الملكية الخاصة في الجزيرة العربية  

لم يعارض الاسلام الملكية الخاصة وهي كانت موجودة قبل الاسلام ولها الدور الكبير في تطور النشاط الاقتصادي حيث ان المشاغل وأدوات العمل تنطلق من التملك الخاص لرؤوس الاموال وتعتمد على التبادل الفردي ولكون مكة هي المركز التجاري الاقوى فإن تراكم الثروة بأشكالها المختلفة اصبحت لدى سكان مكة وأثريائها على نحو خاص وقد تهيأ لمكة اكثر مما تهيأ لبقية المراكز التجارية لذلك كانت في مكة قبيلة قريش التي مارست التجارة واستمرت من قبل الاسلام كما توضح لنا ذلك ، وفي الاسلام حيث اصبحت مكانة مكة كبيرة كمركز تجاري وديني واجتماعي ، واصبح هناك تضارب بين مفاهيم الاسلام ومفاهيم التجارة ، حيث كما توضح ان قريش حينما دخلت الاسلام لم يكن هدف الاسلام  شراء مجموعة على حساب المبادئ والدين ، ولكن مفاهيم الاسلام لم تُستوعب بالشكل الكامل من قبل كل المسلمين فكانت نقطة الخلاف بين التضحية بالمال من اجل الآخرة وهو ما يطلبه الاسلام او إبقاء رؤساء القبائل على مكانتهم في النفوذ وهو مخالف لتعاليم الاسلام ، لذلك حصل الخلاف في المفاهيم واصبح لكل مجموعة تفسير يختلف فيه عن الآخرين . 

وقد مارس نفس الاسلوب في العمل المركنتاليين ضمن سياسة الانكليز في المرحلة التجارية وبذات الصيغ حيث كانت رؤوس الاموال⁽¹⁾ في المدينة ولدى حاشية الملك ، وان التداول في الربا بلغ شأناً كبيراً ، ولتجارة العبيد في الجزيرة العربية شأن واسع حيث يتحول اسارى الحرب الى أرقاء يباعون للأسياد في المدن ، وهذا يوضح ان العبودية في المجتمع العربي لم يكن نتاج تقسيم المجتمع الى طبقتين العبيد والأسياد ، بل العبودية ظهرت في الجزيرة العربية نتاج الظواهر القبلية (القبائل البدوية) وخاصة الغزو .

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

1ـ لبيب شقير ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص128 .