المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2652 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


البصرة تضع النحو  
  
3040   01:46 صباحاً   التاريخ: 24-02-2015
المؤلف : شوقي ضيف
الكتاب أو المصدر : المدارس النحوية
الجزء والصفحة : ص17- 22
القسم : علوم اللغة العربية / المدارس النحوية / دوافع نشأة النحو العربي /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 24-02-2015 3139
التاريخ: 24-02-2015 18954
التاريخ: 12-08-2015 8502
التاريخ: 24-02-2015 7619

رأينا البصرة تضع على يد أبي الأسود الدؤلي نقط الإعراب ، وقد مضى الناس يأخذونه على تلاميذه . ولعلنا لا نبعد إذا قلنا إن ذلك كان باعثاً لهم ولمعاصريهم على التساؤل عن أسباب هذا الإعراب وتفسير ظواهره مما هيأ لبعض انظار نحوية بسيطة . وكان طبيعياً بعد أن رسموا نقط الإعجام أن يضعوا له هذا الاسم وأن يضعوا لنقط أبي الأسود اسم نقط الإعراب تمييزاً لهما بعضهما عن بعض ، كما كان طبيعياً أيضاً أن يطلقوا على علامات النقط الخاصة بالإعراب اسماء تفرق بينها ، وقد اشتقوها من كلماته لكاتبه " فتحت شفتي وضممتهما وكسرتهما " فسموه على التوالي نقط الفتحة ونقط الضمة ونقط الكسرة .

ولابد أنهم لاحظوا اختلافاً في إعراب الأسماء حسب مواضعها من الكلام ،

ص17

فهي إذا ابتدأ بها المتكلم في العبارة لزمها الرفع إلا إذا تقدمتها إن وأخواتها ، وإذا تلت فعلاً كانت إمام مرفوعة وإما منصوبة. ولا يبعد أن يكونوا قد وضعوا لذلك " مصطلحات المبتدأ والفاعل والمفعول " ، ولايبعد أيضاً أن يكونوا لاحظوا اختلافاً في كلمات اللغة وأن منها ما يقبل الحركات الثلاث : الضمة والكسرة والفتحة ، وهو الأسماء المعربة ، وأن منها ما يلزم حركة واحدة وقد يلزم السكون ، وسموا الأولى معربة والثانية مبنية . كل ذلك من الممكن وقوعه ، ولكن ليس بين أيدينا ما يثبته إثباتاً قاطعاً سوى ما تمدنا به طبائع الأشياء ، فالأصل في كل علم أن تبدأ فيه نظرات متناثرة هنا وهناك ، ثم يتاح له من يصوغ هذه النظرات صياغة علمية تقوم على اتخاذ القواعد وما يُطوى فيها من أقيسة وعلل . وأول نحوي بصري حقيقي نجد عنده طلائع ذلك هو ابن أبي إسحاق الحضرمي المتوفى سنة 117 للهجرة ، وهو ليس من تلاميذ أبي الأسود ، ولكنه من القراء ، ومن الملاحظ أن جميع نحاة البصرة الذين خلفوه يسلكون في القراء ، فتلميذاه عيسى بن عمر وأبو عمرو بن العلاء وتلميذا عيسى : الخليل بن أحمد ويونس بن حبيب كل هؤلاء من القراء .

ويكثر سيبويه في كتابه من التعرض للقراءات ، وكأن ما كان بينها من خلافات في الإعراب هو الذي اضرم الرغبة في نفوس قراء البصرة كي يضعوا النحو وقواعده وأصوله ، حتى يتبين القارئ مواقع الكلم في آي الذكر الحكيم من الإعراب المضبوط الدقيق .

ومعروف أنه لكي يُصاغ علم صياغة دقيقة لابد له من اطراد قواعده وأن تقوم على الاستقراء الدقيق ، وأن يكفل لها التعليل وأن تصبح كل قاعدة أصلا مضبوطاً تقاس عليه الجزئيات قياساً دقيقاً . وكل ذلك نهض به ابن أبي إسحق وتلاميذه البصريون ، أما من حيث الاطراد في القواعد فقد تشددوا فيه تشدداً جعلهم يطرحون الشاذ ولا يعولون عليه في قليل أو كثير، وكلما اصطدموا به خطأوه أو أولوه . وأما من حيث الاستقراء فقد اشترطوا صحة المادة التي يشتقون منها قواعدهم ، ومن أجل ذلك رحلوا الى أعماق نجد وبوادي الحجاز وتهامة يجمعون تلك المادة من ينابيعها الصافية التي لم تفسدها الحضارة ، وبعبارة أخرى رحلوا الى القبائل المتبدية المحتفظة بملكة اللغة وسليقتها الصحيحة ، وهي قبائل تميم وقيس واسد

ص18

وطيّ وهذيل وبعض عشائر كنانة(1) . وأضافوا الى هذا الينبوع الأساسي ينبوعاً يدوياً زحف الى بلدتهم من بوادي نجد . وهو نفر من  الأعراب الكاتبين قدم الى البصرة واحترف تعليم شبابها الفصحى السليمة وأشعارها وأخبار أهلها . وفي الفهرست لابن النديم ثبت طويل بأسماء هؤلاء المعلمين(2) من الاعراب الذين وثقهم علماء البصرة وأخذوا عنهم كثيراً من المادة اللغوية والنحوية سجلوها في مصنفاتهم . وكان القرآن الكريم وقراءاته مدداً لا ينضب لقواعدهم ، وتوقف نفر منهم إزاء احرف قليلة في القراءات لا تكاد تتجاوز أصابع اليد الواحدة ، وجدوها لا تطرد مع قواعدهم ، بينما تطرد معها قراءات أخرى آثروها ، وتوسع في وصف ذلك بعض المعاصرين ، فقالوا إنهم كانوا يردون بعض القراءات ويضعفونها ، كأن ذلك كان ظاهرة عامة عند نحاة البصرة مع أنه لا يوجد في كتاب سيبويه نصوص صريحة مختلفة تشهد لهذه التهمة الكبيرة . وسنرى الأخفش الأوسط يسبق الكوفيين المتأخرين الى التمسك بشواذ القراءات والاستدلال عليها من كلام العرب وأشعارهم . وفي الحق أن بصريي القرن الثالث هم الذين طعنوا في بعض القراءات ، وهي أمثلة قليلة لا يصح أن تتخذ منها ظاهرة ولا خاصة عامة ، وقد كانوا يصفونها بالشذوذ يؤولونها ما وجدوا الى التأويل سبيلاً . وكانوا لا يحتجون بالحديث النبوي ولا يتخذونه إماماً لشواهدهم وأمثلتهم لأنه رُوى بالمعنى إذ لم يكتب ولم يدون إلا في المائة الثانية للهجرة ، ودخلت في روايته كثرة من الأعاجم ، فكان طبيعياً أن لا يحتجوا بلفظه وما يجري في من إعراب ، وتبعهم نحاة الكوفة ، وفي ذلك يقول أبو حيان : إن الواضعين الأولين لعلم النحو المستقرئين للأحكام من لسان العرب كأبي عمرو بن العلاء وعيسى بن عمر والخليل ابن أحمد وسيبويه من أئمة الكوفيين لم يحتجوا بالحديث ، وتبعهم على هذا المسلك المتأخرون من الفريقين(3). وأما من حيث القياس والتعليل فقد توسعوا فيهما ، إذ طلبوا لكل قاعدة علة ، ولم يكتفوا بالعلة التي هي مدار الحكم فقد التمسوا

ص19

عللا وراءها . وقانون القياس عامٌ ، وظلالة مهيمنة على كل القواعد الى أقصى حد ، بحيث يصبح ما يخرج عليها شاذاً ، وبحيث تفتح الأبواب على مصاريعها لقياس على القاعدة مالم يسمع عن العرب ويحمل عليها حملاً ، فهي المعيار المحكم السديد .

وعلى هذه الشاكلة شادت البصرة صرح النحو ورفعت أركانه ، بينما كانت الكوفة مشغولة عن ذلك كله ، على الأقل حتى منتصف القرن الثاني للهجرة ، بقراءات الذكر الحكيم ورواية الشعر والأخبار ، وقلما نظرت في قواعد النحو إلا ما سقط الى بعض أساتذتها من نحاة البصرة إذ كانوا يتتلمذون لهم ويختلفون الى مجالس محاضراتهم وإملاءاتهم . وكان القدماء يعرفون ذلك معرفة دقيقة ، فنصوا عليه بعبارات مختلفة ، من ذلك قول ابن سلام : " وكان لأهل البصرة في العربية قدمة وبالنحو ولغات العرب والغريب عناية "(4) ويصرح ابن النديم في هذا المجال تصريحاً أكثر وضوحاً إذ يقول في حديثه عن نحاه الكوفة والبصرة : " إنما قدمنا البصريين أولاً ، لأن علم العربية عنهم أخذ "(5) . وحاول بعض المستشرقين أن يصلوا بين نشوء النحو في البصرة والنحو السرياني واليوناني والهندي غير أنه لا يمكن إثبات شيء من ذلك إثباتاً علمياً وخاصة أن النحو العربي يدور على نظرية العامل وهي لا توجد في أي نحو أجنبي ، وكل ما يمكن أن يقال إنه ربما عرف نحاة البصرة الأولون أن لبعض اللغات الأجنبية نحواً ، فحاولوا أن يضعوا نحواً للعربية راجعين في ذلك الى ملكاتهم العقلية التي كانت قد رقبت رقيباً بعيداً بتأثير ما وقفوا عليه من الثقافات الأجنبية ، وخاصة الفلسفة اليونانية وما يتصل بها من المنطق ، مما دعم عقولهم دعماً قوياً ، وجعلها مستعدة لأن تستنبط قواعد النحو وعلله وأقيسته .

ويظهر أنه كفل للبصرة من الصلة بهذه الثقافات في القرن الثاني للهجرة ما لم يكفل للكوفة . فقد كانت مرفأ تجارياً للعراق على خليج العرب . فنزلتها

ص20

عناصر أجنبية كثيرة اعدت في سرعة لوصلها يثقافاتها ، وأيضاً فإنها كانت أقرب من الكوفة الى مدرسة جند يسابور الفارسية التي كانت تدرس فيها الثقافات اليونانية والفارسية والهندية ، مما جعل جداول من تلك الثقافات تصب فيها ، ولذلك كان طبيعياً أن نجد بها أقدم المترجمين ، ونقصد ما سرجويه الذي عهد إليه عمر بن عبد العزيز بترجمة كتيب في الطب ، ولا نلبث أن نلتقي بابن المقفع الذي نشأ بها وتوفى سنة 143 للهجرة وكان يتقن الفارسية ، ويحذق العربية فترجم إليها أروع ما في الفارسية من كنوز تاريخية وأدبية ، كما ترجم كليلة ودمنة الهندية منها ، وكذلك منطق أرسططاليس.

وبذلك نفهم السر في أن عقل البصرة كان أدق وأعمق من عقل الكوفة وكان أكثر استعداداً لوضع العلوم ، إذ سبقتها الى الاتصال بالثقافات الأجنبية وبالفكر اليوناني وما وضعه أرسططاليس من المنطق وحدوده وأقيسته . ويمكن أن نلاحظ آثار ذلك في نشاط المباحث الدينية في البلدتين ، فقد عُنيت الكوفة بالفقه بينما عنيت البصرة بعلم الكلام ، وحقا أشاع أبو حنيفة في الفقه القياس والرأي أو الاجتهاد ، ولكن من يرجع الى كتب الفقه الحنفي حتى في العصور المتأخرة يلاحظ انه ينقصها دائماً شيء من التعميم والتعريف ووضع القواعد الكلية فباب البيع مثلا يفتح ، ولا يُصاغ له تعريف محدد ، ولا تذكر له أركان وشروط ، وإنما مسائل متناثرة يتوالى بعضها في إثر بعض . وهكذا دائماً في الفقه الحنفي يغلب أن يُفتح الباب على فروع دون اصول عقلية تضم شعبها الكثيرة . بينما علم الكلام يناقش مسائل كلية ، وهي مسائل ميتافيزيقية ، والمسألة تثار في ضوء تفكير فلسفي معقد ، مما يدل على صلة المتكلمين العميقة بالفلسفة اليونانية ، حتى لنرى الجاحظ يقول : " لا يكون المتكلم جامعاً لأقطار الكلام متمكناً في الصناعة يصلح للرياسة حتى يكون الذي يحسن من كلام الدين في وزن الذي يحسن من كلام الفلسفة "(6) .

فعقل كل من البلدتين كان مختلفاً : عقل مصبوغ بالصيغة الفلسفية المنطقية ،

ص21

وعقل لا يرتفع الى هذه المنزلة إلا في حدود ضيقة ، لذلك كان طبيعياً أن لا يصاغ الفقه الحنفي الكوفي صياغة علمية دقيقة ، بينما يصاغ النحو في أدق صورة علمية ممكنة على نحو ما سنرى في كتاب سيبويه ، وهي صياغة لم تستطع العصور التالية ان تضيف إليها إلا بعض تعريفات وبعض تسميات ، أما الاصول وأما القواعد والضوابط والأسس فإنها ظلت قائمة كالأطواد الراسخة .

ص22

_____________________

(1) المزهر للسيوطي (طبعة الحلبي) 1/ 211 .

(2) الفهرست ص 71 وما بعدها .

(3) الاقتراح للسيوطي (طبعة حيدر آباد) ص 17 والهمع 1/ 105 .

(4) ابن سلام ص 12 .

(5) الفهرست ص 102 .

(6) الحيوان (طبعة الحلبي) 2/ 134 .




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



العتبة العباسية تقدم دعوة لجامعة تكريت لمشاركة طلبتها في حفل التخرج المركزي للطلبة
العتبة العباسية تقدّم دعوة لجامعة الحمدانية لمشاركة طلبتها في حفل التخرج المركزي
العتبة العباسية تقدّم دعوة لجامعة نينوى لمشاركة طلبتها في حفل التخرج المركزي
العتبتان المقدستان الحسينية والعباسية تبحثان خطّة الحفل المركزي لتخرج طلبة الجامعات العراقية