المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 8828 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الحث على المشاورة والتواضع
2024-04-24
معنى ضرب في الأرض
2024-04-24
معنى الاصعاد
2024-04-24
معنى سلطان
2024-04-24
معنى ربيون
2024-04-24
الإمام علي (علي السلام) وحديث المنزلة
2024-04-24

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


المتخلّفون عن الحسين (عليه السلام)  
  
3971   01:05 صباحاً   التاريخ: 7-5-2019
المؤلف : إعداد: معهد سيد الشهداء (عليه السلام) للمنبر الحسيني .
الكتاب أو المصدر : معجم كربلاء
الجزء والصفحة : ص163- 179.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام الحسين بن علي الشهيد / استشهاد الإمام الحسين (عليه السّلام) ويوم عاشوراء /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 18-4-2019 3700
التاريخ: 29-3-2016 3004
التاريخ: 29-3-2016 3182
التاريخ: 8-04-2015 3436

شهدت ثورة كربلاء بعض الوجوه والشخصيّات ممّن كانت السعادة تحوم في سماء حياتهم ليكون مسيرهم إلى الفردوس، إلّا أنّ سكر طلب الرفاهيّة وعبادة الدنيا والفرار من الموت، وطلب السلطة وتفكير العوام سلب عقولهم وألبابهم وأفكارهم فأخلد كلّ واحد منهم إلى الأرض لسبب ولآخر. فتعلّل بعضهم بالأهل والعيال، والبعض الآخر بالمال، فضربوا بأيديهم على مفتاح باب سعادتهم وفوزهم ولم يجيبوا الإمام (عليه السلام) في دعوته.

(شعر)

الوَرْدَةُ مَهْمَا كَانَتْ فَإِنَّها ذَاتُ جَمِالٍ                             إلَّا أَنَّ حُسْنَها فِي كُلِّ أُسْبُوعٍ يَؤُولُ لِزَوَالٍ

وَمَعْ المُرُورِ بِالوَرْدَةِ فَإِنَّها فِي كُلِّ ربيعٍ جَديدٍ                  تَضْحَكُ عَلَيْكَ لا لَكَ فَكُنْ ذَا غِيرَةٍ وَحَيَاء

إنّ التدقيق في سيرة وحياة كلّ واحد من هؤلاء المتخلفين والأفراد الناقصين، سواء كان من النخب السياسيّة للأمّة في ذلك الوقت أو من هو دون ذلك في المرتبة والمقام يرشدنا إلى بدايات السقوط لحياة هؤلاء ويبرهن لنا عاقبة السوء لردّ دعوة الإمام (عليه السلام) . وفي هذا الفصل سوف نشير فقط إلى تلك الوجوه والشخصيّات التي قام الإمام الحسين (عليه السلام) بدعوتها للالتحاق به والحضور في جملة أصحابه وأنصاره،

بالرغم من أنّه وفي طول مسير الإمام (عليه السلام) من المدينة إلى كربلاء فإنّه قد التقى بالعديد من الشخصيّات وتحاور معهم، والبعض حذّره من سفره ونصّب نفسه في مقام الناصح له، أمثال عبد الله بن مطيع، عبد الله بن الزبير، الأوزاعيّ، عمر بن عبد الرحمن، وأبو سعيد الخدري. فقد لاقى هؤلاء الإمام (عليه السلام) إلّا أنّه لم يدعوهم للالتحاق بنهضته وتحرّكه، ولذا سوف نعرض في هذا الفصل عن ذكرهم.

الأحنف بن قيس التميميّ

اسمه الضحّاك أو صخر لكنّه اشتهر باسم الأحنف، ولد في عهد نبيّ الإسلام محمّد صلى الله عليه وآله وسلم إلّا أنّه لم يره، كان من أشراف التميميّين في البصرة.

وأقبل الأحنف في جماعة من قومه إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) فسأله عن أفعاله في حرب الجمل وقال له: "هل أنت معي فأعلم؟"، فأجابه الأحنف: "يا أمير المؤمنين اختر منّي واحدة من اثنين إمّا أن أكون معك مع مائتي رجلٍ من قومي وإمّا أن أردّ عنك أربعة آلاف سيف".

فقال الإمام عليّ (عليه السلام): "لا بل ردّهم عنّي".

وقد كان سلوك الأحنف مع الإمام عليّ (عليه السلام) ضبابيّاً إذ تكلّم معه عن الشائعات فقال له: "إنّ أهل البصرة يقولون: بأنّك إن ظفرت بهم غداً قتلت رجالهم وسبيت ذريّتهم ونساءهم"، فأجابه الإمام (عليه السلام) "ليس مثلي من يخاف هذا منه".

ثمّ إنّ الأحنف بن قيس وإن شارك في جيش أمير المؤمنين (عليه السلام) في حرب صفّين إلّا أنّه نقل عنه قوله: "لقد أهلكت العرب"، وعندما قُرئت رسالة معاوية إلى أهل البصرة يرغّبهم فيها في قتال أمير المؤمنين (عليه السلام) لم يلتفت الأحنف إلى اصطفاف جبهة الحقّ في مقابل جبهة الباطل، وقال كما يقال في المثل: "أمّا أنا فلا ناقة لي في هذا ولا جمل".

ويذكر ابن أعثم الكوفيّ أنّ معاوية لمّا استخبر رأي زعماء قبائل العرب حول ولاية العهد ليزيد، أجابه الأحنف بن قيس بعنوان كونه كبير أهل البصرة فقال له: "أنت أعلمنا بيزيد في ليله ونهاره ومدخله ومخرجه وسرّه وعلانيته، فإن كنت تعلمه لله عزَّ وجلَّ ولهذه الأمّة رضا فلا تشاورنّ فيه أحداً من الناس، وإن كنت تعلم غير ذلك فلا تزوّده الدنيا وأنت ماضٍ إلى الآخرة، فإن قلنا ما علينا أن نقول سمعنا وأطعنا"، فسرّ معاوية من حديث الأحنف وقال له: "أحسنت يا أبا بحر جزاك الله عن السمع والطاعة خيراً".

وعندما كان الإمام الحسين (عليه السلام) في مكّة وقبل تحرّكه إلى العراق بعث برسائله إلى رؤساء الأخماس وبعض كبار أهل البصرة وممّن بعث إليه كان الأحنف بن قيس حين طلب منه البيعة وقال له: "وأنا أدعوكم إلى كتاب الله وسنّة نبيّه، فإنّ السنّة قد أُميتت وإنّ البدعة قد أحييت، فإن تسمعوا قولي وتطيعوا أمري أهدكم سبيل الرشاد".

فقام الأحنف بإخفاء رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) ومن ثمّ بعث كتاباً إلى الإمام (عليه السلام) يوصيه فيه بالصبر، وحذّر الناس من الحرب، وقال لمن حوله: "قد جربنا آل أبي الحسن - أي أمير المؤمنين (عليه السلام) - فلم نجد عندهم أيالة للملك ولا جمعاً للمال ولا مكيدة في الحرب".

ثمّ إنّ الأحنف بن قيس شارك وساعد عبد الله بن الزبير وكان رفيقاً له في قتل المختار، وتوفّي في الكوفة سنة  من الهجرة.

الضحّاك بن عبد الله المشرقيّ

التقى الضحّاك بالإمام الحسين (عليه السلام) أثناء مسيره إلى الكوفة وكان برفقته مالك بن النضر، فجاء إلى الإمام (عليه السلام) فسلّم وجلس فردّ الحسين (عليه السلام) السلام عليه مرحّباً به، ثمّ استخبره عن سبب مجيئه فأجابه الضحّاك: "جئنا لنسلّم عليك وندعو الله لك بالعافية ونُحدِث بك عهداً ونخبرك خبر الناس - الكوفة - وإنّا نحدّثك أنّهم قد جمعوا على حربك فما رأيك؟ فقال الحسين (عليه السلام): "حسبي الله ونعم الوكيل".

ثمّ إنّ الضحّاك دعا للإمام (عليه السلام) فسأله الإمام الحسين (عليه السلام) عمّا يمنعه من نصرته فأجابه الضحّاك: "إنّ عليَّ ديناً وإنّ لي لعيالاً، ولكنّك إن جعلتني في حلٍّ من الانصراف إذا لم أجد مقاتلاً قاتلت عنك ما كان لك نافعاً"، فقبل الإمام (عليه السلام) بذلك وانفصل الضحّاك عن ابن عمّه وبقي إلى جانب الإمام (عليه السلام) وجاء معه إلى كربلاء.

وفي يوم عاشوراء بانت شجاعته وقاتل القوم قتالاً حسناً وفي أواخر ساعات القتال أمر ابن سعد الرماة أن يرموا سهامهم لعقر خيول أصحاب الحسين (عليه السلام) إلّا أنّ الضحّاك كان قد خبّأها بين البيوت وقاتل الأعداء راجلاً.

وكان الضحّاك يكرّر القول بأنّ الإمام (عليه السلام) كان يشجّعه على القتال مراراً ويقول له: "لا تشلل، لا يقطع الله يدك، جزاك الله خيراً عن أهل بيت نبيّك صلى الله عليه وآله وسلم ".

ويقول الضحّاك: "لمّا رأيت أصحاب الحسين قد أصيبوا وقد خلص إليه وإلى أهل بيته ولم يبق معه غير سويد بن عمرو وبشير بن عمرو الحضرميّ قلت له: يا ابن رسول الله: قد علمت ما كان بيني وبينك قلت لك: أقاتل عنك ما رأيت مقاتلاً، فإذا لم أر مقاتلاً فأنا في حلٍّ من الانصراف، فقلت: "نعم".

فقال الإمام (عليه السلام) له: "صدقت وكيف لك بالنجاء؟ إن قدرت على ذلك فأنت في حلٍّ"فأجابه الضحّاك: "قد كنت حيث رأيت خيل أصحابنا تعقر أقبلت بها حتّى أدخلتها فسطاطاً لأصحابنا بين البيوت فلم يصبها أيّ أذى وأنا الآن أركبها وابتعد من هنا، فأجازه الإمام (عليه السلام)، وقال له: "شأنك"، وحينئذٍ ركب الضحّاك فرسه وابتعد بنفسه عن ساحة المعركة.

ولحق به خمسة عشر فارساً من جيش ابن سعد، ولمّا وصل الضحّاك إلى قرية شفيّة توقّف فيها، فعرفه بعض من لحق به إلّا أنّ جماعة من بني تميم استنقذوه منهم فخرج سالماً من المعركة.

الطرماح بن عديّ

خرج دليلاً مع نافع بن هلال وجماعة من الكوفة ليوصلهم إلى الإمام الحسين (عليه السلام) فلقوه في منزل عذيب الهجانات، وجعل الطرماح يرتجز ويقول:

يَا نَاقَتِي لا تَذْعَرِي مِنْ زَجْرِي             وَشَمِّرِي قَبْلَ طُلُوعِ الفَجْرِ

بِخَيْرِ رُكْبَانٍ وَخَيْرِ سِفْرِ                    حَتَّى تُحَلَّى بِكَرِيمِ النَّجْرِ

المَاجِدُ الحُرُّ رَحِيبُ الصَّدْرِ                 أَتَى بِهِ اللهُ لِخَيْرِ أَمْرِ

ثَمَّةَ أَبْقَاهُ بَقَاءَ الدَّهْرِ

فقال الحسين (عليه السلام): "أما والله إنّي لأرجو أن يكون خيراً ما أراد الله قتلنا أم ظفرنا".

ولمّا رأى الطرماح قلّة أنصار الحسين (عليه السلام) قال له: "إنّي والله لأنظر فما أرى معك أحداً، ولو لم يقاتلك إلّا هؤلاء الذين أراهم ملازميك لكان كفى بهم، وقد رأيت قبل خروجي إليك من الكوفة بيوم ظهر الكوفة وفيه من الناس ما لم تر عيناي في صعيد واحدٍ جمعاً أكثر منه، فسألت عنهم فقيل: اجتمعوا ليعرضوا ثمّ يسرحون إلى الحسين (عليه السلام)، فأنشدك إن قدرت على أن لا تقدم عليهم شبراً إلّا فعلت، فإن أردت أن تنزل بلداً يمنعك الله به حتّى ترى من رأيك ويستبين لك ما أنت صانع فسر حتّى أنزلك مناع جبلنا الذي يدعى أجأ... فأسير معك حتّى أنزلك القرية ثمّ نبعث إلى الرجال ممّن بأجأ وسلمى من طيء فوالله لا تأتي عليك عشرة أيّام حتّى تأتيك طيء رجالاً وركباناً...".

فقال له الإمام الحسين (عليه السلام) شاكراً: "جزاك الله وقومك خيراً، إنّه قد كان بيننا وبين هؤلاء القوم قول لسنا نقدر معه على الانصراف ولا ندري على ما تنصرف بنا وبهم الأمور في عاقبة".

ثمّ إنّ الطرماح تعلّل للإمام (عليه السلام) في الرجوع إلى أهله قائلاً له: "إنّي قد امترت لأهلي من الكوفة ميرة ومعي نفقة لهم فآتيهم فأضع ذلك فيهم، ثمّ أقبل إليك إن شاء الله، فإن ألحقك فوالله لأكوننّ من أنصارك".

فقال له الإمام (عليه السلام): "فإن كنت فاعلاً فعجّل رحمك الله"، فمضى الطرماح إلى أهله وبعد مدّة رجع إلى الحسين (عليه السلام) ولمّا وصل إلى منزل عذيب الهجانات سمع باستشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) فعاد إلى أهله.

عبد الله بن عمر

عبد الله هو ابن عمر بن الخطّاب الخليفة الثاني. ولد في السنة الثالثة من البعثة.

وامتنع عبد الله بعد مقتل عثمان من بيعة أمير المؤمنين (عليه السلام). ولمّا أمر الإمام عليّ (عليه السلام) إحضار عبد الله بن عمر للبيعة قال له: لا أبايع حتّى يبايع جميع الناس.

وتمادى ابن عمر في تمرّده حتّى أنّه جاء يوماً إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ينصحه بأن يردّ الأمر إلى الشورى فأجابه الإمام (عليه السلام) قائلاً له: "ويحك... قم عنيّ... ما أنت وهذا الكلام".

ويروي المؤرّخون أنّ ابن عمر أظهر في أواخر عمره ندمه على عدم نصرة الإمام عليّ (عليه السلام) في قتال الفئة الباغية (صفّين).

ثمّ إنّ عبد الله بن عمر قد اعترف بمشروعيّة خلافة معاوية وبايعه على ذلك.

ولمّا طلب معاوية البيعة لابنه يزيد كان ابن عمر في جملة المخالفين له، إلّا أنّ معاوية لم يكن يخشاه في ذلك وكان يؤمن بوفائه له فيما بعد. وفي هذا المجال قال معاوية لابنه يزيد: وأمّا عبد الله بن عمر فإنّه وإن امتنع عن بيعتك، إلّا أنّه معك فاعلم قدره ولا تبعده عنك.

وفي بداية خلافة يزيد وبعد تحرّك الإمام الحسين (عليه السلام) نحو مكّة التقى عبد الله بن عمر ثلاث مرّات بالإمام (عليه السلام) يرغّبه في بيعة يزيد فذهب إليه في مكّة وقال له: "يا أبا عبد الله رحمك الله، اتقِ الله الذي إليه معادك، فقد عرفت من عداوة أهل هذا البيت لكم وظلمهم إيّاكم وقد ولي الناس هذا الرجل يزيد بن معاوية ولست آمن أن يميل الناس إليه لمكان هذه الصفراء والبيضاء فيقتلونك ويهلك فيك بشر كثير، فإنّي قد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يقول: "حسين مقتول، ولئن قتلوه وخذلوه ولن ينصروه ليخذلهم الله إلى يوم القيامة"، وأنا أشير عليك أن تدخل في صلح ما دخل فيه الناس...".

فقال الإمام الحسين (عليه السلام) في جواب عبد الله بن عمر: "أبا عبد الرحمن، أنا أبايع يزيد وأدخل في صلحه، وقد قال النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم فيه وفي أبيه ما قال؟.. أما تعلم يا عبد الله أنّ من هوان هذه الدنيا على الله تعالى أنّه أتي برأس يحيى بن زكريا (عليه السلام) إلى بغيّة من بغايا بني إسرائيل والرأس ينطق بالحجّة عليهم؟

 

أما تعلم يا أبا عبد الرحمن أن بني إسرائيل كانوا يقتلون ما بين طلوع الفجر إلى طلوع الشمس سبعين نبيّاً ثمّ يجلسون في أسواقهم يبيعون ويشترون كلّهم كأنّهم لم يصنعوا شيئاً فلم يعجل الله عليهم، ثمّ أخذهم بعد ذلك أخذ عزيز مقتدر؟ اتقِ الله يا أبا عبد الرحمن ولا تدعنّ نصرتي...".

وردّ ابن عمر دعوة حجّة الله له وتوجّه نحو المدينة، وبعد استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام) كتب رسالة إلى يزيد أعلن له فيها قبوله بخلافته والبيعة له، وذكر أنّ الوليد حاكم المدينة أخذ منه البيعة ليزيد.

وفي خضمّ أحداث المدينة وقيام الناس على يزيد انتقد نقضهم للعهد والبيعة وجمع حشمه وولده وقال لهم: "وإنّي لا أعلم أحداً منكم خلعه ولا بايع في هذا الأمر إلّا كانت الفيصل بيني وبينه".

وفي زمن خلافة عبد الملك بن مروان وبعد ورود الحجّاج بن يوسف إلى المدينة ذهب إليه عبد الله بن عمر ليلاً ليعلن البيعة عنده لعبد الملك بن مروان، ولتوجيه ما قام به استشهد بقول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "من مات ولا إمام له مات ميتة جاهليّة".

ومن ثمّ قال: "أخاف أن أبيت الليل بلا إمام"، وقيل: إنّه بلغ من احتقار الحجّاج له واسترذاله حاله أن أخرج رجله من الفراش فقال: اصفق بيدك عليها.

وذكر أنّ ابن عمر كان يقتدي في صلاته بالحجّاج، بل إنّه لم يتورّع عن الاقتداء بنجدة بن عامر الذي كان من الخوارج. وهذا الأمر يشير إلى أوج تذلّلـه.

عبيد الله بن الحرّ الجعفيّ

كان عبيد الله من أشراف الكوفة وشجعانها ومن الشعراء المعروفين فيها، وكان من التابعين لعثمان، ترك الكوفة بعد مقتل عثمان وقصد الشام واستقرّ إلى جانب معاوية وشارك معه في معركة صفّين، وبعد استشهاد الإمام عليّ (عليه السلام) رجع إلى الكوفة.

التقى ابن الحرّ بقافلة الإمام الحسين (عليه السلام) في منزل بني مقاتل فبعث إليه الإمام (عليه السلام) الحجّاج بن مسروق للالتحاق به ونصرته، إلّا أنّ عبيد الله بن الحرّ أجاب رسول الإمام (عليه السلام) بالردّ وقال له: "والله ما خرجت من الكوفة إلّا كراهة أن يدخلها الحسين بن عليّ وأنا فيها فلا أنصره، لأنّه ليس في الكوفة شيعة ولا أنصار إلّا وقد مالوا إلى الدنيا إلّا من عصم الله منهم... وأنا لا طاقة لي على نصرته، والله ما أريد أن أراه ولا يراني". وبعد رجوع حجّاج بيت الله الحرام من مكّة من مكّة ذهب الإمام الحسين (عليه السلام) بنفسه ومعه عدد من أصحابه إلى عبيد الله بن الحرّ وبعد كلام قال له: "يا ابن الحرّ فإنّ مصركم هذا كتبوا إليّ وأخبروني أنّهم مجتمعون على نصرتي وأن يقوموا دوني ويقاتلوا عدوّي وأنّهم سألوني القدوم عليهم فقدمت، ولست أدري القوم على ما زعموا... وأنت يا ابن الحرّ فاعلم أنّ الله عزَّ وجلَّ مؤاخذك بما كسبت وأسلفت من الذنوب في الأيّام الخالية وأنا أدعوك في وقتي هذا إلى توبة تغسل بها ما عليك من الذنوب".

فاستفسر ابن الحرّ من الإمام (عليه السلام) عن ذلك، فقال له (عليه السلام): "تنصر ابن بنت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتقاتل في ركابه".

فقال ابن الحرّ: "والله يا ابن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لو كان لك بالكوفة أعوان يقاتلون معك لكنت أنا أشدّهم على عدوّك، ولكنّي رأيت شيعتك بالكوفة قد لزموا منازلهم خوفاً من بني أميّة ومن سيوفهم، وهذه فرسي المحلِّقة، والله ما طلبت عليها شيئاً إلّا أذقته حياض الموت، ولا طُلبت وأنا عليها فلُحقت، وخذ سيفي هذا فوالله ما ضربت به إلّا قطعت...".

فرد الإمام (عليه السلام) على كلام ابن الحرّ غير المرضي والّلامعقول بقوله له: "يا ابن الحرّ ما جئناك لفرسك ولا لسيفك إنّما أتيناك لنسألك النصرة، فإن كنت قد بخلت علينا بنفسك فلا حاجة لنا في شيء من مالك، ولم أكن بالذي اتخذ المضلّين عضداً، وإنّي أنصحك كما نصحتني: إن استطعت أن لا تسمع صراخنا ولا تشهد وقعتنا فافعل، فوالله لا يسمع واعيتنا أحد ولا ينصرنا إلّا أكبّه الله في نار جهنّم".

وعلى الرغم من أنّ عبيد الله بن الحرّ قد ترك الإمام الحسين (عليه السلام) في منزل بني مقاتل إلّا أنّ الحسرة والندم الدائم كان يظلّله بقيّة عمره وجعلت حياته مقرونة بالتأسّف والأحزان حتّى برز ذلك في أشعاره حيث يقول نادماً:

 

فَيَا لَكِ حَسْرَةً مَا دُمْتُ حَيّاً                      تَرَدَّدُ بَيْنَ صَدْرِي وَالتَرَاقِي

حُسَيْنٌ حِينَ يَطْلُبُ بَذْلَ نُصْرِي                  عَلَى أَهْلِ الضَّلالَةِ وَالنِّفَاقِ

وَلَوْ أَنِّي أُوَاسِيهِ بِنَفْسِي                            لَنِلْتُ كَرَامَةً يَوْمَ التَّلاقي

ثمّ إنّ ابن زياد دعاه إلى قصره فلم يجبه ابن الحرّ وفرّ من بين يديه بكلّ حيلة، ثمّ خرج حتّى أتى كربلاء فوقف أمام القبر المطهّر للإمام الحسين (عليه السلام) وأنشده قصيدته المعروف - والتي فيها أكثر من أربعة عشر بيتاً غير متوفّرة في أيدينا- وممّا ورد فيها قوله:

يَقُولُ أَمِيرٌ غَادِرٌ ابْنُ غَادِرٍ                      أَلَا كُنْتَ قَاتَلْتَ الشَّهِيدَ ابْنَ فَاطِمَهْ

فَيَا نَدَمِي أَلَّا أَكُونَ نَصَرْتُهُ                      أَلَا كُلُّ نَفْسٍ لا تُسَدَّدُ نَادِمَهْ

وبعد موت يزيد وفرار ابن زياد من مدينة الكوفة أيّد المختار في ثورته وذهب برفقة جماعة إلى المدائن، إلّا أنّه عاد فانقلب عليه وحاربه إلى جانب مصعب بن الزبير، وبعد مدّة ظنّ به مصعب فحبسه وجاء قوم من مذحج فدخلوا على مصعب وتشفّعوا في ابن الحرّ فأطلق سراحه، وبعد تحريره التحق بعبد الملك بن مروان، ولمّا ورد إلى الكوفة رأى المدينة في يد عمّال ابن الزبير فلاحقوه وفرّ مجروحاً، وأراد أن يعبر الفرات بسفينة فتابعوه فرمى بنفسه في الماء ليفر من الأسر فقتل، ويذكر المؤرّخون بأنّ موته كان في سنة ثمانية وستّين للهجرة، وقيل: إنّ مصعب بن الزبير علّق جسده على بوابة الكوفة.

عمرو بن عبيد الله بن معمر

كان عمرو أحد زعماء البصرة وأشرافها ممّن تلقّى رسالة من الإمام الحسين (عليه السلام) في دعوته للنصرة، ثمّ أصبح في عهد عبد الله بن الزبير من عمّاله والموالين له وشارك مع جيش مصعب بن الزبير في قتال المختار الثقفيّ، ثمّ انقلب عليه والتحق بعبد الملك بن مروان ومن ثمّ مات بالطاعون في مدينة دمشق سنة ثلاثة وثمانين للهجرة.

عمرو بن قيس المشرقيّ

جاء إلى الإمام الحسين (عليه السلام) بصحبة ابن عمّه فالتقاه في منزل بني مقاتل، فقال ابن عمّه للإمام (عليه السلام): "يا أبا عبد الله هذا الذي أرى خضابٌ أو شعرك؟"

فقال (عليه السلام): "خضاب والشيب إلينا بني هاشم يعجل".

ثمّ قال لهما: "جئتما لنصرتي؟"

فقال عمرو بن قيس: "إنّي رجل كبير السنّ، كثير الدين، كثير العيال وفي يدي بضايع للناس، ولا أدري ما يكون وأكره أن أضيّع أمانتي، وقال ابن عمّه مثل مقالته.

فقال الإمام (عليه السلام) لهما: "انطلقا فلا تسمعا لي واعية ولا تريا لي سواداً، فإنّه من سمع واعيتنا أو رأى سوادنا فلم يجبنا ولم يغثنا كان حقّاً على الله عزَّ وجلَّ أن يكبّه على منخريه في النّار".

فراس بن جعدة المخزوميّ

كان ضمن قافلة الإمام الحسين (عليه السلام) ولكن بعد اطلاعه على تغيّر الأوضاع في الكوفة واستشهاد مسلم بن عقيل وهانئ بن عروة جاء إلى الإمام (عليه السلام) يستجيزه في الانفصال عنه والرجوع إلى أهله فأجازه الإمام الحسين (عليه السلام)، فانسلّ في ظلمة الليل وولّى هارباً في الصحراء.

قيس بن الهيثم السلميّ

كان قيس عامل عثمان على خراسان مدّة من الزمن، وعندما استنهض عثمان أهل البصرة لنصرته قام قيس فخطب الناس وحضّهم على نصر عثمان فسارع الناس إلى ذلك وساروا إليه، ولكن مع وصول خبر مقتله رجعو.

 

وفي عهد معاوية، نصّبه عبد الله بن عامر على حراسة البصرة ثمّ جعله والياً على خراسان لسنتين ثمّ عزله بعد ذلك وأودعه السجن، ثمّ توسّطت له أمّه وكانت أخت عبد الله بن عامر فأطلق سراحه، ثمّ عطف عليه فجعله على البصرة، وفي سنة خمسة وأربعين للهجرة وبعد أن عيّن معاوية زياد بن سميّة والياً على البصرة تولّى قيس بن الهيثم ولاية "مرود روذ" و"فارياب" و"الطالقان" وبقي فيها مدّة ثمّ عاد إلى البصرة.

تلقّى قيس بن الهيثم بعنوان كونه أحد زعماء البصرة دعوة الإمام الحسين (عليه السلام) عبر رسوله سليمان بن رزين، إلّا أنّه لم يُلبِّ دعوته.

وفي سنة ستّة وستّين للهجرة تولّى قيس قيادة جيش عبد الله بن الزبير في مقابل جيش المختار الثقفيّ.

وفي سنة سبعة وستّين للهجرة رافق مصعب بن الزبير أيضاً في حربه ضدّ المختار وولّاه قيادة منطقة العالية، وقيل: إنّه قتل في ضمن أصحاب مصعب في مواجهة عبد الملك بن مروان.

مالك بن مسمع البكريّ

كان زعيم قبيلة بني بكر بن وائل وله ميلٌ إلى بني أميّة وفي حرب الجمل التجأ إلى مروان بن الحكم.

وعندما كتب الإمام الحسين (عليه السلام) الرسائل إلى أشراف أهل البصرة يدعوهم إلى نصرته كان مالك بن مسمع أحد رؤوساء الأخماس في البصرة ممّن تلقّى رسالة الإمام (عليه السلام) إلّا أنّه لم يُلبِّ دعوته.

وبعد أحداث كربلاء ومقتل الإمام الحسين (عليه السلام) قام مسمع بأمر الناس بتجديد البيعة ليزيد بن معاوية.

مالك بن النضر الأرحبيّ

كان برفقة الضحّاك بن عبد الله عندما التقيا بقافلة الإمام الحسين (عليه السلام) فسلّما عليه وعندما استفسر الإمام (عليه السلام) منهما عن سبب مجيئهما أجابه الضحّاك: جئنا لنسلّم عليك وندعو الله لك بالعافية ونحدث بك عهداً ونخبرك خبر الناس (الكوفة)، وإنّا نحدّثك أنّهم قد اجتمعوا على حربك فما رأيك؟ فأجابه الإمام الحسين (عليه السلام):

"حسبي الله ونعم الوكيل". ثمّ استخبرهما الإمام (عليه السلام) عن سبب عدم نصرتهما له، فقال له مالك بن النضر: "عليّ دينٌ ولي عيال" ولم يُلبِّ دعوة الإمام وافترق عن صاحبه الضحّاك وارتحل عن الإمام الحسين (عليه السلام).

مسعود بن عمرو الأزديّ

زعيم قبيلة "الأزد"، شارك في حرب الجمل إلى جانب عائشة وطلحة والزبير.

كان مسعود أحد أشراف الأخماس في البصرة ممّن لم يرد على رسالة الإمام الحسين (عليه السلام) في البيعة والنصرة.

وكان صديقاً مقرّباً من عبيد الله بن زياد، وقد آواه عند قيام الناس عليه وبعد موت يزيد بن معاوية بتسعين يوماً تخفّى ابن زياد، ثمّ توجّه نحو الشام وقام مسعود بن عمرو بإرسال مئة رجل من الأزد بقيادة قرّة بن قيس لمرافقته إلى الشام وقد جعله ابن زياد مكانه على البصرة بعد أن تركها.

المنذر بن الجارود

كان من أصحاب الإمام عليّ (عليه السلام) وشارك معه في معركة الجمل، ولّاه الإمام (عليه السلام) منطقة استخر (أصطخر) في بلاد فارس، فحاز فيها مبلغاً كبيراً من بيت المال، وعندما بانت خيانته أرسل إليه الإمام عليّ (عليه السلام) كتاباً يستدعيه فيه إلى الكوفة بعد أن عزله عن منصبه وممّا قال له في رسالته: "فإذا أنت فيما رقي إليَّ عنك لا تدع لهواك انقياداً ولا تبقي لآخرتك عتاداً، تعمر دنياك بخراب آخرتك، وتصل عشيرتك بقطيعة دينك، ولئن كان ما بلغني عنك حقّاً لجمل أهلك وشسع نعلك خير منك، ومن كان بصفتك فليس بأهل أنّ يسدّ به ثغرٌ أو ينفذ به أمرٌ أو يعلى له قدرٌ أو يشرك في أمانة، أو يؤمن على خيانة، فأقبل إليّ حين يصلك كتابي هذا إن شاء الله".

ثمّ أمر (عليه السلام) بتغريم المنذر ثلاثين ألف درهم وردّها إلى بيت المال، ومن ثمّ حبسه وبعد مدّة من الزمن أطلق سراحه بعد أن تشفّع له صعصعة بن صوحان.

وكان المنذر شديد التكبّر حتّى أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال عنه: "إنّه لنظّار في عطفيه، مختال في بُرديه تفّالٌ في شراكيه".

ويعدُّ المنذر من أشراف أهل البصرة، وقد وُلّي مراراً من قبل صهره عبيد الله بن زياد على بعض المناطق.

وعندما كتب الإمام الحسين (عليه السلام) إلى رؤساء الأخماس في البصرة ومنهم المنذر بن الجارود يدعوهم إلى البيعة، قام أشراف البصرة بإخفاء أمر الرسائل إلّا المنذر بن الجارود الذي كان يخاف مخافة شديدة من ابن زياد ولذا قام بإعطائه الرسالة، فغضب ابن زياد غضباً شديداً وأمر بإحضار سفير الإمام الحسين (عليه السلام) سليمان بن رزين وأمر بقطع عنقه.

وتوفّي ابن الجارود في سنة إحدى وستّين للهجرة.

هرثمة بن أبي مسلم

شارك هرثمة مع الإمام عليّ (عليه السلام) في معركة صفّين، وعندما رجع الجيش من صفّين توقّف جيش الإمام أمير المؤمنين (عليه السلام) في كربلاء، ويروي هرثمة قائلاً: "فلمّا انصرفنا نزل كربلاء فصلّى بها الغداة ثمّ رفع إليه من تربتها فشمّها ثمّ قال (عليه السلام): "واهاً لك أيّتها التربة، ليحشرنّ منك أقوامٌ يدخلون الجنّة بغير حساب"".

وفي أحداث ثورة كربلاء كان هرثمة في البعث الذي بعثهم عبيد الله بن زياد، قال: "فلمّا رأيت المنزل (كربلاء) والشجر ذكرت الحديث، فجلست على بعيري ثمّ صرت إلى الحسين (عليه السلام) فسلّمت عليه وأخبرته بما سمعت عن أبيه".

فقال لي الإمام الحسين (عليه السلام): "معنا أنت أم علينا؟".

فقلت له: "لا معك ولا عليك، خلّفت صبية أخاف عليهم عبيد الله بن زياد".

فقال لي الحسين (عليه السلام): "فامض حيث لا ترى لنا مقتلاً ولا تسمع لنا صوتاً، فوالّذي نفس الحسين بيده لا يسمع اليوم واعيتنا أحد فلا يعيننا إلّا أكبّه الله لوجهه في جهنّم".

يزيد بن مسعود النهشليّ

أحد زعماء البصرة ممّن تلقّى دعوة الإمام الحسين (عليه السلام) عبر سفيره سليمان بن رزين.

وبعد ذلك جمع يزيد بن مسعود أصحابه من قبائل بني تميم وبني حنظلة وبني سعد فأخبرهم بدعوة الإمام الحسين (عليه السلام)، ومن ثمّ كتب رسالة إلى الإمام (عليه السلام) يخبره فيه بوفاء القبائل المذكورة له ودعاه إلى المجيء للبصرة، وأوصل الحجّاج بن بدر رسالته إلى الإمام (عليه السلام) في كربلاء وسلّمه إيّاها، وعندما قرأ رسالة ابن مسعود كأنّه تعجّب من عدم قدومه فقال (عليه السلام): "مالك آمنك الله من الخوف وأعزّك وأرواك يوم العطش الأكبر".




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.






جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع