الملكيـة الخاصة عند العرب 

للملكية الخاصة الدور الكبير في هذا الجانب حيث ان الحقول الزراعية والمشاغل وادوات العمل تنطلق من التملك الخاص لرؤوس الاموال وتعتمد على التبادل الفردي ولكون مكة هي المركز التجاري الأقوى فان تراكم الثروة بأشكالها المختلفة اصبحت لدى سكان مكة وأثريائها على نحو خاص أكثر مما تهيأ لبقية المراكز التجارية في الجزيرة العربية والسبب هو الطبيعة القبلية وقد مارس نفس العمل المركنتاليين ضمن سياسة الانكليز ضمن المرحلة التجارية نفس الصيغة حيث كانت رؤوس الاموال⁽¹⁾ في المدينة ولدى حاشية الملك ، وان التداول في الربا بلغ شأناً كبيراً ، واتجارة العبيد في الجزيرة العربية شأن واسع حيث يتحول أسارى الحروب الى أرقاء يباعون الى الأسياد في المدن ، وهذا يوضح ان العبودية في المجتمع الغربي لم تكن نتاج تقسيم المجتمع الى طبقتين العبيد والاسياد ، بل العبودية ظهرت في الجزيرة العربية نتاج الظواهر القبلية (القبائل البدوية) وخاصة الغزو .

• النظرة الى العمل عند العرب    

لم ينظروا العرب الى العمل وبمختلف جوانبه بنظرة احتقار كما حصل مع الاغريق في اوربا قبل ميلاد السيد المسيح ⁽²⁾، وسادة القبائل حيث كان العمل قائم ومارس رؤساء قبائلها التجارة وامتهنوا الحرف ، وكانت تجارتهم دولية تنطلق من مركز التجارة في الجزيرة (مكة) برحلتين شتائية وصيفية ذكرت في القرآن الكريم ، وبالنسبة للعبد يُنظر اليه بأنه من مقتنيات المالك وتنطبق عليه كافة حقوق التصرف في الملكية الخاصة من بيع وشراء وهبة وتسخير وتصرف واستحواذ على ناتج عمله وحصته من الغنيمة ولكن له الحق في الحياة . 

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ 

1ـ لبيب شقير ، تاريخ الفكر الاقتصادي ، مصدر سابق ، ص28 . 

2ـ عبد العزيز الدوري ، تاريخ العرب في عصر الجاهلية ، ط 1 ، مطبعة المعارف الأهلية ، بغداد ، 1969 ، ص103 ، ص119-121 .