أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-01-2015
4028
التاريخ: 8-02-2015
3135
التاريخ: 20-01-2015
3674
التاريخ: 12-02-2015
2999
|
لا شك ان الامومة وظيفة تُكلّف بها المرأة بسبب طبيعتها التكوينية، وبسبب قدرتها على منح الحب والحنان لوليدها الصغير. ولا شك ان الام توفّر لوليدها الأمان من المحيط المجهول الذي يرى نفسه فيه. واكثر الامهات منحاً للأمان هي الأم التي تصمم حياتها على اساس العلم والمعرفة. فهنا تحاول الأم العارفة ان تزرع في ذهن وليدها افكاراً صحيحة واقعية عن العالم الذي يعيش فيه طفلها، بينما تحاول الام الجاهلة ان تحشو ذهن وليدها بمعلومات اشبه ما تكون بالخرافات عن ذلك المحيط. ومن هنا نعلم اهمية الأم العارفة التي تضطلع بنقل ثقافتها الدينية الى أبنائها وبناتها. وقد كانت ام طالب (رضوان الله عليها) مثالاً رائعاً من امثلة الأمومة المصحوبة بالمعرفة والايمان. والدليل على ثقافتها التوحيدية هو:
1- دعاؤها عندما اخذها الطلق بجنينها علي (عليه السلام): «ربّ اني مؤمنة بك وبما جاء من عندك من رسل وكتب، واني مصدّقة بكلام جدّي إبراهيم الخليل، وانه بنى البيت العتيق، فبحقّ النبي الذي بنى هذا البيت وبحقّ المولود الذي في بطني لما يسرت عليّ ولادتي».
2- قولها عندما جاءت بابنها علي (عليه السلام) وليداً: «اني فضلّت على من تقدمني من النساء لان آسية بنت مزاحم عبدت الله سراً في موضع لا يحب الله ان يعبد فيه الا اضطراراً، وان مريم بنت عمران هزّت النخلة اليابسة بيدها حتى أكلت منها رطباً جنياً، واني دخلت بيت الله الحرام فأكلت من ثمار الجنة وأرزاقها...» .
3- ما فعله رسول الله (صلى الله عليه واله) عند وفاتها قائلاً بأنها أمّه بعد أمّه التي ولدته.
ولو حللنا قولها عند ولادتها ابنها علياً (عليه السلام) للاحظنا بأن لديها علماً ابراهيمياً حول الانبياء والظروف التي مرّوا بها من ابراهيم الخليل (عليه السلام) وحتى عيسى (عليه السلام). ولا شك ان الديانة الابراهيمية التوحيدية كان يؤمن بها الثلّة الطيبة من بني هاشم من اجداد رسول الله (صلى الله عليه واله) كعبد المطلب وأبي طالب وعبد الله ابي النبي (ص).
وبكلمة، فان ثقافة ام طالب الابراهيمة التوحيدية لم يكن امراً خارجاً عن مقتضيات سلالة النبوة ودوحة المصطفى (ص). ولا شك ان تلك الثقافة التأريخية حول الانبياء (عليه السلام) وذلك الايمان بالله الواحد الاحد كان لهما الاثر البالغ على طهارة علي (عليه السلام) وصلابة منشأه وحسن توجهه، وهو لا يزال غضّاً صغيراً يرضع من امه معاني الحكمة والتوحيد.
وبطبيعة الحال، فان الأبوين يحاولان دائماً تربية أبنائهما بما يتناسب وقيمهما المذهبية. فاذا كانا يؤمنان بالتوحيد نشأ ابنهما موحِّداً، واذا كانا يؤمنان بالشرك نشأ مشركاً. وكانت فاطمة بنت أسد (رضوان الله عليها) تحاول ان تبني اولادها على اساس الطهارة والتبرأ من عبادة الاوثان، وعلى اساس تحمل المسؤولية في اخيار عقيدتهم الدينية التوحيدية وعلى اصل طاعة الأبوين. ومن هنا ندرك ان التعلم الاجتماعي الذي استقاه علي (عليه السلام) من امه في السنوات الست الاولى من حياته كان نابعاً من مصدر توحيدي نقي. ومن الطبيعي فعندما يحاول الطفل اكتشاف الاشياء والاحداث في حياته المبكرة، فان سلوكه سيكون محدوداً بحدود سلوك افراد عائلته الصغيرة بالعموم وسلوك امه بالخصوص. ولذلك فان أي تأثير لام طالب على ابنها علي (عليه السلام) يفهم على اساس انه تأثيرٌ له جذور ابراهيمية توحيدية، وليست له جذور وثنية بالمرة.
|
|
صنع الذكريات والتفكير يدمر الدماغ.. دراسة تشرح السبب
|
|
|
|
|
الصين.. عودة كاسحتي الجليد إلى شنغهاي بعد انتهاء بعثة استكشافية إلى القطب الجنوبي
|
|
|
|
جامعة الكفيل تكرم الفائزين بأبحاث طلبة كلية الصيدلة وطب الأسنان
|
|
مشروع التكليف الشرعي بنسخته السادسة الورود الفاطمية... أضخم حفل لفتيات كربلاء
|
|
ضمن جناح جمعيّة العميد العلميّة والفكريّة المجمع العلمي يعرض إصداراته في معرض تونس الدولي للكتاب
|
|
جامعة الكفيل تعقد مؤتمرها الطلابي العلمي الرابع
|