3- أهداف واهمية إدارة الحكم الرشيد للدولة :

بداية وقبل الحديث عن الاهداف والاهمية بشيء من التفصيل وإدراكا منا بضرورة إزالة اللبس في المفاهيم الإدارية ، نود ان نفرق بين الاهداف والاهمية كمصطلحات إدارية ، حيث ان هناك الكثير من الباحثين يحدث لديهم تداخل بين المصطلحين . اما عن مفهوم الهدف فإنه يعبر عن الغاية المطلوب تحقيقها او الوصول إليها ، أما الاهمية فتعتبر عن النتائج او الآثار التي تترتب على الوصول لتلك الغاية . مثلا إذا كان الهدف هو اعادة الهيكلة الإدارية للمؤسسة ، فإنه يمكن التعبير عنه بدراسة وتحليل كافة المعوقات التي تؤثر على الأداء بهدف الارتقاء بمستوى الاداء الإداري لتلك المؤسسة. أما عن الاهمية فإنه يمكن التعبير عنها بالنتائج او التداعيات التي تترتب على تحقيق هذا الهدف وهي رفع مستوى كفاءة وفعالية المؤسسة.

بعد هذا التوضيح لمفهومي الاهداف والاهمية بصفة نعود للحديث عن اهداف واهمية الإدارة الرشيدة للدولة.

3 /1 اهداف الإدارة الرشيدة للدولة :

أما عن الاهداف فإنها – كما أشرنا سلفا – عند الحديث عن مفهوم وخصائص الإدارة الرشيدة فهي متعددة ومن بين تلك الاهداف.

1/1/3 السعي نحو تحقيق التميز الإداري والريادة لمؤسسات  الدولة المختلفة. ويتم ذلك من خلال إعادة هيكلة خارطة طريق الإدارة الاستراتيجية للدولة ومؤسساتها المختلفة بما يساهم في تحقيق التقدم الاقتصادي لدعم المكانة الاقتصادية والقوة التنافسية للدولة. ويركز هذا الهدف على البحث عن أفضل الآليات الإدارية والوظيفية للارتقاء بمستوى الأداء الوظيفي للكيانات المؤسسية للدولة ، ومن ثم زيادة القدرة على استغلال الموارد المتاحة أفضل استغلال ممكن.

على سبيل المثال يمكن عن طريق إعادة هيكلة الكيانات التشغيلية لأي كيان مؤسسي الارتقاء بمستوى الاداء الوظيفي للمؤسسة وذلك على النحو التالي: 

• تساهم إعادة هيكلة الكيان المكاني والـمادي للمؤسسات في الوصول الى اختيار افضل موقع لها واختيار افضل شكل للمباني في هذا الموقع والتخطيط الداخلي المادي المناسب بالاضافة الى تجهيزها مادياً بأفضل أساليب التكنولوجية التي تتوافق مع التطورات الحديثة . 

• تساهم إعادة هيكلة الكيان الوظيفي في اختيار أفضل الطرق والوسائل التي تساهم في استغلال الموارد افضل استغلال ممكن.

• تساهم إعادة هيكلة الكيان الفني في اختيار افضل الاساليب الفنية الملائمة لثقافة المؤسسات والعاملين بها لتطوير منتجاتها وخدماتها المختلفة.

• تساهم إعادة هيكلة الكيان المعلوماتي في توفير المعلومات الضرورية لدعم اتخاذ القرارات الإدارية في جميع كيانات المؤسسات.

• تساهم إعادة هيكلة الكيان الاجتماعي في حل التناقضات والصراعات والاختلافات الداخلية بين العاملين بعضهم البعض وبينهم وبني إدارة المؤسسات. 

• تساهم إعادة هيكلة الكيان السلوكي في تحويل السلوك الوظيفي السلبي إلى سلوك وظيفي إيجابي.

هذا ويتم إعادة هيكلة تلك الكيانات التشغيلية من خلال الكيان الإداري للمؤسسات والذي يهدف في النهاية إلى الارتقاء بمستوى الأداء الوظيفي ومن ثم استغلال الموارد المتاحة أفضل استغلال ممكن.

2/1/3 الالتزام عند إعادة هيكلة خارطة طريق الإدارة الاستراتيجية لتحقيق التميز الإداري بأهم المعايير الإدارية الداعمة لقرارات تصميم وتنفيذ تلك الخارطة والرقابة عليها مثل معايير الشفافية والمساءلة ومعايير الكفاءة والفعالية الإدارية والمعايير الشرعية وغيرها بما يضمن التقدم والنمو المجتمعي وغلق منابع الفساد الإداري.

3/1/3 السعي عند تحقيق التميز الإداري والريادة بالالتـزام نحو التوجه بمعايير الاستجابة لتحقيق مصالح واهداف جميع المواطنين بما يساهم في تحقيق مستويات الرفاهية المنشودة للمواطنين ويركز هذا الهدف على علاقة الدولة بالمواطنين بشكل عام. حيث تهدف الإدارة الرشيدة للدولة إلى تحسين الإطار القانوني والاقتصادي والسياسي والمؤسسي لتوجيه قرارات أدوار الدولة الإدارية والوظيفية لإشباع حاجات المواطنين من خلال المؤسسات المختلفة والتي تسعى نحو تحقيق مستويات الرفاهية المنشودة والمتعلقة بهذه الحاجات ، هذا ويتم ذلك في اطار مجموعة من الضوابط الحاكمة والسابق الإشارة اليها ومن اهمها :

* حماية حقوق المواطنين وابراز اهمية المواطن البسيط في قرارات المجتمع وتنمية وعيه (إشراك المواطن البسيط في عملية التنمية).

* المعاملة المتساوية والعادلة للمواطنين أغلبية كانت او أقلية في إطار الإدارة الرشيدة او الحوكمة.

* تأكيد حقوق المواطنين وإيجاد آليات لمشاركتهم في تحسين أداء الدولة وحصولهم على المعلومات اللازمة لتحقيق هذا الهدف.

* ضمان تقديم إفصاحات موثوقة وملائمة وفي توقيت مناسب لكل أمور الدولة المهمة في شفافية وتؤكد على النزاهة والصدق والموضوعية.

* الرصد الفعال للإدارة الاقتصادية الرشيدة من خلال السلطة التنفيذية ومسؤوليتها الكاملة أمام الشعب.