المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

علوم اللغة العربية
عدد المواضيع في هذا القسم 2652 موضوعاً
النحو
الصرف
المدارس النحوية
فقه اللغة
علم اللغة
علم الدلالة

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
التفريخ في السمان
2024-04-25
منخبر رع سنب يتسلَّم جزية بلاد النوبة.
2024-04-25
منخبر رع سنب الكاهن الأكبر للإله آمون.
2024-04-25
أمنمحاب يخرج للصيد وزيارة حديقته.
2024-04-25
الوظائف العليا والكهنة.
2024-04-25
نظم تربية السمان
2024-04-25

الأفعال التي تنصب مفعولين
23-12-2014
صيغ المبالغة
18-02-2015
الجملة الإنشائية وأقسامها
26-03-2015
اولاد الامام الحسين (عليه السلام)
3-04-2015
معاني صيغ الزيادة
17-02-2015
انواع التمور في العراق
27-5-2016


تاريخ البحوث اللغوية في الثقافة العربية  
  
1290   11:10 صباحاً   التاريخ: 28-11-2018
المؤلف : د. علي عبد الواحد وافي
الكتاب أو المصدر : علم اللغة
الجزء والصفحة : ص68- 79
القسم : علوم اللغة العربية / علم اللغة / ماهية علم اللغة /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 28-11-2018 7332
التاريخ: 28-11-2018 1118
التاريخ: 22-2-2019 859
التاريخ: 22-2-2019 1910

تاريخ البحوث اللغوية في الثقافة العربية
ترجع أهم البحوث اللغوية في الثقافة العربية إلى الفروع الآتية:
1- النحو والصرف: أما النحو فكان الغرض الأساسي منه في مبدأ الأمر ضبط القواعد التي يسير عليها إعراب المفردات؛ ليسهل تعلمها وتعليمها, واحتذاؤها في الحديث والكتابة، ولتعصم الناس من اللحن الذي أخذ يتفشى منذ صدر الإسلام, من جرّاء تطور اللغة واختلاط العرب بالعجم, ثم أخذ نطاق هذ العلم يتسع قليلًا قليلًا, وأخذ علماؤه يعرضون لكثير من الموضوعات المتصلة بأجزاء الجملة وترتيبها، وأثر كل جزء منها في الآخر، وعلاقة هذه الأجزاء بعضها ببعض، وطريقة ربطها، وأنواع الجمل، وعلاقة الجمل التي تتألف منها العبارة بعضها ببعض، وأقسام الكلمة، وأنواع كل قسم منها، ووظيفته في الدلالة، حتى شمل جميع البحوث التي يطلق الفرنجة على مثلها اسم "السنتكس التعليمي"، أي: "علم التنظيم التعليمي".
وأما الصرف فموضوعه ضبط القواعد المتصلة بأوزان الكلمات العربية واشتقاقها وتصريفها, وتغير أبنيتها بتغير المعنى, وما يتصل بذلك من البحوث التي يطلق الفرنجة على مثلها اسم "المورفولوجيا التعليمية", أي: "علم البنية التعليمي.
وقد كانت العناية في المبدأ مقصورة على البحوث النحوية، وظل الأمر كذلك حتى أواخر القرن الأول الهجري, ثم أخذ العلماء يعالجون
ص68
بعض مسائل الصرف استطرادًا, وفي خلال دراستهم لمسائل النحو, ثم أخذت مسائل الصرف تنفصل شيئًا فشيئًا عن مسائل النحو، وتدرس على حدة، حتى تَكَوَّنَ منها علم متميز, غير أن هذا العلم لم يستقل تمام الاستقلال عن النحو, فلا تزال طائفة كبيرة من مسائله ممتزجة بالنحو, ولم ينفك الباحثون إلى عهد قريب ينظرون إلى الشعبتين نظرتهم إلى علم واحد, ويعالجون مسائلهما في مؤلفات واحدة(1).
ويرجع الفضل في النهوض بهاتين الشعبتين إلى عدد كبير من أعلام الباحثين بالبصرة والكوفة وبغداد ومصر وغيرها في العصرين الأموي والعباسي، ومن أشهرهم: أبو الأسود الدؤلي -واضع النحو بإرشاد الإمام علي بن أبي طالب, وعنبسة الفيل، وعبد الرحمن بن هرمز الأعرج، ونصر بن عاصم، ويحيى بن يعمر، وميمون الأقرن، وعبد الله ابن إسحاق الحضرمي، والأخفش الأكبر، وأبو عمرو بن العلاء, وجميع هؤلاء من قدامى الباحثين من البصريين، ولم يصل إلينا شيء يعتد به من مؤلفاتهم, وعيسى بن عمر الثقفي, وكان على رأس جماعة يرجع إليه الفضل في نقل هذا العلم إلى الكوفة، ويقال: إنه ألف في نحو البصريين أكثر من سبعين مجلدًا منها كتابا "الجامع" و"الإكمال", ولكن لم يصل إلينا شيء يعتد به من مؤلفاته, وأبو جعفر الرؤاسي, صاحب كتاب "الفيصل" في نحو الكوفيين، وأبو مسلم معاذ الهراء, وكلاهما من قدامى الباحثين من الكوفيين, والخليل بن أحمد الذي يرجع إلى جهوده القيمة, ومؤلفاته الجليلة, وعبقريته النادرة, أكبر قسط من الفضل في النهوض بهاتين الشعبتين وغيرهما من شعب البحوث اللسانية, وأعضاء مدرسة المحدثين من البصريين الذي كان على رأسهم سيبويه -أشهر أئمة النحو وصاحب "الكتاب"، الذي صار إمامًا لكل الباحثين من بعده، ثم الأخفش الأوسط -شارح "كتاب" سيبويه.
ص69
ثم أبو علي الفارسي, وأبو القاسم الزجاج, وقد كتب كلاهما كتبًا مختصرة للمتعلمين يحذو فيها حذو سيبويه، ثم المازني والسجستاني ثم المبرد, ومدرسة المحدثين من الكوفيين الذين كان على رأسهم الكسائي ثم الفراء, صاحب كتاب "الحدود"، ثم ابن السكيت وابن سلام، ثم ثعلب, وقد حدث بين هذه المدرسة ومدرسة المحدثين من البصريين خلاف في طائفة كبيرة من المسائل, وفي إعراب كثير من آي القرآن، ونشأت بينهما مساجلات طريفة, فاضت بها كتب الأخبار, وابن خالويه صاحب "كتاب ليس" و"رسالة في إعراب ثلاثين سورة من القرآن"، وابن جني "صاحب كتب "سر الصناعة" في النحو, و"شرح تصريف المازني" و"اللمع" في النحو, و"المحتسب" في إعراب الشواذ، و"علل التثنية".. وغيرها, وجماعة المتأخرين الذين جاءوا بمذهبهم في الاختصار والاستيعاب لجميع أبواب العلم، فوضعوا أهم كتب النحو والصرف, وأكملها وأدقها وأكثرها تهذيبًا وتنقيحًا، ومن أشهرهم: الزمخشري "صاحب "المفصل" في النحو, وابن الحاجب "صاحب "الكافية" و"الشافية" في النحو والصرف، وابن معطي "صاحب ألفية في النحو"، وابن مالك "صاحب كتاب "التسهيل" و"الكافية الشافية" و"الألفية" الشهيرة"، وعز الدين الزنجاني, صاحب كتاب "تصريف العزى"، والسكاكي "صاحب كتاب "مفتاح العلوم" في النحو والصرف والبلاغة والعروض، وابن هشام, صاحب كتب "القطر" و"التوضيح" و"الشذور" و"المغني" ... وغيرها, وهو أكثر المتأخرين مؤلفات وأدقهم بحثًا(2).
3- علوم البلاغة، التي تشمل ثلاثة بحوث: المعاني, وموضوعه: بيان ما ينبغي أن يكون عليه الأسلوب العربي ليطابق مقتضى الحال
ص70
وليعبر عن المراد أبلغ، والبيان, وموضوعه: شرح المناهج التي يسلكها الأسلوب العربي في استخدام التشبيه والمجاز والكناية، والبديع, وموضوعه: دراسة المحسنات المعنوية واللفظية التي يحتملها الأسلوب العربي؛ فموضوعات البحوث الثلاثة ترجع إلى ما يسميه المحدثون من علماء الفرنجة "الستيليستيك التعليمي" أي "علم الأسلوب التعليمي".
وقد كتب المتقدمون بعض بحوث في هذه العلوم؛ فمن ذلك "مجاز القرآن" لأبي عبيدة، و"إعجاز القرآن" للجاحظ، و"البديع" لابن المعتز(3), وبعض آراء للمبرد في الأغراض البلاغية لتوكيد الكلام، وبعض بحوث لقدامة بن جعفر, عَقَّبَ بها على بديع ابن المعتز, وحاول فيها تكملته, ولكن أول من تصدى لاستيعاب هذه البحوث الثلاثة في مؤلف مستقل, هو أبو هلال العسكري في كتابه "الصناعتين", ثم جاء من بعده عبد القاهر الجرجاني فميز بحوث المعاني من بحوث البيان، وردَّ مسائل كل منهما إلى قواعد مضبوطة سهلة المأخذ، فكان بذلك المنشئ الحقيقي لهذين العلمين(4), ثم خلف من بعده خلف من الأعاجم كتبوا في هذه العلوم بأساليب ركيكة أساءت إلى البلاغة أكثر مما أحسنت إليها, ومن هؤلاء السكاكي الذي وقف قسمًا كبيرًا من كتابه "مفتاح العلوم" على المعاني والبيان البديع، والخطيب القزويني الذي لخص هذا القسم في كتابه "تلخيص المفتاح".
3- علوم القراءات، وموضوعها: بيان الوجوه التي قرئت بها آي الذكر الحكيم, وقد ظلت موضوعات هذه البحوث يأخذها الناس عن القراء عن طريق التلقين، حتى جاء العصر العباسي، فعكف العلماء
ص71
على تدوينها، وضبط قواعدها، ونقد أسانيدها, فقطعوا بها شوطًا كبيرًا في سبيل الكمال, وأهمية هذه البحوث من الناحية اللغوية ترجع إلى الأمرين الآتيين:
أولًا: أنها توقفنا على كثير من نواحي اللهجات العربية في صدر الإسلام, وذلك أن اختلاف القراءات يرجع بعض أسبابه إلى اختلاف العرب في لهجاتها, وإلى أن الرسول -عليه السلام- كان يقرأ القرآن لكل قبيلة، بوحي من الله تعالى، بالطريقة التي تتفق مع لهجتها.
ثانيًا: أن معظم المؤلفات في القراءات قد اشتملت على بحوث دقيقة قيمة في أصوات اللغة العربية وطبيعتها وصفاتها وأنواعها ومخارجها، والمد وأحكامه ومدته، والغن وضروبه، وتأثر أصوات الكلمة أو الكلمات المتجاورة بعضها ببعض, وما إلى ذلك من مسائل "الفونيتيك" الخاصة باللغة العربية (5).
4- أدب اللغة وتاريخ الأدب والنقد الأدبي, نهضت هذه الفروع نهضة كبيرة في العصر العباسي، ولم تنفك منذ ذلك العهد إلى الآن، موضع عناية الباحثين من العرب وغيرهم، حتى أصبحت المكتبة العربية من أغنى مكتبات العالم في هذه الناحية، وأصبحت مراجع هذه الفروع من أكبر المراجع عددًا، وأوسعها نطاقًا، وأجلها قيمة(6).
5- متن اللغة، وتنقسم مؤلفاته ثلاثة أقسام:
أ- معجمات ترمي إلى شرح المفردات، فترتب الكلمات ترتيبًا خاصًّا ليسهِّلَ على مَن يريد الوقوف على معنى أي كلمة الرجوع إليها
ص72
في موطنها, وأول من عمل على تدوين معجم شامل من هذا القبيل هو الخليل بن أحمد؛ فقد وضع كتابه "العين"، ورتب كلماته حسب ترتيبها في مخارج أول حروفها, متبدئًا بأقصى الحلق -ولذلك بدأه بحرف العين الذي سمي الكتاب باسمه- ومنتهيًا بالشفتين, غير أنه يظهر أن المنون قد عاجلته قبل إتمامه، فأكمله جماعة بعد وفاته بأكثر من نصف قرن, وظهر بعد ذلك معجم "الجمهرة" لابن دريد، وقد جمع مواده من كتاب العين ومن كتب أخرى للأصمعي وأبي عبيدة وغيرهما، ورتَّبَ مفرداته حسب ترتيب حروف الهجاء من الهمزة إلى الياء, وألَّف الأزهريّ أبو منصور محمد بن أحمد معجمه "التهذيب", على ترتيب الخليل لكتابه العين في عشر مجلدات, وألف الصاحب بن عباد معجمه "المحيط" في سبعة مجلدات، وأحمد بن فارس "المجمل"، والجوهري "الصحاح" الذي جمع فيه أربعين ألف مادة، والفيروزابادي "القاموس المحيط", والزمخشري "أساس البلاغة"، والصغاني "تكملة الصحاح" و"العباب", ثم جمعها في كتاب واحد سماه "مجمع البحرين", وابن منظور المصري "لسان العرب" الذي ضمنه معظم ما كتب قبله في هذا الباب، والمقري "المصباح المنير"، والرازي "مختار الصحاح" الذي اختصر فيه صحاح الجوهري ... وغير ذلك كثير(7).
وهذا النوع من المعجمات قليل الفائدة للباحث في علم اللغة, وذلك أن مؤلفيها قد وجهوا كل عنايتهم إلى ذكر معاني الكلمات, والاستشهاد أحيانًا بالقرآن والحديث والمأثور من كلام العرب, ولكنهم أغفلوا إغفالًا تامًّا تعقب معاني كل كلمة في مراحل حياتها، وشرح تطورها في مختلف العصور، وبيان الأصول التي انحدرت منها،.. وما إلى ذلك من مسائل "الليكسيولوجيا" والإيتيمولوجيا"
ص73
التي تشغل الآن أكبر حيز في المعجمات الإفرنجية الحديثة، وتهم كثيرًا طوائف الباحثين في علم اللغة, هذا إلى أن معظم هذه المعجمات العربية لم يتبع نظامًا معينًا في ترتيب معاني الكلمة، فخلط بين الحقيقي منها والمجازي، والقديم والحديث، كما خلط بين المعاني في مختلف لهجات العرب، فأصبح البحث فيها شاقًّا، وجاءت مضللة في مواطن كثيرة(8).
ب- معجمات ترمي إلى بيان المفردات الموضوعة لمختلف المعاني؛ فترتب المعاني بطريقة خاصة, وتذكر الألفاظ التي تقال للتعبير عن كل معنًى منها, فنجد أبوابها مرتبة على مثل هذا الوضع: خلق الإنسان، الحمل والولادة، الرضاع والفطام، الغذاء السيء للولد، أسنان الأولاد وتسميتها في المراحل المختلفة، شخص الإنسان وقامته وصورته، صفات الرأس، قلة الشعر, وتفرقه في الرأس ... وهلم جرَّا. وتذكر في كل باب المفردات التي تعبر عن موضوعه، مرتبة ترتيبًا خاصًّا، ومبينة مدلولاتها ومواطن استعمال كل منها.
فالقسم الأول من المعجمات يحتاج إليه من يعرف اللفظ ويرغب في الوقوف على معناه، على حين أن هذ القسم يحتاج إليه من يعرف المعنى, ويرغب في الوقوف على الألفاظ الموضوعة له.
ومن أشهر ما ألف من معجمات هذا القسم خمسة كتب: أولها: "كتاب الألفاظ" لابن السكيت, وهو أقدم ما ألف من هذا النوع(9)،
ص74
وثانيها: "الألفاظ الكتابية" للهمذاني, المتوفى سنة 227هـ، وثالثها: "مبادئ اللغة" للإسكافي, المتوفى سنة 421هـ؛ ورابعها: "فقه اللغة" للثعالبي, في مجلد واحد صغير(10)، وخامسها: "المخصص" لابن سيده(11), في سبعة عشر جزءًا، وهو أدقها دراسة، وأحسنها تنسيقًا، وأكثرها استيعابًا لمسائل البحث.
وقد تناول كلا الكتابين الأخيرين، في أثناء دراسته لمسائله الأساسية، بعض بحوث من فصيلة أخرى سنعرض لها عند كلامنا عن بحوث فقه اللغة(12).
جـ- رسائل في طوائف خاصة من الألفاظ أو المعاني؛ ككتاب أبي حنيفة في الأنواء والنبات، وكتب يعقوب في النبات والأصوات والفرق، وكتب أبي حاتم في الأزمنة والحشرات والطير، وكتب الأصمعي في السلاح والإبل والخيل، وكتب أبي زيد في المطر واللبأ واللبن والعزائز والجرائم(13)، وشرح غريب الحديث للجزري، وكتاب الأضداد في اللغة للأنباري(14)، وكتاب نجعة الرائد وشرعة الوارد في المترادف والمتوارد(15). ومن هذا النوع كذلك المعجمات الفلسفية
ص75
والعلمية وما إليها، ككشاف اصطلاحات الفنون للتهانوي، والتعريفات للجرجاني، والكليات لأبي البقاء ... وهلم جرا(16).
وهذا النوع من المعجمات كان أسبق في الظهور من النوعين السابقين؛ فقد ظهر بعض كتب منه في صدر العصر العباسي.
6- بحوث في "فقه اللغة العربية" وبعض مسائل من "علم اللغة العام"(17):
فمن ذلك دراسة الأصمعي للاشتقاق في اللغة العربية.
ومعظم البحوث التي ضمنها ابن فارس(18) كتابه "الصاحبي: في فقه اللغة وسنن العرب في كلامها"، كبحثه في: نشأة اللغة العربية(19)، وخصائص اللسان العربي، واختلاف لغات العرب، ولغات العامة من العرب، والقياس والاشتقاق في اللغة العربية، وآثار الإسلام في اللغة العربية، وأسماء الأشخاص ومأخذها, والمترادف، وحروف الهجاء العربية، وحروف المعنى، وسنن العرب في حقائق الكلام والمجاز والنحت والاشتراك ... وهلم جرا.
والبحوث التي ضمنها ابن جني(20) كتابه "الخصائص": كبحثه
ص76
في أصل اللغة, وهل هي إلهام أم إصلاح(21)، والقول في هذه اللغة أفي وقت واحد وضعت أم تلاحق تابع منها بفارط، والاطراد والشذوذ، ومقاييس العربية، والألفاظ والمعاني في اللغة العربية، وتعليل ظواهر اللغة, ومدى قصد العرب لهذه العلل، والقياس في كلام العرب، وتركيب اللغات، واختلاف اللهجات، واتفاق اللفظين واختلاف المعنيين، والاشتقاق الأكبر، وتصاقب الألفاظ لتصاقب المعاني، وأساس الألفاظ أشباه المعاني(22) ... وهلم جرا.
وبعض البحوث التي عرض لها ابن سيده في مقدمة كتابه المخصص؛ كالبحث في نشأة اللغة العربية(23)، والتي عرض لها في الأجزاء الأخيرة من هذا الكتاب؛ كالبحوث المتعلقة بالتضاد، والترادف، والاشتراك، والاشتقاق، والتعريب والمجاز، والممدود والمقصور، والتذكير والتأنيث، وإبدال الحروف بعضها من بعض ... وهلم جرا.
وبعض بحوث قليلة ضمنها الثعالبي كتابه "فقه اللغة"؛ كالبحث فيما يجري مجرى الموازنة بين العربية والفارسية "أسماء فارسيتها ميتة, وعربيتها محكية مستعملة، أسماء عربية يتعذر وجود فارسية أكثرها، أسماء قائمة في لغة العرب والفرس على لفظ واحد، أسماء تفردت بها الفرس دون العرب, فاضطرت إلى تعريبها أو تركها كما هي، ما نسبه بعض الأئمة إلى اللغة الرومية"(24).
والبحوث التي ضمنها أبو منصور الجواليقي(25) كتابه "المعرب
ص77
من الكلام الأعجمي, ودرس فيها نشأة التعريب وشروطه، وذكر معظم الألفاظ المعربة مرتبة على حسب حروف الهجاء.
والبحوث القيمة التي ضمنها السيوطي(26) كتابه "المزهر"، كالبحث في: نشأة اللغات، والمصنوع والفصيح، والحوشي والغرائب والشوارد والنوادر، والمستعمل والمهمل، وتداخل اللغات، وتوافق اللغات، والمعرب، والمولد, وخصائص اللغة، والاشتقاق، والمشترك والترادف، والتضاد، والحقيقة والمجاز، والعام والخاص، والمطلق والمقيد، والإبدال، والقلب، والنحت، وما اختلفت فيه لغة الحجاز ولغة تميم، والتصحيف، والتحريف، والأسماء والكنى والألقاب ... وهلم جرا.
والبحوث التي ضمنها شهاب الدين الخفاجي(27) كتابه "شفاء العليل فيما في كلام العرب من الدخيل".
والبحوث التي ضمنها أحمد فارس الشدياق(28) كتابه "سر الليال في القلب والإبدال"، وخاصة ما ورد فيه بصدد العلاقة بين أصوات الكلمة ومعانيها، ودلالة الحروف في لفظ ما على أصل معنوي كيفما اختلف ترتيبها، ورجع الكلمات إلى أصولها ... وما إلى ذلك.
والبحوث الحديثة التي قام بها طائفة من المستشرقين وغيرهم بهذا الصدد؛ كبحوث اليازجي في كتابه "اللغة والعصر" ومباحث الكرملي, والبحوث التي كتبها أعضاء مجمع اللغة العربية بمصر في مجلة المجمع. 
ص78
___________________
(1) ولكن جرت عادة معظمهم أن يفرد لكل منهما أبوابًا على حدة.
(2) وقد شهد بذلك العلامة ابن خلدون في مقدمته؛ إذ يقول بصدد كتابه المغني: "استوفى فيه أحكام الإعراب مجملة ومفصلة, وتكلم عن الحروف والمفردات والجمل, وحذف ما في الصناعة من المنكر في أكثر أبوابها، وأشار إلى نكت إعراب القرآن كلها ... فوقفنا منه على علم جم يشهد بعلوّ قدره في هذه الصناعة, ووفور بضاعته منها ... وقوة ملكته واطلاعه".
(3) جمع ابن المعتز نحو سبعة عشر نوعًا من المحسنات سماها: البديع, ولم تكن جميعها في الواقع من المحسنات البديعية، بل كان من بينها بعض مسائل البيان؛ كالاستعارة والكناية.
(4) كتب عبد القاهر كتابيه "دلائل الإعجاز" و"أسرار البلاغة", وقد وقف معظم فصول الأول على المعاني, ومعظم فصول الثاني على البيان.
(5) انظر تفصيل الكلام في موضوع القراءات بكتابنا "فقه اللغة" الطبعة السابعة بصفحتي 122، 123.
(6) لضعف العلاقة التي تربط هذه البحوث بموضوعنا لم نر كبير حاجة للكلام عن تاريخها وأشهر المؤلفين فيها كما فعلنا في الفروع السابقة.
(7) انظر تفصيل الكلام في هذا النوع من المعجمات بكتابنا "فقه اللغة" الطبعة السابعة صفحات 282-294.
(8) يستثنى من ذلك بعض معجمات قديمة حرصت نوعًا ما على التفرقة بين الحقيقة والمجاز "أساس الزمخشري مثلًا", وبعض معجمات حديثة سارت من بعض الوجوه على غرار المعجمات الأوربية في تنظيم الكلمات، وترتيب معانيها, وما إلى ذلك, ومن هذه الطائفة "محيط المحيط" لبطرس البستاني، و"أقرب الموارد" للشرتوني، و"البستان" لعبد الله البستاني.
(9) هو العلامة أبو يوسف يعقوب بن إسحق السكيت، توفي عام 243 أو 246 هـ في خلافة المتوكل, وقد راجع "كتاب الألفاظ" ونقَّحَه وشرح شواهده وكملها, وعلَّقَ عليه الخطيب التبريزي شارح ديوان الحماسة، وضمَّنَ هذا كله كتابًا سماه: "كنز الحفاظ في تهذيب الألفاظ" أي: في تهذيب "كتاب الألفاظ" لابن السكيت، وقد عثر بمكتبة ليدن على نسخة خطية من هذا الكتاب الأخير، فأشرف على طبعها بالمطبعة الكاثوليكية ببيروت جماعة من الآباء اليسوعيين, على رأسهم الأب لويس شيخو، بعد أن أضافوا إليها كثيرًا من التعليقات اللغوية الهامة, وذيلوها بشروح وإصلاحات وفوائد وفهارس كبيرة القيمة.
(10) هو أبو منصور عبد الملك بن محمد الثعالبي, ولد في نيسابور عام 350هـ, وتوفي عام 429هـ، وله مؤلفات كثيرة قيمة في مختلف فروع العلوم اللسانية, وفي تسمية كتابه هذا بفقه اللغة شيء كثير من التجوز، وذلك أنه ليس فيه ما يصح تسميته فقه اللغة بالمعنى الذي شرحناه في الفقرة الأولى من هذا التمهيد, إلّا نحو خمس عشرة صفحة "الباب التاسع والعشرون". أما ما عدا ذلك فمتن لغة مرتب حسب فصائل المعاني.
(11) هو أبو الحسن عليّ بن إسماعيل المتوفى عام 458هـ.
(12) ص76-78.
(13) ذكر هذه الكتب صاحب المخصص من بين الكتب التي رجع إليها في مؤلفه -انظر الجزء الأول من المخصص صفحتي 11، 12.
(14) هو محمد بن القاسم محمد بن بشار الأنباري، جمع في كتابه هذا طائفة كبيرة من الألفاظ التي يطلق كل منها على المعنى وضده, وشرحها شرحًا وافيًا مستشهدًا بما ورد بصدها في كلام العرب شعره ونثره.
(15) كتاب حديث للشيخ إبراهيم اليازجي اللبناني، ضمنه طائفة من الألفاظ المترادفة في مختلف الشئون, وطبع بمطبعة المعارف عام 1904.
(16) انظر أمثلة أخرى من هذا النوع من المعجمات في كتابنا "فقه اللغة", الطبعة السابعة صفحات 279-281.
(17) انظر المعنى الذي نقصده من "فقه اللغة العرية", و"علم اللغة الام", بصفحتي 15، 16.
(18) هو أبو الحسين أحمد بن فارس بن زكريا القزويني، من أشهر أئمة اللغة في القرن الرابع الهجري.
(19) درس ابن فارس هذا الموضوع من وجهة نظر ضيقة، فتساءل: هل اللغة العربية توقيف أم اصطلاح، وذهب إلى أنها توقيف بدليل قوله تعالى: ﴿وَعَلَّمَ آَدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا﴾, وهو بذلك يظن أن اللغة العربية نشأت مع الإنسان الأول, وجميع من عرضوا لهذا الموضوع من مؤلفي العرب لم يتجاوز بحثهم هذا النطاق الساذج ما عدا ابن جني ومن نهج نهجة كما سنذكر ذلك.
(20) هو أبو الفتح عثمان بن جني, ولد عام 330, وتوفي عام 392هـ, وهو من أشهر علماء النحو واللغة وأدقهم بحثًا وأكثرهم إنتاجًا.
(21) عرض ابن جني مختلف الآراء بهذا الصدد, ومنها آراء ذهب إلى مثلها كثير من علماء الفرنجة في العصور الحديثة, وناقشتها مناقشة متزنة حكيمة تشهد بسعة اطلاعه وقوة تفكيره.
(22) عرض ابن جني في الأبواب الثلاثة الأخيرة من الجزء الأول من كتابه لموضوعات هامة في فقه اللغة, وهي دلالة الحروف في لفظ ما على أصل معنوي كيفما اختلف ترتيبها، والعلاقة بين أصوات الكلمة ومعانيها.
(23) انظر الجزء الأول بصفحات 3-6.
(24) تشغل هذه البحوث نحو خمس عشرة صفحة فقط من الباب التاسع والعشرين, كما سبقت الإشارة إلى ذلك بالتعليق الأول بصفحة 75.
(25) من علماء القرن السادس الهجري.
(26) جلال الدين السيوطي أسمى من أن يعرف به، فهو من أشهر مؤلفي العرب في جميع العلوم، ولد عام 849هـ, وكتابه المزهر من أجَلِّ ما ألف في فقه اللغة العربية, وهو في جزءين كبيرين.
(27) من علماء القرن الحادي عشر الهجري.
(28) من علماء القرن الثالث عشر الهجري.

 




هو العلم الذي يتخصص في المفردة اللغوية ويتخذ منها موضوعاً له، فهو يهتم بصيغ المفردات اللغوية للغة معينة – كاللغة العربية – ودراسة ما يطرأ عليها من تغييرات من زيادة في حروفها وحركاتها ونقصان، التي من شأنها إحداث تغيير في المعنى الأصلي للمفردة ، ولا علاقة لعلم الصرف بالإعراب والبناء اللذين يعدان من اهتمامات النحو. واصغر وحدة يتناولها علم الصرف تسمى ب (الجذر، مورفيم) التي تعد ذات دلالة في اللغة المدروسة، ولا يمكن أن ينقسم هذا المورفيم الى أقسام أخر تحمل معنى. وتأتي أهمية علم الصرف بعد أهمية النحو أو مساويا له، لما له من علاقة وطيدة في فهم معاني اللغة ودراسته خصائصها من ناحية المردة المستقلة وما تدل عليه من معانٍ إذا تغيرت صيغتها الصرفية وفق الميزان الصرفي المعروف، لذلك نرى المكتبة العربية قد زخرت بنتاج العلماء الصرفيين القدامى والمحدثين ممن كان لهم الفضل في رفد هذا العلم بكلم ما هو من شأنه إفادة طلاب هذه العلوم ومريديها.





هو العلم الذي يدرس لغة معينة ويتخصص بها – كاللغة العربية – فيحاول الكشف عن خصائصها وأسرارها والقوانين التي تسير عليها في حياتها ومعرفة أسرار تطورها ، ودراسة ظواهرها المختلفة دراسة مفصلة كرداسة ظاهرة الاشتقاق والإعراب والخط... الخ.
يتبع فقه اللغة من المنهج التاريخي والمنهج الوصفي في دراسته، فهو بذلك يتضمن جميع الدراسات التي تخص نشأة اللغة الانسانية، واحتكاكها مع اللغات المختلفة ، ونشأة اللغة الفصحى المشتركة، ونشأة اللهجات داخل اللغة، وعلاقة هذه اللغة مع أخواتها إذا ما كانت تنتمي الى فصيل معين ، مثل انتماء اللغة العربية الى فصيل اللغات الجزرية (السامية)، وكذلك تتضمن دراسة النظام الصوتي ودلالة الألفاظ وبنيتها ، ودراسة أساليب هذه اللغة والاختلاف فيها.
إن الغاية الأساس من فقه اللغة هي دراسة الحضارة والأدب، وبيان مستوى الرقي البشري والحياة العقلية من جميع وجوهها، فتكون دراسته للغة بذلك كوسيلة لا غاية في ذاتها.





هو العلم الذي يهتم بدراسة المعنى أي العلم الذي يدرس الشروط التي يجب أن تتوفر في الكلمة (الرمز) حتى تكون حاملا معنى، كما يسمى علم الدلالة في بعض الأحيان بـ(علم المعنى)،إذن فهو علم تكون مادته الألفاظ اللغوية و(الرموز اللغوية) وكل ما يلزم فيها من النظام التركيبي اللغوي سواء للمفردة أو السياق.



خلال الأسبوع الحالي ستعمل بشكل تجريبي.. هيئة الصحة والتعليم الطبي في العتبة الحسينية تحدد موعد افتتاح مؤسسة الثقلين لعلاج الأورام في البصرة
على مساحة (1200) م2.. نسبة الإنجاز في مشروع تسقيف المخيم الحسيني المشرف تصل إلى (98%)
تضمنت مجموعة من المحاور والبرامج العلمية الأكاديمية... جامعتا وارث الأنبياء(ع) وواسط توقعان اتفاقية علمية
بالفيديو: بعد أن وجه بالتكفل بعلاجه بعد معاناة لمدة (12) عاما.. ممثل المرجعية العليا يستقبل الشاب (حسن) ويوصي بالاستمرار معه حتى يقف على قدميه مجددا