المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

التاريخ
عدد المواضيع في هذا القسم 5780 موضوعاً
التاريخ والحضارة
اقوام وادي الرافدين
العصور الحجرية
الامبراطوريات والدول القديمة في العراق
العهود الاجنبية القديمة في العراق
احوال العرب قبل الاسلام
التاريخ الاسلامي
التاريخ الحديث والمعاصر
تاريخ الحضارة الأوربية

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
صلاة الليل بإشارات القرآنية
2024-04-18
الائمة يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر
2024-04-18
معنى الصد
2024-04-18
ان الذي يموت كافر لا ينفعه عمل
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملتان الحادية عشرة والثانية عشرة.
2024-04-18
تحتمس الثالث الحملة الثالثة عشرة السنة الثامنة والثلاثون.
2024-04-18

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


أهل الكوفة أنصار الإمام علي في الجمل  
  
1813   08:29 مساءً   التاريخ: 26-1-2020
المؤلف : مؤسسة الغدير
الكتاب أو المصدر : موسوعة سيرة الإمام علي (عليه السلام)
الجزء والصفحة : ص القسم السابع، فصل2، الباب 1-7. جهادة بعد البعثة »
القسم : التاريخ / التاريخ الاسلامي / الخلفاء الاربعة / علي ابن ابي طالب (عليه السلام) / الامام علي (عليه السلام) /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 10-12-2019 3909
التاريخ: 28-1-2020 1084
التاريخ: 9-9-2019 1468
التاريخ: 27-8-2019 972

أهل الكوفة أنصار الإمام علي في الجمل

* ـ عن يزيد الضخم قال: لمّا أتي عليّاً الخبر وهو بالمدينة بأمر عائشة وطلحة والزبير أنّهم قد توجّهوا نحو العراق، خرج يبادر وهو يرجو أن يدركهم ويردّهم، فلمّا انتهي إلي الربَذة أتاه عنهم أنّهم قد أمعنوا، فأقام بالربذة أيّاماً، وأتاه عن القوم أنّهم يُريدون البصرة، فسُرِّىَ بذلك عنه، وقال : إنّ أهل الكوفة أشدّ إلىّ حبّاً ، وفيهم رؤوس العرب وأعلامهم . . . .

وعن محمّد بن عبد الرحمن بن أبى ليلي عن أبيه قال: كتب علىّ إلي أهل الكوفة : بسم الله الرحمن الرحيم ، أمّا بعد ; فإنّى اخترتكم والنزول بين أظهركم لما أعرف من مودّتكم وحبّكم لله عزّ وجلّ ولرسوله   ، فمن جاءنى ونصرنى فقد أجاب الحقّ وقضي الذى عليه .

ـ عن محمّد وطلحة : لمّا قدم علىّ الربذة أقام بها ، وسرّح منها إلي الكوفة محمّد بن أبى بكر ، ومحمّد بن جعفر وكتب إليهم :

إنّى اخترتكم علي الأمصار، وفزعت إليكم لما حدث ; فكونوا لدين الله أعواناً وأنصاراً، وأيِّدونا وانهضوا إلينا ; فالإصلاح ما نريد ; لتعود الاُمّة إخواناً ، ومن أحبّ ذلك وآثره فقد أحبّ الحقّ وآثره ، ومن أبغض ذلك فقد أبغض الحقّ وغَمِصه .

فمضي الرجلان وبقى علىّ بالربذة يتهيّأ، وأرسل إلي المدينة، فلحقه ما أراد من دابّة وسلاح، وأمِر أمرُه وقام فى الناس فخطبهم وقال :

إنّ الله عزّ وجلّ أعزّنا بالإسلام، ورفعنا به ، وجعلنا به إخواناً بعد ذلّة وقلّة وتباغض وتباعد ، فجري الناس علي ذلك ما شاء الله ; الإسلام دينهم ، والحقّ فيهم ، والكتاب إمامهم ، حتي اُصيب هذا الرجل بأيدى هؤلاء القوم الذين نزغهم الشيطان لينزغ بين هذه الاُمّة ، ألا إنّ هذه الاُمّة لابدّ مفترقة كما افترقت الاُمم قبلهم ، فنعوذ بالله من شرّ ما هو كائن .

ثمّ عاد ثانية فقال : إنّه لابدّ ممّا هو كائن أن يكون ، ألا وإنّ هذه الاُمّة ستفترق علي ثلاث وسبعين فرقة ; شرّها فرقة تنتحلنى ولا تعمل بعملى ، فقد أدركتم ورأيتم ، فالزموا دينكم واهدوا بهدى نبيّكم   ، واتّبعوا سنّته واعرُضوا ما أشكل عليكم علي القرآن ; فما عرفه القرآن فالزموه ، وما أنكره فردّوه ، وارضوا بالله عزّ وجلّ ربّاً ، وبالإسلام ديناً ، وبمحمّد   نبيّاً ، وبالقرآن حَكَماً وإماماً .

* ـ عن عبد الرحمن بن يسار القرشى ـ فى ذكر كتاب علىّ   إلي أهل الكوفة ـ: لمّا نزل علىّ   الربذة متوجّهاً إلي البصرة بعث إلي الكوفة محمّد بن جعفر بن أبى طالب، ومحمّد بن أبى بكر الصديق ، وكتب إليهم هذا الكتاب وزاد فى آخره :

فحسبى بكم إخواناً ، وللدين أنصاراً {انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ } [التوبة: 41. . . .

قال : لمّا قدم محمّد بن جعفر ، ومحمّد بن أبى بكر الكوفة استنفرا الناس ، فدخل قوم منهم علي أبى موسي ليلا فقالوا له : أشِر علينا برأيك فى الخروج مع هذين الرجلين إلي علىّ   ، فقال : أمّا سبيل الآخرة فالزموا بيوتكم ، وأمّا سبيل الدنيا فاشخصوا معهما ! فمنع بذلك أهل الكوفة من الخروج، وبلغ ذلك المحمّدَين، فأغلظا لأبى موسي ، فقال أبو موسي : والله إنّ بيعة عثمان لفى عنق علىّ وعنقى وأعناقكما ، ولو أردنا قتالاً ما كنّا لنبدأ بأحد قبل قتلة عثمان ، فخرجا من عنده ، فلحقا بعلىّ   فأخبراه الخبر .

مماطلة ابي موسى الاشعري في الكوفة

* ـ عن أبى ليلي : خرج هاشم بن عتبة إلي علىّ بالربذة ، فأخبره بقدوم محمّد بن أبى بكر وقول أبى موسي ، فقال : لقد أردت عزله وسألني الأشتر أن اُقرّه ، فردّ علىٌّ هاشماً إلي الكوفة وكتب إلي أبى موسي :

إنّى وجّهت هاشم بن عتبة ليُنهض مَن قِبَلك من المسلمين إلىّ، فأشخص الناس ; فإنّى لم أولّك الذى أنت به إلاّ لتكون من أعوانى علي الحقّ.

فدعا أبو موسي السائب بن مالك الأشعرى ، فقال له : ما تري ؟ قال : أري أن تتّبع ما كتب به إليك . قال : لكنّى لا أري ذلك ! فكتب هاشم إلي علىّ : إنّى قد قدمت علي رجل غال مشاقّ ظاهر الغلّ والشنآن . وبعث بالكتاب مع المحلّ بن خليفة الطائى.

* ـ خرج [الإمام علىّ] فى سبعمائة رجل من المهاجرين والأنصار . . . ثمّ دعا هاشم بن عتبة المرقال ، وكتب معه كتاباً إلي أبى موسي الأشعري ـ وكان بالكوفة من قبل عثمان ـ وأمره أن يوصِل الكتاب إليه ليستنفر الناس منها إلي الجهاد معه ، وكان مضمون الكتاب :

بسم الله الرحمن الرحيم ، من علىّ أمير المؤمنين إلي عبد الله بن قيس .

أمّا بعد ; فإنّى أرسلت إليك هاشم بن عتبة المرقال لتُشخص معه مَن قِبَلك من المسلمين ليتوجّهوا إلي قوم نكثوا بيعتي، وقتلوا شيعتي، وأحدثوا فى هذه الاُمّة الحدث العظيم، فأشخِص بالناس إلىّ معه حين يقدم بالكتاب عليك ولا تحبسه ;

فإنّى لم اُقرّك فى المصر الذى أنت فيه إلاّ أن تكون من أعواني وأنصاري علي هذا الأمر، والسلام.

فقدم هاشم بالكتاب علي أبى موسي الأشعري، فلمّا وقف عليه دعا السائب ابن مالك الأشعري، فأقرأه الكتاب ، وقال له : ما تري ؟ فقال له السائب: اتّبعْ ما كتب به إليك، فأبي أبو موسي ذلك، وكسر الكتاب ومحاه، وبعث إلي هاشم بن عتبة يخوّفه ويتوعّده بالسجن، فقال السائب بن مالك: فأتيت هاشماً فأخبرته بأمر أبى موسي، فكتب هاشم إلي علىّ بن أبى طالب:

أمّا بعد ; يا أمير المؤمنين! فإنّى قدمت بكتابك علي امرئ عاقّ شاقّ ، بعيد الرحم ، ظاهر الغلّ والشقاق ، وقد بعثت إليك بهذا الكتاب مع المُحِلّ بن خليفة أخى طيّئ ، وهو من شيعتك وأنصارك ، وعنده علم ما قِبَلنا ، فأسأله عمّا بدا لك ، واكتب إلىّ برأيك أتّبعْه ، والسلام .

فلمّا قدم الكتاب إلي علىّ   وقرأه ، دعا الحسن ابنه ، وعمّار بن ياسر ، وقيس بن سعد وبعثهم إلي أبى موسي ، وكتب معهم :

من عبد الله علىّ أمير المؤمنين إلي عبد الله بن قيس: أمّا بعد ; يابن الحائك! ! والله إنّى كنت لأري أنّ بُعدك من هذا الأمر ـ الذى لم يجعلك الله له أهلا، ولا جعل لك فيه نصيباً ـ سيمنعك من ردّ أمرى ، وقد بعثت إليك الحسن وعمّاراً وقيساً ، فأخلِ لهم المصر وأهله ، واعتزل عملنا مذموماً مدحوراً ، فإن فعلتَ وإلاّ فإنّى أمرتهم أن ينابذوك علي سواء ، إنّ الله لا يحبّ الخائنين ، فإن ظهروا عليك قطّعوك إرباً إرباً ، والسلام علي من شكر النعمة ورضى بالبيعة ، وعمل لله رجاء العاقبة .

* ـ عن أبى ليلي: بعث علىٌّ الحسنَ بن علىّ وعمّار بن ياسر يستنفران الناس، وبعث قرظة بن كعب الأنصاري أميراً على الكوفة، وكتب معه إلي أبى موسي:

أمّا بعد ; فقد كنت أري أنّ بُعدك من هذا الأمر الذى لم يجعل الله عزّ وجلّ لك منه نصيباً سيمنعك من ردّ أمرى، وقد بعثت الحسن بن علىّ وعمّار بن ياسر يستنفران الناس ، وبعثت قرظة بن كعب والياً علي المصر ، فاعتزل مذموماً مدحوراً ; فإن لم تفعل فإنّى قد أمرته أن ينابذك ; فإن نابذته فظفر بك أن يقطّعك آراباً .

فلمّا قدم الكتاب علي أبى موسي اعتزل ، ودخل الحسن وعمّار المسجد ، فقالا :

أيّها الناس ، إنّ أمير المؤمنين يقول : إنّى خرجت مخرجى هذا ظالماً أو مظلوماً ، وإنّى اُذكّر الله عزّ وجلّ رجلا رعي لله حقّاً إلاّ نفر ; فإن كنت مظلوماً أعاننى ، وإن كنت ظالماً أخذ منّى . والله إنّ طلحة والزبير لاَوّل من بايعنى ، وأوّل من غدر ، فهل استأثرت بمال أو بدلّت حكماً ؟ فانفروا ; فمُروا بمعروف ، وانهَوا عن منكر .

* ـ عن أبى مخنف عن موسي بن عبد الرحمن بن أبى ليلي

عن أبيه قال : أقبلنا مع الحسن وعمّار بن ياسر من ذى قار حتي نزلنا القادسيّة ، فنزل الحسن وعمّار ونزلنا معهما ، فاحتبي عمّار بحمائل سيفه ، ثمّ جعل يسأل الناس عن أهل الكوفة وعن حالهم ، ثمّ سمعته يقول : ما تركت فى نفسى حزّة أهمّ إلىّ من ألاّ نكون نبشنا عثمان من قبره ، ثمّ أحرقناه بالنار .

قال : فلمّا دخل الحسن وعمّار الكوفة اجتمع إليهما الناس ، فقام الحسن فاستنفر الناس ، فحمد الله وصلّي علي رسوله ، ثمّ قال :

أيّها الناس ! إنّا جئنا ندعوكم إلي الله ، وإلي كتابه ، وسنّة رسوله ، وإلي أفقه من تفقّه من المسلمين ، وأعدل من تُعدّلون ، وأفضل من تُفضّلون ، وأوفي مَن تُبايعون ، من لم يعِبْه القرآن ، ولم تُجَهِّلْه السنّة ، ولم تقعد به السابقة . إلي من قرّبه الله تعالي إلي رسوله قرابتين : قرابة الدين ، وقرابة الرحم . إلي من سبق الناس إلي كلّ مأثره . إلي من كفي الله به رسوله والناس متخاذلون ، فقرب منه وهم متباعدون ، وصلّي معه وهم مشركون ، وقاتل معه وهم منهزمون ، وبارز معه وهم مُحجِمون ، وصدّقه وهم يُكذّبون . إلي من لم تُردّ له رواية ولا تُكافأ له سابقة ، وهو يسألكم النصر ، ويدعوكم إلي الحقّ ، ويأمركم بالمسير إليه لتوازروه وتنصروه علي قوم نكثوا بيعته ، وقتلوا أهل الصلاح من أصحابه ، ومثّلوا بعمّاله ، وانتهبوا بيت ماله ، فاشخصوا إليه رحمكم الله ، فمُروا بالمعروف ، وانهَوا عن المنكر ، واحضروا بما يحضر به الصالحون .

*- قال أبو مخنف : حدّثنى جابر بن يزيد قال : حدّثنى تميم بن حذيم الناجى قال : قدم علينا الحسن بن علىّ   وعمّار بن ياسر يستنفران الناس إلي علىّ   ومعهما كتابه ، فلمّا فرغا من قراءة كتابه قام الحسن ـ وهو فتيً حَدَث والله إنّى لاُرثى له من حداثة سنّه وصعوبة مقامه ـ فرماه الناس بأبصارهم وهم يقولون : اللهمّ سدّد منطق ابن بنت نبيّنا ، فوضع يده علي عمود يتساند إليه ـ وكان عليلا من شكوي به ـ فقال :

الحمد لله العزيز الجبّار ، الواحد القهّار ، الكبير المتعال ³ سَوَاءٌ مِّنكُم مَّنْ أَسَرَّ الْقَوْلَ وَمَن جَهَرَ بِهِ وَمَنْ هُوَ مُسْتَخْفٍ بِالَّيْلِ وَسَارِبٌ بِالنَّهَارِ  ²   أحمده علي حسن البلاء ، وتظاهر النعماء ، وعلي ما أحببنا وكرهنا من شدّة ورخاء ، وأشهد أن لا إله إلاّ الله ، وحده لا شريك له ، وأنّ محمّداً عبده ورسوله ، امتنّ علينا بنبوّته ، واختصّه برسالته وأنزل عليه وحيه ، واصطفاه علي جميع خلقه ، وأرسله إلي الإنس والجنّ حين عُبدت الأوثان ، واُطيع الشيطان ، وجُحد الرحمن ، فصلّي الله عليه وعلي آله ، وجزاه أفضل ما جزي المسلمين .

أمّا بعد ; فإنّى لا أقول لكم إلاّ ما تعرفون ; إنّ أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب أرشد اللهُ أمره ، وأعزّ نصره ، بعثنى إليكم يدعوكم إلي الصواب ، وإلي العمل بالكتاب ، والجهاد فى سبيل الله ، وإن كان فى عاجل ذلك ما تكرهون ; فإنّ فى آجله ما تُحبّون إن شاء الله ، ولقد علمتم أنّ عليّاً صلّي مع رسول الله   وحده ، وأنّه يوم صدّق به لفى عاشرة من سنّة ، ثمّ شهد مع رسول الله   جميع مشاهده ، وكان من اجتهاده فى مرضاة الله وطاعة رسوله وآثاره الحسنة فى الإسلام ما قد بلغكم ، ولم يزل رسول الله   راضياً عنه حتي غمّضه بيده ، وغسله وحده ،

والملائكة أعوانه ، والفضل ابن عمّه ينقل إليه الماء ، ثمّ أدخله حفرته ، وأوصاه بقضاء دينه وعداته وغير ذلك من اُموره ، كلّ ذلك مِن منّ الله عليه ، ثمّ والله ما دعا إلي نفسه ، ولقد تداكّ الناس عليه تداكّ الإبل الهيم عند ورودها ، فبايعوه طائعين ، ثمّ نكث منهم ناكثون بلا حدث أحدثه ، ولا خلاف أتاه ، حسداً له وبغياً عليه .

فعليكم عباد الله بتقوي الله وطاعته ، والجدّ والصبر والاستعانة بالله ، والخفوف إلي ما دعاكم إليه أمير المؤمنين ، عصمنا الله وإيّاكم بما عصم به أولياءه وأهل طاعته ، وألهمنا وإيّاكم تقواه ، وأعاننا وإيّاكم علي جهاد أعدائه ، وأستغفر الله العظيم لى ولكم . ثمّ مضي إلي الرحبة فهيّأ منزلا لأبيه أمير المؤمنين .

قال جابر : فقلت لتميم : كيف أطاق هذا الغلام ما قد قصصته من كلامه ؟ فقال : ولَما سقط عنّى من قوله أكثر ، ولقد حفظت بعض ما سمعت .

قال أبو مخنف : ولمّا فرغ الحسن بن علىّ   من خطبته ، قام بعده عمّار ، فحمد الله وأثني عليه ، وصلّي علي رسوله ، ثمّ قال :

أيّها الناس ! أخو نبيّكم وابن عمّه يستنفركم لنصر دين الله ، وقد بلاكم الله بحقّ دينكم وحرمة اُمّكم ، فحقّ دينكم أوجب وحرمته أعظم .

أيّها الناس ! عليكم بإمام لا يؤدَّب ، وفقيه لا يعلَّم ، وصاحب بأس لا ينكل ، وذى سابقة فى الإسلام ليست لأحد ، وإنّكم لو قد حضرتموه بيّن لكم أمركم إن شاء الله .

ابو موسى هواه مع الناكثين ولكن

* ـ تاريخ الطبرى عن محمّد وطلحة : خرج أبو موسي فلقى الحسن ، فضمّه إليه وأقبل علي عمّار ، فقال : يا أبا اليقظان أ عَدوتَ فيمن عدا علي أمير المؤمنين ; فأحللت نفسك مع الفجّار ! فقال : لم أفعل ولِمَ تسوؤنى ؟ وقطع عليهما الحسن فأقبل علي أبى موسي فقال : يا أبا موسي ! لِمَ تُثبّط الناس عنّا ؟ فوَ الله ما أردنا إلاّ الإصلاح ، ولا مثل أمير المؤمنين يُخاف علي شىء ، فقال : صدقت بأبى أنت واُمّى ، ولكنّ المستشار مؤتمن ، سمعت رسول الله   يقول : إنّها ستكون فتنة ; القاعد فيها خير من القائم ، والقائم خير من الماشي ، والماشي خير من الراكب ، قد جعلنا الله عزّ وجلّ إخواناً ، وحرّم علينا أموالنا ودماءنا وقال : ] يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِـلِ . . . وَلاَ تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا  [   وقال عزّ وجلّ : ]وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ  [   .

فغضب عمّار وساءه وقام وقال: يا أيّها الناس! إنّما قال له خاصّة: "أنت فيها قاعداً خير منك قائماً" . . .

وقام أبو موسي فقال : أيّها الناس ! أطيعونى تكونوا جرثومة من جراثيم العرب ; يأوى إليكم المظلوم ، ويأمن فيكم الخائف ، إنّا أصحابَ محمّد   أعلم بما سمعنا ، إنّ الفتنة إذا أقبلت شبّهت ، وإذا أدبرت بيّنت ، وإنّ هذه الفتنة باقرة كداء البطن ، تجرى بها الشمال والجنوب والصبا والدبور ، فتسكن أحياناً فلا يُدري من أين تؤتي ، تذر الحليم كابن أمس ، شيموا سيوفكم ، وقصّدوا رماحكم ، وأرسلوا سهامكم ، واقطعوا أوتاركم ، والزموا بيوتكم ، خلّوا قريشاً ـ إذا أبَوا إلاّ الخروج من دار الهجرة وفراق أهل العلم بالإمرة ـ ترتق فتقها ، وتشعب صدعها ; فإن فعلت فلأنفسها سَعَت ، وإن أبت فعلي أنفسها مَنَت ، سمنُها تُهريق فى أديمها ، استنصحونى ولا تستغشّونى ، وأطيعونى يسلمْ لكم دينكم ودنياكم ، ويشقي بحرّ هذه الفتنة مَن جناها .

فقام زيد فشال يده المقطوعة ، فقال : يا عبد الله بن قيس ، رُدّ الفرات عن دِراجه ، اردده من حيث يجىء حتي يعود كما بدأ ، فإن قدرت علي ذلك فستقدر علي ما تريد ، فدع عنك ما لست مدركه ، ثمّ قرأ : {الم (1) أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (2) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ } [العنكبوت: 1 - 3] ـ سيروا إلي أمير المؤمنين وسيّد المسلمين ، وانفروا إليه أجمعين تُصيبوا الحقّ .

فقام القعقاع بن عمرو فقال : إنّى لكم ناصح ، وعليكم شفيق ، اُحبّ أن ترشدوا ، ولأقولنّ لكم قولا هو الحقّ ; أمّا ما قال الأمير فهو الأمر لو أنّ إليه سبيلاً ، وأمّا ما قال زيد فزيدٌ فى الأمر فلا تستَنْصِحوه ; فإنّه لا يتنزع أحدٌ من الفتنة طعن فيها وجري إليها . والقول الذى هو القول إنّه لابدّ من إمارة تنظّم الناس ، وتزع الظالم ، وتُعزّ المظلوم ، وهذا علىّ يلى بما ولى ، وقد أنصف فى الدعاء ، وإنّما يدعو إلي الإصلاح ، فانفروا وكونوا من هذا الأمر بمرأي ومسمع .

وقال سيحان : أيّها الناس ! إنّه لابدّ لهذا الأمر وهؤلاء الناس من وال ; يدفع الظالم ، ويُعزّ المظلوم ، ويجمع الناس ، وهذا واليكم يدعوكم لينظر فيما بينه وبين صاحبيه ، وهو المأمون علي الاُمّة ، الفقيه فى الدين ; فمن نهض إليه فإنّا سائرون معه .

* ـ عن أبى مخنف : لمّا سمع أبو موسي خطبة الحسن وعمّار قام فصعد المنبر ، وقال : الحمد لله الذى أكرمنا بمحمّد ; فجمعنا بعد الفرقة ، وجعلنا إخواناً متحابّين بعد العداوة ، وحرّم علينا دماءنا وأموالنا ، قال الله سبحانه : ³ وَلاَ تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِـلِ  ²   وقال تعالي : ³ وَمَن يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُّتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا  ²  فاتّقوا الله عباد الله ، وضعوا أسلحتكم وكفّوا عن قتال إخوانكم .

أمّا بعد ; يا أهل الكوفة ! إن تطيعوا الله بادياً ، وتطيعونى ثانياً تكونوا جُرثومة من جراثيم العرب ، يأوى إليكم المضطرّ ، ويأمن فيكم الخائف ، إنّ عليّاً إنّما يستنفركم لجهاد اُمّكم عائشة وطلحة والزبير حوارىّ رسول الله ومن معهم من المسلمين ، وأنا أعلم بهذه الفتن ; إنّها إذا أقبلت شبّهت ، وإذا أدبرت أسفرت . إنّى أخاف عليكم أن يلتقى غارّان منكم فيقتتلا ، ثمّ يُتركا كالأحلاس الملقاة بنجوة من الأرض ، ثمّ يبقي رِجْرِجة من الناس لا يأمرون بالمعروف ولا ينهون عن منكر ، إنّها قد جاءتكم فتنة كافرة لا يُدري من أين تؤتي ! تترك الحليم حيران ، كأنّى أسمع رسول الله   بالأمس يذكر الفتن فيقول : "أنت فيها نائماً خير منك قاعداً ، وأنت فيها جالساً خيرٌ منك قائماً ، وأنت فيها قائماً خير منك ساعياً" . فثلّموا سيوفكم ، وقصّفوا رماحكم ، وانصلوا سهامكم ، وقطّعوا أوتاركم ، وخلّوا قريشاً ترتق فتقها وترأب صدعها ; فإن فعلت فلأنفسها ما فعلت ، وإن أبت فعلي أنفسها ما جنت ، سمنُها فى أديمها ، استنصحونى ولا تستغشّونى ، وأطيعونى ولا تعصونى ، يتبيّنْ لكم رشدكم ، ويصلي هذه الفتنة من جناها .

فقام إليه عمّار بن ياسر ، فقال : أنت سمعت رسول الله   يقول ذلك ؟ قال : نعم ، هذه يدى بما قلت ، فقال : إن كنت صادقاً فإنّما عناك بذلك وحدك ، واتّخذ عليك الحجّة ، فالزم بيتك ولا تدخلنّ فى الفتنة ، أما إنّى أشهد أنّ رسول الله   أمر عليّاً بقتال الناكثين ، وسمّي له فيهم من سمّي ، وأمره بقتال القاسطين ، وإن شئت لاُقيمنّ لك شهوداً يشهدون أنّ رسول الله   إنّما نهاك وحدك ، وحذّرك من الدخول فى الفتنة ، ثمّ قال له : أعطنى يدك علي ما سمعت ، فمدّ إليه يده ، فقال له عمّار : غلب الله من غالبه وجاهده . ثمّ جذبه فنزل عن المنبر  .

خطبة الامام الحسن عليه السلام

* ـ عن محمّد وطلحة: قام الحسن بن علىّ فقال : يا أيّها الناس ! أجيبوا دعوة أميركم، وسيروا إلي إخوانكم ; فإنّه سيُوجد لهذا الأمر من ينفر إليه ، والله لأن يليه أولو النهي أمثلُ فى العاجلة ، وخير فى العاقبة ، فأجيبوا دعوتنا وأعينونا علي ما ابتُلينا وابتُليتم .

فسامح الناس وأجابوا ورضوا به ، وأتي قوم من طيّئ عديّاً فقالوا : ماذا تري وما تأمر ؟ فقال : ننتظر ما يصنع الناس ، فاُخبر بقيام الحسن وكلام من تكلّم فقال : قد بايعْنا هذا الرجل ، وقد دعانا إلي جميل ، وإلي هذا الحدث العظيم لننظر فيه ، ونحن سائرون وناظرون .

خطبة هند بن عمرو

*- وقام هند بن عمرو فقال : إنّ أمير المؤمنين قد دعانا ، وأرسل الينا رسله حتي جاءنا ابنه ، فاسمعوا إلي قوله ، وانتهوا إلي أمره ، وانفروا إلي أميركم ، فانظروا معه فى هذا الأمر ، وأعينوه برأيكم .

كلام حجر بن عدي

*- وقام حجر بن عدىّ فقال : أيّها الناس ! أجيبوا أمير المؤمنين ، وانفروا خفافاً وثقالاً ، مُروا أنا أوّلكم .

الأشتر ينهي  فتنة أبى موسي

* ـ عن نصر بن مزاحم : قد كان الأشتر قام إلي علىّ فقال : يا أمير المؤمنين ، إنّى قد بعثت إلي أهل الكوفة رجلاً قبل هذين ، فلم أرَه أحكمَ شيئاً ولا قدر عليه ، وهذان أخلق من بعثت أن يُنشَب بهم الأمر علي ما تحبّ ، ولست أدرى ما يكون ; فإن رأيت ـ أكرمك الله يا أمير المؤمنين ـ أن تبعثنى فى أثرهم ; فإنّ أهل المصر أحسن شىء لى طاعة ، وإن قدمت عليهم رجوت ألاّ يخالفنى منهم أحد . فقال له علىّ : الحقْ بهم .

فأقبل الأشتر حتي دخل الكوفة وقد اجتمع الناس فى المسجد الأعظم ، فجعل لا يمرّ بقبيلة يري فيها جماعة فى مجلس أو مسجد إلاّ دعاهم ويقول : اتّبعونى إلي القصر ، فانتهي إلي القصر فى جماعة من الناس ، فاقتحم القصر ، فدخله وأبو موسي قائم فى المسجد يخطب الناس ويثبّطهم ; يقول :

أيّها الناس ! إنّ هذه فتنة عمياء صمّاء تطأ خِطامها ، النائم فيها خير من القاعد ، والقاعد فيها خير من القائم ، والقائم فيها خير من الماشي ، والماشي فيها خير من الساعي ، والساعي فيها خير من الراكب . إنّها فتنة باقرة كداء البطن ، أتتكم من قِبَل مأمنكم ، تدع الحليم فيها حيران كابن أمس . إنّا معاشرَ أصحاب محمّد   أعلم بالفتنة ; إنّها إذا أقبلت شبّهت ، وإذا أدبرت أسفرت .

وعمّار يخاطبه، والحسن يقول له : اعتزل عملنا لا اُمّ لك ! وتنحَّ عن منبرنا. وقال له عمّار: أنت سمعت هذا من رسول الله   ؟ فقال أبو موسي : هذه يدى بما قلت .

 

فقال له عمّار : إنّما قال لك رسول الله   هذا خاصّة ، فقال : "أنت فيها قاعداً خير منك قائماً" . ثمّ قال عمّار : غلب الله من غالبه وجاحده .

دخول مالك الاشترالى الكوفة

*- عن نعيم عن أبى مريم الثقفى قال : والله إنّى لفى المسجد يومئذ وعمّار يخاطب أبا موسي ويقول له ذلك القول ، إذ خرج علينا غلمان لأبى موسي يشتدّون ينادون : يا أبا موسي ! هذا الأشتر قد دخل القصر فضربَنا وأخرجنا . فنزل أبو موسي ، فدخل القصر ، فصاح به الأشتر : اخرج من قصرنا لا اُمّ لك ! أخرج الله نفسك ! فوَ الله إنّك لمن المنافقين قديماً . قال : أجّلنى هذه العشيّة . فقال : هى لك ، ولا تبيتنّ فى القصر الليلة .

ودخل الناس ينتهبون متاع أبى موسي ، فمنعهم الأشتر وأخرجهم من القصر ، وقال : إنّى قد أخرجته ، فكفّ الناس عنه .

التحاق الكوفيين بالامام عليه السلام

* ـ عن أبى الطفيل : قال علىّ : "يأتيكم من الكوفة اثنا عشر ألف رجل ورجل" ، فقعدت علي نجفة ذى قار ، فأحصيتهم ، فما زادوا رجلاً ، ولا نقصوا رجلاً  .

رسالة النصر لأهل الكوفة

*-  كتب ( عليه السلام ) بالفتح إلى أهل الكوفة : بسم الله الرحمن الرحيم من عبدالله علي بن أبي طالب أمير المؤمنين إلى أهل الكوفة سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو .أما بعد فإن الله حكم عدل لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوء فلا مرد له ومالهم من دونه من وال .أخبركم عنا وعمن سرنا إليه من جموع أهل البصرة ومن تأشب إليهم من قريش وغيرهم من طلحة والزبير ونكثهم صفقة أيمانهم فنهضت من المدينة حين انتهى إلي خبر من سار إليها وجماعتهم وما فعلوا بعاملي عثمان بن حنيف حتى قدمت .ذاقار فبعثت الحسن بن علي وعمار بن ياسر وقيس بن سعد فاستنفرتكم بحق الله وحق رسوله وحقي قأقبل إلي إخوانكم سراعا حتى قدموا علي فسرت بهم حتى نزلت ظهر البصرة فأعذرت بالدعاء قمت بالحجة وأقلت العثرة والزلة من أهل الردة من قريش وغيره واستتبتهم من نكثهم بيعتي وعهد الله عليهم ، فأبوا إلى قتالي وقتال من معي والتمادي في الغي فناهضتهم بالجهاد فقتل الله من قتل منهم ناكثا وولى من ولى إلى مصرهم وقتل طلحة والزبير على نكثهما وشقاقهما .وكانت المرأة عليهم وأشأم من ناقة الحجر فخذلوا وأدبروا وتقطعت بهم الاسباب فلما رأوا ما حل بهم سألوني العفو عنهم فقبلت منهم وغمدت السيف عنهم وأجريت الحق والسنة فيهم واستعملت عبدالله بن العباس على البصرة وأنا سائر إلى الكوفة إنشاء الله تعالى : وقد بعثت إليكم زحر بن قيس الجعفي لتسائلوه فيخبركم عنا وعنهم وردهم الحق علينا ورد الله لهم وهم كارهون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

قدوم الإمام إلي الكوفة

* ـ عن عبد الرحمن بن عبيد بن أبى الكنود وغيره : لمّا قدم علىّ بن أبى طالب من البصرة إلي الكوفة يوم الإثنين لثنتى عشرة ليلة مضت من رجب سنة ستّ وثلاثين ، وقد أعزّ الله نصره ، وأظهره علي عدوّه ، ومعه أشراف الناس وأهل البصرة ، استقبله أهل الكوفة وفيهم قرّاؤهم وأشرافهم ، فدعوا له بالبركة وقالوا : يا أمير المؤمنين ، أين تنزل ؟ أ تنزل القصر ؟ فقال : لا ، ولكنّى أنزل الرحبة . فنزلها وأقبل حتي دخل المسجد الأعظم فصلّي فيه ركعتين ، ثمّ صعد المنبر فحمد الله وأثني عليه وصلّي علي رسوله وقال :

أمّا بعد ; يا أهل الكوفة ! فإنّ لكم فى الإسلام فضلاً ما لم تبدّلوا وتغيّروا . دعوتكم إلي الحقّ فأجبتم ، وبدأتم بالمنكر فغيّرتم . ألا إنّ فضلكم فيما بينكم وبين الله فى الأحكام والقسم . فأنتماُسوة من أجابكم ودخل فيما دخلتم فيه . ألا إنّ أخوف ما أخاف عليكم اتّباع الهوي ، وطول الأمل . فأمّا اتّباع الهوي فيصدّ عن الحقّ ، وأمّا طول الأمل فيُنسى الآخرة . ألا إنّ الدنيا قد ترحّلت مدبرة ، والآخرة ترحّلت مقبلة ، ولكلّ واحدة منهابنون ; فكونوا من أبناء الآخرة . اليوم عمل ولا حساب ، وغداً حساب ولا عمل . الحمد لله الذى نصر وليّه ، وخذل عدوّه ، وأعزّ الصادق المحقّ ، وأذلّ الناكث المبطل .

عليكم بتقوي الله وطاعة من أطاع الله من أهل بيت نبيّكم ، الذين هم أولي بطاعتكم فيما أطاعوا الله فيه ، من المنتحلين المدّعين المقابلين إلينا ، يتفضّلون بفضلنا ، ويجاحدونا أمرنا ، وينازعونا حقّنا ، ويدافعونا عنه . فقد ذاقوا وبال ما اجترحوا فسوف يلقَون غيّاً . ألا إنّه قد قعد عن نصرتى منكم رجال فأنا عليهم عاتب زار . فاهجروهم وأسمِعوهم ما يكرهون حتي يعتبوا ، ليُعرف بذلك حزب الله عند الفرقة .

فقام إليه مالك بن حبيب اليربوعى ـ وكان صاحب شرطته ـ فقال : والله إنّى لأري الهجر وإسماع المكروه لهم قليلاً . والله لئن أمرتنا لنقتلنّهم . فقال على: سبحان الله يا مالِ ! جزت المدي ، وعدوت الحدّ ، وأغرقت فى النزع ! فقال: يا أمير المؤمنين! لبعض الغَشْم أبلغ فى اُمور تنوبك من مهادنة الأعادى . فقال على : ليس هكذا قضي الله يا مالِ ، قتل النفس بالنفس ; فما بال الغَشْم ؟ وقال : ] وَمَن قُتِلَ مَظْلُومًا فَقَدْ جَعَلْنَا لِوَلِيِّهِ سُلْطَانًا فَلاَ يُسْرِف فِّي الْقَتْلِ إِنَّهُ كَانَ مَنصُورًا  [ والإسراف فى القتل أن تقتل غير قاتلك ; فقد نهي الله عنه ، وذلك هو الغَشْم .

* ـ عن الأصبغ بن نباتة : إنّ عليّاً لمّا دخل الكوفة قيل له : أىُّ القصرين نُنزلك ؟ قال : قصر الخبال لا تُنزلونيه . فنزل علي جعدة بن هبيرة المخزومى .

اسماء القادة في المعركة

وقعت معركة الجمل فى الزابوقة التى هى فى ضواحي البصرة، أو فى الزاوية; التى كانت واحدة من أحياء البصرة أو في الخريبة .

عدد المشاركين فيها

بلغ قوام الجيشين فى معركة الجمل خمسين ألفاً ،

عدد جيش الإمام أمير المؤمنين علىّ بن أبى طالب   عشرين ألفاً منهم

وعدد جيش الناكثين ثلاثين ألفاً

قادة جند أمير المؤمنين (عليه السلام)

القائد : الإمام علي (عليه السلام).

على الخيّالة : عمّار بن ياسر

على الرجّالة : شريح بن هاني

على الساقة : هند المرادي

على المقدّمة : عبدالله بن عبّاس

على الميمنة : الإمام الحسن (عليه السلام)

على الميسرة : الإمام الحسين (عليه السلام)

صاحب الراية : محمّد ابن الحنفيّة

على خيل القلب : محمد بن أبي بكر

*ـعن عبد الرحمن بن أبى ليلي: شهد مع علىّ يوم الجمل ثمانون من أهل بدر، وألف وخمسمائة من أصحاب رسول الله

*ـعن سعيد بن جبير: كان مع علىّ يوم وقعة الجمل ثمانمائة من الأنصار ، وأربعمائة ممّن شهد بيعة الرضوان

ام سلمة ترسل ابنها مع الامام عليه السلام

*ـعن عبد الرحمن بن أبى عمرة: قامت اُمّ سلمة فقالت: يا أمير المؤمنين لولا أن أعصى الله عزّ وجلّ وأنّكلا تقبله منّى لخرجت معك، وهذا ابنى عمر ـ والله، لهو أعزّ علىَّ من نفسى ـ يخرج معك فيشهد مشاهدك . فخرج فلم يزل معه

ابرز اصحاب الامام علي عليه السلام

أبى أيّوب الأنصارى ، أبى الهيثم بن التيّهان ، خزيمة بن ثابت ،عبد الله بن بديل ، عبد الله بن عبّاس ، عثمان بن حنيف ، عدىّ بن حاتم ،عمّار بنياسر ، عمرو بن الحمق ، عمر بن أبى سلمة ، هاشم بن عتبة .اُويس القرنى ، جارية بن قدامة ، حجر بن عدىّ ، زيد بن صوحان ،سيحان بن صوحان ، صعصعة بن صوحان ، مالك الأشتر ، شريح بن هانى ، محمّد بن أبيبكر ، محمّد ابن الحنفيّة .

)الأمالى للطوسى : ٧٢٦ / ١٥٢٧ ، شرح الأخبار : ١ / ٤٠١ / ٣٥٠ ; مروج الذهب : ٢ / ٣٦٧،تاريخ الإسلام للذهبى : ٣ / ٤٨٤ )

قادة جند الجمل

القائد : عائشة .

الزبير : انهزم من المعركة .

على الخيّالة : طلحة بن عبيد الله

على خيّالة الميمنة : مروان بن الحكم

على خيّالة الميسرة : هلال بن وكيع الدارمي

على الرجّالة : عبدالله بن الزبير

على رجّالة الميمنة : عبدالرحمن بن عتّاب بن أسيد

على رجّالة الميسرة : عبدالرحمن بن الحارث

المصادر

تاريخ الإسلام للذهبي 3 / 485 ، العقد الفريد 3 / 314 ، تاريخ خليفة بن خيّاط 138 ، الإمامة والسياسة 1 / 90 ، الجمل 319 .  الفتوح ، ابن أعثم 1 / 472 . 90 ، تاريخ الطبري 4 / 480. تاريخ دمشق 13 / 260 .  الأخبار الطوال 147 ،




العرب امة من الناس سامية الاصل(نسبة الى ولد سام بن نوح), منشؤوها جزيرة العرب وكلمة عرب لغويا تعني فصح واعرب الكلام بينه ومنها عرب الاسم العجمي نطق به على منهاج العرب وتعرب اي تشبه بالعرب , والعاربة هم صرحاء خلص.يطلق لفظة العرب على قوم جمعوا عدة اوصاف لعل اهمها ان لسانهم كان اللغة العربية, وانهم كانوا من اولاد العرب وان مساكنهم كانت ارض العرب وهي جزيرة العرب.يختلف العرب عن الاعراب فالعرب هم الامصار والقرى , والاعراب هم سكان البادية.



مر العراق بسسلسلة من الهجمات الاستعمارية وذلك لعدة اسباب منها موقعه الجغرافي المهم الذي يربط دول العالم القديمة اضافة الى المساحة المترامية الاطراف التي وصلت اليها الامبراطوريات التي حكمت وادي الرافدين, وكان اول احتلال اجنبي لبلاد وادي الرافدين هو الاحتلال الفارسي الاخميني والذي بدأ من سنة 539ق.م وينتهي بفتح الاسكندر سنة 331ق.م، ليستمر الحكم المقدوني لفترة ليست بالطويلة ليحل محله الاحتلال السلوقي في سنة 311ق.م ليستمر حكمهم لاكثر من قرنين أي بحدود 139ق.م،حيث انتزع الفرس الفرثيون العراق من السلوقين،وذلك في منتصف القرن الثاني ق.م, ودام حكمهم الى سنة 227ق.م، أي حوالي استمر الحكم الفرثي لثلاثة قرون في العراق,وجاء بعده الحكم الفارسي الساساني (227ق.م- 637م) الذي استمر لحين ظهور الاسلام .



يطلق اسم العصر البابلي القديم على الفترة الزمنية الواقعة ما بين نهاية سلالة أور الثالثة (في حدود 2004 ق.م) وبين نهاية سلالة بابل الأولى (في حدود 1595) وتأسيس الدولة الكشية أو سلالة بابل الثالثة. و أبرز ما يميز هذه الفترة الطويلة من تأريخ العراق القديم (وقد دامت زهاء أربعة قرون) من الناحية السياسية والسكانية تدفق هجرات الآموريين من بوادي الشام والجهات العليا من الفرات وتحطيم الكيان السياسي في وادي الرافدين وقيام عدة دويلات متعاصرة ومتحاربة ظلت حتى قيام الملك البابلي الشهير "حمورابي" (سادس سلالة بابل الأولى) وفرضه الوحدة السياسية (في حدود 1763ق.م. وهو العام الذي قضى فيه على سلالة لارسة).





قسم الشؤون الفكرية يصدر العدد الثامن والثلاثين من مجلة دراسات استشراقية
مجمع أبي الفضل العباس (عليه السلام) يستقبل الطلبة المشاركين في حفل التخرج المركزي
جامعة الكفيل تحيي ذكرى هدم مراقد أئمة البقيع (عليهم السلام)
الانتهاء من خياطة الأوشحة والأعلام الخاصة بالحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات