الأربـاح

الربح (Profit) هو العائد الصافي أو دخل المنظم الذي ينجح في جعل تكاليفه الكلية أقل من ايراده الكلي ، وقد اعتبر بعض الاقتصاديين الربح مكافأة للمخاطر التي تحيط برأس المال المستثمر وذلك فهو نوع من أنواع التكاليف المعتـاد تقديرها مقدماً .

اذا مول المنتج مشروعه من أرباحه المتحققة في العمليات الانتاجية السابقة وكان في الوقت نفسه مشرفاً على جزء من العمليات الانتاجية ، فان المخاطر المتوقعة هي ليست مخاطر منتج بل تعتبر مخاطر ممول أو مخاطر مالك البضاعة ، كما وان تفادي مخاطر العمل والإنتاج هو جزء من أعمال المنتج المشرف على عمليات الانتاج وهي تعتبر (أي تفادي المخاطر) أرباح محققة له.

وبالنسبة للمنتج الذي يشرف على الانتاج ويشارك في جزء من العمل بنفسه كعامل ويحتسب لهذه المشاركة في العمل أجراً ما ، فإن الدخل المتحقق لديه هو دخل الأجر وليس دخل المنتج.

أما الربح كعائد فيختلف عن العوائد الأخرى ( الأجور ، الريع والفائدة ) التي تعتبر مدفوعات تعاقدية وأنها متحققة وموجبة في الأحوال الانتاجية للمشروع كآفة ، بينما الربح يعد مدفوعاً متبقياً وأنه من المحتمل أن يكون سالباً وهذا يعني أن المالك يمكن أن يخسر بعض رأسمـاله.

أنـواع الربـح    

ينبغي التمييز بين الربح الاقتصادي (Economic Profit) والربح المحاسبي (Accounting Profit) ، فالأخير هو الفرق بين الإيراد الكلي والانفاق الكلي (التكاليف الظاهرة) خلال مدة معينة ، ويضم الإنفاق جميع المدفوعات الفعلية أو المدفوعات النقدية المسجلة في الدفاتر المحاسبية كالأجور والمواد الأولية والاندثار.

وهنا يكمن الفرق بين الربحين ، فالتكاليف بالمنظور الاقتصادي لا تقتصر على التكاليف الظاهرة وإنما تتضمن التكاليف الضمنية التي تتكون من عوامل الانتاج التي يمتلكها صاحب المشروع ، كاستخدامه لخدمته الشخصية في ادارة مشروعه أو استخدامه لأرضه الخاصة أو رأس ماله الخاص ، وهو ما يعني أن التكاليف من وجهة نظر الاقتصادي هي أكبر من التكاليف من وجهة نظر المحاسب ، لذا فان الربح الاقتصادي من وجهة النظر الاقتصادية هو الفرق بين الايرادات الكلية والتكاليف الاقتصادية (الظاهرة والضمنية) ، وبذا يكون الربح الاقتصادي أقل من الربح المحاسبي ما دامت التكاليف الاقتصادية أكثر من التكاليف المحاسبية .