ولقيت إخواني من الأنبياء فقالوا :يا رسول الله كيف أتيت بيت المقدس الليلة قال :جاءني جبرائيل بالبراق فركبتها وآية ذلك أني مررت بعير لأبي سفيان على ماء لبني فلان وقد أضلوا جملا لهم أحمر وهم في طلبه فقال القوم بعضهم لبعض: إنما جاءه راكب سريع ولكنكم قد أتيتم الشام وعرفتموها فاسألوه عن أسواقها وأبوابها وتجارها فسألوه عن ذلك وكان (صلى الله عليه وآله وسلّم) إذا سئل عن الشيء لا يعرفه شق ذلك عليه حتى يرى ذلك في وجهه قال: فبينا هوكذلك إذا أتاه جبرائيل (عليه السلام) فقال يا رسول الله هذه الشام قد رفعت لك فالتفت رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) فإذا هو بالشام فقالوا له أين بيت فلان ومكان كذا فأجابهم في كل ما سألوه عنه فلم يؤمن منهم إلا قليل وهو قول الله تعالى :{ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}ثم قال أبو عبد الله (عليه السلام) فنعوذ بالله أن لا نؤمن بالله آمنا بالله ورسوله { فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ} معناه فهل ينتظر هؤلاء الذين أمروا بالإيمان فلم يؤمنوا وبالنظر في الأدلة فلم ينظروا إلا العذاب والهلاك في مثل الأيام التي هلك من قبلهم من الكفار فيها قال قتادة أراد به وقائع الله في عاد وثمود وقوم نوح وعبر عن الهلاك بالأيام كما يقال أيام فلان يراد به أيام دولته وأيام محنته واللفظ لفظ الاستفهام والمراد به النفي وتقديره ليس ينتظرون إلا ذاك .

{ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} أي: قل يا محمد لهم فانتظروا ما وعدنا الله من العذاب فإني منتظر معكم من جميع المنتظرين لما وعد الله به {ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا} من بينهم ونخلصهم من العذاب وقت نزوله وقيل من شرور أعدائهم ومكرهم { كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ} قال الحسن معناه كنا إذا أهلكنا أمة من الأمم الماضية نجينا نبيهم ونجينا الذين آمنوا به أيضا كذلك إذا أهلكنا هؤلاء المشركين نجيناك يا محمد والذين آمنوا بك وقيل معناه {كذلك حقا علينا} أي: واجبا علينا من طريق الحكمة {ننجي المؤمنين} من عذاب الآخرة كما ننجيهم من عذاب الدنيا وقال أبو عبد الله (عليه السلام) لأصحابه ما يمنعكم من أن تشهدوا على من مات منكم على هذا الأمر أنه من أهل الجنة أن الله تعالى يقول {كذلك حقا علينا ننج المؤمنين}.

ثم أمر سبحانه نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالبراءة عن كل معبود سواه فقال: {قل}يا محمد لهؤلاء الكفار { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي}أ حق هو أم لا { فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ}لشككم في ديني { وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ}أي: يقدر على إماتتكم وهذا يتضمن تهديدا لهم لأن وفاة المشركين ميعاد عذابهم .التي قيل كيف قال :إن كنتم في شك من ديني مع اعتقادهم بطلان دينه فجوابه من وجوه: أحدها: أن يكون التقدير من كان شاكا في أمري فهذا حكمه. والثاني:  أنهم في حكم الشاك للاضطراب الذي يجدونه في أنفسهم عند ورود الآيات والثالث :أن فيهم من كان شاكا فغلب ذكرهم .

{ وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}أي: وأمرني ربي أن أكون من المصدقين بالتوحيد وإخلاص العبادة له {وأن أقم وجهك}هذا عطف على ما قبله فكأنه قال: وقيل لي وأقم وجهك {للدين}أي: استقم في الدين بإقبالك على ما أمرت به من القيام بأعباء الرسالة وتحمل أمر الشريعة بوجهك وقيل معناه وأقم وجهك في الصلاة بالتوجه نحوالكعبة {حنيفا}أي:مستقيما في الدين { وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}هذا نهي عن الإشراك مع الله سبحانه غيره في العبادة .

{ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ}إن أطعته {ولا يضرك}إن عصيته وتركته أي لا تدعه إلها كما يدعوا المشركون الأوثان آلهة وإنما قال {ما لا ينفعك ولا يضرك}مع أنه لو نفع وضر لم تحسن عبادته أيضا لأمرين (أحدهما) أن معناه ما لا ينفعك نفع الإله ولا يضرك ضرره (والثاني) أنه إذا كان عبادة غير الله ممن يضر وينفع قبيحة فعبادة من لا يضر ولا ينفع أقبح { فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ}معناه فإن خالفت ما أمرت به من عبادة غير الله كنت ظالما لنفسك بإدخالك الضرر الذي هوالعقاب عليها وهذا الخطاب وإن كان متوجها إلى النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) في الظاهر فالمراد به أمته.

_________________

1- تفسير مجمع البيان ،الطبرسي ،ج5،ص234-237.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

{قُلِ انْظُرُوا ما ذا فِي السَّماواتِ والأَرْضِ}لمناسبة ذكر الايمان في الآية السابقة أمر سبحانه بالنظر في الكون وعجائبه لأنه السبيل إلى معرفة اللَّه والايمان به .

وتقدمت آيات كثيرة بهذا المعنى {وما تُغْنِي الآياتُ والنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لا يُؤْمِنُونَ}

كل دليل على الحق فهو ينذر من يخالفه بالعقوبة ، وكل رسول من عند اللَّه تعالى فهو يحمل معه الدليل على رسالته ، ولكن الأدلة والرسل لا ينتفع بها إلا من كان الحق ضالته يأخذه انّى وجده ، ولو كان فيه ذهاب نفسه ، أما من لا يرى في الدين والحق والإنسانية إلا مصلحته ومنافعه ، أما هذا فهو عدو الأدلة والبراهين ، والأنبياء والمصلحين ، فكيف ينتفع بها ويؤمن بمبادئها ؟ .

{فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ}. يقال : أيام فلان ويراد أيام دولته أو أيام محنته ، والمراد بأيام الذين خلوا أيام قوم نوح وعاد وثمود ، وما حل بهم من الهلاك والعذاب ، وضمير ينتظرون يعود إلى الذين كذبوا محمدا (صلى الله عليه واله) بدليل قوله تعالى : {قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}فإنه تهديد لمن كذب محمدا بسوء العاقبة .

{ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنا والَّذِينَ آمَنُوا}. هذه الجملة عطف على جمل محذوفة والتقدير انه قد جرت سنة اللَّه في خلقه ان يرسل إلى الناس رسلا منهم مبشرين ومنذرين ، فيصدقهم البعض ، ويكذبهم آخرون ، فيهلك المكذبين ، ثم ينجي الرسل والمؤمنين . . قال صاحب المنار : (هذا من الإيجاز المعجز الذي انفرد به القرآن ) . . ووجه الاعجاز ان اللَّه سبحانه ذكر جملة واحدة تدل دلالة واضحة على عدد من الجمل المحذوفة .

{كَذلِكَ حَقًّا عَلَيْنا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ}بعد ان قال سبحانه : انه ينجي المؤمنين قال : ان نجاة المؤمن من العذاب حق له على اللَّه يطالبه به ، تماما كأصحاب الحقوق ، وان على اللَّه تعالى ان يؤديه له كاملا غير منقوص ، وهذا رد صريح على السنة الذين قالوا : ان اللَّه سبحانه له ان يعاقب المطيع ، ويثيب العاصي ( المواقف ج 8 المقصد الخامس والسادس من المرصد الثاني في المعاد ) .

{قُلْ يا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ ولكِنْ أَعْبُدُ اللَّهً الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ وأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}. لقد أدى النبي (صلى الله عليه واله) أمانة اللَّه إلى خلقه ، وبلَّغهم رسالات ربهم ، فاستجاب له من استجاب وأبى من أبى ، فأمره اللَّه تعالى أن يقول للذين أصروا على الشرك : ان كنتم في شك من ديني فأنا لا أعبد أصناما لا تعقل كما تفعلون ، ولكن أعبد إلها قادرا عادلا ، وحكيما عالما ، وهو الذي يقبض أرواحكم ، فأي المعبودين جدير بالشك ؟ .

وهذا نوع من أساليب الدعوة إلى اللَّه بالحكمة والموعظة الحسنة .

{وأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفاً ولا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}. المراد بالوجه هنا النفس ، والمعنى ان اللَّه أمرني ان اتجه إليه معتنقا الإسلام ، سائرا على نهجه قولا وعملا دون سائر الأديان .

{ولا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ ما لا يَنْفَعُكَ ولا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذاً مِنَ الظَّالِمِينَ}. والنبي لا يدعو أحدا من دون اللَّه ، ومحال ان يدعو سواه ، وإنما القصد الإخبار بأن من يدعو غير اللَّه فهو من الظالمين الخاسرين .

وتجدر الإشارة إلى أن الآيات الثلاث الأخيرة تعبر عن معنى واحد بعبارات شتى ، وهو الأمر بالإيمان ونبذ الشرك ، مع اختلاف يسير في المعنى ، فالآية الأولى أمرت بالإيمان ، مع الإشارة إلى أن دين التوحيد لا ينبغي الشك فيه ، وان الذي فيه الشك والريب هو دين الشرك وعبادة الأصنام ، والآية الثانية أمرت بالايمان ، مع الإشارة إلى أن الإسلام هو الدين القيم الذي لا عوج فيه ، دون سائر الأديان ، والآية الثالثة أمرت بالايمان مع الإشارة إلى أن من يبتغي غير الإسلام دينا فهو من الظالمين لأنفسهم . وعلى أية حال فان من عادة القرآن ان يكرر ويؤكد كل ما يتصل بالعقيدة وأصولها .

______________________

1- تفسير الكاشف ،محمد جواد مغنيه ،ج4،ص196-198.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

قوله تعالى:{ قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ}أي من المخلوقات المختلفة المتشتتة التي كل واحد منها آية من آيات الله تعالى تدعو إلى الإيمان، و قوله:{ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}ظاهره أن{ما}استفهامية والجملة مسوقة بداعي الإنكار وإظهار الأسف كقول الطبيب: بما ذا أعالج الموت؟ أي أنا أمرناك أن تنذرهم بقولنا:{قل انظروا ما ذا في السموات}إلخ، لكن أي تأثير للنذر فيهم أوللآيات فيهم وهم لا يؤمنون أي عازمون مجمعون على أن لا يؤمنوا بالطبع الذي على قلوبهم وربما قيل: إن ما نافية.

قوله تعالى:{ فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ}تفريع على ما في الآية السابقة من قوله:{ وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}أي إذا لم تغن الآيات والنذر عنهم شيئا وهم لا يؤمنون البتة فهم لا ينتظرون إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم، وإنما يحبسون نفوسهم لآية العذاب الإلهي التي تفصل بينك وبينهم فتقضي عليهم لأنهم حقت عليهم كلمة العذاب.

ولذا أمر النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) أن يبلغهم ذلك بقوله:{قل فانتظروا}أي مثل أيام الذين خلوا من قبلكم يعني يوم العذاب الذي يفصل بيني وبينكم فتؤمنون ولا ينفعكم إيمانكم{إني معكم من المنتظرين}.

وقد تبين بما مر أن الاستفهام في الآية إنكاري.

قوله تعالى:{ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا}الجملة تتمة صدر الآية السابقة وقوله:{قل فانتظروا}إلخ، جملة معترضة والنظم الأصلي بحسب المعنى{فهل ينتظرون}أي قومك هؤلاء{إلا مثل أيام الذين خلوا من قبلهم}من الأمم الذين كانت تحق عليهم كلمة العذاب فنرسل إليهم آية العذاب{ثم ننجي رسلنا والذين آمنوا}.

وإنما اعترض بقوله:{ قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ}بين الكلام لأنه يتعلق بالجزء الذي يتقدمه من مجموع الكلام المستفهم عنه فإنه المناسب لأن يجعل جوابا لهم، وهو يتضمن انتظار النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) للقضاء بينه وبينهم، وأما تنجيته وتنجية المؤمنين به فإن المنتظر لها هو النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنون لا هو وحده ولا يتعلق هذا الانتظار بفصل القضاء بل بالنجاة من العذاب وهو مع ذلك لا يتعلق به غرض في المقام الذي سيق فيه الكلام لإنذار المشركين لا لتبشير النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين فافهم ذلك.

وأما قوله:{كذلك حقا علينا ننج المؤمنين}فمعناه كما كنا ننجي الرسل والذين آمنوا في الأمم السابقة عند نزول العذاب كذلك ننجي المؤمنين بك من هذه الأمة حق علينا ذلك حقا، فقوله:{حقا علينا}مفعول مطلق قام مقام فعله المحذوف، واللام في{المؤمنين}للعهد والمراد به مؤمنوا هذه الأمة، وهذا هو الوعد الجميل للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين من هذه الأمة بالإنجاء.

وليس من البعيد أن يستفاد من قوله:{ننج المؤمنين}أن فيه تلويحا إلى أن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) لا يدرك هذا القضاء، وإنما يقع بعد ارتحاله حيث ذكر المؤمنون ولم يذكر معهم النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) مع أنه تعالى ذكر في السابقين رسله مع المؤمنين بهم كما ربما يخطر بالبال من تكرر قوله تعالى في كلامه:{فإما نرينك بعض الذي نعدهم أونتوفينك فإلينا يرجعون}أوما في معناه.

الآيات، ختام السورة تفرغ المحصل من بياناتها فتشير إجمالا إلى التوحيد والمعاد والنبوة، وتأمر باتباع القرآن والصبر في انتظار حكم الله بينه وبين أمته.

قوله تعالى:{قل يا أيها الناس إن كنتم في شك من ديني}إلخ، قد تقدم غير مرة أن الدين هو السنة المعمول بها في الحياة لنيل سعادتها وفيه معنى الطاعة كما في قوله تعالى:{وأخلصوا دينهم لله:}النساء: - 146 وربما استعمل بمعنى الجزاء.

وقوله:{إن كنتم في شك من ديني}أي في طريقتي التي أسلكها وأثبت عليها وشك الإنسان في دين غيره وطريقته المعمولة له إنما يكون في ثباته عليه هل يستقر عليه ويستقيم؟ وقد كان المشركون يطمعون في دينه (صلى الله عليه وآله وسلم) وربما رجوا أن يحولوه عنه فينجوا من دعوته إلى التوحيد ورفض الشرك بالآلهة.

فالمعنى: إن كنتم تشكون فيما أدين به وأدعوإليه هل أستقيم عليه؟ أوشككتم في ديني ما هو؟ ولم تحصلوا الأصل الذي يبتني عليه فإني أصرح لكم القول فيه وأبينه لكم وهو أني لا أعبد آلهتكم وأعبد الله وحده.

وقد أخذ في قوله:{ وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ} له تعالى وصف توفيهم دون غيره من أوصافه تعالى لأنهم إنما كانوا يعبدون الإله لزعمهم الحاجة إليه في دفع الضرر وجلب النفع، والتوفي أمر لا يشكون أنه سيصيبهم وأنه لله وحده فمساس الحاجة إلى الأمن من ضرره يوجب عبادة الله سبحانه.

على أن اختيار التوفي للذكر ليكون في الكلام تلويح إلى تهديدهم فإن الآيات.

السابقة وعدتهم العذاب وعدا قطعيا، ووفاة المشركين ميعاد عذابهم، ويؤيد ذلك اتباع قوله:{ولكن أعبد الله الذي يتوفاكم}بقوله:{ أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}فإن نجاتهم من العذاب جزء الوعد الذي ذكره الله في الآيتين السابقتين على هذه الآية:{ فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ - - إلى قوله ننج المؤمنين}.

والمعنى: فاعلموا واستيقنوا أني لا أعبد آلهتكم ولكن أعبد الله الذي وعد عذاب المكذبين منكم وإنجاء المؤمنين وأمرني أن أكون منهم كما أمرني أن أجتنب عبادة الآلهة.

قوله تعالى:{ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا}عطف على موضع قوله:{وأمرت أن}إلخ، فإنه في معنى وكن من المؤمنين، وقد مر الكلام في معنى إقامة الوجه للدين الحنيف غير مرة.

قوله تعالى:{ وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ}نهي بعد نهي عن الشرك، وبيان أن الشرك يدخل الإنسان في زمرة الظالمين فيحق عليه ما أوعد الله به الظالمين في كلامه.

ومن لطيف التعبير قوله حين ذكر الدعاء:{مالا ينفعك ولا يضرك}وحين ذكر العبادة:{الذين تعبدون من دون الله}فإن العبادة بالطبع يعطي للمعبود شعورا وعقلا فناسب أن يعبر عنه بنحو{الذين}المستعمل في ذوي العلم والعقل، والدعاء وإن كان كذلك لمساوقته العبادة غير أنه لما وصف المدعوبما لا ينفع ولا يضر، وربما توهم أن ذوي العلم والعقل يصح أن تنفع وتضر، عبر بلفظة{ما}ليلوح إلى أنها جماد لا يتخيل في حقهم إرادة نفع أو ضرر.

وفي التعبير نفسه أعني قوله:{ما لا ينفعك ولا يضرك}إعطاء الحجة على النهي عن الدعاء.

________________________

1- تفسير الميزان،الطباطبائي،ج10،ص98-102.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

الموعظة والنصيحة:

كان الكلام في الآيات السابقة عن أنّ الإِيمان يجب أن يكون اختيارياً لا بالجبر والاكراه، ولهذا فإِن الآية الأُولى هنا ترشد الناس إِلى الإِيمان الإِختياري، وتخاطب النّبي فتقول: { قُلِ انْظُرُوا مَاذَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ }؟

إِن كل هذه النجوم اللامعة والكواكب السماوية المختلفة التي يدور كل منها في مداره، وهذه المنظومات الكبيرة والمجرات العملاقة، وهذا النظام الدقيق الحاكم على كل تلك الكواكب، وكذلك هذه الكرة الأرضية بكل عجائبها واسرارها، وكل هذه الكائنات الحية المتنوعة المختلفة .. تدل بالتمعن في دقائق صنعها والتدبّر في نظامها على المبدأ الأزلي للعالم. وستتعرفون أكثر على خالق هذه الكائنات.

إِنّ هذه الجملة تنفي بوضوح مسألة الجبر وسلب حرية الإِرادة، فهي تقول: إِنّ الإِيمان هو نتيجة التدبر في عالم الخلقة، أي إِنّ هذا الأمر في اختياركم.

ثمّ تضيف أنّه رغم كل هذه الآيات والعلامات الدالّة على الحق، فلا داعي للعجب من عدم إِيمان البعض، لأنّ الآيات والدلالات والإِنذارات تنفع الذين لهم الإِستعداد لتقبل الحق، أمّا هؤلاء فإِنّه { وَمَا تُغْنِي الْآيَاتُ وَالنُّذُرُ عَنْ قَوْمٍ لَا يُؤْمِنُونَ}(2).

إِنّ هذه الجملة إِشارة إِلى الحقيقة التي قرأناها مراراً في القرآن، وهي أن الدلائل وكلمات الحق والمواعظ لاتكفي لوحدها، بل إِنّ الأرضية المستعدة شرط أيضاً في حصول النتيجة.

ثمّ تقول ـ بنبرة التهديد المتلبسة بلباس السؤال والإِستفهام ـ : هل ينتظر هؤلاء المعاندون الكافرون إلاّ أن يروا مصيراً كمصير الأقوام الطغاة والمتمردين السابقين الذين عمهم العقاب الإِلهي. مصير كمصير الفراعنة والنماردة وشدّاد وأعوانهم وأنصارهم؟! { فَهَلْ يَنْتَظِرُونَ إِلَّا مِثْلَ أَيَّامِ الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلِهِمْ}.

وتحذرهم الآية أخيراً فتقول: يا أيّها النّبي { قُلْ فَانْتَظِرُوا إِنِّي مَعَكُمْ مِنَ الْمُنْتَظِرِينَ} فأنتم بانتظار هزيمة دعوة الحق، ونحن بانتظار المصير المشؤوم الذي ستلاقونه، مصير المتكبرين الماضين.

وينبغي الإِلتفات إِلى أنّ الإِستفهام في جملة {فهل ينتظرون} استفهام إِنكاري، أي إِنّ هؤلاء بطبيعة سلوكهم هذا لايمكن أن ينتظروا إلاّ حلول مصير مشؤوم مظلم.

كلمة {أيّام} وإِن كانت في اللغة جمع يوم، إلاّ أنّها هنا تعني الحوادث المهلكة التي وقعت للأقوام والاُمم السالفة.

ومن أجل أن لايتوهم متوهم أنّ الله سبحانه يصيب بعذابه الصالح والطالح، تضيف الآية: إِننا إِذا ما تحققت مقدمات نزول العذاب على الأمم السابقة، نقوم بانقاذ عبادنا الصالحين: { ثُمَّ نُنَجِّي رُسُلَنَا وَالَّذِينَ آمَنُوا}.

ثمّ تقول في النهاية: إِنّ هذا ليس مختصاً بالأُمم السالفة والرسل والمؤمنين الماضين، بل { كَذَلِكَ حَقًّا عَلَيْنَا نُنْجِ الْمُؤْمِنِينَ}(3).

الحزم في التّعامل مع المشركين:

هذه الآيات والآيات التي تليها، هي آخر آيات هذه السورة، وتتحدث جميعاً حول مسألة التوحيد ومحاربة الشرك والدعوة إِلى الحق، وهي في الحقيقة فهرست أوخلاصة لبحوث التوحيد وتأكيد على محاربة ومجابهة عبادة الأصنام التي بيّنت مراراً في هذه السورة.

إِنّ سياق الآية يوحي بأنّ المشركين كانوا يتوهمون أحياناً أن من الممكن أن يلين النّبي ويتسامح في عقيدته في شأن الأصنام ويعترف ويقرّ لهم عبادة الأصنام ولو جزئياً إِلى جانب الإعتقاد بالله بنحو من الانحاء.

إِلاّ أنّ القرآن ينسف هذا التوهم الواهي بصورة قاطعة وحاسمة ويقطع عليهم احلامهم هذه إِلى الأبد، فلا معنى لأي نوع من المساومة واللين في مقابل الأصنام، ولا معبود إلاّ الله، لاتزيد كلمة ولا تنقص أُخرى.

ففي البداية يأمر النّبي(صلى الله عليه وآله وسلم) أن يخاطب جميع الناس: { قُلْ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنْ كُنْتُمْ فِي شَكٍّ مِنْ دِينِي فَلَا أَعْبُدُ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ} ولا تكتفي الآية بنفي آلهة أُولئك، بل تثبت كل العبادة لله سبحانه زيادة في التأكيد فتقول: { وَلَكِنْ أَعْبُدُ اللَّهَ الَّذِي يَتَوَفَّاكُمْ}. ومن أجل تأكيد أكبر تضيف: أنّ هذه ليست إِرادتي فقط، بل { وَأُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ}.

إِنّ التأكيد هنا على مسألة قبض الروح فقط من بين صفات الله، أمّا لأنّ الإِنسان إِذا كان يشك في كل شيء فإِنّه لا يستطيع أن يشك في الموت، أو لأنّ هذه الآية أرادت أن تنبه هؤلاء إِلى مسألة العذاب والعقوبات المهلكة التي أشير إِليها في الآيات السابقة، ولوحت بالتهديد بالغضب الإِلهي.

وبعد أن بيّنت الآية العقيدة الحقة في نفي الشرك وعبادة الأوثان بكل صراحة وقوة، تطرقت إِلى بيان دليل ذلك، دليل من الفطرة. ودليل من العقل:

{ وَأَنْ أَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا} وهنا أيضاً لم يكتف بجانب الإِثبات، بل نفي الطرف المقابل لتأكيد الامر، فقالت الآية: { وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ}.

«الحنيف» ـ كما قلنا سابقاً ـ تعني: الشخص الذي يميل ويتحول عن طريق الإِنحراف إِلى جادة الصواب والإِستقامة، وبتعبير آخر: يغض الطرف عن المذاهب والأفكار المنحرفة، ويتوجه إِلى دين الله المستقيم، ذلك الدين الموافق للفطرة موافقة كاملة ومستقيمة. وبناء على هذا فإِنّ هذا التعبير يستبطن الإِشارة إِلى كون التوحيد فطرياً في الأعماق، لأنّ الإِنحراف شيء خلاف الفطرة، {فتدبّر}.

وبعد الإِشارة إِلى بطلان الشريك بالدليل الفطري، تشير إلى دليل عقلي واضح، فتقول: { وَلَا تَدْعُ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَنْفَعُكَ وَلَا يَضُرُّكَ فَإِنْ فَعَلْتَ فَإِنَّكَ إِذًا مِنَ الظَّالِمِينَ } إِذ تكون قد ظلمت نفسك ومجتمعك الذي تعيش فيه.

أي عقل يسمح أن يتوجه الإِنسان لعبادة أشياء وموجودات لاتضر ولا تنفع أبداً، ولايمكن أن يكون لها أدنى أثر في مصير الإِنسان؟

____________________

1- تفسير الامثل ،مكارم الشيرازي،ج5،ص547-550.

2- نذر جمع نذير، أي المنذر، وهو كنايه عن الأنبياء والقادة الإِلهيين، أو هي جمع إِنذار، بمعنى تحذير وتهديد الغافلين والمجرمين الذي هو من برامج هؤلاء القادة الإِلهيين.

وقد اعتبر البعض (ما) جملة (ما تغني الآيات) نافية، والبعض جعلها بمعنى الإِستفهام الإِنكاري، وهي واحدة من حيث النتيجة، إلاّ أنّ الظاهر أن (ما) نافية.

3- إِنّ جملة (كذلك حقاً علينا ننج المؤمنين) كانت بهذا المعنى: كذلك ننج المؤمنين وكان ذلك حقّاً علينا، أي إِنّ جملة (حقاً علينا) جملة معترضة بين (كذلك) و(ننج المؤمنين). ويحتمل أيضاً أن تكون (كذلك) متعلقة بالجملة السابقة، أي جملة (ننجي رسلنا والذين آمنوا).




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .